تُقرع طبول الحرب في المنطقة العربية بقوة في اتجاهات متعددة، وتكاد الوقيعة تقع بين أطراف عربية، مثلما هي تُنشب أظفارها مع الجار الشرقي للأمة العربية في الجمهورية الإيرانية،وحالة ال" />
أين نحن؟ .. بقلم الصادق الرزيقي أين نحن؟ .. بقلم الصادق الرزيقي
> تُقرع طبول الحرب في المنطقة العربية بقوة في اتجاهات متعددة، وتكاد الوقيعة تقع بين أطراف عربية، مثلما هي تُنشب أظفارها مع الجار الشرقي للأمة العربية في الجمهورية الإيرانية،
وحالة السجال الكلامية والاتهامات تستعر الآن بلا عاصم لها، والحرب أولها كلام، بينما لا أحد يستطيع تفسير الانحدار المتسارع نحو المواجهة والصدام الذي بات عند البعض شبه حتمي. ليس هناك من يلم بدقة وافية بالأسباب الحقيقية وراء كل الذي نشاهده أمام أعيننا من تطورات وتداعيات، فالانقسام في الجسد العربي خلَّف وراءه عدداً من المواقف والتحالفات الجديدة الظرفية، حيث تغيب الإستراتيجيات عن الأنظمة الحاكمة بشكل مزرٍ لم يسبق له مثيل، وتتملَّك الحيرة الكثير من المراقبين لما آل إليه الوضع العربي في كل مستوياته واتجاهاته وتداخل السياسي والاجتماعي من عوامل تشكيل الحالة الراهنة عربياً. > هناك نذر حرب جديدة في لبنان قد تخف نوعاً ما، لكنها قائمة. بينما حرب اليمن تصل مرحلة باتت هي نفسها عبء على كل الأطراف المتحاربة وكلفتها السياسية باهظة للغاية لا يمكن تحملها أكثر مما هي عليه الآن وقد تقود الى مضاعفات أخرى ليست في الحسبان، والأزمة الخليجية تراوح مكانها بلا حل، والقضية السورية بعد هزيمة داعش أعادت الأمور مرة أخرى لصالح النظام السوري بعد تشظي المعارضة وتفوُّق ميداني كاسح لحكومة الرئيس بشار الأسد، بينما تقبع ليبيا في أتون صراعاتها وتمزقها المؤلم، وتتباعد خطوات المغرب العربي بكل دولة عن دول المشرق، ويجلس الكيان الصهيوني هناك يراقب وينتظر، وأياديه تعبث في كواليس المسرح السياسي والأمني العربي. > على مقربة من السودان، يبدو أن قضية مياه النيل وسد النهضة الإثيوبي، ستكون فتيل حرب أو نزاع قادم، ألحمت إليه القاهرة وصرحت، فالموقف المصري صار أشد هيجاناً من ذي قبل، ولا يُعرف كيف ستواجه مصر أقدارها مع وصول العمل في السد الى نهاياته وتعثُّر الاتفاق بين الدول الثلاث ( السودان – مصر – إثيوبيا) حول كيفية تشغيله والترتيبات الأخرى محل الخلاف . أين السودان من كل هذا ..؟ > ليس لدى الحكومة السودانية أية مواقف متشنِّجة او متطرِّفة او عداء مع أي طرف إقليمي تستوجب الدخول في حرب جديدة. فحتى حرب اليمن عندما دخل السودان ضمن التحالف العربي، كان لسببين هما حماية أراضي المملكة العربية السعودية والدفاع عن أرض الحرمين، كما أُعلن أول مرة، والسبب الثاني هو إعادة الشرعية الى اليمن بعد أن سلبت جماعة الحوثي شرعية الحكومة المعترف بها وسيطرت في تحالفها مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح على مقاليد الأمور في اليمن، في الملف الخليجي والخلاف بين دوله، دعم السودان المبادرة الكويتية ولم ينحاز لأي طرف من أطراف الأزمة، ولن يتحرك قيد أنملة من هذا الموقف مهما كانت التطورات، وهو ذات الموقف الآن بعد بروز الأزمة المتعلقة بلبنان، فتصريحات وزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور وموقف السودان المُعلن أنه يسعى الى تجنيب لبنان أية انقسامات جديدة او يكون مسرحاً للحرب والنزاع. أما بخصوص الأوضاع في ليبيا فموقف الخرطوم واضح وجلي، فهو مع دول جوار ليبيا ومساعيها التي تتوافق مع ما تقوم به الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، ليس للخرطوم أية مصلحة في استمرار نزْف الدم الليبي والموقف يتسق مع السياقات الإقليمية والدولية . > لذلك على الحكومة أن تتسمك بثوابت هذه المواقف وألا تنجرف مرة أخرى في النزاعات الإقليمية، بل تسعى الى حلها وتقدم وتدعم مبادرات إصلاح ذات البين بين الأشقاء، وتقلل من فرص المواجهات وعواصف الخلافات. > إذا انتهجنا هذا الموقف وحددناه بصورة قاطعة، سنغلق الباب أمام أية تفسيرات او محاولات جر بلادنا الى محاور وأحلاف وتكتلات لا تفيد كثيراً في تجاوز الحالة الراهنة ..سندرك جميعنا بهذا أين نقف نحن ولماذا وكيف
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة