كل يوم وشهر يصعد اعضاء علماء السودان الي السطح بواسطة فتوي جديدة تتناول الشان العام والخاص للمواطن السوداني ببجاحة وشكل غريب ومهبب، نسي اعضاء هذة الهيئة الحكومية غير الموقرة إن حرية المعتقد هي الضامن للإستقرار السياسي وليس الفتاوي الديني لأكراه المواطن للانصياع لسلطان جائر وحاكم ظالم ، المفهوم الحقيقي والصحيح للإيمان يجسده الاعتقاد الحر والضمير الحر، وان لا إيمان بالإكراه. والدولة السودانية لا يمكن ان تبني علي التناقض واستهلاك الدين في الحياة السياسية حتي يصبح جزء من المشكلة ، فالدولة يجب أن تقوم على أساس المواطنة المبنية على احترام حرية المعتقد، وتقبل الاختلاف في إطار الدولة العلمانية وهو الحل للمعضلة وحالة التوهان التي تعيش فيها الدولة السودانية. علي علماء الدين الذين يتمرقون في نعم السلطان الجائر ان يفهموا ان جوهر الديمقراطية، يتحقق بالفرد الحر الذي يختار نمط عيشه بدون تدخل طرف آخر، وأن مطلب حرية المعتقد اكتسى ملحاحيته وضروراته في السياق الحالي من حالة الرفض للدولة التي يستغل النظام والجهاز التنفيذي للحكومة الدين للتسلط علي الفرد ، مقرونه مع تزايد مظاهر العنف المادي والرمزي، وتزايد التطرف. من المؤكد على أنه من شان ترسيخ حرية المعتقد ، تكريس الاستقرار وضمان أن لا يكون الدين مجالا للمزايدات والصراع السياسي، ولا يفوتي هنا أن اشير إلى أن العنف والتقتيل والحروب الدينية في الدول الأوربية لم تتوقف إلا بعد تأسيس التعاقد على حرية المعتقد ، وفي النهاية كان الاستقرار والرفاهية لان الدولة أصبحت متجاوبة ومتماشية مع الذين كانوا أطرافاً في الصراع السياسي ، واصبحت الدولة هي إطار للقانون يضعه البشر ولهم الحق في تغييره متى اصطدم بمتغيرات الواقع. بناءاً علي هذا الوضع الذي اشرت اليه اعلاه لابد من رجالات الدين ان يكون جزء من عملية التغيير الجوهري للدولة السودانية لتجاوز مرحلة التخلف الحالية، وذلك يعني ان يكون ويدعو إلى ضرورة إعادة هيكلة الحقل الديني، وتجديد الحقل العلمي التكويني لدى الفقهاء حتى يتوافق مع متطلبات المشتركات العقدية بين المجتمعات، وإلى إصلاح جذري للمنظومة التربوية القائمة في مجملها علي الدين، بإدخال قيم الحرية ونبذ العنف، والعودة إلى الثقافة الأصلية والقيم الموجودة في المجتمع، التي اختفت بعد دخول نموذج التديّن الإخواني للحركة الاسلامية مؤخراً وغيرها من الحركات الدينية السياسية والأحزاب العقائدية، وجميعها نمازج سيئة لاستقلال الدين في الصراع السياسي أحدثت لخبطة وفتنة واختلافات كبيرة داخل المجتمع السوداني. لايمكن ابداً للديمقراطية ان تنمو وتتنفس في ظل انظمة شمولية يلعب فيها رجال الدين من امثال هيئة علماء السودان دور الراقصات والغانيات، هم وغيرهم من الممسكين بصولجان الحاكم ومخبر الدين سبب في تنامي مظاهر التطرف والحركات الجهادية وهروب الشباب اليها من داخل الجامعات والمؤسسات التعليمية التكوينية، هذا التطرف والهروب الي حركات دينية رديكالية يدعونا لمساءلة تراثنا الديني والتاريخي مساءلة شجاعة وشكّية دونما مجاملة، فالمبتغى اليوم، أن لا تبقى هاتيك القيم، من الديمقراطية والعدالة وحرية المعتقد وحرية الضمير والعلمانية والحداثة وغيرها مقتصرة على النخبة السياسية والدينية، وأن تنغرس في التربة الحياتية والمعيشية والمفاهمية للمجتمعات السودانية. مساءلتنا لتراثنا الديني والتاريخي مسالة شجاعة شكية يجب ان تتناول وتستند، إلى مجموعة من المحطات التاريخية التي تكرس عدم التسامح الديني بالسودان ، ومنها محاكمة الاشخاص بتهم الارتداد كمحمود محمد طه ، والزج باخرين في السجن بتهمة المس بالمعتقدات، وهدم الكنائس ، وقتل وسحل ابناء الجنوب باسم الاسلام بجنود يصرف عليهم من خزائن الدولة ، والتضيق علي الجماعات التبشيرية وسط مجموعات اصيلة في السودان كجبال النوبة، مشيرا انه تم استغلال بعض الأحزاب والقوى السياسية ذات المرجعية الإسلامية للمساجد والزوايا إبان الانتخابات طوال فترات الديمقراطية البسيطة التي قضي عليها باسم المشروع الحضاري القائم علي التمكين للدين أدعاءاً. أن كان لهيئة علماء السودان خيراً فيهم عليهم أن يدعو سلطانهم الجائر إلى ضرورة تعديل الدستور، والتنصيص على العلمانية كحل في إطار دولة ديمقراطية حداثية في شقها الاجتماعي، عبر إقامة مناصفة حقيقية وضمان حيادية القانون والدولة والإعلام وحرية الفكر والدفاع عن ذلك، وعليهم ان يفكروا في كيفية للتفكير في كيفية تطوير وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وغيرها من المؤسسات ، وتجديد دور المؤسسات المجتمعية والحكومية الدينية من مساجد وكنائس وفتحها على كل أنماط الاعتقاد والتفكير السياسي والاجتماعي الموجودة في السودان لتحقيق الديمقراطية والعدالة وحرية الفرد وليس ما تفعلون من أصدار الفتاوي منتنة الرائحة تشم ريحها كما يقال للريح الصيفية في المثل الشعبي السوداني "عفطة أبليس".
نعتبرها مجرد مهزلة بالحروف ، والمهزلة تكون عويصة عندما تتحدث أنفس هي بعيدة كل البعد عن ذلك المقام الذي يمكنه من توصية الآخرين ، ذلك البعض يظن في نفسـه أنه أعلم مـن العلمـاء ، وأفقـه من الفقهـاء !! .. وتلك صورة تجلب السخرية والضحك في أنفس القراء الكرام ، فبمنتهى الضحالة في النصيحة والتعبير جاء من يقـول : ( تعالوا إلى جنة العلمانية ) .. !!!!!
• بالله عليك أي جنة تـلك العلمانية يا هـذا الكاتـب ؟. • هل هي تلك الجنة التي عاشتها الشعوب العربية لمئات ومئات السنين في ظلال الأحكام العلمانية الوضعية ؟؟ . • وإذا كانت الإجابة بنعم فلماذا حدثت الثورات والانتفاضات في دول الربيع العربي؟؟ • وهي تلك الشعوب التي نالت الويلات والويلات والأوجاع في ظلال العلمانية . • ولو عاشت تلك الشعوب العربية في ظلال الشريعة الإسلامية لكانت في سعادة دائمة . • ولكن الشريعة الإسلامية لم تسري في أي دولة من الدول العربية بالطريقة الصحيحة السليمة . • وهي تلك الشريعة التي يرفضها العلمانيون .. وتلك قوانينهم الوضعية تجلب الويلات للبشرية . • ومع ذلك نراك بدون استحياء تنادي بجنـة العلمانية . • يـا هـذا أتق الله ، ونصيحتك مردودة عليك وعلى كل من ينادي بالعلمانية في السودان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة