أوسكار ..!! بقلم اعبدالباقي الظافر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 11:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-30-2018, 02:52 PM

عبدالباقي الظافر
<aعبدالباقي الظافر
تاريخ التسجيل: 03-30-2015
مجموع المشاركات: 856

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أوسكار ..!! بقلم اعبدالباقي الظافر

    02:52 PM June, 30 2018

    سودانيز اون لاين
    عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر


    لفت نظري أن الشارع الأخضر كان هادئاً تكاد تنعدم فيه الحركة.. ليس هنالك ما يميز هذه الناحية غير منزل رجل الأعمال جمال الملك.. بالإضافة لحركة بناء نشطة في الأجزاء الشمالية من ذات الحي الراقي.. كنت مندفعاً لمقابلة مهندس شاب حددت معه موعداً مسبقاً.. قبل أن أستقر جيداً في الشارع الأخضر الممتلئ بأشجار الزينة وبعض النخيل.

    انتبهت لحركة زحام كثيف تتحلق حول دائرة ضيقة.. كان من الصعب عليّ أن أعبر دون أن أتوقف قليلاً.

    كانت هنالك سيدة تنتحب بشدة.. يرتفع صوت بكائها من وقت لآخر.. تخفي وجهها ببعض من أجزاء ثوبها الأسود.. ترجلت من سيارتي الفارهة.. أفسح لي الحضور المجال.. لم تكن السيدة في حاجة لأن تبيح.. ربما لأنها تعتقد أن الجمهور سيتسلى بقصتها ثم ينصرف.. اقتربت من مجلسها الوقور.. ببعض الاحترام غطّت قدميها اللتين ازدانتا برسوم حناء مع آثار واضحة لدخان الطلح الذي أحال الساقين إلى اللون البني.. رفضت أن تفصح.. حينما شعرت بإصراري الشديد طلبت مني أن أصرف الحضور من باب ستر الحال.

    ذهب الناس بعيدًا بالدرجة التي لا تجعلهم يسمعون الهمس.. أرخت السيدة من الستار الذي يغطي أسفل وجهها.. مسحت بأطراف الثوب الدموع المنهمرة بشدة.. قبل أن تسرد قصتها سألتني إن كنت أعرف جمال الملك.. جاءت إجابتي بسرعة "لا ولكن اسمع عنه أنه رجل خير " .. من شنطة سوداء بالية أخرجت السيدة الأربعينية حزمة من الأوراق.. مدتها لي بكل رفق.. لم يكن لي من الوقت لقراءتها.. كنت متلهفاً لأسمع القصة ثم أنصرف.

    بعد أن مسحت الدموع أو ربما جف الإمداد بدأت تروي قصتها.. أنا من جنوب الجزيرة أعمل فراشة في مدرسة وزوجي عامل يومية في مصنع النسيج..تم قبول ابنتي في كلية الطب بالجامعة..ساعدنا الأهل في العام الأول في دفع الرسوم .. جاءنا العام الجديد لم يتعاطف الناس معي.. زوجي الآن مريض في مشفى .. أخبروني أن بالخرطوم رجلاً يساعد الناس.. صليت الصبح .. وقفت على قارعة الطريق حتى وصلت الخرطوم.. لم يسمح لي الحراس بالدخول للمنزل.. لم أدعها تكمل الفصول.

    هرعت إلى عربتي وضعت كل المبلغ في ظرف أنيق.. لملمت السيدة أطرافها طلبت مني أن أحرسها حتى تغادر المكان على صهوة (ركشة).. كانت تخاف من أولاد الحرام.. انتظرت حتى غادرت المكان.. شعرت براحة أعقبها تعذيب ضمير حاد.. نحن نعيش في عالمين..عالم يملك كل حاجة وآخر يعيش على خشاش الأرض.

    حينما عدتُ لراحلتي وجدت أن الهاتف كان قد رن أكثر من مرة.. فاتت مواعيد المهندس..عدتُ للمتجر الذي أملكه في شارع الـ( 60) .. لم يغب عني منظر تلك السيدة البائسة.. بعد أسبوعين كنتُ أتجول مع سمسار في حي كافوري باحثًا عن قطعة أرض تحفظ في جوفها بعضاً من السيولة الفائضة .. في الشارع المؤدي لمسجد النور تكرر ذات المشهد.. حينما توقفت وجدتُ ذات المرأة.. الثوب الأسود بات ثوباً أبيض.

    أخذت معي السمسار الذي كان مستغرباً من اهتمامي..كانت السيدة تروي قصة أخرى مثيرة.. تحمل بين يديها شهادة وفاة زوجها.. كانت التفاصيل مختلفة.. اضطرت أن تخرج من بيتها الكائن في الدروشاب قبل أن تكمل عدتها الشرعية لأن مالك البيت المؤجر طردها بسبب عدم الإيفاء بالإيجار.. أقنعت دموعها المدرارة صديقي السمسار فأدخل يده في جيبه.. سحبت صديقي من المسرح.. هذه السيدة تستحق جائزة الأوسكار في إجادة التمثيل.


    assayha























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de