على باب شيخ المسيد كان يقف الشاب أحمد العائد مع أسرته من الجماهيرية.. من المكان المقدس هذا تبدأ خيوط الجريمة التي نشرت بالأمس الزميلة السوداني تفاصيلها.. خلاف حول نحو ألف جنيه ينتهي بجريمة معقدة.. أحمد كان يطالب خصمه هذا المبلغ الذي يوازي نحو ثلاثين دولارًا.. حسب الشاكي أن المتهم استدرجه نحو مزارع أم درمان تحت تهديد السلاح تم اغتصاب المجنى عليه بالتناوب من ثلاثة من المتهمين.. الطبيب أثبت واقعة الاغتصاب .. لاحقاً تم إطلاق سراح المتهم الرئيسي بالضمان.
في ناحية أخرى أعلنت أمس الأول شرطة الجمارك عن إحباطها لعملية تهريب مخدرات للبلاد تزن نحو ثلاثة آلاف كيلو جرام.. الصفقة تبلغ قيمتها نحو تسعين ملياراً من الجنيهات السودانية.. حينما تحبط الجمارك عملية كهذه يعني أن مورّد السم القاتل أرسل بضاعته عبر القنوات الرسمية وفي ذهنه أن بإمكانه تهريب البضاعة بطريقة سلسة.. في هذه المساحة دار من قبل سجال بين شرطة المخدرات وشقيقتها الجمارك .. الإعلان عن إنجاز الجمارك يمنع شرطة المخدرات من الوصول إلى عنوان المرسل إليه وبالتالي معرفة كل خيوط الشبكة.
لكن دائرة الخوف تتسع حينما يتحدث وزير الصناعة أن بلادنا تنتج مئتين وخمسين طناً من الذهب.. حسب الوزير الدكتور موسى كرامة أن ٦٠% من هذه الكمية تهرب عبر مطار الخرطوم.. موسى كرامة ليس وزيراً في حكومة الظل أو رجلاً من غير أهل الاختصاص حتى نشكك في تقديراته.. رواية الوزير كرامة تعضدها حادثة اغتيال اثنين من أبناء قرية العسيلات كانا يعملان في مطار الخرطوم.. واحدة من الفرضيات أن جريمة القتل كانت لها علاقة بعملية تهريب ذهب.
في مدينة الفاشر حدثت حالة من الهلع أدت لإصابة فتاة بحالة من الهستيريا.. الفتاة أصيبت بالذهول ورجال قوة نظامية ينهالون عليها وأخواتها ضرباً بالسياط بحجة عدم ارتداء ملابس شرعية.. من بين المجلودات عشوائياً موظفات وطالبات جامعيات.. موجة الجلد امتدت بضعة أيام تحت سمع وبصر كل السلطات.. القوى المعنية لا علاقة لها بشرطة النظام العام بل منوط بها حماية المدينة.
في تقديري أن كل المشاهد أعلاه ترفع حالة الخوف.. الخطر يمكن أن يأتي لك من المكان الذي تنشد فيه الأمن والطمأنينة.. حينما يداهم الخطر المواطن يفترض أن يستنجد بالشرطة.. حينما يخاف المواطن ويصاب بالهستريا بسبب أن التجاوز جاء من جهة يفترض أن توفّر الأمن والحماية.. ماذا تتوقع من مغترب سوداني يفكر في إرسال ابنه للدراسة في السودان وهو يقرأ أن الموانئ السودانية تستقبل في عملية واحدة كل تلك الكمية من المخدرات.
بصراحة.. على وزير الداخلية أن يتحرك بسرعة.. لن نطلب منه سوى سد المنافذ المحروسة.. وأن يكف الأذى عن المواطنات اللائي يتعرضن للجلد العشوائي.. كل أدبيات مدح الإنقاذ كانت تقوم على النجاح في توفير الأمن.. ها نحن نفقد الأمن والخبز كذلك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالباقي الظافر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست