|
الاشباح بقلم علي بلدو
|
11:34 PM October, 18 2019 سودانيز اون لاين علي بلدو-السودان مكتبتى رابط مختصر
خواطر طبيب
يقوم الشبح الذي يهيم في المكان بوظيفة التذكير ,بوجود ازمة في التمثيل بحسب ما اشار كانط و هكذا يظهر الشبح ليذكرنا بوجود ازمة في التمثيل او التصور للاشياء و الافكارو ذلك لان اي نص ’او عمل ابداعي ينبغي ان لا يحاكي الواقع بطريقة حرفية ولكن قد يكون له هدف خاص متعلق باعادة بناء هذا الواقع ايضا بطريقة جديدة قد يصعب تمثيلها, و تمثلها في البداية خاصة عندما يضطرب الزمن و يصبح كل شئ ليس كما ينبغي ان يكون كما اشار هيغل من قبل و تناوله دانتي احيانا. هكذا يكون جانب كبير من قوة احداث الاضطراب-المتمثلة في الاشباح-مستمدة من حقيقة انها تنشط عند المستوى ما قبل الشعوري,الخاص بالنصوص,اي عند ذلك المستوى الموجود بين الوعي و عدم الوعي’الانا و الاخر,و تلك المنطقة البينية الخاصة الموجودة بين الوجود و الغياب’ التجلي و الخفاء و يمكن النظر لهذه الاشباح على انها مهمة في ضوء المستوى الخاص بسيميوطيقا اللغة-كما لدى جوليا كريتستيفا- و حيث اللغة تؤثر بقوة في الواقع و الرؤية له’و كذلك في البناء للثقافة- و من ثم البناء للهوية و في الخطاب المميز للذات, ايجابيا كان ام سلبيا ام محايدا كما اشار لذلك جاك درامان في مقالاته.
و تتعمق الاشباح ايضا في الدراما الساسية و السياسية ,الدينية و الكوميدية و غيرها-و لا تكون بنية اللغة فيها بنية عقلانية و ذلك لانها- بدورها كثيرا ما تسكنها قوى ما, تهدف الى تدمير بنيتها او تقويضها و يظهر الجسد الترقيعي للشبح, كنص- هذين الجانبين جانب البناء و جانب الهدم المتمثلين في اللغة.حيث تحضر الروح الشبحية بشكل خاص في تلك المنطقة المتاخلة و المتداخلة التي تقع ما بين الهدم و البناء و تلك المساحة الثالثة كما يقول ادموند بانتيرا في كتابه الموسوم.
و حيث تتحرك اشباح كثيرة ما بين الواقع و النص و بالعكس,هكذا يعود مفهوم روح النص القديم و لكن في شكل جديد شكل يكون له فيه من خلاله مادية قد تفوق ماديته السابقة.
لقد كان الموقع المفضل للاشباح هو البيوت و المنازل في الادب المعاصر و تناول الناس المنزل المسكون بلاشباح و حوله الي بنية عامة و – بنية يمكن تطبيقها على اية سياقات اجتماعية او سياسية او ثقافية او ادبية-و هكذا اصبحت الاشباح-بالمعنى الحديث- لها المعنى الخاص بالخوف المرتبط بالماضي او الموت, و عالم الغياب و الظلام – و لها ايضا المعنى الحديث الخاص بكل ما يتعلق بالماضى و الموتى- جسديا فقط- من الافكار و المفكرين و الادباء و الفترات التاريخية,لكنه ذلك الماضي الذي يظل برغم غيابه, يعود ليسكن النظم الاجتماعية الجديدة و من ثم يتلاشى خوفها و خوفنا و نجدها قد سكنت البيت و استوطنت المباني و كنا نظنها قد ماتت و كبتت و نسيت’ و لذا يكون وجودها مدهشا و مخيفا , و تكون لها دولة و هذه هي دولة الاشباح قد حضرت.
|
|
|
|
|
|