|
|
 الاخوة أبناء ولايات دارفورالكبري
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة أبناء ولايات دارفورالكبري
عبر هذا المنبر الحر أوجه هذه الكلمات وأجعلها أمانة في عنق كل من قرأها أن يوصلها لغيره وخاصة إلي أهلنا الغبش الذين لا يعرفون أو يجيدون أو يكادوا يكونون قد سمعوا عن الانترنت ، أسمعوها لأهلنا الذين صار لون الدم في ثيابهم كبدرة الطلح عندما نقترب منه حين كناصغاراً نرعي آمنين الأغنام في السهول والأودية ولا نخاف غير الله ثم الذئب والثعلب على أغنامنا.
إخواني الذين تتلمذنا معاً على يد الفكي ( حسن ) وجمعنا معاً حطب تقابة وحملنا الكأس والصحن فى الصباح الباكر وطفنا حول البيوت المجاورة نقول ( شان الله شان الرسول يا خادم الله ) ونعود محملين بطعام مختلف الالوان والأطعمة ، فنجعل الجيد منه للحيران ونأكل الباقي مما جمعنا من صدقات . وفي الخريف نزرع زرع الشيخ أولاً ثم نذهب لمساعدة من يأمرنا الشيخ بمساعدتهم .
ثم إلتقينا مرة أخري في المدرسة الأولية والإبتدائية والوسطي ثم في ( الفاشر ، دارفور ، نيالا أو الجنينة الثانوية ) كانت داخلياتنا لا تعرف القبلية ولا الجهوية ولا الانتماءات السياسية ، كان التحصيل الوهمي همنا الأول ، فبرز من بيننا من توفق ودخل الجامعة بمجهود فردي إعتماداً على الله ثم عقله النقي ، وعندما يعود من الإجازة كان يعمل جهده لتنوير شباب القرية أو الفريق ، وكان شاب المنطقة يتعاملون كالاشقاء حتي عندما كنا نسافر بقطار نيالا ، عندما يرى أدنا زميله كان يركض في الممرات حتى يمسك به ليسلم عليه ويعرف أين وجهته .
مات منا من مات رحمه الله ، وأحسبه من المحظوظين لأنه لم يكن حاضراً فينا اليوم ، وقد تركنا كل تعليم الدين وقوانين الدنيا ، وصار همنا تشجيع أهلنا من على البعد على قتل أهل أصدقائنا وطردهم ، وهم لا يعرفون لماذا كل هذا ، بل نحن من أسمينا أنفسنا المثقفون ندفعهم إلى حيث لا يريدون ، ونزرع الرعب في قلوبهم ونحن بعيدين لا نسمع صوت طلقات النار ولا صهيل الخيول ولا هدير اللاندكروزرات .
أنا من هنا أوجه اللوم إلى كل من ساهم بقليل أو كثير ، من بعيد أو قريب في قتل أو تشريد أو هدم منشأة صحية أو تعليمية أو دونكي ماء أعتبره آثم ، ومجرم يجب معاقبته من قبل الجهات المسئولة .
أما السارق فن الله لم يترك له الحبل كي يعبث في الأرض فساداً بل وضع له عقاباً صارماً إذا تم تطبيقه عليه فلن يكرر فعلته تلك ، وقد تسالوني عن السرقة المنظمة ، أو الجريمة الجماعية فهذان الفعلان نتاج الجهل والفقر الذي تركنا أهلنا بغوصون فيه ، فكل مثقف ترك البلد وهجر العشيرة ، فأصبح لا يهتم إلا بزوجته وأطفاله فقط ولكن أين شقيقتك التي تزوجت وعاشت مع أطفالها في القرية التي أنجبتك ، أين إخوانك وأبناء عمك وخالك وخالاتك والأقارب ، لو سألت عنهم لوجدتهم يصارعون الفقر و الجهل والمرض ، وهذه الثلاثة أوبئة أخطر فتكاً من السلاح بل هي التي تسهل لتضعاف النفوس استغلال هؤلاء البسطاء في قتل غيرهم وإن هلكوا لجأ الى المحافل الدولية يتشكي .
إخواني في الله أبناء دافور ومن كل القبائل أناديكم بلغة القرآن وأقول لكم حرام حرام حرام قتل النفس مهما كان السبب إلا بحق الله فأرجوكم أنتستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم ، وأن تنبذوا الفتنية وأن يتعقل العاقل ويعقل من يحضه على الفتنة ، فالذين يموتون هم أهلنا والمشردين أهلنا والنازحين أهلنا والدم الذي ينزف فهو من شرايين أمهاتنا والدموع دموع أخواتنا فلا حول ولا قوة الا بالله .
أناشد العاقل فيكم أن يحدث قلبه بالأيمان ويجري إتصالاته من الخيرين من زملائه في القبائل الأخري وأن يجلس الجميع بعد هذا الجرم الفاضح الذي أركتبناه في حق أهلنا بحثاً عن مناصب سياسية أومطارات دولية أو جامعات وثقافات دنيوية ، فهل موت أبوك أو أخوك يعوضك عنه إستبدال شنقل طوباية بواشنطن أو لندن والله لا أظن ، لأن بقاء أبي بثوب الدمورية وأمي بثوب الزراق في قطيه آمنين وزيرهم ملىْ بالماء وماعزتهم مربوطه أمامهم خير لنا من نراهم وقد قتلوا أو قُتلوا أو هجروا .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
وليد دارفور - بجدة
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست