كتبتُ قبل أيام مطالباً بعودة الخلوق جمال الوالي لقيادة فريق المريخ وأفضت حول ما يعنيه فريقانا الكبيران بالنسبة للسودان مما لا ينبغي أن أعيده هنا مجدداً. بعد ذلك قرأتُ أن هناك جهوداً تُبذل في سبيل إقناع (القانون) محمد الشيخ مدني لتولي قيادة فريق المريخ بعد أن فشلت محاولات إقناع جمال الوالي لتولي تلك المهمة الكبيرة. عندما احتدام الخلاف قبل أشهر حول رئاسة اتحاد كرة القدم اتصلتُ مراراً بود الشيخ محاولاً إقناعه بتولي المنصب الكبير بعد أن علمتُ أن كل الجهود المبذولة لذلك الغرض قد باءت بالفشل بما في ذلك لقاءات على مستوى عالٍ أُجريت معه. بعدها أدليتُ بدلوي مؤيداً بروف كمال شداد الذي تسعفه خبرة كبيرة واستقامة معلومة تُقدّمه على الآخرين مع تجاهل قضية عمره المتقدِّم والتي ينبغي أن تنحى تقديراً للظرف العصيب والصراع الذي نشب وتصاعد حول ذلك المنصب الرفيع والخطير. من عرف محمد الشيخ مدني واقترب منه لن يقدم عليه أحداً كائناً من كان في أي موقع يُرشَّح له .. أقول ذلك بعد أن رأيت من الرجل عجائب وغرائب من العطاء والتفاني والحكمة والقدرة على تذليل المصاعب بل والمستحيلات في شتى المواقع التي شغلها بالأصالة كفروض عين أو تصدّى لها كفروض كفاية على سبيل التبرّع والإسهام في عمل الخير إنفاقاً من وقته وجهده وعلمه وخبراته وحكمته، فالرجل نسيج وحده وأعجب أن تنتهي خدمات ود الشيخ في أي ضرب من ضروب العطاء سواء في التعليم أو قيادة المجلس التشريعي أو الرياضة أو بذل الأجاويد التي يُريدها بشكل مدهش. شهدتُ كثيرًا من مساهماته وهو يعيننا في قطعة الأرض الخاصة بنادي كوبر الرياضي .. في قطعة أرض مُنحت لمدرسة الطيب سعيد الحكومية.. تدريس حصص رياضيات في عدد من مدارس العاصمة أساس وثانوي قبل انتهاء العام الدراسي وهو وزير تربية، ثم هو رئيس مجلس تشريعي.. مستشفى الملك نمر في شندي.. قضايا نزاعات الأراضي التي يقوم فيها بدور الوسيط النزيه المحايد صاحب الرشد وفصل الخطاب.. الخ. لذلك لن تجد من يحل محل جمال الوالي أفضل من ود الشيخ فهلا دُفِع به إلى قيادة المريخ دفعاً؟! قد يستغرب البعض تدخّلي في ما يظنون أنه لا يعنيني ولا أعلم عنه الكثير لكني أود أن أشير إلى أن لي علاقة قديمة بكرة القدم التي كنتُ ألعبها أيام الطفولة الباكرة وكنتُ هلالابياً متحمساً لدرجة أني أطلقتُ على ابن شقيقتي زينب اسم (جكسا) حيث وُلد أيام كان جكسا في قمة توهُّجه ولا يزال المهندس محمد الأمين لا يُعرَف بين أهله وفي كوبر، حيث وُلد ويقيم حتى الآن، إلا باسم جكسا الذي قدّمته على اسمه الحقيقي (محمد الأمين) تيمناً بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعندما تولّيتُ إدارة التلفزيون بعد ثلاثة عقود من ذلك التاريخ اخترت جكسا (سيد الاسم) في لجنة البرامج الرياضية وتعرّفنا على بعض لأول مرة! المخدرات.. الخطر الداهم !! لم أكُن لأصدق ما قرأته في الصحف لولا أن مصدر الخبر مدير الإدارة الفنية لمكافحة المُخدرات العقيد شرطة نجم الدين عبد الرحيم الذي كشف عن أن انتشار تلك الآفة في بلادنا بلغ درجة أن تُزرع (عديل كده) وأن يصل عدد تجار المخدرات المحكومين بالمؤبد (3000). تخيّلوا أن الشرطة أبادت (45) طناً من القنّب و(20000) طن بذور قنب في عام 2017 بما يعني أن بعض ضعاف النفوس بلغت بهم الجرأة درجة أن يزرعوا المخدرات بدون أن يخشوا عقوبة السجن المؤبد التي يُحكَم بها عليهم. أشار العقيد نجم الدين إلى تزايُد المخدرات في مناطق التعدين بسبب ضعف الرقابة الشرطية ووجود بيئة خصبة للترويج في تلك المناطق. أخطر ما في الأمر أن المخدرات انتشرت بين طلاب المدارس الثانوية ناهيك عن الجامعات وخيراً فعلت ولاية الخرطوم حين أغلقت شارع المخدرات أو قل شارع النيل الذي أضحى خلال الفترة السابقة لقرار منع ستات الشاي من أكبر مراكز الترويج لذلك الوباء الخطير بأنواعه المختلفة بما في ذلك الخرشة وحبوب الترامادول والحشيش والمخدرات الغالية الثمن. دعونا نحاول الإجابة عن السؤال: لماذا يا ترى يتجرَّأ تجار المخدرات وزُرَّاعها رغم تلك العقوبة الزاجرة والرادعة، وهل نحتاج إلى تشديد العقوبة لتصل إلى الإعدام وما هو أثر الهجرات من بعض الجاليات الأجنبية؟! الأمر يحتاج إلى بحث بل إلى بحوث يُشارك فيها الأطباءُ النفسيون، لكني على يقين أن مجتمعنا السوداني تساهل مع تعاطي المخدرات بشكل مخيف حيث تم تطبيع العلاقة مع المحشِّشين وشاركنا جميعاً في تلك الجريمة النكراء ولم يخلُ يوم أو ربما ساعة لا يتداول الناس فيها نكات المحشّشين والمساطيل الذين كثيرًا ما يُصوَّرون كأشخاص ظرفاء يأتون بالعجائب والغرائب لحل المشكلات من (خارج الصندوق) وربما أغرى ذلك الكثيرين خاصة من صغار السن بتقمُّص شخصية المسطول من خلال تعاطي المخدِّر سيما مع انتشار أنواع رخيصة أضحت في متناول التلاميذ وأصحاب الأجور المتدنية. الأمر أكبر من أن تتم مناقشته أو إيجاد المعالجات له في هذه العجالة، لكني أشير إلى أمرين مُهمين أولهما ترفيع مكافحة المخدرات في هياكل الشرطة ومركزتها تحت إدارة واحدة بموازنة ضخمة حتى نتجنب التعامل الجزئي على مستوى الولايات التي قد ينفعل بعضها بالأمر ويتجاهله البعض الآخر وفقاً لتفاعل أو تقاعس الولاة والمسؤولين. الأمر الآخر أن يتداعى الإعلام الخاص والعام والإلكتروني بصحافته وفضائياته لمواجهة انتشار المخدرات، وليت اتحاد الصحافيين ينهض بهذا الدور بالتعاون مع بعض لجان البرلمان وذلك بتنظيم ورش لدراسة الأمر وإقامة حملات إعلامية مع مشاركة وزارة التربية ووزارة التعليم العالي. إني أدق ناقوس الخطر وأشعر أن الأمر يحتاج إلى تفاعل على مستوى رئاسة الجمهورية، فهلا تحرّك الرئيس ورئيس الوزراء؟!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست