من ذكريات أيامي التي قضيتها في مصر المحروسة، وقاهرتها الفاطمية بقلم كامل سيد احمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-14-2024, 12:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-06-2015, 04:33 AM

كامل سيد احمد
<aكامل سيد احمد
تاريخ التسجيل: 02-19-2015
مجموع المشاركات: 7

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من ذكريات أيامي التي قضيتها في مصر المحروسة، وقاهرتها الفاطمية بقلم كامل سيد احمد

    04:33 AM Jun, 06 2015
    سودانيز اون لاين
    كامل سيد احمد-لنكلن-المملكة المتحدة
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    مقهي أو قهوة الفيشاوي: لوحة لتاريخ مصر المحروسة: -:

    من أكثر ما يعجبني في مصر أن الزائر إليها يجد لكل حقبة من حقب التاريخ المصري سمت خاص بتلك الحِقبة، وطابع مميز لها يختلف عن ما سبقها وتلاها من حِقب التاريخ، وهو مما لا تجود به الخرطوم او امدرمان، او أيٍ من مدن السودان الاخري، فتاريخ مدننا جد قصير، فمدننا لم تدخلها الحضارة الا في القرن الماضي، اما قبل ذلك فبداوة غائلة في القدم لا يحدها سوي الحضارة النوبية قبل الالاف من السنين. مما يسر الناظر الي آثار الحضارة في مصر ذلك القليل من المزج بين أول وآخر كل حقبة، حيث تتداخل الحقبتان وتثري كل منهما الاخري. هذه الحقب التاريخية، والآثار التي تتركها بعد اندثار اصحابها مرايا منقوشة الأطر بقلم معاصريها.. إعتادت الأمم المتمدنة أن تدق عروش حضارتها بلوحات تعلقها علي أعلى جدر التاريخ لتبقى هى الشاهد الحاضر على عصور نمت وانقضت على البسيطة،، حضارات سادت ثم بادت علي الارض ذاتها،، عاش ابطالها وإدوا ادوارهم التي قُدرَت عليهم ومضوا بعد إن تركوا بصماتهم علي صفحات التاريخ.

    مقهى الفيشاوي، هو أولى اللوحات التي نبضت بخطى وحكايات قاطنيها فاستحقت إلقاء الضوء عليها، فالمقاهي هي تاريخ ونبض البشر والنقطة التي التقت فيها خطوط أعمار كثيرين..

    في قلب القاهرة الفاطمية، في إحد الأزقة المجاورة لمسجد سيدنا الحسين بحي الأزهر العتيق، قبل نحو ٢٤٥ عاما كان هناك رجل يدعى الحاج فهمي الفيشاوي. بدأ الحاج الفيشاوي تقديم القهوة فقط إلى أصدقائه والزائرين لمنطقة الحسين في زقاق خان الخليلي في القاهرة. واظب علي ذلك في مساء كل يوم بعد صلاة العشاء، حتى أصبح المكان الذي يتناول فيه الناس القهوة يُعرف باسم "قهوة الفيشاوي"، ثم نجح الحاج فهمي الفيشاوي في شراء المتاجر المجاورة له، وتحويلها إلى مقهى كبير ذي ثلاث حجرات مفتوحة علي بعضها.
    أنفق الحاج الفيشاوي عمراً على ذلك المقهى التاريخي "كما يقول حفيده ووريثه ضياء الفيشاوى"، فبدأ مقهى الفيشاوي ببوفيه صغير ثم وسعه شيئاً فشيئاً. لم التق بالحاج الفيشاوي، لكنني التقيت بحفيده الذي إخبرني بإن جده الحاج الفيشاوي توفي في سنة ١٩٦٨ إثر إصابته بأزمة قلبية حادة. كانت وفاة الشيخ عقب صدور قرار من محافظة القاهرة في الستينات بإزالة جزء من المقهى بحجة تحديد منطقة معالم الحسين القديمة. لكن العشرات من الافراد الصحف المصرية وقتها طالبوا محافظ القاهرة بعدم الشروع فى هدم المقهي، على اعتبار أنه ذو تاريخ، ويحمل عبق الماضي. لكن محافظة القاهرة لم تلتفت لتلك الدعوات وأزالت جزءً كبيرا من المقهى لتصبح مساحة المقهى مائة وخمسين مترا بدلا من أربعمائة متر، فتوفى الجد، رحمه الله، متأثراً بصدمته بهدم مقهاه.
    اكتسب مقهى الفيشاوي جزءً من شهرته من تردد الأديب والروائي الكبير نجيب محفوظ عليه، والذي بدأ مسيرته الأدبية من مقهي الفيشاوي كما سجل في مذكراته، فقد أعتاد الروائي الكبير أن يجلس وحيداً في أحد أركان المقهى يتأمل، أمامه كوب الشاي الأخضر الذي يحتسيه وبيده القلم، فقد أدرك أن مهد الفكرة ومنشأها هناك، ونصوص محفوظ الروائية مليئة بالأقاصيص عن عالم المقاهي التى استلهمها من إحدى أركان مقهى الفيشاوى، الذي أصبح مسرح للعديد من روائعه الأدبية كالثلاثية، وزقاق المدق وخان الخليلي، إضافة إلى الأعمال التى استحقت فيما بعد نيل جائزة نوبل للآداب.
    في مقهى الفيشاوى اجتمع عبق التاريخ والشعبية معاً، فموقعه في قلب خان الخليلي والطابع الفاطمى الذي اتسمت به غرفاته الثلاث "الباسفور، والتحفة والقافيه" المصممة بخشب الأرابيسك والمطعمة بالأبنوس فضلاً عن المرايا المذهبة، فبداخل غرفة "القافيه" أكبر غرف المقهى مرآة ثلاثية فريدة، وساعة حائط كبيرة يرجع تاريخها إلى العصر التركي، إلى جانب راديو أثري، ونجفة ضخمة تعتلي الحجرة يرجع تاريخها إلى عام ١٨٠٠م، ولا يستطيع أحد دخول الغرفة أو الجلوس بها، إلا لمن اعتاد التردد عليها أمثال الأديب نجيب محفوظ والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ والسياسي عمرو موسى. لقد دخلت وصوّرت تلك التحف الأثرية التي جعلت من المقهي واجهة تاريخية في أكثر مناطق القاهرة شعبية.
    تتعاقب الفترات الزمنية على المقهى، فالمكان الذي أعد قديما للحلقات الثقافية وملتقىً للمتنافسين من الأدباء والشعراء انعزل اليوم في أركان القاهرة الفاطمية آوياً رواده من مختلف الفئات، حتى تعيد علينا الذاكرة مشهداً احتضر مع رحيل قاهرة المثقفين. في يوم الخميس من كل شهر لأوائل القرن العشرين اعتادت صالة القافيه بمقهى الفيشاوى أن تستقبل العديد من الأشخاص من مختلف أنحاء مصر القديمة، يتجمعون في حلقات على أن يتركوا مساحه كبيرة خالية في وسط الصالة خالية من المناضد ومن الأشخاص أيضاً، لعقد المباراة "المنتظرة" التى يخوضها شخص ممثلاً عن كل حى من أحياء مصر القديمة، الحسين، والجمالية، والسيدة زينب، والروضة وغيرها. من سمات المباراة خفة الظل وسرعة البديهة وطلاقة اللسان والسخرية، والفائز هو من يستطيع مواصلة المباراة الكلامية في كل ما يخص الشعر والأدب الساخر، إلى النهاية محتفظاً بشغف الجمهور.
    لعب موقع المقهى وانعزاله عن زخم الحياة والصراعات الدنيوية، دوراً في جذب زوراه، فرواد المقهى معظمهم من السائحين، أو قلة من المثقفين لرواد الأدب والفن لمصر الحديثة أمثال الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، وجمال الغيطاني والعديد من السياسيين، فضلا عن مجموعات من كبار السن الذين اعتادوا ارتياد القهوة منذ سنوات، وهناك بعض الحلقات الشبابية التي تفد لتتنسم عبق التاريخ من كراسي المقهى وأركانه، فكراسي المقهى مصنوعة من الخشب الآرابيسك المصنوع بدقة، مصطفة حول منضدة حديدية مستديرة، عليها الآنيات الحديدية للشاي والأكواب الحديدية أيضاً حتى المصابيح مصنوعة على شكل فوانيس ليكتمل الجو التاريخي للمكان.
    يمر الزمن ومقهى الفيشاوى قابع في مكانه كشاهد علي العصور التي مضت، وعل مرور الزمن وكر الايام والشهور، فهنا عاش الجد والأب والإبن، وسيعيش الحفدة وربما ابناؤهم،، وهنا اختلط الماضي بالحاضر في صورة حضارية شهدت الثورات ومرت بالحلقات الثقافية التى نظمها الرواد، وعلى أحد كراسيها مكث أديب الوطن العربي وراويته الأكبر ليكتب حكاوي الناس العاديين الذين عايشهم وشاهد حالهم، ليترك المقهى بصماته في أجمل لوحة حضارية بحي الحسين.
    فكما يقول الفيشاوي الصغير عن المقهى: "هو الأثر الذي لا يقل في امتداده التاريخي عن الأهرامات، ويحمل في جوانبه أسرار رواده الراحلين من عباقرة الفن والأدب".

    كامل سيد احمد،،، لنكلن،، بريطانيا




    أحدث المقالات

  • الشعب السودانى الأن:بين مطرقة حكم المؤتمر الوطنى غير الرشيد وسندان الحركات المسلحة التى تطالب بالحكم 06-06-15, 04:27 AM, يوسف الطيب محمد توم
  • لردم الهوة المعرفية والسلوكية بين الأجيال بقلم نورالدين مدني 06-06-15, 04:25 AM, نور الدين مدني
  • دائِرة الجحِيمْ والرُعبْ والموت- الهجمات العسكريّة العنِيفة أذتْ الضمير الإنْسانِى كثيرا- جِبال النُ 06-06-15, 04:23 AM, حماد سند الكرتى
  • يدكم يا شباب ، ادونا دفرة! بقلم فيصل الدابي/المحامي 06-06-15, 04:21 AM, فيصل الدابي المحامي























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de