|
بين الصادق المهدي والسيسي.. ليته سكت! بقلم الطيب مصطفى
|
12:30 PM May, 20 2015 سودانيز اون لاين الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بقدر ما سعدتُ لموقف السيد الصادق المهدي وهو يناصح طاغية مصر وفرعونها الجديد حول الأحكام القضائية العبثية التي صدرت ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي وقيادات الإخوان في مصر انتابني شعور بالحزن والحسرة أن يصدر عنه بيان مهزوز ومتناقض (يفلق ويداوي) ويمسك العصا من النصف كما اعتاد الإمام طوال تاريخه بما يجعله بياناً عديم اللون والطعم والرائحة كما سأبيّن ويجرده من التأثير على الطرفين اللذين يخاطبهما. على أن أعجب ما في البيان أن الإمام ارتكب خطأ سياسياً تاريخياً سيظل يلاحقه فيما تبقى له من عمر بل ويلاحق حزبه كسبّة تجعل كل المحبين للرجل يقولون في حسرة (ليته سكت ولم ينبس ببنت شفة) فقد اعترف السيد الصادق المهدي بشرعية انقلاب السيسي ومنحه وكل الانقلابيين في العالم مبرراً للانقلاب على السلطة الشرعية بعيداً عن صندوق الانتخابات ناسفاً بذلك أكبر مزاعمه ضد نظام الإنقاذ الذي انقلب على حكومته الديمقراطية المنتخبة، فقد قال الصادق المهدي بدون أن يطرف له جفن وهو يتحدث عن الحشود المصنوعة الكذوب التي أخرجت في الثلاثين من يونيو وضخمت بإعلام السيسي لتمنحه مبرراً للانقلاب على شرعية صندوق الانتخابات التي اعترف بها العالم أجمع.. قال الصادق المهدي مخاطباً السيسي (الشعب المصري عبّر عن الرفض العريض الذي استعد أنصار النظام لمواجهته فحسمت القوات المسلحة الأمر بقيادتكم وقام النظام الحالي)! وعلامة التعجب من عندي. لقد لفّ الصادق المهدي بهذه العبارة الحبل حول عنقه وعنق حزبه ومنح نظام الإنقاذ شرعية أن ينقلب على نظامه الديمقراطي وأقسم بالله أن مبررات انقلاب الإنقاذ أكبر وأوضح بما لا يقارن بمررات انقلاب السيسي، أولاً لأن السيسي انقلب على من نصّبه وزيراً للدفاع بينما لم ينصب الصادق المهدي عمر البشير وزيراً للدفاع لينقلب عليه ويخونه ثم إن الحال في مصر عشية انقلاب السيسي كان أفضل بكثير من الحال الذي بلغه السودان حيث كانت المدن تتساقط أمام مغول الجيش الشعبي لتحرير السودان، بينما كانت القوات المسلحة المنهارة وقتها أمام جيش قرنق تمارس الوصاية على حكومة السيد الصادق المهدي وتصدر مذكرة لا يملك رئيس الوزراء غير الانصياع لها ليخرج الجبهة الإسلامية القومية من الحكومة مما منحها مبرراً للانقلاب على الصادق المهدي من خلال ذراعها العسكري. أما حشود السيسي المصنوعة فقد فضحها الباحثون عن الحقيقة وفضحتها الوثائق بعد ذلك. لا أقول ذلك تبريراً للإنقاذ فقد قلتُ من قبل إنني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لكان لي وربما لكان لمن أقاموا نظام الإنقاذ بانقلاب عسكري رأي آخر.. على كل حال، فإن أنصار الديمقراطية ينبغي أن يتواضعوا على قيم تحكمهم ويستقيموا عليها لا يغيرون ولا يبدلون وإلا فإننا لن نتقدم خطوة إلى الأمام، وكان الأولى بالسيد الصادق المهدي وقد لُدغ من جحر الانقلاب العسكري أن يكون أكثرنا استمساكاً بالديمقراطية وبصندوق الانتخابات. أما أن يتلّون ويرضخ وينحني لاتجاه الريح في كل صقع ومكان فهذا يتعارض مع قيم الاستقامة ويخضع صاحبه لتطفيف المكيال والميزان وما أبشعه من تطفيف يدمر الممارسة السياسية ويعرضها لزلازل الاضطراب وعدم الاستقرار. كنت أتوقع من السيد الصادق المهدي وقد انتدب نفسه لمهمة كبيرة لعب فيها دور الوسيط أن ينأى بنفسه عن تجريم أي من الطرفين المتنازعين.. أما أن يهوي بسيفه على من توسط لدى السيسي للعفو عنهم فإنه من الظلم وخلط الأوراق الذي يجرد الوساطة من أهم مقوماتها فالإخوان الذين قال فيهم الصادق المهدي وهو يتوسط للعفو عنهم أكثر مما قال مالك في الخمر ليسوا في مقام الدفاع عن طروحاتهم الفكرية وإن كان ثمة عدل لكان الأولى أن يدين الصادق المهدي الطاغية المغتصب للسلطة أو على الأقل أن يسكت عن ذم أي من الطرفين ويكتفي بذكر الأخطار المترتبة على التضييق عليهم مما أورده في بيانه. مما قال الصادق المهدي وهو يمسك بسوطه لجلد الإخوان إنهم احتكروا التحدث باسم الإسلام وأقصاء الآخر وهذه لعمري حجة داحضة حق لمن يناهضوها أن يزعموا أن طائفة الأنصار احتكرت منذ نشأتها التحدث باسم الإسلام كما احتكرت الوطن وهي ترفع صوتها بعبارة (البلد بلدنا ونحن أسيادها) ويقول منشؤها الإمام المهدي (من لم يؤمن بمهديتي فقد كفر)! كذلك قال الصادق وهو يفش غبينته ممن أزاحوه من الحكم معتبراً إياهم معبّرين عن جماعة الإخوان في مصر وفي كل العالم – وهذا ظلم – أنهم قدموا (سلطة الحكم على كل الواجبات الدينية) ولو نظر الرجل لتاريخه لعلم أنه ظل طوال عمره يسعى وراء سلطة الحكم تاركاً كل ما عداها رغم أنه إمام طائفة الأنصار الدينية، ولو تمعن في بعض تجارب الإخوان مثل التجربة التونسية التي تنازلت عن الحكم رغم فوزها بالانتخابات لعلم أنه ظلم الإخوان حين اعتبر فشل بعض التجارب دليلاً دامغاً على فشل التجربة في كل مكان. أما دعوة الصادق المهدي لإجراء مراجعات على تجربة الإخوان في مصر وغيرها فليته ينتصح بما نصح به ذلك أن الرجل يعلم أنه المفكر والزعيم الأوحد في طائفته وحزبه بينما يتوافر للإخوان عشرات الآلاف من المفكرين في شتى أنحاء العالم ولكل دولة تجربة تختلف عن غيرها فللمدرسة المشرقية تجربة وفكر يختلف عن المغاربية وأوردوغان يختلف عن أربكان والقرضاوي والهضيبي عن سيد قطب والغنوشي عن الترابي، وهكذا، وذلك ما يدعوني إلى أن أطلب من الإمام الصادق المهدي أن يتواضع قليلاً ويخضع تجربته والتجربة المهدية برمتها للمراجعة كما يطلب ذلك من الآخرين. assayha.net/play.php?catsmktba=4915 أحدث المقالات
- الجُندي السُودانِى المجهول: (امرأة ولا دستة رجال) بقلم كامل كاريزما 05-20-15, 11:00 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- أحكام القضاء المصري الشامخ!! بقلم بارود صندل رجب 05-20-15, 10:59 AM, بارود صندل رجب
- المصالحة الوطنية في العراق واللعب في الوقت الضائع بقلم حمد جاسم محمد الخزرجى/مركز الفرات للتنمية وال 05-20-15, 10:53 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- (عجباً لأمر المسلمين يتعوذون من فتنة أعور الدجال عقب كل صلاة...وينتصرون لجنده وأتباعه) بقلم:رحاب أ 05-20-15, 10:50 AM, رحاب أسعد بيوض التميمي
- الإسرائيليون ذئابٌ دوماً وعقاربٌ أبداً بقلم د. 05-20-15, 09:52 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- التطرف بدأ خليجيا وسيعود خليجيا بقلم جميل عودة/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية 05-20-15, 09:51 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- ورقة الانتخابات بين عباس وحماس! بقلم د أيوب عثمان-كاتب وأكاديمي فلسطيني -جامعة الأزهر بغزة 05-20-15, 09:49 AM, أيوب عثمان
- السياسة الخليجية وثالوث الصراع بقلم محمد جهاد إسماعيل 05-20-15, 09:46 AM, محمد جهاد إسماعيل
- الوزير راضي شن دخل الهندي!! بقلم كمال الهِدي 05-20-15, 09:33 AM, كمال الهدي
- قافلة الوفاء نهر يجري ونبعٌ لا ينضب بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 05-20-15, 09:31 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- السودان علي أعتاب مرحلية مفصلية 2 بقلم جمال عنقرة 05-20-15, 09:29 AM, جمال عنقرة
- الحذر الحذر ... بقلم عمر الشريف 05-20-15, 09:26 AM, عمر الشريف
- نتائج انتخابات 2015 (2/6) المشاركة في الانتخابات.. عرض:محمد علي خوجلي 05-20-15, 04:56 AM, محمد علي خوجلي
- فضيحة مكتب والى الخرطوم . قتل الملازم غسان وهل له وجه أخر اشكك في موته 05-20-15, 04:54 AM, محمد القاضى
- رصاصة إسحق في مخيلته وليس في جيبه بقلم نورالدين مدني 05-20-15, 04:52 AM, نور الدين مدني
- أولاد دُفعَتنا فى ذِكرى تخرّجنا 20 مايو1987م (جزء أول) بقلم عبد العزيز سام 05-20-15, 04:50 AM, عبد العزيز عثمان سام
- جديد عاصفة ( الجِزم ) الولائيه ... PART 7 بقلم ياسر قطيه 05-20-15, 04:47 AM, ياسر قطيه
- عفواً يا إسحق Too Late……….. بقلم صلاح الباشا 05-20-15, 04:39 AM, صلاح الباشا
- صحفيو نظام البشير –أنتم جزء أساسي من مشكلة دارفور؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف 05-20-15, 04:37 AM, عبدالغني بريش فيوف
- خطوى ثقال بقلم سهيل احمد الارباب 05-20-15, 04:35 AM, سهيل احمد الارباب
- اللَّهُمَّ عليك بالشِيعَة والشِيُوعيين!! بقلم جمال أحمد الحسن 05-20-15, 04:33 AM, جمال أحمد الحسن
- وقتل النفس!! بقلم صلاح الدين عووضة 05-20-15, 04:29 AM, صلاح الدين عووضة
- عندما يحفر الفرعون قبره بيده بقلم الطيب مصطفى 05-20-15, 04:21 AM, الطيب مصطفى
- ( ماسورة ) بقلم الطاهر ساتي 05-20-15, 04:19 AM, الطاهر ساتي
|
|
|
|
|
|