:: ومن أساطير اليونان، كان أحد ملوكهم يدمن هواية الصيد ..وذات يوم، سأل وزير الطقس ان كان المناخ مناسباً لرحلة الصيد، فاجاب الوزير ناصحاَ بالخروج وأن الطقس رائع ..فخرج الملك والوفد المرافق له الى الفيافي بحثاً عن الصيد، ومروا بجوار كوخ، فاكرمهم صاحب الكوخ ثم نصحهم بالتوقف لتوقعه هطول امطار.. سخروا منه وواصلوا رحلتهم، ولكن باغتتهم الأمطار والرياح قبل أن يمضوا بعيداً عن صاحب الكوخ، فعادوا اليه وسألوه: ( كيف توقعت سوء المناخ ؟)، فأجابهم وهو يشير الى حماره : (وجدته الصباح يقف رافعا اذنيه، وهذا مؤشر الى توقع الامطار والرياح خلال اليوم)، فشكره الملك..وعاد الى قصره، وأصدر قراراً باعفاء وزير الطقس و تعيين الحمار مسؤولاً عن الطقس ..!! :: وللحكاية أكثر من مغزى.. عندما لا تكون هناك قواعد منطقية للحكم على الاشياء، وعندما يتم الحكم على الأشياء بالصًدف، فتوقع أي شئ، بما فيه أن يصبح الحمار (مسؤولاً).. ذاك مغزى، والمغزى الآخر للحكاية يحفزك على ضرورة البحث عن البدائل الناجحة - في ادارة الحياة العامة - ولو كان (حماراً)، مع ضرورة التخلص من الفاشلين ولو كان (إنساناً).. وعفواً، ليست في الحياة العامة فحسب، بل حتى في حياتك الخاصة، قد تأتي بسائق، وتغفر له المخالفة الأولى ايماناً بالقضاء والقدر، ثم المخالفة الثانية امتثالا لفضيلة الصبر، ولكن حتما سوف تتخلص منه عند المخالفة الثالثة، ان لم يكن خوفاً على تحطم سيارتك، فتحسباً لإزهاق روحك أو تحطم عظامك..!! :: وما يحدث لسعر الصرف منذ الخميس الفائت ليس بمحزن ولا مؤلم للناس، فالمحزن والمؤلم - لحد أن يموت المواطن في الساعة ألف مرة - هو أن الذين فشلوا طوال السنوات الفائتة في ادارة اقتصاد البلد لحد رفع سعر الدولار إلى ماهو عليه اليوم، ثم نسب الفقر والنزوح و الهجرة و سوء التغذية وأطفال المايقوما وغيرها من نسب مكدرات صفو الحياة، هم ذات المسؤولين الذين يتحدثون عن المعالجات في البرلمان والحزب وغيره من مؤسسات صناعة القرار..فأي اصلاح دائما ما يبدأ بازاحة الذين (خربوا وفشلوا وعجزوا)، واستبدالهم باخرين قادرين على تحويل الخراب والفشل والعجز إلى (تنمية ونهضة واستقرار).. ولكن في بلادنا، فالإصلاح هو تجريب المجرًب ..!! :: ومصطحباً قضية الدولار، إليك أهم أسباب الأزمات في حياة الشعوب.. أولاُ تجاهل حل القضايا، وتجارة العملة - وملفات فساد أخرى - من القضايا التي تجاهلت الحكومة حلها وحسمها طوال العقود الفائتة، ولم ينتبه لها - ولمخاطرها - إلا (أول أمبارح).. وثانياً عدم التخطيط ، وليس بمدهش أن نعاني منذ انفصال الجنوب و إلى يومنا هذا، لأن حكومة ما قبل الانفصال لم تخطط لمرحلة ما بعد الإنفصال، رغم توقيعها على احتمال وقوع الانفصال..أما أخطر أسباب الأزمة، فهو (النزاع الداخلي)، أي صراع صًناع القرار.. ومرد هذا الصراع دائماً ما يكون لعدم تجانس صًناع القرار لأسباب منها ضعف القوانين واللوائح التي تنظم سلطات ومسؤوليات المسؤولين، أو لتجاهلهم لتلك القوانين و اللوائح..هذه أهم أسباب حدوث الأزمات، تأملها مصطحباً ما يحدث حالياً..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة