في محاولة يائسة بائسة للهروب الى الأمام من الضغوطات السياسية التي تعصف بنظامه جراء الانتفاضة الشعبية العارمة منذ 19 ديسمبر 2018 المطالبة برحيله. قال السفاح السوداني عمر البشير يوم الخميس 31 يناير 2019 أمام حفنة من أنصاره في مدينة كسلا إن تغيير الحكومة لا يتم عبر التطبيقات والتواصل الاجتماعي بل عبر صناديق الاقتراع. نعم، السفاح يسخر من مواقع التواصل الاجتماعي ويستهزأ به، ويتحدث بجهالة مميتة عن الانتخابات وصناديق الاقتراع التي يحسبها إجراءاً شكليا وخاليا من منظومة وقيم الديمقراطية كالحريات والحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية وولخ. لكن هل يعرف السفاح أهمية مواقع التواصل الاجتماعي حتى يقلل من تأثيرها؟ المواقع الاجتماعية أو مواقع التواصل الاجتماعيّ هي مواقع توفّرها شبكات الإنترنت أو الشبكات "العنكبوتية" كوسيلة لتواصل بين الناس لمختلف الأغراض، ويدخل تحت هذا المفهوم جميع وسائل التواصل الإلكتروني المتاحة اليوم كالــ (الفيس بوك، الواتساب، تويتر، غوغل بلاس، وولخ). ولمواقع التواصل الاجتماعي التي يقول السفاح السوداني إن الحكومة لا تتغير عبرها، لها فوائد كثيرة وأهمية كبرى تظهر مثلا من خلال تسهيل تبادل الأفكار والأراء بين الناس حول مُختلف القضايا، كما أدت الى كسر الحواجز الجغرافية والمكانية، حيث يستطيع أي شخص التواصل مع الأخرين مهما بعدت المسافات. _وعبر مواقع التواصل الاجتماعي يا أيها السفاح، اتفق التونسيين على كلمة سواء وأجبروا الديكتاتور التونسي زين العابدين بن علي على مغادرة السلطة.. _وعبر مواقع التواصل الاجتماعي يا أيها السفاح، اجتمع المصريين على كلمة سواء واطاحوا بالفرعون المصري محمد حسني مبارك من الحكم.. _وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، اتحد الليبيين في كل بقاع الجماهيرية وقالوا كفاية لــ42 عام من حكم العقيد الأخضر معمر القذافي.. _وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تقلص اليمنيين من حكم الديكتاتور اليمني علي عبد الله صالح.. _وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، سقطت أنظمة استبدادية ديكتاتورية كثيرة حول العالم.. _وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، اجتمع الشباب وكل قطاعات الشعب السوداني على كلمة سواء مفادها أن الوقت قد حان للسفاح السوداني الذي يحكم السودان لثلاثين عاما أن يرحل عن الحكم فورا، وهم يرفعون شعارات (حرية، سلام، عدالة)، تسقط بس، الثورة خيار الشعب، وولخ. يسخر من مواقع التواصل الاجتماعي، لكن لماذا قطع نظامه شبكة الانترنت في الأيام الأولى من الانتفاضة الشعبية المستمرة حتى الآن، ولماذا يهدد كل يوم بحجب كل مواقع التواصل الاجتماعي في السودان؟ إن السفاح السوداني أدرك أن الانتفاضة الشعبية السودانية المشتعلة منذ 19 ديسمبر 2018 لا تريد التوقف، بل تمضي قدماً في طور إثبات لتطبيق شعاراتها، وأن حقيقة المواقف الهستيري لعمر البشير وحكام الخرطوم عموما، وجهودهم لحرمان الناس من الشبكات الاجتماعية هي أنهم لا يريدون أن يتبادل الناس المعلومات ويعرفوا حقائق الواقع المرير المفسد في السودان، إنهم يريدون من الشعب أن يسمع ويؤمن بما تقوله وسائل إعلامهم الكاذبة المضللة. إنه على الرغم من أن حجب الشبكات الاجتماعية وممارسة الرقابة الأمنية عليها لحرمان الناس من التكنولوجيا وإمكانية الاتصال والمعلومات جزء من انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم الموجودة في السجل الأسود لهذا النظام الإسلامي البغيض، إلآ أن الانتفاضة الجماهيرية من أجل الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة تمضي قدماً وبوتيرة أسرع من أجل الإطاحة بدكتاتور أعمى أمضي ثلاثين عاما في السلطة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة