ان عملية التغيير في البلدان التي يتحكم فيها المتسلطين والطغاة يستوجب فيها عملية نهوض الشعب عبر طرق عدة لاحداث التحول الديمقراطي في تلك البلدان والتحول لا ياتي الا عبر وسائل محمية بارادة الشعوب وعظمتها واخلاقيات سامية تؤكد استمرارية التحول وحدوثه وعملية التحول الديمقراطي بدات في منتصف القرن الماضي في كثيرا من البلدان التي يشهد عليها كل شعوب العالم بنهضتها وتطورها عبر تلك العملية التحويلية للشعوب والمؤسسات الطاغية .وقبل الغوص في مراحل التحول الديمقراطي يجب ان نعرف مفهوم التحول الديمقراطي ويقصد بعملية ﺍﻟﺘﺤﻮّﻝ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ الفلسفية ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨّﻈﻢ ﺍﻟﺘّﺴﻠﻄﻴّﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ ﻏﻴﺮ ﺗﺴﻠﻄﻴّﺔ ﺗﻌﺪّﺩﻳّﺔ، ﻭﺍﻟﺘّﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻧﺤﻮ ﺻﻴﻎ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻳﻜﻮﻥ ركائزها الاساسية ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ الشعب ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭاطاحة الحريات العامة والخاصة (الليبرالية) ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ وغياب التمييز السالب داخل الدولة الواحدة او تقسيم المواطنين لدرجات . ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴّﺔ فإن التحول الديمقراطي يحدث ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺷّﺮﺍﺕ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺱ ﺩﺭﺟﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻮّﻝ . ﻓﺘﻌﺮّﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧّﻬﺎ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻟﺘﺤﻞّ ﻣﺤﻠّﻬﺎ ﻧﻈﻢ ﺣﻜﻢ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴّﺔ، ﻭﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺃﺳﺎﺳﻴّﺔ ﻭﻫﻲ : ١– ﻣﺒﺪﺃ الحريات لممارسة العمل التنظيمي وطرح الافكار بصرف النظر عن الاختلافات الايدلوجي سوى كان احزاب او جماعات او افراد : ﻳﺸﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﺣﻖّ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ ،ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ . ٢– ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘّﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﺴّﻠﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ : ﻃﺒﻘﺎً ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴّﺔ ﻭﺇﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ، ﻭﻣﺤﺪّﺩﺓ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺣﻖ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﻠّﻢ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﺍﻟﻨﺰﻳﻬﺔ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ، ﻭﻣﻨﻊ ﺍﺣﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺷﺨﺺ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻋﺔ او جهة ما . ٣– ﻭﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ والعدالة : ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻀﻤّﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠّﻤﻴﻊ، ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺼّﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺴّﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴّﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺒﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ الرئيسي ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸّﻌﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ويعتبر السلطة التشريعية منتخبة بشكل مباشر لتسن القوانين والتشريعات مايلائم احتياجات الشعب الناخب فيستوجب تطبيق كل المباديء الثلاث المذكور اعلاه بالاضافة الى مبادي اخرى وهي ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ، ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ، ﻭﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﺮّﺋﻴﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺘّﺤﻮﻝ ﺍﻟﺪّﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ودون ذلك لا يعتبر حدوث اي تحول ديمقراطي في البلد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة