تم تداول صور التقطت قبل سنتين لمجموعة الشيوعيين وغيرهم تدعوا للثورة اذا تم رفع الدعم. المقصود من الصورة واضح لأن ذات هؤلاء هم من يصمتون وحكومة الحمام الغمران يتم دفعها لرفع الدعم. دبج العديد من الاقتصاديين مقالات كثيرة سالبة وموجبة عن رفع الدعم وأغلبها سالبة. البعض منهم يتمنى أن يكون وزيرا ولو جيئ به وزيرا فسوف يرفع الدعم برضو.. ولو اجتمع الانس والجن فسوف يتم رفع الدعم.. ولو خرجت مظاهرات واعتصم الناس في القيادة فسيتم برضو رفع الدعم... لماذا؟ دعوني أحكي شيئا كان بالنسبة لي غريبا في ذلك الوقت ؛ ففي جامعة الأحفاد _قبل تسع سنوات_ تم عقد ندوة عن كتابة الدستور القادم للسودان. وفوجئت بأن الحديث انصب على تجربة جنوب افريقيا والبرازيل ...الخ... لماذا فوجئت؟ لأن المسألة ليست جنوب أفريقيا ولا تجارب أي دولة أخرى..القضية هنا ومن هنا فقط يتم حلها وفقا لخصائص الدولة الذاتية ..الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية والثقافية... كانت ندوة سطحية جدا ومثيرة للضحك....لقد استخدموا فيها كما مهولا من الالفاظ الانجليزية.. وكما مهولا من التفاهة العقلية... لقد أدركت حينها أن المأساة أكبر مما كنت أتصور...المأساة تكمن في أرواح متوثبة نحو الاستعراض أكثر من الانتاج..البحث عن الأضواء بدون أن تمتلك هذه الأرواح الامتلاء الكافي لتعطي تلك الأضواء حقها .. أبطال من ورق..الحقائق يتم قلبها...فمعاركنا التي هزمنا فيها حولناها لنصر...وتغنينا بالنصر الكاذب...وخدعنا أنفسنا رغم أن العالم من حولنا يعرف الحقيقة بل ولا يأبه لها. ماحدث منذ سقوط البشير هو بكل بساطة قفز على الأكتاف..وصراع سلطوي محض... كاذبون من يقولون أنهم جاءوا من أجل الشعب...وأكذب منهم من يستخدمون الشهداء كعلكة يلوكونها ثم يشهرونها كلما واجههم الناس بقباحة طويتهم. لقد تنبأنا بكل ما يحدث اليوم...ونتنبأ بكل ما سيحدث غدا وبعد غد وبعد بعد غد...لأننا نستطيع رؤية الوجوه من خلف أقنعتها...الوجوه التي تحاول تزييف صورتها بتزيينها بشعارات الحرية والديموقراطية وهم كاذبون... البلد لا تتجه لخير..شئنا أم أبينا..لأن طريق الخير واضح وهم رفضوه .. واختاروا طريقا وعرا نهايته هاوية جديدة...هاوية لا قرار لها سوى وادي الظلام... سوف يرفع الدعم..وسيجوع الناس..ولن يستطيعوا هذه المرة الخروج للاحتجاج...وان خرجوا فلن يصلوا لنتيجة...فالبلد اليوم مرهونة بالكامل للخارج تحت قيادة عقليات خربة..عقليات الحمام الغمران... والحمام الغمران يتوهم أنه لو قبل مؤخرة ترامب فسوف يقوم ترامب بضخ مليارات الدولارات .. رغم أن ترامب نفسه هو الذي استطاع استلاب ترليونات من الدول العربية دون أن يقدم لهم شيئا مذكورا... حكومة الحمام الغمران لا تريد الاعتراف بفشلها ولا بغيرها..وستصبح كشوكة الحوت التي لا تنبلع ولا بتفوت....والشهور تمضي والبلد تزداد فوضى وعشوائية وتخبطا... والحمام الغمران يصرخ بانجازات لا يعلمها الا الله وهو....وهناك الشعب الذي يحاول العض على ثورته بالنواجز . العيون فزعة خوفا من الفشل... ويدعو الشعب للصبر وهو لا يعرف أن الصبر هو تعميق للكارثة يوما بعد يوم... لا يمكنك أن تصبر على ديك العدة وتنتظر أن تكون النتيجة إيجابية... بل على العكس... اطلق رصاصة الرحمة عليه..واقتلعه لتبدأ بداية صحيحة سليمة... نعم لكل خيار تضحيات..ولكن تضحيات ساعة خير من البقاء في البؤس لعشرات السنين القادمات...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست