لستُ أدري ما إذا كانت دولة الجنوب التي تُناصبنا العداء تستخدم (كادوكاً) شريراً تغِل به يدنا عن استخدام مبدأ المعاملة بالمثل المُقرّر في شرعتنا الربانية، بل وفي المواثيق والأعراف الدولية.
أقول ذلك بين يدي تعامل دولة الجنوب مع السودان، ففي حين تفتح بلادنا ذراعيها لاستقبال الملايين من مواطني تلك الدولة متحمّلة الكثير من الأعباء رغم فقرها المُدقع تجد دولة الجنوب لا تتوقّف عن استخدام كل أساليب القهر والإيذاء مع السودانيين الذين اضطرتهم ظروف الحياة إلى العيش في تلك البلاد منذ أن كانت جزءاً من أرضنا، بل إن جيشها يصر حتى بعد الانفصال على شن الغارات على بلادنا من المناطق الحدودية المجاورة وعلى تقتيل مواطنينا من قبيلة المسيرية، ونهب الآلاف من أبقارهم كما حدث عدة مرات خلال الأشهر القليلة الماضية مستغلاً ظرف نزع السلاح من أفراد تلك القبيلة.
لم يكتفوا بذلك، بل ظلوا رغم فقرهم وجوعهم وحروبهم القبلية الطاحنة وفشلهم في إدارة دولتهم البائسة، يدعمون أتباعهم في الحركة الشعبية (قطاع الشمال)، كما ظلوا يستضيفون حركات دارفور المتمردة ويدعمونها بالسلاح لتشن حربها على السودان، ورغم ذلك نصبر على أذاهم بل ندعمهم ونُطعم جوعاهم ونُداوي مرضاهم نحن العاجزين عن توفير العيش الكريم لشعبنا الفقير المغلوب على أمره، فبالله عليكم أليس ذلك فعل (كادوك) لا يُقهَر؟!
كتبنا كثيراً عن مأساة عشرات الآلاف من التجّار الشماليين الذين اضطروا إلى العودة إلى موطنهم بعد الانفصال نتيجة للحملات المسعورة التي استهدفتهم بعد عشرات السنين التي قضوها في موطنهم السابق الذي لطالما عمّروا مدنه وقراه وأريافه واضطروا بعد الانفصال إلى أن يغادروه تاركين خلفهم آلاف المساكن ومزارع الشاي والبن التي كانوا قد أقاموها، فإذا بحكومة الجنوب وجنرالات الجيش الشعبي يستولون عليها، وكان صديق كوراك الأمين العام لاتحاد التجار الشماليين بالجنوب هو الأعلى صوتاً في المُطالبة بحقوق أولئك المظلومين الذين وُلد كثير منهم في جنوب السودان، بل إن جد صديق كوراك هاجر إلى الجنوب في مطلع القرن العشرين ووَلَد أبناءه وحفيدَه صديق كوراك في جنوب السودان، ولكن ذلك لم يشفع لهم في الاحتفاظ بممتلكاتهم أو استردادها بعد أن نُهبت.
لقد تقدّم اتحاد التجار الشماليين بدولة جنوب السودان مؤخراً بمذكرة لرئيس المجلس الوطني عبر أحد النواب يُطالب فيها باسترداد ما فقده أولئك المظلومون من ممتلكات قدّرها صديق كوراك بمبلغ (24) مليار دولار وأشار إلى أن الاتحاد طلب من حكومة السودان تضمين حقوق التجار الشماليين في اتفاقية نيفاشا، إلا أنها لم تستجب كما اتهم كوراك اتحاد أصحاب العمل والغرف التجارية بالسودان بتجاهل قضيتهم.
أشار كوراك كذلك إلى أنهم رفعوا الأمر إلى اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان بالاتحاد الأفريقي والتي مكّنتهم من رفع دعوى ضد حكومة الجنوب، وطالب الحكومة السودانية بتقديم الدعم القانوني لهم من خلال توفير المحامين والشهود.
إن قضية التجار السودانيين تستحق من المجلس الوطني وقفة صلبة فهلا انتصرنا لأولئك التجار الذين صبروا طويلاً على أذى حكومة دولة الجنوب وجيشها الشعبي ولم يجدوا غير الإهمال والتجاهل؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست