:: طلب إستدعاء لوزير الثروة الحيوانية أمام البرلمان لمساءلته عن إعادة السلطات السعودية بميناء جدة لأكثر من عشرة ألف رأس من الضأن بعد نفوق نصفها في الباخرة لأسباب مجهولة .. وأعلن النائب البرلماني محمود عبد الجبار انه يريد اجابات عن أسباب عدم تطعيم المواشي قبل تصديرها، والإجراءات التي قامت بها سلطات الحجر الصحي بالسودان، و خاصة أن الضأن كان يجب أن يُطعم قبل التصدير، ثم ختم قائلاً بالنص : (إعادة شحنة الضأن اشانة سمعة للماشية السودانية في الأسواق العربية وطعنة في خاصرة الصادر السوداني )..!!
:: وليعرف عبد الجبار والبرلمان الجهة التي تُشين سمعة البلاد ومواشيها، فاليهما هذه الحكاية ذات الصلة بأحوال المحاجر السودانية .. بتاريخ 8 فبراير 2014، بميناء سواكن، وقبل أن تبحر إحدى السفن بصادر مواشينا إلى دول الخليج، شاهد أحد العاملين بالمحاجر مشهداً (غير طبيعي).. شاهد خروفاً يتبول، ولكن واقفاً بوضع (نعجة).. فالطبيعي أن الذكر - الخروف - يكون واقفاً بوضعه الطبيعي عند التبول، ولكن الأنثى - النعجة - تباعد أقدامها الخلفية عن بعضها.. والعامل بالمحجر شاهد خروفاً يباعد أقدامه الخلفية عن بعضها، أي كما تفعل (النعجة)، ولذلك أبدى دهشته ثم تقصى الأمر..!!
:: وبعد الكشف بالنظر، صاح العامل : (الخرفان دى مزورة).. وتمت إعادة فحص لكل الشحنة، لتكتشف السلطات أن أكثر من سبعين خروفاً هي في الأصل (نعاج)، ولكن بعملية لصق غريبة، أسمتها سلطات المحجر بعملية تجميل، تم لصق أعضاء ذكورية - الخصيتين - في (النعاج)، بحيث تبدواً (خرافاً)..هكذا كان الحدث.. تركيب الأعضاء الذكورية في الإناث بلاصق، وهي عملية (تقبيح) وليس (تجميل) .. يومها، إتصلت بالدكتور جعفر علي حسين مدير المحاجر بالبحر الأحمر سابقاُ، ومدير محجر سواكن حالياً، وسألته عن الحدث وإن كانت هناك سوابق، فرد معتذراً : ( معليش، لوائح الوزارة مابتسمح لى بالكلام، لكن ح نعمل تحقيق )..!!
:: شكرت المدير السابق لمحاجر البحر الأحمر، وهو المدير الحالي لمحجر سواكن.. ثم هاتفت صديق حيدوب وكان أميناً عاماً لشعبة المصدرين، فوجدت عنده تفاصيل العملية (موثقة)..ثم وجدته يتساءل حائراً بحزن : ( تفتكر دي أول عملية لصيق اعضاء ذكورية في جلد نعاج؟، ولا بتكون في عمليات مرت بعلم او بدون علم ناس المحاجر؟).. والمحزن في الأمر ليس الإحتيال في حد ذاته، بل إكتشاف الإحتيال بالصدفة..لو لم تتبول تلك الماشية في تلك اللحظة، أمام عامل المحجر، لما تم ضبط عملية تهريب ( نعاج منتجة )، بعد لصق اعضاء ذكورية على جلدها.. شكلوا لجنة تحقيق ثم ماتت القضية ..!!
:: وعليه، ناهيكم عن أجهزة الكشف والفحص، فبالعين المجردة تستطيع كوادر المحاجر أن تُميًز ذكور الماشية عن إناثها، ولكن لعن الله الفساد المتوغل في مفاصل الدولة و اجهزتها الرقابية.. والمؤسف ، منذ تاريخ تلك العملية القذرة وبلاغها المفتوح، لم يُحاسبوا أي مسؤول، ولم يُغيًروا أي مسؤول غير الوزير السابق الدكتور موسى تبن .. فالوكيل بالوزارة هو ذات الوكيل، وإدارات الأقسام بالوزارة هي ذات الإدارات، وإدارات المحاجر هي ذات الإدارات.. والعامل الذي كشف ما أسماه بالتزوير لم يفعل شئ غير أنه أفسد على القطط السمان إحدى علمياتهم القذرة، وهي عملية تهريب إناث الماشية بالتواطؤ مع بعض المفسدين بهذا القطاع، فعن أي سمعة وتطعيم يتحدث ويسأل النائب البرلماني عبد الجبار ..؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة