نضال الشعوب سواء لنيل الحرية من غاصب محتل او من نظام متجبر تحرص الشعوب على أن يظل نبراسا للأجيال تهتدي به عندما تلم بها الخطوب ، ولتستلهمه في أوقات الشدة والإزمات تشد به من أزرها ، والشعب السوداني مثل شعوب كثيرة خاض خلال تاريخة القريب والبعيد نضالات سجلها له التاريخ ، فثورته الأولى التي شارك فيها الشعب من شماله وغربه وشرقه وجنوبه ووسطه ضد الحكم التركي المحتل التي قادها الإمام محمد أحمد المهدي ذاع صيتها في كل العالم ونالت إعجاب الشعوب المقهورة بإنتصاراتها على القوى الإستعمارية الغاشمة ، وعندما سقطت الدولة التي أسسها بفعل الغزو الإستعماري الإنجليزي ودخلت البلاد في حقبة إستعمارية جديدة ، ظلت جذوة الثورة ضد الظلم متقدة فلم تنقطع الثورات في مختلف أقاليم البلاد في دارفور في جبال النوبة في أعالي النيل وفي الجزيرة و في الشرق ، ثم جاءت فترة الحركة الوطنية وخاض الشعب ممثلا في كياناته وتنظيماته وقواه الوطنية المثقفة نضالا ضد المستعمر مطالبا بالحرية حتى تحقق له ذلك في العام 1956 ، ثم شهدت فترة الحكم الوطني ما بعد الإستقلال نضالا من نوع آخر لم تختبره من قبل وهو المواجهة من الأنظمة العسكرية التي حرمته الحرية فكانت ثورة أكتوبر في عام 1964 وثورة أبريل في العام 1985 ، وكانت لهاتان الثورتان صداهما علي المستوى الإقليمي والدولي كثورات شعبية قام بها الشعب وهو أعزل من السلاح أطاحت بأنظمة إستبدادية . هذا النضال ، كاذب من يقول أنه تحقق بدون الشعب بكل فئاته المهنية بما فيها العسكرية وشرائحه الإجتماعية ، فالشهداء في هذا النضال هم أبناء هذا الشعب . كل هذا الإرث الذي لايزال من شاركوا في جزء منه أحياء ، ليس وهما كما يحاول بعض ممن يحاولون تجريد هذا الشعب من كفاحه ورفضه للخنوع والظلم وقبول الذل من قبل المحتل لأرضة وسلب حريته ، هؤلاء يستكثرون عليه هذا المجد الذي جاء بدماء شهداء من أبناءه ، إنهم بهذا يقومون بإحتقار إباء وعزة هذا الشعب وكرامته لشئ في نفوسهم عندما يحاولون التشكيك في نضالات هذا الشعب ،، أمثال هؤلاء هل صحيح أنهم من أبناء هذا الشعب الذي رباهم وأرضعهم من قيمة ومثله النبيلة وشجاعتة التي إحترمها المستعمر نفسه فمن قاموا بالثورة المهدية في نظر هؤلاء مجرد غوغاء متعطشين للحروبات ، بعضهم قال إن إستقلال السودان كان منحة من الإنجليز لمشاركة الجنود السودانيون في الحرب العالمية الثانية ، وهب أنه كان كذلك أليس هؤلاء الجنود من السودانين وإن ما قاموا به لم يكن من أجل غاية شخصية إنما كان مهرا قدموه لإستقلال بلادهم وماالعيب ذلك ؟ النضال مثله مثل الجهاد يكون بالنفس والمال . قرأت لأحدهم وهو يتحدث عن خطاب رئيس الجمهورية في المجلس التشريعي ، فقال موجها حديثه لرئيس الجمهورية : أنهم يريدون روحا جديدة ، فمنذ الإستقلال والشعب يعيش في إحباط ....!!!الإحباط لم يعرفه الشعب السوداني إلا بعد مجئ الحكومات التي فرضت نفسها على الشعب بقوة السلاح كما يفعل المستعمر ، إذا كان منصفا هذا الأخ فليقارن بين حكام ما بعد 56 الذين كانوا عفيفي اليد واللسان ، يحترمون هذا الشعب لأنهم جاءوا عبره ولم يفرضوا أنفسهم عليه بالقوة والحكام الذين أتوا بعدهم الذين يشتمون شعبهم ويمنون عليه ، وبماذا ليس بتعليمهم سمو الأخلاق أو الصدق أو الأمانة أنما بالسلع الإستهلاكية ! . وأحد هؤلاء الكتاب لا يعجبه كل التاريخ السياسي للسودان بنضالاته وأحزابه وأنظمته وثوراته بما فيها ثورة أكتوبر الخالدة ، فقد وصف ثورة أكتوبر بأنها مدبرة من مخابرات أجنبية وأنه في يوم الأحداث التي إستشهد فيها القرشي كان يوجد عنصر مخابرات بالقرب من الجامعة و حديثه يوحي بأن الذي أطلق النار في ذلك اليوم الذي أستشهد فيه القرشى وأصيب رفاقه ، هو ذلك العنصر من المخابرات الذي كان على إتصال ببعض كوادر الأحزاب ، ثم تسآل هل أكتوبر ثورة ؟ أم أمر دبر بليل لا نزال نعاني من تبعاته ونتائجة حتى اليوم !!!!! تخيلوا ما الذي يشعر به من شاركوا في أكتوبر عندما يقرأون مثل هذا الكلام ؟ هل كانت هتافات تلك الحناجر والتلويح بإغصان النيم ، وذلك العرق المتصبب من الأجسام في عز الشتاء ، وقضاء اليوم وهم عطشى وبطونهم خاوية والتعرض للموت في كل لحظة هل كل ذلك كان وهما ؟ لا وألف لا ....الوهم هم أولئك الذين يعتقدون أنهم يعرفون ما لا يعرفه غيرهم ، وأنهم أذكى من هذا الشعب الذي يحاولون تجريد ه من كل قيمه وتاريخه ونضاله الذي لم يكن أساطير أخترعها ليعيش على وهمها نقول لهولاء وأمثالهم ، هذا الشعب العظيم لن يهزه بهتانكم وستظل نضالاته أمانة يتناقلها الأجيال .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة