* قال السيد/ أحمد هارون أنهم سوف يخرجون يوم الخميس في مسيرة حاشدة “يراها الجميع”..
* في باطن كلامه أن مسيرتهم سوف تكون بالملايين (المحشودة).. و ما لا يعترف هارون ، و لن يعترف به، أن شباب ثورة ديسمبر تجمعوا بالملايين عن طواعية متحدين القنابل المسيلة للدموع و الرصاص الحي و الاعتقالات..
* و يزعم أحمد هارون حدوث عمليات سلب ونهب وتعطيل حركة المواطنين أثناء الثورة.. بينما جميع قنوات التلفزيون تنقل صور شباب محترم يعتصم في سلام.. و لا ينهب و لا يسلب و لا يكسر الممتلكات، ما أثار إعجاب العالم بشكل واضح..
* و استهجن هارون ما أسماه إستثمار البعض في الاحتجاجات و اعتبر ذلك رهانا خاسرا و أكد أن صبر الحكومة و حكمتها مازالا وافرين.. بل و هدد بأن الاستمرار في اختبار طول صبر الحكومة و حكمتها أمر فيه تهور..
* إن قراءة ما بين سطور كلمات أحمد هارون تميط اللثام عن الحقائق التاريخية المعروفة عن حزب المؤتمر الوطني و عن أحمد هارون، نائب رئيس الحزب، و هو رجل البشبر للمهمات الصعبة في دارفور و جبال النوبة أيام كان للحزب (شنة و رنة) في جميع الميادين..
* و لو كان هارون تحدث عن الحكمة و الصبر في أيام قوة و فتوة حزبه لأمعنا النظر في حديثه من زاوية تختلف عن الزاوية التي نرى فيها الحزب الآن و قد تلاشت هيمنته و تضعضعت قوته.. و لا يملك حاليا سوى المال الذي به يستطيع شراء الغوغاء و البسطاء و يحشدهم في مسيرة (يراها الجميع)..
* إن الحكومة مكرهة لا بطلةفي تقمصها الحكمة و الصبر.. فقوة الشباب قد بلغت ذروة (ما بنخاف.. ما بنخاف!)..في الوقت الذي أصبح المؤتمر الوطني بلا قوة ردع و لا كيان يعتد به.. و قد حاول ردع الشباب على مدى أربعة أشهر و فشل..
* المسألة، إذن، ليست حكمة الحكومة و لا صبرها.. فأين هي الحكمة و أين هو الصبر حين حاولت وأد ثورة الشباب في مهدها.. و اعتقلت من اعتقلت و قتلت من قتلت في المعتقلات و الشوارع و حتى في البيوت الآمنة.. و حاولت كل ما بمقدورها أن تفعل، و فشلت؟!
* أين هي الحكمة، إذن، و أين هو الصبر و الحكومة تبعث ميليشياتها و كتائبها في الهزيع الأخير من الليل لفض اعتصام الثوار المحتمين بجيشنا الباسل في القيادة العامة..
* لم تكن الحكمة من شيم حزب المؤتمر الوطني و لا كان الصبر من مناقبه في يوم من الأيام.. .. و كل ما يسميه أحمد هارون حكمة و صبرا ما هو إلا دليل عجز و تضعضع كيان الحركة الإسلامية و ارتخاء قبضة المؤتمر الوطني و ضعف حيلته أمام الإدارة الذكية لقوى التغيير التي تدير تحركات الثورة الشابة بذكاء شديد.. كما اعترف أحمد هارون نفسه في أحد اللقاءات..
* أما الحديث عن محاولة بعض الجهات الاستثمار في الثورة الشبابية السلمية فحديث فيه من التغابي السياسي ما فيه.. فما العيب في أن يستثمر حزب من أحزاب قوى التغيير أن يستثمر فيها بالطرق الشريفة دون الإخلال بالمتفق عليه بين القوى..؟!
* لا ضير في ذلك النوع من الاستثمار إطلاقا.. لكن العيب في إسثمارات المؤتمر الوطني و صيده في المياه العكرة في السودان طوال ثلاثين عاما..
* و العيب في "اكسح امسح.. ما تجيبو حي!"
* و هو ما نتوقع أن يلجأ إليه أحمد هارون و جماعته كسحا و مسحا حتى لا يبقى أي معارض لنظامهم حيا على وجه الارض..
* نعم سوف يحاولون.. لكن سوف يفشلون.. و سوف تسقط بس!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة