أول الشهداء بقلم خلود دفع الله الحسن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 08:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-12-2017, 09:58 PM

خلود دفع الله الحسن
<aخلود دفع الله الحسن
تاريخ التسجيل: 07-06-2017
مجموع المشاركات: 17

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أول الشهداء بقلم خلود دفع الله الحسن

    08:58 PM December, 12 2017

    سودانيز اون لاين
    خلود دفع الله الحسن-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر



    هاكها أيها الشعب, فأنت لم تكتفِ من المذلة بعد.
    الجوع والفقر وحدهما لم يكفيا لتأديب ساكني هذه الأرض. وما يزالون يمشون في الشوارع, ويتحدثون عن حقهم في الحياة.
    القوانين في هذه البلاد لا تشبه أهلها, فلم يسبق في تاريخها أن قرر حاكمٌ على أبنائها وبناتها ما يرتدون على أجسادهم؛ لكن عليهم اليوم ارتداءَ ما ترتاح له عيونكم يا سادة الوطن!.
    النظاميون وعسكرهم وضباطهم سئموا من المراقبة, وهم بحاجة إلى ما يمنحهم المتعة والسلوى, ولا أيسر من اصطياد السائرات على الأقدام, العائدات من الجامعات أو العمل, ولا أَيسَر من حجة الزي غير المحتشم.
    كيف لا؟ ونحن قومٌ تحكمنا شرعة الإسلام, التي تنهانا عن التبرج والسفور, لكنها لا تنهاهم عن الفحشاء ولا عن المنكر الذي يرتكبونه داخل سجونهم ومعتقلاتهم, ولا تمنعهم عن أكل مال السحت, ولا عن قتل النفس التي حّرم الله بغير الحق.
    تلك شريعتهم التي لم يأتِ بها القرآن, ولم يُبّشر بها الأنبياء, وذلك منهجهم الذي يعطي الحق لشبان نظاميين في أحد شوارع الخرطوم في اعتراض طريق إحدى بنات الأُسر السودانية, واقتيادها عنوةً إلى قسم الشرطة لمجرد أنها ارتدت ما لم ترتح ( أو ارتاحت له ) عيونهم, لتجد نفسها محاطةً بالعسكر وهي لا تدري أي جُرمٍ ارتكبت؟, أيَ مالٍ نهبَت؟, أم أي شخصٍ قتلَت؟, أم أي عملٍ منكرٍ اجترحَت؟.

    وكأن بيوت السودانيين بحاجةٍ إلى مزيدٍ من العُسر والضنك, وكأن على نسائهم ورجالهم أن يتجّرعوا مزيدًا من الرهق كي يشتفي الحاكمون, فلا السياط توقفت عن القلوب والأجساد, ولا علِم الشعب المسحوق ثمن أية جريرةٍ هو يدفع.

    يقررون في محاكمهم أن الثياب التي ارتدتها الفتاة لم تبعث على الراحة في نفوسهم, ولذا فإنها مجرمةٌ تستحق العقاب والجلد على رؤوس الأشهاد؛
    هذا أبٌ ينوء رأسه الأبيض باحتمال مزيدٍ من القهر, وهو يرى فلذة كبده وكريمته ينتهك كرامتها رجالٌ أجانب,
    يجتمعون حولها ضباطًا وعسكر, وتُرفع السياط أو الخراطيم الغليظة, وتُسّلط على جسدها الرقيق لتلهبه ضربًا بأيدي رجالٍ شداد, يرقبونها بسياطهم وعيونهم,
    يتأملون مفاتنها, ويسجلون حركاتها وتوّجُعها, ويسمعون صراخها واستنجادها؛ ثم يتغنون بأنهم قومٌ صالحون, يأمرون بالمعروف, وينهون عن المنكر.

    الحقيقة التي لم تعُد تستطيع الغياب هي أنهم إنما يتبعون أهواءهم المريضة, فليس المنكر عندهم هو الاطلاع على مفاتن النساء والإمساك بأجسادهن, ولا المعروف عندهم غض الأبصار وعفاف الأنفس وحسن الخُلُق.
    وليس الأسوأ في ما يفعلون الإمعان في امتهان كرامة أبناء وبنات هذه البلاد, لكنه الإمعان في تشويه اسم الدين الذي يّدعون,
    وهم يُرضون هوسهم بالسلطة والنفوذ ويُشبعون رغباتهم الشيطانية؛

    يبرز السؤال في أذهان الفتيات والشُبان:
    أي دينٍ هذا الذي يمنح أشخاصًا بعينهم حق إذلال الناس وفق أهوائهم؟.
    تدور فصول هذه التراجيديا القذرة عامًا بعد عام, وفي ظل صمت علماء الدين عن الجرائم التي تُرتكب باسم الدين, ينشأ جيلٌ من الأبناء والبنات الذين كرهوا استغلال السلطة باسم الدين, والعنف باسم الدين, والنهب باسم الدين, وطريقٌ قصير يصل في نهايته إلى تنامي الشعور بالنفور من كل ما هو متعّلقٌ بالاسم الذي يرفعه المفسدون.
    ليصبح الدين الإسلامي العظيم أول شهداء حربٍ يخوضها شعبٌ بأكمله في مواجهة ثُّلة من المهووسين والمجرمين.

    خلود دفع الله الحسن.

    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de