زرت صديقتي في مكتبها بالخرطوم وقلت لها "إني جائع" فطالبني بالإنظار لأن صديقتها وعدتها بغداء –بيوتي- ولأن نظامي الغذائي غير،، هاتفتها لأعرف إن كانت أعدت –لحوم أو بقوليات أو نشويات- لأتصرف،، فقلت لها "عملتي شنو ؟؟" فقالت لي "عملت شنو؟؟ سجمي هجموني ورجموني!! عملت شنو؟؟ كُر علي قالوا ليك شنو!! عملت شنو؟؟ برية من ناس الدنيا بتوعين القولات ديل أوعك تصدقهم!!" فقلت لها "علمت أنك قادمة بغداء وأود معرفته فقط لأني جائع" فقالت لي "الحمد لله إنك ما عرفت"،، لم أكترث لمرفة ما خبأته عني حتى مغادرتي الأخيرة للسودان لكن بعد أشهر وصلني –شمار / إسفيري- بأنها أنجبت طفل "سفاح!!" فتذكرت المثل –العود الما فيه شق ما بيقول طق- أو هكذا هو لسان حال النظام الذي سجل بالأمس –إعتراف صريح مشفوعاً باليمين لإرتكابه للفساد طوال ثلاثة عقود بسبق إصرار وترصد- ثم زعم إنشاء محكمة خاصة لمكافحته كذر رماد على العيون لحمايه رموزه الفاسدين "محكمة خاصة مثلها مثل سابقيها من المحاكم الخاصة –للضرائب، للزكاة، للصحفيين، للإتصات والمعلوماتية، وهلمجر- !!" لا زلت أذكر عشية إستقالة -المراجع العام / أبو بكر عبد الله مارن- من منصبه،، سألت أخي الأكبر –مراجع عام وحائز على ثناء من رئاسة الجمهورية في العام 2002م- عن طبيعة عمله،، فحزنت حينما عرفت أن تقاريرهم عن فساد –الوزراء والولاه- تسلم "فقط!!" مباشرة لرئيس الجمهورية بخطاب "سري للغاية!!" وليس من حقهم معرفة أي إجراء أُتخذ،، وأخرس من يقول –إيقاد شمعة خير من سب الظلام- بسؤالي "لماذا لم تشكل هذه المحكمة طوال الفترة الماضية؟؟ وهل فساد النظام ظهر حديثاً؟؟" وفي الحسبان أن التشكيل الوزاري المرتقب سيؤلف من –الحرس القديم- وما أدرا ما "السبع العظام !!" لنبدأ في مَرحلة فساد مُرحلة –قد يطول أمدها- بسبب خنوع -رموز المعارضة- الذين يتبجحون بـ "هشاشة المعارضة من هشاشة النظام!!" متناسين أن كل هذا التأخير في ترتيب الصفوف والتضامن في تعبئة الشارع وتحريك قواعدهم محسوب من العمر والنظام يستخدم مسكنات "هناك إصلاحات في القريب العاجل!!" هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي :- في المرحلة الثانوية إلتحقت بكورس في –مدرسة التجار الثانوية بالأبيض- وفي ذات يوم غابت إحدي زميلاتي وبسؤالي عنها عرفت أنها إقترنت بإبن عمها وأمامها ترتيبات سفر للحاق به،، إنتهى الكورس كما إنتهت علاقتي –الجسدية فقط- بكردفان ولاحقاً بعموم السودان لكني ظللت حفيظ لذكريات –الأحباب من الزملاء والمعارف والأصدقاء والأهل- حتى إلتقيت بها مصادفة في اْخر زيارة لي لبريطانيا في سفارة السودان بلندن،، وعلمت منها أن إبنها البكبر في المرحلة الجامعية وحرمتني الظروف من مقابلته لكني ظللت طوال عامين أكرر لها جملة واحدة فقط في تواصلنا وهي –نفسي أكحل عيني بالشويفع الكبرنا دة- حتى هاتفتني قبل إسبوعين وقال لي أن إبنها أنهى ساعاته المعتمدة في -University of Cambridge- وحصل على -International Baccalaureate Diploma- وهو في طريقه إلى البلاد فترجوتهما بأن يزورني أولاً ويقضي معي إسبوع في مصر –وقد كان- ألغيت لأجله كل المواعيد على أجندتي حتى نهاية عطلة عيد العمال وخصصنا كامل الإسبوع للتجول في فجاج أرض الكنانة حتى مغادرته صباح اليوم،، لكنه ظل يقول لمعارفي إني –دُفعة ماما- فقلت له "في ذمتك أنا ود متين عشان يكون أولاد دفعتي خريجين؟؟" فقال لي "خلاص أقول صديقي!!" فقلت له "من غير المنطقي أن أصادق -شُفع ألفين- !!" فألجمني بقوله "شُفع ألفين الحاقِر بيهم ديل الليلة قرارهم في إيدهم وبحق ليهم التصويت في الإنتخابات والترشح أيضاً لإتخاذ القرارت والمحاسبة والمساءلة !!" بصراحة لم أنتبه للـ 18 سنة وأنا الذي أضعت وبني جيلي 29 عام في شعارات :- "لولا مجئنا للحق الدولار 13 جنيه لكنه وصل لـ 40 جنيه –محذوف الـ 3 أصفار- !!" و "إحنا جينا لإنقاذ البلاد لكنهم أوصلوها للهاوية بعد –قصها من أطرافها- !!" و "سياسة التحرير الإقتصادي والبيع بالتراضي بتناقض –إلغاء مجانية التعليم والعلاج- !!" و "قالوا البترول طلع ح يغنينا بعد الوجع للتحول اليوم -محطات الوقود لجراجات للسيارات في الخرطوم العاصمة وليس الواق الواق وأم صفق العراض وفنقالة الشمس- !!" ولن أتحدث عن "شح النقد الأجنبي لأن الصرفات الاْلية والمصارف –خاوية على عروشها من النقد المحلي- !!" وها هم اليوم يفتتحون محكمة خاصة لحماية المفسدين من القطط السمان وليس لمكافحة الفساد الذي زكم الإنوف وعرفه القاصي والداني عدا مستخدمي –حبوب / منع الخجل- الذين هم الأولى بالمحاكمة دون سواهم،، لنخلص إلى أن "زوال الفساد في السودان ينتهى بذهاب النظام الحاكم!!" The end of corruption in Sudan ends with the departure of the ruling regime وعلى قول جدتي :- "دقي يا مزيكا؟؟".
خروج :- كلمة أبرك من مليار،، التشكيل الوزاري المرتقب وتخصيص محكمة خاصة لمكافحة الفساد لن يحلا الأزمة الحالية في البلاد،، والأسعار سترتفع للضعف خلال شهر لأن الدولار سيتخطى الـ 50 جنيه –هذه حقيقة- وفي الحسبان أن :- رمضان على الأبواب وبعده هناك عيدين خلال 10 أسابيع وبعدهما ستفتح المدارس لا سيما التحوط لفصل الخريف ومجابهة –أمراض القرون الوسطى- أقصد –حميات الملاريا والكوليرا التي لم نسمع بهما في كل بلدان العالم عدا السودان- والبشير سيظل رئيساً للبلاد "بإنتخابات أو بدون؟؟" في "2020م و2025م و2030م إلى أن يوكل الله له عزرائيل –بعد عمر طويل- !!" يعني من الاْخر كدة "العاجبه عاجبه والما عاجبه –داك الشارع- !!؟؟" ولن أزيد،، والسلام ختام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عثمان الوجيه
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست