لن اتناول اليوم قضية وردت إلى عبر البريد الإلكتروني إنما سأتطرق لظاهرة إجتماعية إنتشرت في السنوات الأخيرة وسط الشباب خاصة في المجتمعات المتعددة الثقافات والأعراق مثل استراليا. لاحظت بنفسي بعض مظاهر هذه الظاهرة وسط شابات وشبان يعيشون بصورة "بوهيمية" - إذا صح التعبير - بلا مأوى أو عمل أو دراسة يسكنون في الشوارع جماعات وفردانا. لاحظت أيضاً بعض الشبان يتعرضون للتحرش الجنسي من بعض البنات المستقلات عن أسرهن والعوانس كبيرات السن وهن يبتزن هؤلاء الشبان ويصحبوهم بعرباتهن إلى حيث لاأدري، وغالب هؤلاء الشبان يصبحون مدمنين مسكرات ومخدرات. لذلك لم أستغرب التقرير الذي نشر في الصحف الأسترالية حول إزدياد حالات الإدمان وسط الأستراليين، الذي جاء فيه أن الأستراليين يستهلكون أكثر من أربعة أطنان من الكوكايين كل عام، وأن سوق المخدرات غير المشروعة قد إرتفع العام الماضي إلى اعلى مستوى. إحصيات أخرى نشرتها الصحف الاسترالية كشفت إرتفاع حالات الوفيات الناجمة من تناول جرعات زائدة من العقاقير مثل الميتافيتامين والهيروين وقد إرتفعت نسبة التعاطي في عام 2019 إلى 38% عن العام الماضي وسجلت الإحصائيات وفاة 1662 حالة عام 2017 نتيجة تناول جرعات زائدة من الهيروين وألمسكنات وأدوية الإكتئاب. تسببت ظاهرة إنتشار المخدرات أيضاً في زيادة حالات الأمهات المطلقات والبنات المستقلات عن أسرهن والشبان المتشردين والعصابات الإجرامية. على الجانب الاخر توجد كثير من الأسر المحافظة التماسكة عائلياً نتيجة لإهتمام الأمهات الأباء وأولياء الامور بحسن تربية الصغار بصورة حفظتهم من مخاطر الإنحراف الفكري والسلوكي. لذلك تزداد أهمية التربية السليمة خاصة في البلاد المتعددة الثقافات والأعراق التي تتيح للبالغات والبالغين الإستقلال بحياتهن/ن، وتلقي على عاتق الأمهات والأباء وأولياء الأمور مسؤولية أكبر لحسن تربية الاطفال بالحسنى والقدوة الحسنة منذ السنوات الأولى لنموهم وتحصينهم بالقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية بما يحقق لهم التوازن المطلوب بين موروثاتهم وقيمهم وبين الموروثات والقيم المحيطة بهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة