دعونا نفتح نوافذاً للأمل في مساحات المستقبل المشرق لهذه البلاد التي طالما أقعدها اليأس والعجز عبرعقوق من كانوا أُمناء على مواردها ومصالح شعبها الشامِخ ، فمهما بدا (التغيير) بطيئاً وشابتهُ (العُتمة) وأصداء التشويش من قِبل المُرجفين و(المُتضرِّرين) من حصول هذا الشعب على حريته وحكومته النزيهة وبزوغ فجر آماله وتطلعاته نحو الأفضل ، تبقى شارة التفاؤل مُشرعة ولو حصرناها فقط في (تكبيل) أيدي الذين كانوا ينهبون مال السودان وشعبه فقط بسلاح الهُتاف والمواكب والوقفات الإحتجاجية ، فما في يدنا الآن من (أدوات مقاومة) لم يكن مسموحاً ولا مُتاحاً قبل أشهرٍ قليلة ، وأسمحوا لي أن أزُف إليكم أول الإشراقات لسريان روح الحُرية ودولة القانون والمؤسسات مشفوعةً بمستوى (وعي النخبة) في أمتنا السودانية.
أما عن سريان روح الحرية وبزوغ فجر دولة القانون والمؤسسات فقد بدا ذلك جلياً في إعتذار معالي الدكتور/ عبد الله حمدوك رئيس الوزراء وعلنياً للصحافة والصحفيين عن ما بدر من عنف وتعدي على الصحفي والإعلامي (الواعي) والضليع الأستاذ أحمد يونس ، وفي هذه الإشراقة إتجاهين للتفاؤل ، الأول يفيد مستوى إهتمام الدولة بالإعلام والصحافة وإيمانها بدورهما في مساندة الجهود الرسمية والشعبية في بناء السودان الجديد ، والثاني يفيد إيمان شخص الدكتور حمدوك بمبدأ إحترام حرية الرأي والتعبير الذي ينبثِق منه إحترام أهل الصحافة وفي ذلك إشارات لا تقبل الشك في تواضع الرجل وإعتباره أن المنصب والنفوذ (تكليف) وليس تشريف وهذا ما تحتاجه بلادنا بصورة مُلِّحة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخها السياسي.
أما بخصوص حالة إطمئنانا على (وعي النُخبة) ودورهم في مُساندة المسير الديموقراطي الذي ينتظم البلاد فيتمثَّل في تصريح الأستاذ الصحفي أحمد يونس الذي أبان فيه أنه يقبل الإعتذار ويقدِّره ، وأضاف أنه يأنف بنفسه وبمناصريه أن يصبحوا مطية لأعداء الثورة من باب دعوتهم لتوسيع دائرة الإحتجاج على الموضوع وإشراع نوافذ للشقاق بين الحكومة المدنية والصحافة السودانية ، وفي هذا قدرٌ لا يستهان به من (الحِكمة) و(الوعي) الذي يجب أن تتحلى به النخُب في كافة التخصصات وليس الصحافة وحدها ، لأن من المخاطر الإستراتيجية التي تُهدِّد الثورة والمد الديموقراطي الذي بدأ يسود ، ما يمكن أن تستثمر فيه فلول النظام البائد من زرعٍ لبذور الفتنة والإختلاف في صغائر يمكن تلافي إنعكساتها السلبية بمجرد (الإعتذار والتراجع) والإعتراف بالخطأ ، هكذا نلقنهُم درسا في مادة (التوافق) المؤسسي حول المباديء وإمكانية الإختلاف (الحكيم) والرشيد حول الفرعيات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة