الأصنام تسكننا بقلم عمر حيمري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-17-2019, 10:34 PM

عمر حيمري
<aعمر حيمري
تاريخ التسجيل: 11-01-2013
مجموع المشاركات: 47

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأصنام تسكننا بقلم عمر حيمري

    10:34 PM June, 17 2019

    سودانيز اون لاين
    عمر حيمري-
    مكتبتى
    رابط مختصر







    الأصنام نوعان: محسوسة ملموسة كالأحجار والأشجار والأنهار والشمس والقمر والنجوم والكواكب والريح والمطر والبقر والأفاعي والقردة والفئران والأضرحة والمعابد وقد يكون الصنم عبارة عن بعض الأطعمة والحلوى تصنع أو بعض الثمار تقطف فتعبد ثم تؤكل، وهذا قمة الضلال والغباء وتغييب وتحييد العقل وتعطيله ، بل تعطيل حتى السمع والبصر والفؤاد ، فيكون الهبوط إلى أدنى مرتبة الحيوان والأنعام بل أضل من ذلك . يقول الحق سبحانه وتعالى في هذه الفئة [ ولقد درأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لايفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أوبئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ] ( سورة الأعراف آية 179 ) .

    إن هذا النوع من الأصنام الذي ذكرناه ، يستمد قدسيته من ذاته فالإنسان يعتقد أن هذه الأصنام تعبد لكونها تحمل المقدس في ذاتها ولذاتها ، فهي والمقدس شيء واحد وقد وجد هذا النوع من الأصنام له مكانة في قلوب ونفوس الجاهليين لضعف إيمانهم بالغيب ولعدم قدرتهم على استيعابه وفهمه ولارتباطهم بالملموس ورفضهم للمجرد ولتعطيلهم أدوات المعرفة لديهم . ومن ثم فضلوا الأصنام وبجلوها وعظموها على الله - الذي هو بالنسبة لهم غيب لا تدركه الأبصار وكل دعوة بالإيمان به هي أسطورة وسحر لا تصدق ،لم يكتفوا بهذا بل جعلوا الأصنام التي يعبدون ، في مرتبة تعلوا على مرتبة الله ونسبوا لها كل صفة لا تنسب إلا لله وحده لا شريك له ، كالقدرة والخلق والرزق والنفع والضر ...وتلك هي عقيدة كل مشرك ، عابد للأصنام مقدس لها ، وذلك بحكم أميته وجهله وقلة استيعابه للمجرد وإدراكه له ولعدم المعرفة والتبصر والوعي بما يجري حوله من ظواهر الكون غير مفهومة عنده وغير قادر على فهمها أصلا ، فهو لا يجد لها في قاموسه المعرفي تفسيرا ولا علية لضيق أفق تفكيره وسوء استعماله العقل أحيانا وتعطيله أحينا أخرى ولاستغنائه عن أدوات المعرفة التي أخصه الله بها دون الكائنات الأخرى التي خلق .

    إن عباد الأصنام لتشبثهم بالآلهة ، التي خلقوها في ذاتهم ومن ذاتهم وآمنوا بها واستيقنتها أنفسهم ، فأصبحوا مع مرور الزمن وتتالي الأجيال ، يعتقدون فيها النفع والضر والخير والشر ويجلونها ويعظمونها في أنفسهم إلى درجة أن جعلوها تعلوا ولا يعلى عليها ، بل من أجلها سبوا الله وشتموه ونسبوا له كل نقيصة وكل باطل وظلم بغير علم . ٍِِ[ ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون ] { سورة الأنعام آية 108 }

    إن الكائن البشري خلقه الله لعبادته [ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ] ( سورة الذاريات آية 56- 57- 58 ) فهو مجبول على طبيعة وفطرة التعبد ولا يستطيع ان يحيد عن العبادة بشكل من الأشكال وبصورة من الصور، فإن لم يعبد الله ، فحتما سيعبد غيره بوعي أو بدون وعي ، لأن العبادة بمفهومها العام طبيعية وفطرية فيه وليست تطبعا ولا هي مكتسبة ، فهي تدخل في تكوينه الفيزيولوجي والنفسي ،لا يستطيع أن يحيد ولا أن يستغني عنها ، فهي غريزة بيولوجية ، كغريزة الطعام والشراب وقضاء الحاجات البيولوجية . إن هذا الميل الشديد للتعبد صادف عند بعض البشر الضال ميلا آخر للهوى ولإملاءات النفس الأمارة بالسوء وللشيطان ولأئمة دعاة الضلال الذين يتصيدون امتيازاتهم ويحققون مصالحهم المادية والمعنوية من وراء انحراف الناس عن منهج التوحيد ، الذي يعني في الأساس منهج الحرية والعدالة ورفض الفساد والظلم ومحاربتهما والوقوف مع المقهورين والضعفاء والتحرر من كل ما سوى الله ، وطبيعي ان هذا المنهج لا يروق ولا يعجب كل الذين تتعارض مصلحهم معه فيسخرون كل إمكانيتهم المادية والمعنوية ويتحالفون مع الشيطان ومع كل قوى الشر لمحاربة هذا المنهج الرباني العادل ، الذي لا يحابي أحدا ولا يظلم أحدا . فيزينون للناس عبادة الأصنام ويحاولون أضفاء الشرعية عليها و يستميلون الناس إلى ضلالهم بادعائهم أن هذه الأصنام لا نعبدها لذاتها ، بل لقدسية وبركة استمدتها من الله ، فهي تمثل الله وهي التي تقربنا إلى الله ، وهي التي تلعب دور الوساطة بيننا وبين الله ، لأن الله لا يعلم كثيرا مما نفعل فهي إذا ضرورية وعبادتها واجبة . وقد سجل القرآن الكريم ادعاءهم هذا وحكى لنا عن جماعة من المشركين منهم أنهم كانوا يقولون عن أرباب متفرقة خلقوها لأنفسهم وعبدوها وبرروا عبادتهم لها بقولهم ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ولقد سجل القرآن الكريم قولهم هذا في قوله تعالى [ ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ] { سورة الزمر الآية 3 } .

    إن كثرة الأرباب وتفرقهم هي الفصل الفاصل بين الدين الحق والمنهج القويم والنظام السليم وبين الفوضى في العقيدة والشرك والكفر والانحراف عن منهج التوحيد ، وعن الإيمان بإله واحد لا شريك له ولا ند .

    هذه الكثرة في الأرباب والفوضى في العقيدة ، هي التي أوحت بتصور جديد للدين وللعقيدة يقوم أساسا على تنصيب فئة من البشر أنفسهم آلهة من دون الله وهذه المرحة أسميها بمرحة الأصنام النفسية الروحية غير المادية المرتبطة بالشعور والمغذية للشعور الداخلي واللاشعور ، إذ ظهرت في هذه المرحلة الجديدة ، مجوعة من الأصنام تختلف كليا عن الأصنام المادية القديمة وإن كانت تتشابه معها وتتفق في الشرك بالله والدعوة لعبادة غيره : كصنم الوطن ووثن العلم والنشيد الوطني وكرة القدم والإشهار الكاذب ومعرض الأزياء الفاضحة ورئيس الحزب السياسي والشخصيات الدينية والسياسية النافذة في المجتمع وشيوخ التصوف إلى جانب العديد من الإيديولوجيات والمعتقدات الفاسدة التي تِؤله الإنسان والقوانين الوضعية ، وتنفي وجود خالق الإنسان ، كبعض الفلسفات الوجودية التي تؤمن بوجد الإنسان باعتباره أقدم الخلائق إذ لم يوجد في تصورهم شيء قبله وهو ليس في حاجة مطلقا لإله يوجهه ويهديه السراط المستقيم . أذكر من ذلك ، نموذج فلسفة هدجر الألماني ، وجون بول سارتر الفرنسي ، والفلسفة الماركسية وعلى رأسها كارل ماركس ، الذي نظر إلى الدين على أنه " كيان الظروف العدمي للروح أو هو أفيون الشعوب " وصديقه فلادمير لينين ، الذي انتقد الدين بشدة وبعنف ، إذ سجل مقولته المشهورة في كتابه [ الدين ] " الإلحاد جزء طبيعي لا ينفصل عن الماركسية وعن نظرية وممارسة الاشتراكية " ( نقلا عن مقال بعنوان الماركسية والدين نشر ب وكيبيديا الموسوعة الحرة ) ، ومن قبل كل هؤلاء الفلاسفة كان أرسطو يقول : بأن الله خلق الكون وتخلى عليه وتركه هملا ، ولم يعد يهتم به ، لأن الله يفكر في ذاته فقط ، فهو أعلى وأجل من أن يفكر في ما دونه أو فيما هو مادة . يتبع

    كل هذه الفلسفات والتصورات والأساطير الضالة المضلة ، وغيرها من المعتقدات الفاسدة ساهمت في انحراف الإنسان عن النهج الرباني ، الذي رسمه الله وأراده وأمر عباده ، أن لا يحيدوا عنه قيد أنملة ، وأن يتشبثوا به ويعضوا عليه بالنواجد .

    هذه الفلسفات المنحرفة ، رسمت وصورت وزينت للإنسان - بدلا من النهج الإلهي القويم - معتقدات ،هي عبارة في تقديري، عن أصنام أصبح الإنسان المنحرف يعبدها ويقدسها من دون الله ويشركها في صفات الله العليا ، فاختلط على الإنسان ، الدين بالأسطورة والخرافة والشعوذة والسحر ، واليقين والحق بالباطل ، والصدق بالكذب . فتاه وتخبط في الظلمات وفي فساد العقيدة ، فلم يستطع ضبط الصلة بينه وبين الله ولا بين الله وبين خلائقه والكون بصفة عامة .

    إن الأصنام البشرية الحديثة ، هي فعلا تعبد من دون الله ، فهي تشرع وتضع القوانين ، التي ما أنزل بها من سلطان وتتحدث وتنهي وتأمر باسم الله وتحلل ما حرم الله وتحرم ما أحل ، بلا دليل ولا برهان ولا حجة ، من كتاب الله أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وحملوا الناس وأرغموهم بالمكر بهم ، بالليل والنهار ، وبطرق شتى ملتوية ، على تصديقهم واتباع فلسفتهم وأفكارهم التي يمليها ويوحي بها شيطانهم. دون السماح لهم باستعمال العقل والرأي ولا النقل ،ولو كلفهم ذلك استعمالهم للعنف المادي والمعنوي وإلصاق التهم الباطلة بهم كتهمة الإرهاب التي أصبحت شائعة ليزجوا بهم في غيابات السجون . فهم يحدثون الناس بثقة المعصوم ، الذي لا يخطئ ولا يذنب و لا ياتيه الباطل من بين يده ولا من خلفه . وصدق الله إذ يقول : [ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمرا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ] ( سورة التوبة آية 31) ولقد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية بشكل لا يقبل ولا يحتمل التأويل ، إذ قال صلى الله عليه وسلم في حديث مروي عن عدي بن حاتم ، الذي قال : أتيت النبي وفي عنقي صليب من ذهب قال فسمعته يقول : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله قال : قلت يا رسول الله إنهم لم يكونوا يعبدونهم ؟ قال " أجل ولكن يحلون لهم ما حرم الله فيستحلونه ويحرمون عليهم ما أحل الله فيحرمونه فتلك عبادتهم لهم } ( حديث حسن حقيقه الألباني ) .

    إن الصوفي المنحرف ، الذي يدعي امتلاك البركة والنيابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع ويروج لشعاره المفضل " من لا شيخ له فالشيطان شيخه " ليضل الناس بغير علم ويدفعهم لعبادته طلبا للبركة والصلاح ، التي يدعي أنه يمتلكها ويستمدها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق الوراثة والولاية ، وأن بيده وحده الخلاص والنجاة والفوز يوم القيامة ، فهو ينصب نفسه وليا لله ، وسمع الله الذي يسمع به ويده التي يبطش بها . إنه الوصي عن الدين ، فيحصد من وراء هذا الادعاء مصالح وأموالا طائلة ، ويستفيد من عقارات لا حصر لها ولا حدودا ، وفوق هذا ، لا يؤدي عن كل ذلك سنتا واحدا كضريبة لخزينة الدولة ، لأنه معفي من أي التزام للدولة ، فهو فوق القانون المنظم للضرائب . ولمساهمة الصوفية في طمس الوعي الديني وتحريف الفهم الصحيح للعقيدة وللدين وللنصوص الشرعية ، ( يتبع ) نجدا بعض الجهات المسؤولة في الدول والتي ترى أن من مصلحتها المحافظة على الامتيازات ، التي تحفظها لها وتحافظ عليها الصوفية ، تساند وبشكل مطلق الفكر الصوفي والطرق الصوفية ، فتخصص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لشيوخ الزوايا البالغ عددها 1496 والقائمين على سدنة الأضرحة البالغ عددا 5038 14,6 مليار سنتيم حسب مقال لمحمد بلقاسم نشر بهسبريس يوم 13 فبراير 2018 . اعترافا من الوزارة بأهمية شيوخ الصوفية ودورهم الفعال في تدجين العوام .

    وشبيه بالشيخ الصوفي ونظيرا له ، هناك فقيه فتات الموائد البائع لدينه الناطق باسم الله ورسوله والمتقول عليهما بعض الأقاويل الكاذبة . هذا الفقيه ، الذي يدعي السلفية ويستفيد من أموال السعودية ودول الخليج بصفة عامة ، هو بكل تأكيد داع للصنمية والوثنية . وكل من اتبعه وصدق ما يفتي به في غرائب النوازل خاصة منها الجنسية ( فتوى الدلاحة " البطيخ الأحمر " والخيزو " الجزر وعدم جواز إزعاج الزوج أو إحراج زوجته أثناء الخيانة الزوجية ، إن هو ضبطها متلبسة بالخيانة الزوجية ، وفتوى ، الدعوة إلى فض اعتصام رابعة العدوية بالقاهرة والنهضة وقتل المعتصمين وذبحهم ذبحا وهم في اعتصام سلمي ، بل وهم في عبادة صلاة الفجر ، ذلك الاعتصام ، الذي عرف بسم مذبحة رابعة وبالفتوى الشهيرة لمفتي مصر لكبير أصنامها وجيشه " اضرب على المليان " وفتوى إباحة ملك اليمين من المهاجرات السوريات " - فتوى أصدرها الشيخ السلفي الأردني العجلوني على صفحته في اليوتيوب - جاء فيها : ( علاجا لمسألة التهجير الواقع على أهلنا في سورية ، بحيث أن النساء في سورية المهجرات لا يجدن من يغطي نفقاتهن ولا يجد من يحرصن على حفظهن وحفظ أمنهن فيجوز لهن أن يطلبن الدخول في عقد زواج ملك اليمين بحيث يصير هذا الرجل سيدا لها وتصير المرأة ملك له ) ،

    ليت الشيخ السلفي الأردني العجلوني أفتى باستقبال الأخوات المهاجرات السوريات المسلمات ، كما استقبل النجاشي الحبشي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو كما استقبل الأنصار المهاجرين إلى المدينة ، أو كما استقبلت سيدته ميركل رئيسة وزراء ألمانيا مهاجري سوريا والعراق بألمانيا ووفرت لهم كل ما يغنيهم عن المسألة . ولكنه أخلد إلى الأرض واكتفى باللهث كالكلب ، يدعو إلى الاستغلال وإلى الرق والعبودية ، التي خلص الإسلام الناس منها وحرمها . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : { قال : قال الله ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره }

    أيها الشيخ الداعي إلى نشر العبودية ، التي خلص الإسلام الناس منها . تبا لك ، لاتكن كالأنصار أو كالنجاشي ، فذلك مرقى لا يحلم به أمثالك ، ولكن كن على الأقل كسيدتك ميركل ، إن كنت عاجزا أو رافضا أن تكون كأسيادك الأنصار، فتستقبل الأخوات المهاجرات ، أو على الأقل تدعهم وشأنهم والله كفيل بهم و لا تدعو إلى استرقاقهن واستعبادهن وقد جعل الله لهن سبيلا .

    ، إن الفتاوى التي يستصدرها السلطان الصنم الإله ، من فقهاء موائده ، والتي يبيحون ويجيزون فيها له استعمال السيف لسفك الدماء ظنا منه ومنهم ، أن ذلك يدرأ المفاسد ويقبر الفتن ويساهم في الاستقرار واستتباب الأمن ويستأصل الخارجين على السلطان الصنم ، أو يستعبدهم ويرهقهم عذابا ، حتى يتخذوه إلاها يعبدونه من دون الله ، وعند ذلك يكون الأمر كله له لا لله ، ولو كان هذا السلطان الصنم أو هذا الصنم الرئيس كافرا وثنيا ظالما سفاكا لدماء الأبرياء ، كرئيسة ميانمار أو البورما " أونج سان سوكي" التي أحرقت مسلمي الروهينغا المحرومين حتى من المواطنة ، كأدنى حد لحقوق الإنسان ، أحرقتهم أحياء وحرمتهم ، حتى من حق الحياة ، مثل هؤلاء الأصنام لا يجوز ويحرم الخروج عليهم

    . إن هذه الفتاوى الغريبة التي لا تستند لا إلى عقل ولا إلى شرع بل تستمد من الهوى وإملاءات الشيطان ، كثيرة ، كثيرة ،لا أستطيع حصرها . والغريب حقا والمتعجب منه ، أننا لا نجد فتوى واحدة تتحدث عن ركاز المعادن والبترول وتوزيعه على مستحقيه من الدول الإسلامية ولا عن الزكاة ووجوب أدائها للثمانية المخصصة لهم والتوزيع العادل للأموال بين جميع المسلمين وتحريم التبذير ، الذي وصل إلى درجة أن بعض السفاء من العرب الصنميين ، أطعموا جمالهم ونوقهم اللوز ذو الجودة العالية وبعضهم أطعم دوابه الأوراق المالية ، بعد أن لف بداخلها الطعام ، الذي تحبه هذه الدواب . أما الخمر والقمار وما يحدثونه في اللاهي الليلية والخمارات ، فذلك هو المباح بالعادة ولا يعلم فقهاء السوء عنه شيئا وبالنسبة إليهم فإن السلطان لا يحاسب عن ذلك ، وحتى لو مارس الجنس جهرا وعلانية وعلى التلفاز أمام الناظرين لمدة نصف ساعة ( ولا أدري هل سيحرمونه إن استمر أكثر من نصف ساعة أم لا ) ولو جلد ظهر المواطن وسلب ماله ووقع في عرضه ، فلا يجوز له الخروج عليه أو إنكار ذلك عليه .

    وفي حدود علمي ، لا توجد أي فتوي لفقهاء السوء الداعين للصنمية البشرية ، تدعو إلى وجوب نصرة المسلمين وفكهم من الأسر والعذاب والاغتصاب ، ولا حتى الحديث عن هذه المآسي ونموذج الروهينغا يحدثنا عن كل هذه المآسي ويصدق ما أقول .

    إن فتاوى الفقهاء السلفيين المبشرين بالصنمية الحديثة ، ومن يسيرون على نهجهم ويتبعونهم ،لا يستسيغها عقل ولا حس إنساني سليم ، ولا يتحملها نص . وفي تصوري وانسجاما مع إيماني التوحيدي ومنهج قرآني ، كل من سار على نهجهم وأطاعهم طاعة عمياء ، فهو حتما عابد للأصنام عن وعي أو بدون وعي منه ، مشرك ، تابع لوثن بشري يعبده من دون الله ويشركه بربه الواحد الأحد .

    إن الأصنام هنا ليست مادية كالحجر والشجر... بل هي بشرية متمثلة في رجال التصوف وبعض رجال الدين ، الذين أشرنا إليهم قبل قليل والذين يلعبون دور الأنبياء والرسل ويتقمصون شخصيتهم ، ويحدثون الناس باسمهم زورا وكذبا وبهتانا وينصبون أنفسهم أئمة معصومين ينافسون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ويفتون بغير ما أمر الله سبحانه وتعالى ، وأفتى رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويضعون القرآن جانبا ، يزينون به بيوتهم ولا يخصصون له أي حيز في معاملاتهم وفي تشريعاتهم ، فلا دخل للقرآن في نظرهم في الحياة اليومية للإنسان ، وتدبير الشأن المحلي والاجتماعي ، لأنهم في ظنهم قادرون على الاجتهاد وعلى استنباط الأحكام "الشرعية" انطلاقا من هواهم ، فاتبعوا ما تمليه وتوحي به شياطينهم وقرناءهم عليهم فتشتتوا وتفرقوا ، وأفتوا بالربا وأكلوا المال الحرام و كل المال الخبيث ، الذي يتقرب به للضريح ، بعد أن استباحوه ونصبوا على عباد الصنم الضريح .

    إن بعض الفقهاء الضالين المبشرين بالصنمية وغير الملتزمين بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والمشتغلين بالخرافة والبدع والأسطورة اكتشف أمرهم وفضحت ألاعيبهم وترهاتهم فنفر منهم الشباب ، وفقد فيهم الثقة بصفة نهائية فتركهم ظهريا وراءه ، وابتعد عنهم غير آسف عنهم ولا نادما ، واتجه نحو الإلحاد والكفر واستبدال الدين الإسلامي بدين آخر باطل ، لا اقتناعا منه ولا راضيا أو محبا له ، ولكن تحديا ونكاية في فقيه الصنمية وشيخ الصوفية ، والمرتزقة بالدين فقهاء السلاطين ، وفي أحسن الأحوال نجد الشباب يتجه إلى البحث عن بدائل لفتاوى فقهاء الموائد المرتزقين ، بفتوى نقيضة ، أصدروها هم الأخرون بناء على تصوراتهم وتخميناتهم وتفسيراتهم للنوازل ، التي تشغلهم ، بدن علم ولا كتاب ولا فهم منير للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية واتبعوا هم الآخرون هواهم وشياطينهم ، فضلوا وأضلوا وكان نتيجة ذلك ، أن عمت الفوضى واختلط الحابل بالنابل على المسلم العادي ولم يعد يعرف أين الخلاص ، ولا من يتبع .

    فليتق الله هؤلاء الذين يسمون أنفسهم علماء وفقهاء وورثة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأمة وما يتسببون فيه لها ، من انتكاسات وانهزامات واختلافات دينية وسياسية ومن سفك للدماء ومن نفور من الدين . وليتقوا يوما يقال لهم [ وقفوهم إنهم مسئولون ] ( سورة الصافات آية 24 ) .

    إن الأصنام المادية ، التي حطمها النبي صلى الله عليه وسلم ، والتي كانت تعبد من دون االله بغير حق ، في تقديري ، قد استبدلت اليوم ، يقينا وبدون أدنى ريب لدي ، بأصنام بشرية ، إلا أن المادة الخام ، التي تصنع بها اليوم الأصنام ، ليست الطين ولا التمر ، ولكنها الفكر والفلسفة والإعلام الكاذب وغسل العقول عن طريق الهوس الصوفي وبمساعدة فقه الزور والارتزاق الذين أحلوا لهم وأجازوا الاستعانة بالنار والحديد ، الذي يمكن القادة السياسيون والحكام من ظلم وإرهاب المستضعفين في الأرض ومن تنصب أنفسهم آلهة تعبد من دون الله وتشرع شرائع ما أنزل الله بها من سلطان ، بل وتعارض وتناقض ما شرعه الله .
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de