من يعتقد ان الدولة العميقة وخطرها متمثل في وجود عناصر النظام البائد في المؤسسات والوزارات فقط يبقى واهم..
ورؤيتي في هذا الجانب لو تم تسريح كل المؤسسات في ليلة وضحاها لا يمكن ان تحدث فراغ لأنها كانت غائبة لثلاثة عقود ولم تخدم الصالح العام بل كانت خصماً..كانت مرتع للفساد ومواخير للدعارة بإسم الدين والوطن..
كنت لوقت قريب من انصار فترة إنتقالية قصيرة ونشيطة لنرى العُرس الديمقراطي والناس في طوابير امام لجان الإنتخابات..
قراءة الواقع بعناية جعلتني اغيّر من هذه النظرة بشكل جزري برغم اني إنتقدت الاستاذ خالد سلك عندما تحدث عن طول الفترة الإنتقالية لأسباب ذكرها في تسجيله المعروف..
لنكون صريحين تقاطعات الاحزاب والمحاصصة داخل قوى التغيير فرضت قوة نفوذ إستغلها البعض لإفشال الفترة الإنتقالية بشكل واضح..
إبتداءً من ترشيحات الوزراء و لنا رأيّ في العديد منهم وهم ابعد ما يكون لمبدأ الكفاءة التي جاءت بهم.. ورضينا بالامر الواقع كحكومة ثورة..
المتربصين بالفترة الإنتقالية من داخل قوى التغيير ينطبق عليهم المثل " يفلقوا ويداووا"
قوى الشر جميعها عينها في فترة انتقالية فاشلة تعقبها إنتخابات لا تستوى فيها الحياة السياسية في البلاد لمعايير الشفافية في ممارسة العمل السياسي داخل الكيانات والاحزاب التي هي بالضرورة الروافع الحقيقية للديمقراطية..
الآن تعمل الدولة العميقة وبأجهزتها الامنية في لملمة شتات الاحزاب القديمة وبعض الزعامات والاكيد سيلعب المال المنهوب من الشعب السوداني دور كبير في هذه الجريمة..
تحاك فصول هذه الجريمة في مصر الآن والتي اصبحت قبلة وحديقة يلعب فيها سدنة النظام البائد بقيادة المجرم قوش و كل تحركاته اصبحت واضحة ومكشوفة لا تخفى علي احد..
اعتقد يجب ان نعمل علي حشد الشارع والشباب بأن تطول الفترة الإنتقالية لأطول فترة ممكنة حتي نضمن تعافي الحياة السياسية وكنس رجس الدولة القديمة الفاسدة بكل اشكالها..
لنا تجربة في رواندا حيث يحكمها رئيس اتى من ركام الإبادة الجماعية الاسوأ في تاريخ البشرية.."بول كاغامي"
يحكم بلاده لعقدين من الزمان وقد اشاد كل العالم بهذه التجربة الفريدة التي اصبحت نموذج في كل العالم وحتى الدول المتحضرة..
لا تعتقدوا انه حاكم بأمر ديمقراطي طبيعي كأيّ ديمقراطية وبالطبع لم يكن ديكتاتوراً يُعبئ الصناديق بليل..
رواندا يا سادة لا تزال في فترة انتقالية والكل تواثق علي هذا واصبحت فترة لا احد في هذا البلد الجميل يُريد ان تنتهي كما العالم كله يستمتع بهذه السيمفونية الرائعة..
الكثيرين منّا يُريدون القفز علي الفترة الإنتقالية للأسف وهذا التفكير مُضِر بكل حاضرنا ومستقبلنا..
الفترات الإنتقالية هي الفترات المثالية للبناء لأن التوافق هو العنوان ودائماً الإنتماء بكل اشكاله فيها مع او ضد يصب في مصلحة البناء دون التعصب لفكرة او جهة او تيار في تنفيذ اهداف الثورة..
"بطلو شفقة عشان عارفين الشفقة عملت شنو في عايدة"!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
خليل محمد سليمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست