حين علم محدثي أنني في طريقي إلى دنقلا ضمن برنامج تدشين الخط الملاحي الجديد لشركة تاركو للطيران.. الخرطوم دنقلا.. كان تعليقه.. زولكم دا.. ويعني بالطبع السيد ياسر يوسف والي الولاية الشمالية.. جرب الطريق فوجده صعبا ففكر في الطيران لحل مشكلته لا مشكلة المواطن.. قلت لمحدثي والدهشة تلفني.. لقد لفتّ نظري لمسألة مهمة لم أنتبه لها من قبل.. إذ أنني تعاملت مع مسألة تدشين هذا الخط باعتباره إنجازا يخدم المنطقة عموما.. ويسهم في توفير كثير من الوقت لمن هم في حاجة إليه.. كما يوفر كثيرا من الجهد لمن لا يطيقونه.. أما.. وهذا إنجاز يحسب لأي وال ولا شك.. وقد نبهتنا إلى أن ياسر يوسف قد جرب الطريق فوجده عصيا.. ثم وجد الحل في دعوة إحدى شركات الطيران لتسيير هذا الخط.. فهذا لعمري نهج نتمنى أن يتكرس لدى كل المسؤولين.. أنى لنا بمسؤول ما وجد اعوجاجا أو حتى ثغرة في مكان ما.. إلا وسارع بإيجاد المعالجة المطلوبة.. وليت السيد والي الشمالية يمضي بذات النهج في مواجهة المعضلات كافة التي تواجه الولاية.. ولئن كان الوالي.. بحكم حداثة عهده.. غير مسؤول عن نشوء تلك المعضلات.. فالمؤكد أنه مسؤول مسؤولية مباشرة عن إيجاد حلول ومعالجات لتلك المعضلات.. وقبل ذلك هو مسؤول بالضرورة عن اختيار النهج الذي سيتبعه في إيجاد تلك الحلول..! إذن.. الوقت الوجيز الذي قضيناه بالأمس في رحاب الولاية الشمالية.. وفي حاضرتها دنقلا.. ربما كشف لنا بعض جوانب سياسة الوالي الجديد.. مثلا.. يمكن القول إن الجولات الميدانية واللقاءات الحية والمباشرة مع المواطنين كانت هي السمة الغالبة على أداء الوالي ونهجه منذ توليه مهام منصبه في الولاية.. ولن يختلف اثنان في أن هذا نهج فعال.. في الاطلاع على الأحوال.. والحصول على المعلومات من مظانها.. ثم إنه فعال كذلك في تقليص الظل الإداري.. والأهم من كل هذا وذاك خلق قدر من الإحساس بالألفة بين المواطن وقيادته.. هذه الألفة هي أولى لبنات بناء الثقة بين القاعدة والقيادة.. وأحسب أن هذه كانت هي الفريضة الغائبة في حكم الولاية الشمالية.. ولا تزال..! ولئن كان البعض مشفقا على الوالي ياسر يوسف من واقع تخصصه الإعلامي.. فقد فات على هؤلاء أن سمتين مهمتين من سمات الإعلامي قد رافقتا ياسر وهو يخطو خطواته الأولى في إدارة الولاية.. أولاهما الحرص على الحصول على المعلومات وتحليلها وتصنيفها ثم توظيفها من بعد ذلك.. أما السمة الثانية لدى الإعلامي فهي الحرص على الأخذ بأسباب المعرفة من كل طرف.. لذا لم يكن غريبا أن نعلم أن ياسر قد قضى نحو أسبوع في العاصمة الاتحادية فقط في لقاء أقطاب الولاية ورموزها من مختلف الجهات والتخصصات والكيانات والأوزان.. لذا لم يكن غريبا أن الوالي الجديد قد هبط الولاية وهو يتأبط ما يرى أنها أولوياته.. ثم لم يكن غريبا أيضا أن يكون أول من يلتقيه من مسؤولي الولاية هو وزير الزراعة فيها.. ليبدأ عهده بقرار يقضي برفع المساحات المزروعة من 400 ألف فدان إلى مليون فدان.. أي بزيادة 600 ألف فدان.. وهو رهان يبدو أن الوالي الجديد قد ربحه بالفعل.. إذ حسم حتى الآن أمر 850 ألف فدان.. ومبروك لتاركو خطها الجديد.. ومبروك لمزارع الولاية مساحاته الجديدة.. ومبروك للولاية واليها الجديد..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد لطيف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست