قبل فترة توقفت هنا عند بعض المشكلات التي تؤرق المجتمع السوداني ، بينها المسكوت عنه ، وآخرى نتحدث عنها بإستحياء ، وهنالك الكثير من الأمور تتناولها العديد من الوسائط كمشكلات قائمة ، وفي الوقت نفسه تعجز – أو تمتنع – الجهات المنوط بها المعالجة عن تقديم حلول ومعالجات ، وبصراحة لا أفهم أين تكمن المشكلة عندهم سادتي ! .. المهم إنتهيت فيما كتبته سابقآ لضرورة الإنتباه للأطفال عند العطلة الصيفية ؛ فهي أكثر فترة يتعرض فيها الأطفال لشتى أنواع الإنتهاكات.
دعونا لا ننظر للرادع ( قانون الطفل ) و أنه يكفي لحسم كل من تسول له نفسه - المريضة - الإعتداء على الأطفال ،لأنه يجب اتباع حلول موازية نكف عنها الضرر ، ونصلح بها المجتمع ، بل هنالك كثير من الأشياء نؤذي بها الصغار وهي غير مرئية ، وربما تكون ليست محسوسة ؛ هنالك أطفال يعملون بمواقف المواصلات ويستمعون لأحاديث لاتناسب أعمارهم ، وآخرين بالأسواق كعمالة صغار يتم استغلالهم بصورة غير إنسانية ، كما أن البعض منا يقدم لأطفاله الهواتف الذكية في فترة الإجازة من غير مراقبته في التطبيقات التي يستخدمها ، أو الإشخاص الذين يتواصل معهم (بدون إشراف ) ، و حتى الألعاب العادية التي نجلبها للأطفال يجب أن نراعي فيها جميع الجوانب ؛ لتكون مسلية ومفيدة معآ ... وهنالك الكثير يجب الإنتباه له سادتي ، ودعونا لا ننسى أن عالم الأطفال يجب أن ننظر إليه من زاوية خاصة ( بمسؤولية ) ودراسة القرارات التي تتعلق بهم بصورة جيدة .
كما أننا إستقبلنا بأسف مؤخرآ بعض حوادث الإعتداء جنسيآ على الأطفال ( الصغار ) ودعوني أشير الى ما ذكرته أعلاه أننا يجب أن لا نعول على قانون الطفل فقط ، يجب أن نهتم أيضآ للخلل الذي ضرب المجتمع ؛ حتى صار فيه من يعتدي على البراءة ، من المهم أن تكون هنالك جهات تتوقف عند مثل هذه الأمور على الأقل في سعيآ في سبيل تحقيق مجتمع مثالي معافى ، والظواهر السالبة التي تكثر وتتكرر في المجتمع لا تأتي من فراغ ؛ لأنه ما أن تبدأ في سرد قصة مؤلمة حتى يقاطعك أحد الجالسين بقصة شبيهة في مدينة كذا ، وآخر ينقل لك حادثة شبيهة ببلدة أخرى ؛ والكل في حيرة عن ما أصاب المجتمع ... إذن نأمل أن تتحرك الجهات المنوط بها الإهتمام للمجتمع ومراقبته ، بان تعالج مثل هذه القضايا من جهتها ( كتحصين ، أو عمل إستباقي ) حتى لا تتكرر الحوادث ويتألم المجتمع للضحية ، وللمعتدي كذلك و الذي لن يكون عظة وعبرة ؛ لأن للإعتداء وجوه كثيرة . قبل أن أغادر . الإعتداء على الأطفال يدفع بعض الأسر الى العمل بمبدأ الحيطة والحذر ، وهذا قد يخلق إنطباعات سيئة لدى الأطفال تجاه الغريب ( الاستاذ بالمدرسة ، وأصدقاء العائلة ، وكل من يبتسم في وجهه من غير أهل بيته ) ... وهذا مؤسف . وما اود التركيز عليه هنا هو ضرورة تبني معالجات موازية للقانون الرادع .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة