كما ذكرنا في الحلقة (3) نستشهد في حلقة او اكثر بنماذج من الخطط والاستراتيجيات القومية و/او العالمية لكي تساعدنا في سعينا لصياغة وبلورة الاستراتيجية التي اقترحناها. التجارب السودانية: الاستراتيجية القومية الشاملة:(1992-2002). تجدر الاشارة ان السودان إتبع نهج التخطيط المركزي بعد (5) سنوات من إستقلاله عندما أجاز الخطة الخمسية الاولي (66/1956 -69/1970). وبالرغم من ان الخمسية الثانية (62/1961 -71/1970) صممت لتغطي عشرة سنوات جاءت بمسمي "خطة" وليس بمسمي "استراتيجية" ]بالرغم من إستيفائها لأحدي شروط التسمية .. انظر الحلقة (1)[ . جاءت الاستراتيجية القومية الشاملة في تسعة مجلدات غطت القطاعات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة (هذا من حيث تناول الاستراتيجية بالتفصيل ) ، أما من حيث التناول المنهجي فقد حددت وثيقة الاستراتيجية غايات قومية وأهداف قومية وموجهات عامة نلخصها في الاتي : الغاية القومية التي تسعي الدولة لتحقيقها هي نهضة حضارية شاملة تمكن السودان من تحقيق ذاته واشاعة الحريات لأهله ، والارتقاء بحياتهم ، وتحقيق المنعة التي تصون الوجود والقيم". وتقوم هذه الغاية علي المرتكزات الأتية : القيم الفاضلة ، العزة ، الحرية ، الرفاة نورد هنا تفصيلاً لما اوردته الاستراتيجية للغايتين"القيم الفاضلة" و"الرفاه" وذلك لكونها محورين اساسين لتقييم وتقويم الخطط والاستراتيجيات . القيم الفاضله: "ويقصد بها المقومات المعنوية الراسخة في الدين والعقيدة والاعراف الحميدة والخلق القويم والتراث القومي والثقافة الوطنية" الرفاه: "ويقصد به تحقيق مستوي متقدم من الحياة الطيبة للمواطنين، ويؤكد حقوقهم الانسانية والاجتماعية ويلبي حاجاتهم الاساسية . "إن الهدف المنشود هو تحقيق الأمن القومي الشامل وفق المرتكزات الأتية : أهداف اجتماعية ، أهداف سياسية ، أهداف اقتصادية ، أهداف عسكرية وامنية ، أهداف السياسية الخارجية ، أهداف علمية تقانية أوردت الاستراتيجية تفاصيل وشرح لكل هذه الأهداف . دون إيراد كل هذه التفاصيل هنا أكتفي بما جاء في الأهداف الإجتماعية : "ان يكون السودان خير مجتمعات العالم النامي دينياً وخلقاً وثقافة ومعاشاً وبيئة ، وان يكون المجتمع مستقلاً عن السلطة في معظم حاجاته، وسابقاً عليها في مبادراته". وكذلك الأهداف الاقتصادية : "ان يتمكن السودان من تطوير قدراته الاقتصادية بما يجعله في طليعة دول العالم النامي". وكذلك الأهداف السياسية : "أن يكمل السودان الانتقال الي مرحلة الشريعة الدستورية وفق منهج شوري ، ديمقراطي ، ثوري وفعال وتحقيق السلام ، وتحقيق وحدة الوطن والمجتمع وتطبيق الحكم الاتحادي واقامة النظام السياسي الجديد".
الموجهات العامة السودانيون شعب واحد ، تجمع بينهم المواطنة ويشكل الدين عنصراً اساسياً في تكوينهم وثقافاتهم ويمنحهم ايمانهم روحاً وخلقاً فاضلاً، وعزماً قوياً وايماناً بالقيم العليا وتمسكاً هو مغزي الكفاح السوداني في سبيل الاصالة والحرية والتنمية والرفاة الاجتماعي . يسعي الشعب السوداني لتحقيق نهضته الحضارية الجديدة علي أساس ...... الاعتماد علي الذات ..... ومراعاة العدالة في الإستمتاع بثمار ذلك التقديم . ............. عماد الوحدة الوطنية ترتكز علي التوزيع العادل للسلطة والثروة والمشاركة الفعالة للجميع في الشأن العام . "تمثلاً للغاية القومية الاستراتيجية وسعياً لتحقيق الاهداف القومية المتقدمة واسترشاداً بالموجهات العامة ، أنضوت الاستراتيجية علي معاني جوهرية في تحقيق التغيرات الأساسية التي تهدف الي احداثها في المجالات التالية : في المجتمع ، في النظام السياسي ، في العلاقات الخارجية ، في السياسات الاقتصادية ، في شأن القطاع الرائد (الزراعي) ، في السلام المتابعة والتقويم جاء في الصفحات (11-12) الآتي عن المتابعة والتقويم : يمثل تنزيل الاستراتيجية علي الواقع في شكل خطط وبرامج ومشروعات تحدياً كبيراً ، يحتاج لتخطيط واضح لمناهج جمع المعلومات ، واجراء الدراسات والبحوث وتوظيف الطاقات والامكانات وتكاملها . وان بناء الدولة الحديثة المستنيرة يتطلب تخطيطاً وتنسيقاً بين مؤسسات البحث العلمي والمعاهد كافة. بما يحقق تكامل الجهود في أمثل استغلال للمواد المتاحة . ولذلك يجب ان تكون البحوث والمعلومات المطلوبة والتي تبرز الحاجة لها في مراحل وضع الخطط والبرامج وتنفيذها تحت إدارة مقتدرة ومؤهلة تساعد في توظيف الموارد وتوزيع الادوار وترعي تكاملها . "ان من المعضلات الكبري التي تواجه العالم النامي عموماً، مسألة ابتداع المناهج الصحيحة لتنزيل الأفكار والخطط علي أرض الواقع ، وآليات متابعة وتقويم الاداء في تنفيذ البرامج ، وكيفية مواجهة التحديات والعقبات والاخفاقات وتجاوزها وتصويب المسارات . كما تشكل قضايا التكامل والتنسيق بين البرامج والأجهزة القائمة عليها ، وتحديد المؤشرات والمعايير الاحصائية والكمية والكيفية لقياس الأداء والانجاز في كل مجال وكل قطاع ولقوي الدولة مجتمعة قضية رئيسية أخري . ان نجاح آليات المتابعة والتقويم يعتمد علي فعالية وقدرة ادارة المراقبة والرصد ويتحقق ذلك بخلق آليات تمكن الجهاز التنفيذي من الاطلاع بدوره كما تمكن المؤسسات التشريعية والسياسية من ممارسة مراقبتها باقتدار وفعالية ، وان انجاز كل ذلك يحتاج التي تقوية مؤسسات الاحصاء وزيادة فعاليتها ........... كما يجب ان يستتبع تطبيق نظام الحكم الاتحادي من تغييرات هيكلية في بنية الدولة واجهزتها التزام رصين باهدافها الاستراتيجية الكمية والكيفية. ثم ناقشت لجنة تسيير المؤتمر تقارير القطاعات كلاً علي حدة نقاشاً وافياً وجاداً .. شارك في هذا النقاش الوزراء المختصون والقيادات التنفيذية العليا. ثم تدارست لجنة التنسيق (المكونة من قيادات قطاعات مؤتمر الاستراتيجية والقيادات التنفيذية العليا) تقارير القطاعات ولجانها الفرعية للتأكد من الاتساق الداخلي للقطاعات والاتساق الشامل بين كل قطاعات الاستراتيجية. أجرت اللجنة التنسيق الازم بين أولويات القطاعات المختلفة وخططها ومراحل تنفيذها ونقاشها نقاشاً وافيا أفضي الي مراجعات دقيقة يسرت اجراء مالزم من تعديلات واتساق. اوكلت لجنة التسيير أمر الصياغة النهائية الي لجنة الصياغة التي وجدت العون من وكالة التخطيط في تحديد البرامج وترتيب أولوياتها وتقريرات كلفتها. قام مركز الدراسات الاستراتيجية باعداد اجزاء وثيقة الاستراتيجية الثلاثه ] المكونة من مجلدين[.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
بروفسر احمد حسن الجاك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست