للأسف كل الثورات و الإنتفاضات الشعبية علي مر التاريخ و في كل الدول كانت مشاريع إستثمارية يمولهم و يحركهم من وراء الستر أصحاب المال و ذوي المصالح و مجرمون بلا ضمير. لذلك فإن كل الثورات و الإنتفاضات الشعبية لم ينتج عنها العدالة الإجتماعية أو الإقتصادية أو السياسية أو حتي أي شكل من أشكال الإدارة و الحكم العادل أو الديمقراطية.
و تعي الحكومات الفاسدة هذه الحقيقة التاريخية بينما لا يستوعبها العامة و الوطنيون و الساعون للتغيير الإيجابي الحقيقي. لذا نجد أن من أهم وسائل الحكومات الفاسدة لحماية أنفسهم هو إستقطاب و ربط مصالح أصحاب المال و ذوي المصالح و المجرمون بالنظام القائم.
و بذلك تنعدم فرص قيام الثورات و الإنتفاضات الشعبية الحقيقية. و كلما تطلبت الأوضاع المضطربة و المتردية إلي تهدئة فإن التحالف القائم بين سلطة فاسدة و ممولي و محركي التغيير يقوم بإصطناع ثورة أو إنتفاضة صورية لخداع و توريط و إقصاء العامة و المثقفين و الوطنيون السذج و تطيل عمر قواعد و مؤسسات النظام الفاسد و أعوانه.
أما الإنقلابات العسكرية فهي أيضا من الوسائل السريعة و الأقل كلفة و الأكثر شيوعا و فعالية في التغيير المظهري للسلطة الفاسدة. لذا فمن أولويات تلك النظم هو تغيير الهيكل و التكوين و القواعد في المؤسسات العسكرية و الأمنية و الشرطية بحيث يتم إحتواء هذه المؤسسات في النظام القائم و توظيفه لحمايته ضد مصالح الشعب.
و يبقي الإحتمال الوحيد و الضعيف للتغير الحقيقي من الداخل هو في إنقسام المؤسسات العسكرية و الأمنية و الشرطية و دخولهم في صدام مع ذاتهم و مع السلطة التي تحتويهم. https://wp.me/p1TBMj-dvhttps://wp.me/p1TBMj-dv
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة