|
Re: اقتصادنا.. والفريضة الغائبة! بقلم محمد لطي (Re: محمد لطيف)
|
الأخ الفاضل / محمد لطيف التحيات لكم وللقراء سوف نكتفي فقط بفقرة في مقالكم وهي :
( لقد ملت الصحافة من الكتابة عن تخبط القرارات المالية والنقدية .. وسياسة التجريب التي ظل يمارسها البنك المركزي ) .
وبالرغم من أن جوهر مقالك عن تخبط البنك المركزي إلا أننا نريد أن نشمل ذلك التخبط والتراجع في معظم قرارات الدولة ،، وسبحان الله فإن تلك الظاهرة متوفرة في تسعة وتسعون في المائة من قراراتها ،، فالتراجع سمة سائدة في كل نشاطات الدولة ،، بل أكثر من ذلك فإن الجهات العليا التي تتخذ تلك القرارات بعد جهد ودراسات تنام نوم أهل الكهف بعد أن تضع القرار تحت التنفيذ ،، وتترك الأمور لشرذمة من صغار الموظفين الذين يتلاعبون بالأمور حسب الأمزجة وحسب الروتين البيروقراطي الذي تعودوا عليه في مسار حياتهم !! ،، ومن النادر جدا جدا في هذا السودان أن تعود الجهة العليا لمراقبة المجريات ومعاقبة من يخالف القرار .. وذلك الموظف الصغير النكرة يستطيع بمنتهى السهولة أن يقرر التراجع دون وجه حق . وصورة أخرى مضحكة للغاية ،،ـ في موقع آخر شاهدنا بالأمس ذلك التحرك العنيف من قبل الدولة .. حيث نقلت القنوات الفضائية السودانية حالة من الاستنفار من الدرجة القصوى عند الحدود مع الجارة ( اريتريا ) ,, شارك فيها الوزراء وكبار المسئولين في الدولة كما شاركت فرق من الجيش السوداني وقوات الأمن .. والمحصلة كما نقلت كمرات المتابعة لأجهزة الإعلام والأمن كانت تلك الكميات الكبيرة من القمح المهرب والدقيق والسكر خلافها من السلع الضرورية ،، وتلك السلع التي تم ضبطها كانت كبيرة ملئت الميادين المخصصة لها وفاضت ،، وأدهشت المواطن السوداني الذي يواجه الندرة والجوع في عمق داره ،، إلى هنا والأمر قد يبدو لذلك الإنسان البسيط انجازاً باهراً يسجل للدولة ،، ولكن تلك الصورة بالنسبة لإنسان السودان المجرب للأمور منذ استقلال البلاد هي مجرد تمثيلية لإخماد حالة الإزعاج التي بدأت تحرك الشعب السوداني ،، والكل متأكد كل التأكيد أن مجرد الهدوء في الشوارع السودانية سوف تعيد الأوضاع إلى سابق عهدها .. حيث لا رقابة للحدود .. وحيث لا ضبط للتهريب .. وحيث لا وجود للمسئولين ولا وجود للجيش .. والذين يتواجدون من الأمن فإن الشعب السوداني يعرف جيداًُ أن لهم حصصهم في تلك المواد المهربة كالعادة .. فهؤلاء رجال أمن بالاسم فقط .. وهم أنفسهم يمثلون عصابات .
والمحصلة أن ذلك الاستعراض الكبير للدولة في وقف التهريب بين السودان واريتريا كان مجرد استعراض للاستهلاك الوقتي .. ومجرد محاولات لتهدئة الشارع السوداني ،، والسؤال الهام والهام جدا هو : أليس من واجب الدولة ان تواصل محاربة التهريب بنفس الهمة وبنفس الجدية طوال العام والسنوات ؟؟ ،، فلماذا يتراجع المسئول السوداني ويتكاسل في متابعة القرارات والانجازات ؟؟ .. وتلك الظاهرة متعمقة في المسئول السوداني وفي الخدمة المدنية السودانية ،، ليست وليدة اليوم وليست وليدة الأمس بل سمة تلاحق السودان منذ الاستقلال .
صديق عبد الكريم
| |
|
|
|
|