الجالسون على مقاعد الشك يصابون بالدهشة فبين مصدق و دون ذلك و الجبهة الثورية امام حالة فريدة من التحدى بين الحلم والتنفيذ فالفعل سبق القول و بدأت بتنفيذ الديموقراطية و التزمت بقواعد التغيير اللتى تلكأت فيها القوى التقليدية مما أدت الى الركود السياسى وتعثرت فيها المصداقية و أعاقت التنمية فى كل جوانبها فى السودان و احياء الامل يبدا بالمصداقية و قد تحققت و التخلص من معوقات الماضى واحدة بعد اخرى بمعاول الارادة و التحدى ليس بالنقد الهدام و انما باعطاء البديل الفرصة للضوء لتظهر صورته واضحة للكل و الحلم يتشكل بالايمان و المثابرة فيصبح واقعا ملموسا يحسه الناس و التخطيط و العمل و التنفيذ مراحل لاستيعاب حجم وضخامة الاحلام و طموح الحالمين و الانفتاح على الاخرين و اسئلة كثيرة تتردد فى دوائر المؤتمر الوطنى و الذين وصفناهم فى مقالنا ( الجبهة الثورية و اعادة ترتيب البيت السودانى ) باطراف متناقضة مع نفسها هزمت مشروعها الحضارى فهم يتسائلون هل تفعلها الجبهة الثورية ؟ ثم يستدركون و يستستحضرون بعضا من روايات و احداث التاريخ البعيد منه و القريب و انه كم من فئة صغيرة غلبت فئة كبيرة باذن الله و انها ليست زوبعة فى فنجان و لا يمكن تجاهل الحقائق بمواقف تسعى لترطيب الاجواء لاجل مسمى يتناقض مع الواقع. الا و الطوفان باشتداد التوهج و الحماس الثورى الجماهيرى و الطلابى الذى يتصدره المهمشون فى الجامعات و المعاهد العليا و لهذا تنشر الاكاذيب و تلفق الدعايات و تدعى الخلافات بين د. جبريل و القائد منى مناوى و الحقيقة انهما متناغمان يغردان على وتر المسؤولية و المصير المشترك و الرؤية و ما نقول يصبح هزلا و عبثا لا يستحق القرائة ان لم يكن هناك ما يطمئن المواطن السودانى و يشده اليه فما يهم المواطن العادى والمراقب الدولى هو الخطاب السياسى و البرنامج الذى تلتف حوله القوى السياسية و الوطنية كحد أدنى لاخراج البلاد من النفق الذى أدخلتها فيه الجبهة الاسلامية وحسن النية فى الشعارات لا يكفى. بل يحق للعامة التردد و التوجس طالما لم تستطع قوى المعارضة التوحد تحت برنامج و قيادة وهيكلة تلتف حولها لتنطلق نحوافاق التحرر و ينتهز المؤتمر الوطنى الفرصة للدعايات الرخيصة. و يتبعهم من يشاء من جماعات الارتزاق و التكسب الوظيفى ففى جولاتنا فى محاورات فى مراكز الدراسات فى لندن, باريس, نيو يورك و واشنطون يتردد سؤال و يتكرر... ما هىى الخطط بعيدة المدى التى تعدها المعارضة السودانية للوصول الى اهدافها فى حالة استمرار المؤتمر الوطنى فى السلطة؟ و أظن انه حان الاوان لاجابة واضحة تريح ولن يتم ذلك الا بوحدة المعارضة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة