ليس صحيح أن دارفور غائبا في هذه الملحمة لمجرد الهدوء بعض مدنها أن المتظاهرين في شوراع الخرطوم من أهل دارفور ليس لأنهم خلايا المؤامرة كما يقوله قوش بل لأنهم في الاساس منذ عقود يعيشون في هذه الشوراع نشكر الله ان اهل الخرطوم خرجوا الينا . والحكومة عندما صنعت التبرير كانت تتوقع فعلا انهم في المقدمة لأنهم أكثر الناس عرضة للجوع في العاصمة والإقليم بسبب فقدهم مقومات الحياة علي قلتها في السودان بسبب الحرب فالحكومة شمرت ساعدها لمواجهتهم بشكل منفرد وكان هذا هو السبب في إرسال ثلاث فرق كاملة من الجنجويد الي مدينة الفاشر لانها معروفة اذا انتفضت الفاشر انتفضت كل دارفور ويحدث هزة سياسية في كل أركان السودان ولكن كل ذلك يصب في مصلحة الحكومة وفيما يصنعونه من التبريرات العنصرية لأن كثير من أهل السودان يتوجسون من التحركات السياسية الفاعلة من دارفور والحكومة تعلم هذه الحقيقة وكانت الانتفاضة المسلحة في دارفور هو السبب في اطالة عمر الحكومة لانها وجدت دعما عنصريا من بعض الشعوب السودانية. عندما طرقت الي مخاطبة المشاعر العرقية وبل سوقتها لتحصل علي دعم منظومة العربية حتي الدول العربية التي تكن الشر للنظام الإسلام بدعوي أن ما يجري في دارفور عمل ضد العروبة ووجدت دعما ماديا و سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا هو ما تحاول العودة اليها باعتبار أن ما يدور ليس سوي نشاط لأهل دارفور هذه المرة تم نقله للخرطوم وهذه الرسالة موجهه للمنظومة العربية في الخارج في بشكل خاص ولذلك لو انفجرت مدن دارفور علي خلفية موقفها المعروف من الحكومة والتوجس العربي تجد ما قاله قوش بعض الأذن الصاغية علي الاقل في الخارج وفي الداخل يمكن فهمه بطريقة أن المستفيد من غياب هذا النظام هم أهل دارفور فإن صمت الفاشر والجنينة وبدأ الحراك من الشمال والشرق وفي المناطق العربية في دارفور اربكت استراتيجية الحكومة التي تحاول محاصرة الثورة في ركن أهل دارفور يسهل مقاومتها لأن دمائهم رخيصة و تريد الحكومة بإشارة ماكرة ورسالة سمجة لتقول بانها تستهدف ماعرفت أخيرا بالزرقة بدعوي أن الذي يحدث مواصلة استهداف العروبة في السودان هومعني زج الاسرائيل واستمرار في صناعة المسرحيات بدعوي اعتراف بعض الشباب من دارفور في مسؤليتهم في عمليات التخريب بتحريض من اسرائيل . وتلك العمليات التخريب علي قلتها حدثت فقط في مدن الشمال هو منطق (حتي ولو طار خروف ) . ويريد ان يقول ان الجوع أفضل لكم من حكم الغرابة,نعم كثير من أهل السودان يسترقون السمع الي هذه المزاعم ليس لانها منطقية أو حقيقية ولكن الشكوك والريبة مزروعة في نفوس من عقدين من الزمان والا ما سكتوا علي النظام في حربها علي دارفور الي درجة الابادة مع أنهم يعلمون أن أهل دارفور أكثر الناس بعدا عن العنصرية هي البقعة الوحيدة في السودان تكونت منها أمة متعددة الأعراق بثقافة واحدة. فأهل دارفور لم يغيبوا من شرف تشيع الإنقاذ وان ما يحدث اليوم ليست بدايتها من إتبرة او كريمة هذا ازدراء وتبخيس لجهود طلاب دارفور في نشاطهم المتواصل من كل الجامعات السودانية مدنها المختلفة و لم يتوقفوا يوما من التظاهر ودعوة الناس للخروج علي مدي عقدين من الزمان وكانوا يواجهون سحلا وقتلا وتقتيلا وقطع اوصالهم في شوراع العاصمة والشهود صبرا ودور شباب دارفور الذين اذاق الانقاذين الهزائم العسكرية المتتالية امتدت نحو عقدين من الزمان الي ان اوصلوهم محطة الافلاس التي منها بدأت عطبرة من السخف من يشير بأنهم اليوم في خانة الغياب والحكومة عندما علمت تصريحات قوش باتت في محل السخرية أيقنت أن الفاشر يمكن أن تخرج الآن وأسرعت وزعت ثلاث فرق من الجنجويد السيئة السمعة في شوراع الفاشر تكاد تكون عربة عسكرية أمام كل ثلاث بيوت للحيلولة دون خروجهم وملأت السجون من داخل المنازل فإن السيطرة علي المدينة بثلاث فرق عسكرية بالإضافة إلي أكبر حامية عسكرية من الجيش السوداني ذلك أكبر مكسب للثورة في الخرطوم لأن انتفاضة الأقليم الغرض منها توزيع القوة الباطشة فالفاشر احتفطت بنصيبها من القوة اكثر من كل المدن السودان مجتمعة لان الحكومة تعلم هي ليس فقط مركز الثورة بل صاحبة القرار النهائ . وفي الواقع ان اهلها تجاوزوا التظاهر الي الانتفاضة المسلحة لو ان مدن السودان خرجوا في مظاهرة ايا كانت نوعها ودعمت الانتفاضة المسلحة في دارفور لسقطت الخرطوم من الفاشر قبل أن تحاصرنا الجوع ووضع الجميع امام الخيار بين الموت داخل المنازل أو الشارع. بالطبع يحق علي الذين يقاتلون من أجل الحرية والعدالة والمساواة والكرامة أن يتوقفوا برهة ليروا ماذا يحدث للجياع اذا تم اطعامهم لأن الانتفاضة السلمية في دارفور تكلفتها عالية جدا نظرا للاتهامات الموجة وأسلوب مواجهه الأجهزة الأمنية في حاج يوسف والقضارف حيث أغلبية سكانها او كثير منهم من دارفور ولكن الأفضل مساهمة دارفور عندما تخرج الخرطوم من السلمية. ومن المؤكد عندما تصل أهل السودان مرحلة الانتفاضة المسلحة وهذا محتمل تجدوا كيف أن أهل دارفور علي أهبة الاستعداد ولا نحتاج أن نذكر احدا باننا حررنا مدينة الفاشر في وضح النهار وقته لا احد قال إن الرجال في دارفور بل قالوا عننا عملاء
ولكن رأي أهل دارفور بالرغم من الدعم المطلق من دون أي تحفظ إلا أن بداية الانتفاضة وأسبابها لا يجعلهم محل التفاؤل الكبير بأن السودانين قد أدركوا بأن السودان هناك خلل أكبر من الجوع ولكن إذا خرجت من يدهم انهم علي أهبة الاستعداد ولكن بشرط عدم العود الي المؤسسات التي تميز بين المواطنين حتي في طريقتها لمقاومة الانتفاضة الواحدة ونظرية غضب الملك يفش في الخادمة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة