نقدر ونثمن عالياً الجهود التى قامت هيئة محامي دارفور منذ نشأتها بالدفاع عن المعتقلين والمظلومين من (أبناء دارفور) لا سيما الطلاب والناشطين ، ونحترم أيما إحترام الأساتذة الأجلاء في الهيئة الذين يقومون بواجبهم الوطني والإنساني بكل تجرد ونكران ذات ، ولكن مؤخراً قد سيطرت مجموعة محددة علي الهيئة والقرار فيها ويقود هذه المجموعة المدعو الصادق حسن المشهور بالسندكالي ، وقد إستخدم موقعه بالهيئة للتدخل في شئون حركة تحرير السودان وتصفية حسابات سياسية لصالح جهات بعينها ، ومحاولة إملاء شروط علي الحركة بما يتنافي مع طبيعة عمل الهيئة ، وهي ذات العقلية الصفوية التى ظللنا نحاربها بلا هوادة ، وقد مددنا حبال الصبر كثيراً علي تجاوزاته باسم الهيئة ونحن نرقب ونرصد كل ما يقوم به من عداء سافر ومحاولات النيل من الحركة والذي فشل من يعمل لصالحهم وجهات إقليمية ودولية. ما يقوم به المدعو الصادق حسن من أفعال وضيعة تشبه حالة (عبيد المنازل) الذين يتم إعادة إنتاجهم لمواجهة ذواتهم وقيادة صراعات ضد أنفسهم ومصالحهم وحريتهم. إن آخر تجليات الهيئة ممثلة في شخص المدعو الصادق حسن ومن معه تتمثل في التواطوء المفضوح مع جهات بعينها حول قضية الرفيق الشهيد/ صالح يعقوب عمر الذي إغتالته الأجهزة الأمنية للنظام عبر إطلاق الرصاص عليه بمنزلهم بحي الدروشاب يوم ٢٨ ديسمبر ٢٠١٨م وإعتقال ثمانية من رفاقه ، وتحريضه لأسرة الشهيد بعدم بعدم منح رفاقه في الجبهة الشعبية المتحدة UPF وزملائه في الجامعة شرف إقامة تشييع يليق به كشهيد للثورة والوطن مثله مثل كل الأبطال الذين وهبوا حياتهم من أجل التغيير والكرامة ، كما إنه أوعز لعم الشهيد بعدم الموافقة علي دفن الشهيد في مقابر حمد النيل رغم موافقة الأسرة السابقة عندما طلب منهم رفاقه وزملائه ذلك ، وقد جاء إختيارهم لمقابر حمد النيل لإعتبارات قربها من المواصلات وإمكانية مشاركة أكبر عدد من المشيعين ، ولكن المدعو الصادق السندكالي ومجموعته في الهيئة وبالتواطوء مع النيابة وجهات أخريرقد تعمدوا تأخير إجراءات تسليم الجثمان يوم أمس الأحد الموافق ١٣ يناير ٢٠١٩م وجاءوا بمبررات فطيرة لا تقنع أحداً ، رغم مرابطة رفاق وزملاء الشهيد في المحكمة والمشرحة وآخرين في مقابر حمد النيل ، وتوزيعهم إعلان يدعو القوي السياسية والناشطين والثوار للمشاركة في تشييع وقد حددوا الزمان والمكان ، ولكن الغرض الرئيسي من كل ذلك هو الحيلولة دون إقامة موكب تشييع كبير يفضح النظام وجرائمه وتحويل التشييع إلي مظاهرة ثورية سلمية تضاف للثورات الجارية الآن ، وقد إستخدم الصادق ومجموعته كل الأساليب الوضيعة لعدم قيام أي موكب تشييع محضور ، وأن يتم الدفن بهدوء بعيداً عن الإعلام ومشاركة الثوار ورفاق وزملاء الشهيد حتي يرتاح النظام الذي أرهقته مظاهرات شعبنا المعلم في كل المدن والأرياف. قد وصل الأمر بهيئة الصادق السندكالي بأن تعمل علي مصادرة حق طلاب الجبهة الشعبية المتحدة UPF في الإنتماء السياسي ومعلوماً بالضرورة أن الإنتماء السياسي قرار شخصي لا دخل لأسرة أي أحد به ، وذلك عبر إدعاءات باطلة مفادها أن النظام سوف يعذب الطلاب المعتقلين إن تمت الإشارة إلي تنظيماتهم السياسية ، وأن إعلان إنتماءتهم السياسية يخالف القانون والدستور ويعرضهم للعقاب في المحاكم كونهم ينتمون لحركة مسلحة وغيرها الهرطقات ومحاولات دس السم في الدسم ، معترف بها في الدستور ، ولنا أن نسأل هل عندما إعتقل النظام هؤلاء الطلاب كان يريد أن يذهب بهم إلي رحلة ترفيهية ؟ أم إنهم لا يدركون عواقب الإنتماء السياسي في ظل نظام قمعي دكتاتوري؟ ولماذا الإصرار علي نفي إنتساب أعضاء حركة تحرير السودان دون غيرها من القوي السياسية والحركات المسلحة ؟ وهل هؤلاء الطلاب هم أول رفاق يتم إعتقالهم وقتلهم وتعذيبهم؟ ومن قال أن حركة تحرير السودان تعترف بالنظام وشرعيته ناهيك عن دستوره وقوانينه المعيبة؟! إنّ حركة/ جيش تحرير السودان لا تستمد شرعيتها من دستور وقوانين النظام ولا يعنيها إن إعترف بها أم لم يعترف ، فإننا نستمد مشروعيتنا من مقاومتنا الباسلة وقضايا شعبنا العادلة ومبادئنا وقيمنا وليس من النظام وقوانينه ، فالعالم كله عبر كافة منظوماته الإقليمية والدولية تعترف بنا كحركة مقاومة ويخاطبوننا ويلتقون بنا علي هذا الأساس ولا نحتاج لإعتراف النظام أو من ينوبون عنه ويتحدثون باسمه ، ولا نحتاج محاضرات السندكالي عن الدستور والقوانين ، ومن عضوية الحركة مئات القانونيين والمحاميين وخريجي كليات الحقوق. إنّ حركة/ جيش تحرير السودان لم تتنازل عن منسوبيها وهم أحراراً طلقاء فكيف لها أن تتخلي عنهم وهم شهداء أو معتقلين في سجون وزنازين النظام ؟!. نحن حركة ثورية سودانية ، عضويتها مفتوحة لكل السودانيين المؤمنين بمشروعها السياسي وبناء دولة المواطنة المتساوية ، ولسنا حركة إقليمية ( دارفورية) ، فمن أراد أن وضع نفسه في إطار إقليمي وجغرافي كما رسمه له الأسياد الصفويين فهو حر في خياراته ، ولكن لن نسمح لأحد أن يطلب ما إرتضاه لنفسه. ليس من حق الصادق حسن ومجموعته نفي إنتماء منسوبي الحركة والإصرار علي نعتهم ب(طلاب دارفور) فهؤلاء الرفاق هم طلاباً سودانيون أولاً وأخيراً ولن تقنعنا الحجج الواهية نعرف أهدافها ومراميها ومن يقفون خلفها. في الوقت الذي توحد فيه وجدان وإرادة الشعوب السودانية خلف القضايا الوطنية وثورة الحرية والتغيير والكرامة ، وتحدوا التقسيمات المناطقية والعنصرية التى ظلت تصنعها الصفوة السياسية ، ومحاولات النظام تقسيم الثوار والشعب السوداني علي أسس جغرافية وعرقية بغرض ضرب الإنتفاضة الشعبية التى إنتظمت البلاد شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً في أروع ملحمة ثورية يشهدها السودان منذ عقود ، يطل علينا الصادق حسن وجماعته عبر نافذة الإقليمية والجهوية ويريدون منا القبول شراء هذه البضاعة الكاسدة ، دون أن يدركوا من من الحركات الثورية يخاطبون!!. إن إقليم دارفور هو أحد الأقاليم السودانية التى عانت من ويلات النظام ، وشهد أبشع جرائم الإبادة وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية حتى بات رأس النظام مطلوباً لدي المحكمة الجنائية الدولية وعدداً من زمرته ، ويجب أن تتمتع قضايا مناطق النزاعات بخصوصية لما عانته من تهميش ودمار وتشريد متعمد ، ومع ذلك فإن قضايا إقليم دارفور لا تحل بمعزل عن القضايا الكلية للسودان ، فالسياسات والممارسات التى إتبعتها الصفوة السياسية بحق السودان وتقسيم السودانيين علي أسس جغرافية وعرقية وثقافية ودينية هي التي أدت إلي الأزمة الوطنية وإطالة أمدها ، وقادت إلي إنفصال جنوب السودان ، وسوف تتسبب بفصل مناطق أخري من السودان في حال إستمرارها ، لا يوجد أحد في العالم بإمكانه أن يجبر الحركة علي تبني قضايا لا تتماشي ومشروعها السياسي ومصالح الشعب السوداني ووحدة تراب الوطن ، فإذا كان معظم منسوبي الحركة من إقليم دارفور لأسباب تتعلق بالنشأة والتكوين فهذا لا يعطيهم الحق في تسمية الحركة بأنها دارفورية ولن نقبل بذلك مطلقاً.
هذه ليست المرة الأولي التى يقوم فيها المدعو الصادق حسن بخلق صراع بين الحركة وهيئة محامي دارفور ، ويتدخل في الشئون الداخلية للحركة بشكل سافر وغير مقبول بغرض تصفية حسابات سياسية لصالح جهات أخري لا علاقة للهيئة بها ، وقد أصدرنا بيانات سابقة حول هذه الأمور وحذرنا من مغبة تكرارها ، ولكن التمادي في هذا الخط العدواني الصريح توجب علي الحركة تحديد علاقتها مع الهيئة التى يديرها ويسيطر عليها المدعو الصادق حسن وينفذ عبرها أجندته الشخصية وأجندة الجهات التى يعمل لصالحها.
إزاء كل ما ذكر بعاليه فإننا نعلن للرأي العام وكافة الحقوقيين والمحامين الشرفاء في هيئة محامي دارفور بأن حركة/ تحرير السودان بقيادة الأستاذ/ عبد الواحد محمد أحمد النور ، قد قررت عدم التعامل أو التعاون مع الهيئة في أي قضية من القضايا ولن تسمح لها بالمرافعة والدفاع عن أي من منسوبيها طالما تم إستخدام الهيئة للكيد للحركة والتدخل في شئونها ، فالسودان يذخر بالشرفاء من القانونيين والحقوقيين والمدافعين عن المظلومين دون منٍ أو أذي ، أو أن يكونوا مدفوعين بأجندة سياسية عدوانية.
إنّ حركة/ جيش تحرير السودان توجه جميع عضويتها بمختلف القطاعات بالوقف الفوري لأي تعامل أو تعاون مع هيئة محامي دارفور في أي قضية من القضايا ما لم يصدر بيان رسمي آخر يلغي هذا التوجيه.
محمد عبد الرحمن الناير الناطق الرسمي باسم الحركة ١٤ يناير ٢٠١٩م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد عبد الرحمن الناير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست