(أخيراً) وزير النفط يُصرَّح : نملك كمية من البنزين تغطي كل البلاد ولا توجد أزمة وقود ، وأقول الحمد لله الذي هيأ للشعب السوداني المنكوب بوزرائه (يُسر وسهولة) إنكشاف مخادعات حكومة المؤتمر الوطني وإلتفافها حول الحقائق الماثلة مثول الشمس في ضُحاها ، وذلك بفضل (نعمة) لا نشعر بها ولا نقدِّرها حق قدرها والمتمثِّله في صلف النافذين وإستحقارهم لعقلية الناس وإستضعاف مقدراتهم على التحليل والفهم والإستيعاب بما يجعلهم (لا يأبهون) بإنطباعات المتلقين من البسطاء ويصرِّحون ويقولون كل ما ليس له علاقة بالواقع ، وبلغة (الما عاجبو يضرب راسو في الحيط ) ، أليست هذه نعمة ، نعم هي كذلك إذا نظرنا إليها من باب أن لا أحد من نافذينا يبذلُ جهداً في أن يخفي سوء إدارته لمسئولياته فتتحقَّق بذلك (الشفافية) المنشودة في كل عمل بفعل آلة (الإستخفاف بالناس والعواقب المتوقَّعة) ، ففي بلدان أخرى يبذل المسئولون جهداً كبيراً يحتوي على الكثير من الإحتياطات والمُخطَّطات والتكتيكات لتمرير (الأكاذيب) الحكومية وضمان حصولها على نسبة عالية أو حتى معقولة من التصديق بين أوساط البسطاء ، وفي إعتقادي ذلك ناتج من إحترام نافذي تلك الدول (الأخرى) لشعوبهم وإعتدادهم بمواقف الرأي العام ليس تجاه المصيبة المعنية أو الحدث المُراد فيه الخداع والتمويه فحسب بل رغبةً أكيدة في عدم إنفلات أمر ثقة الناس فيهم ولو على المستوى الأدبي والأخلاقي ، أما عندنا فلا أمل لإحترام هذه الحكومة ونافذيها لشعبها ، وكذلك لا خوف ولا حياء لمسئول حتى لو كان أمر مغالطته للحقائق و الوقائع (مكشوف) ومفضوح ، إذ أن المهم لديهم أن يُطلقوا تصريحاتهم في الهواء الطلِّق بما يحفظ ماء وجوهم أمام نافذين أعلى منهم يتحكَّمون في مصير بقاءهم أو فناءهم من على كرسي السلطة والنفوذ ، كيف يجروء وزير النفط على الإدلاء بتصريح كهذا إن لم تسُد في بلادنا المنكوبة إستراتيجية عفا الله عن ما سلف ونظرية عدم محاسبة المسئولين عن تقصيرهم وتراخيهم في أداء واجباتهم تجاه الوطن والمواطن ، يقول لا أزمة في الوقود في البلاد وأهالي الجزيرة في مدني وحواضرها وقُراها يبيتون باليومين والثلاثة في صفوف الوقود بالطلمبات منذ أسابيع ، ناهيك عن ما هو واقع تحت بصر الجميع إلا من أعمى الله بصيرته في الخرطوم العاصمة وما تعانية من (أزمة) حادة في البنزين و(إنعدام) شبه تام للجازولين ، هل يغالط وزير النفط الناس فيما يرونه بأم أعينهم أو فيما هم فيه ماثلون ، يا هؤلاء لقد تعوَّد هذا الشعب على بلع مرارات فشلكم المُزري في شتى الإتجاهات وهو أيي الجمهور على إستعداد (نفسي) لتقبُّل المزيد من الإخفاقات لأن الواقع المتعفِّن بالفساد والمحسوبية وتولي ضعاف الفكر والإمكانيات والمهارات للمناصب عبر آفة التمكين ، لا يمكن أن يُنتج غير الإخفاق والفشل ، لكن فقط إرحموا الناس من تصريحاتكم التي لن تشير إلى شيء غير إستخفافكم بمشاعر الناس وعقولهم وهمومهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة