ان مسرح سلام السودان الزي تشهده مدينة جوبا هذه الأيام والذي توافدت إليه جميع حركات المقاومة المسلحة السودانية يعتبر من الأحداث الاكثر أهمية بعد سقوط نظام الإنقاذ وذلك لإرتباطه بتكوين وبناء مؤسسات الحكم الانتقالي وبناء الدولة السودانية الحديثة الذي يريدها الشعب السوداني، والسلام يمثل احدى شعارات ثورة ديسمبر المجيدة، ويعتبر العمود الفقري الذي يرتكز عليه التغيير وبناء الدولة السودانية الجديدة. وما لفت نظري هو اجندة الحركة الشعبية التفاوضية والتى تعتبر من ضمن اجندة الجبهة الثورية، والتى شملت على القضايا السودانية بشكل عام، ولقد كنت حضورا في عدد من الورش الذي نظمتها الحركة الشعبية بخصوص قضايا الانتقال من الحرب الى السلام، واجندة التفاوض، حيث كان وفد الحركة متنوعا من جميع مناطق السودان المختلفة، وتم تكوين لجان من اعضاء الحركة من اقصى الشمال الى اقصى الغرب ومن اقصى الشرق الى اقصى الغرب، وطرحت هذه اللجان قضايا واجندة تفاوضية ضمت قضايا جبال النوبة جنوب كردفان، وقضايا النيل الازرق وقضايا دارفور وقضايا الشرق وقضايا الشمال وقضايا الوسط، ومن القضايا التى اخذت اهمية قصوى في النقاش هي قضايا الترتيبات الامنية وقضايا النازحين واللاجئين في جبال النوبة جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور، وقضايا المتضررين من الحروب، وقضايا السدود في شمال السودان وقضايا شرق السودان، وقضايا الشباب والمراة، وقضايا اصلاح مؤسسات الحكم والدولة، حيث جسد الرفاق في الحركة الشعبية معنى مشروع السودان الجديد على ارض الواقع، والسودان الجديد هو المشروع الوحيد الذي يمكن ان يخرج السودان الى بر الامان، لما يشمله من حلول لقضايا السودان تفيد في كيفية ادارة التنوع ومعالجة جزور الازمة السودانية الشائكة في بعدها الاجتماعى وإطارها الجمعي والقومي، واثبت قيادة الحركة الشعبية صدقها في ضرورة الحل الشامل وتحقيق السلام الشامل في السودان بهذا الطرح الذي يلبي طموحات وتطلعات السودانيين، وهذا ما كان يرفضة النظام البائد في اكثر من ١٨ جولة تفاوض. والجدير بالزكر نجد ان الحركة الشعبية لم تتطرق الى تطرح حق تقرير المصير، وذلك لانها تعتبرها سقف اقل من مشروع السودان الجديد، والسودان الجديد كمشروع لم يطرح ليقرر الشعوب مصيرها، وانما ليعالج القصور في ادارة التنوع والتباين على المستوى القومي ويضع حلا شاملاً لازمتها التى ظلت متلازمة للدولة السودانية منذ خروج المستعمر، وعليه ترى الحركة الشعبية ان الحكم الزاتي بصلاحياته الشاملة هي الهدف السامى الذي يمكن ان يحقق لشعوب الاقاليم تطلعاتهم في الحرية والسلام والعيش الكريم. لذلك اعتقد ان التنوع الذي جسده وفود قيادات الحركة الشعبية التفاوضي في جوبا والذي مثلته قيادة من مختلف مدن وقرى السودان ساهمت في تشكيل الاجندة التفاوضية المطروحة الشاملة لكل القضايا السودانية، وهى تعبر عن ان الحركة الشعبية تسير في الاتجاه الصحيح ورسالة حقيقة مطمئنة للشعب السوداني بان السودان موعود بتحقيق سلام شامل متفرداً في نوعه ويختلف عن جميع اتفاقيات السلام السابقة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة