قبل بضعة أشهر ظهر فيديو لوجود جازولين على سطح نهر النيل وقد ثار أنصار القحاطة واعتبروا ذلك من عمل (الثورة المضادة) ؛ ثم تبين بعد ذلك ان هذا مجرد حادث لشاحنة. كل من يصل للحكم في السودان يصاب بلوثة العدو المتخيل..والرعب ممن يسميهم العملاء والمندسين والخونة..ويحسبون كل صرخة عليهم.. مشكلة العقل السوداني أنه لا يعترف أبدا بخطئه..لا يمكن أن تجد اثنين يتناقشان حول قضية أو مسئلة بغرض الوصول للحقيقة. بل هناك حرب بائسة لاثبات أن الخطأ كان صوابا. كالتلميذ الذي لا يعترف بأن رسوبه في الامتحان نتيجة بلادته بل بسبب استقصاد الاستاذ له. منذ أول يوم كان الطريق الصائب أمام الجميع لكنهم رفضوه واتخذوا الطريق الخاطئ..وقلنا بأن الخطأ لا ينتج صوابا. وأن من يعتقد أنه يستطيع أن يستأثر بالفريسة لوحده واهم. وأن إدارة الدولة تحتاج لكفاءات حقيقية ولعقلية فذة ولترتيب الأولويات والتأسيس لأجهزة تدعم اتخاذ القرار السياسي والإداري. وأن الحكومة الانتقالية هي حكومة تسييرية وليست حكومة تفرض آيدولوجيات وأن مهمتها الأساسية هو تمهيد الطريق للديموقراطية وليس لتمكين جديد. استخفوا بكل ما قلناه ، ثم ها نحن نرى جنة أوهامهم خالية على عروشها يقلبون أيديهم حسرات ويعضون أصابعهم ويوزعون الاتهامات جزافا على كل من يكشف عوراتهم وسوءاتهم...فهذا كوز وذاك مندس وعميل...الخ.. نفس كتابات اسحق فضل الله نراها في كتابات القحاطة...ولا خير في كليهما... بل كل البؤس والشر سيأتي منهم.. قلنا بأن حكم هذه البلد ليس سهلا ، فحتى بتاع الورنيش عندنا لديه قناعة بأنه يجب أن يحكم السودان .. وحتى الزبال يعتقد بأن لديه امكانية ادارة الدولة ، وهذا هو نفسه ما جال بخاطر حكومة الحمام الغمران.. كانوا يعتقدون أن السفريات للخارج وارتداء كرفتات فرنسية أو تضخيم السير الذاتية لهم ستتيح لهم الحكم. هذا غير صحيح.. لو كان حكم هذا البلد سهلا لما عانى الكيزان منذ اول يوم لهم معاناة شديدة جدا.. لقد استلم البشير السلطة والدولة منهارة تماما..اقتصاديا وصحيا وأمنيا..وجاءت الحركة الاسلامية بذات مفاهيم القحاطة..وهم يحسبونها سهلة...فاستولوا على كل شيء تحقيقا للتمكين...واقاموا محاكمات وهمية واعدامات بلا عدالة حقيقية وتكميم للأفواه وتخوين ...الخ... نفس ما يحدث اليوم... فهل استطاعوا -وهم كانوا أقوى من القحاطة اليوم- فهل استطاعوا الاستقرار ليوم واحد؟.. لا... بل فشلوا لأن منطلقاتهم فاشلة...ولأنهم لم يؤسسوا لدولة القانون والمؤسسات بل لدولة التمكين...فهل تمكنوا في نهاية الأمر؟ لا... استخدام القوة والتخوين واتخاذ القرارات الخاطئة لا يفضي الى التمكين بل يفضي الى الفشل الذي ينجب مزيدا من الفشل... أما الانطلاق من وطنية حقيقية لحلحلة مشاكل الدولة ووضعها في الطريق السليم فهو الذي يحمي هذه الدولة ويحميك كحاكم ويحمي شعبك.. ما يحدث اليوم باطل.. ونقولها بملء الفم...بااااطل وما بني على باطل فهو باطل ولا يترتب على الباطل إلا الباطل.. من شاء أن يصدق ما نقوله فحسبه...ومن شاء أن يكذبه فأمامه الأيام تثبت ما نقول... ولا يخيب لنا قول أبدا...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة