ستون عاماً منذ أن نال السودان إستقلاله من المستعمر الإنجليزي وبلادنا ترفل وتحتفل باعياد الإستقلال المجيده.التحية للرعيل الأول من جيل الإستقلال والتحية لكل من ساهم من أبناء الوطن في إستقلال البلاد، التحية لابطال الذين قادوا النضال ضد المستعمرمن الجمعيات والحركات الوطنية التي سهاهمت فى الإستقلال. التحية لطائفتي الأنصار والختمية، ألتحية للامام عبد الرحمن المهدي والميرغني وكل أبناء الوطن ونثمن مجاهداتهم في سبيل الاستقلال. يمر الإستقلال هذا العام بظروف غيرعاديه لأن البلاد تغيرت إقتصاديا وإجتماعياً وسياسياً وهذا ما اعنيه بإستغلال السودان من أبناء جلدته. نعم صارت الظروف الإقتصادية فى البلاد تتحكم فيها مجموعة من الناس،ساعدهم النظام القائم على السلطة باحتكار الاقتصاد الوطني فافقرت من كان غنياَ وأغنت من كان فقيراً هكذا تغيرت اللعبه مُنذ قدوم الإنقاذ للسلطه. ظهرت أسماء رأس ماليه طفيليه لم تكن معروفه على نطاق المُدن والاحياء إقتصادياً ناهيك عن الاقتصاد الوطني. فصارت تتحكم في مفايح الإقتصاد بالتسهيلات الجمركية وبالإنتماء للحزب الحاكم الذي كرس كل جهوده لبناء إقتصاد رأس مالي طفيلي يطيل عمره فى السلطه. لقد إنهارت السكة حديد التي كانت تمثل الناقل الرئيسي لصادرات السودان من كل الاقاليم من الحبوب والمحاصيل والصمغ العربي والثروة الحيوانية ، فشُردت واُفقِرت الاُسر التي كانت يعمل ابنائها فى السكة حديد وصاروا يعملون فى المهن الهامشيه. هكذا اُستغلت السكة حديد إستغلالاً سيئاً في غير مصلحة البلاد والعباد بدلاُ من أن تساهم فى دفع عجلة التنمية والاقتصاد الوطني. أما مشروع الجزيرة فهذا هو الكارثة الثانية في عهد الإنقاذ لم تستطيع الحكومة المحافظه على مشروع الجزيرة أكبر مشروع مروي إنسيابياً في افريقيا، لم تحسن الحكومة وعرابيها فى المحافظة على المشروع وإنسان المشروع بل إتجهت تهميش المشروع وانسانه بقصد أو من غير قصد، وإتجهت الي البترول الذي لم يعرف الإنسان السوداني كم من البترول يُنتج علي حسابه وحساب وطنه وابنائه؟ وكم المبالغ ؟ واين صُرفت؟. دعك عن إهمال المشاريع الاخري الجنيد، السوكي، طوكر .. الخ . لقد كان مشروع الجزيرة العمود الفقري لإقتصاد السودان كدوله بلاً من تحسينه وتطويره بادخل التقنيات والتقاوي المحسنة والسياسات التشجيعية للمزارع اُهمل المشروع وإنسانه وفقد السودان أهم ركائز إقتصاده القومي. هنا السؤال هل تم إستقلال مشروع الجزيرة من المستعمر أم تم إستغلاله من قبل أبناء الوطن فقاموا بتدميره وتشريد إنسانه؟ أما المواطن فحاله يغني عن السؤال فقر وجهل ومرض. فقر لانه لم يعد لحوالي 90 في المئه من الشعب مايكفيه لقوت يومه. فصار الكل يعمل ليل نهار لتامين أبسط مقومات الحياة لاسرته، أما الجهل فحال التعليم رغم انتشار التعليم الاهلي وإهتمام الاسر به فإن نسبة الاُمية كبيرة ويصارع ابنائنا قسوة الظروف للنهل من العلم الذي ينقصه المعلم المؤهل فاصبح التعليم مهنة لمن لا مهنة له، وهاجرت معظم الكفاءات للخارج لتوفير ابسط مقومات الحياة .أما الامراض فانتشرت الامراض التي كانت لايعرفها المجتمع من الاشعاع فى الشمالية والجزيرة . اما إجتماعياً فلم يعد السودان الوطن الواحد القادر على إسيعاب أبنائه بتنوعهم العرقي والثقافي والديني ، فظرهت الجهوية والمحسوبية والقبلية النتنه فعمت بفعل سياسية الحكم في معظم البلاد. فصارت بعض الوظائف في الدوله محصورة على فئه معينه من الاشخاص وعلى أبناء جزء محدد من الوطن. فانهارت منظومة الخدمة المدنية التي ورثناها من الإستعمار التي كانت أفَضل منظومة للخدمة الوطنية فى افريقيا والعالم العربي الحالي ومقولة الشيخ زايد في السبعينات الي مصطفي حمزه" اُريد ابوظبي أن تكون مثل الخرطوم" خير دليل على ذلك سؤال لقادة الخدمة المدنية: أين الخرطوم من أبوظبي الأن؟ واين الخدمة المدنية نفسها؟ أما سياسيأ وهذا هو بيت القصيد نعم نالت البلاد إستقلالاً كامل الدسم من المستعمر ولكن لم نحافظ عليه ونستسثمره الإستثمار الأمثل فلم ننعم بتجربه ديمقراطية نستطيع أن نقيمها بالافضل ، لأن كل التجارب عقبتها إنقلابات عسكرية ادخلت البلاد فى عنق الزجاجة وما أن خرجت البلاد على طغاة الحكم العسكري لتستنشق عبيسر ونسمات الحرية إلا وإنقض عليها العسكر وهم السبب الرئيس في ما وصل اليه حال الوطن. نعم فشل مايسمون ساسة البلاد في الحفاظ على البلاد وهم لهم نصيب من الفشل المتكرر ، فلا يعقل أن لا يكون هنالك دستور للبلاد منذ الإستقلال ونظام حكم، وسياسية يتبعها كل من جاء الي الحكم بطريقة رشيدة. ولا يعقل ان تكون البلد بلا دستور لمدة ستونا عاماً! إن ما وصلت اليه البلاد من سؤ في كل مناحي الحياة يرجع لسببين فشل السياسين وسياستاتهم وتغول العسكر على السلطة بغير وجه حق. مما جعل الحروب تنشب في كل أرجاء الوطن وتدور طاحونه الموت والإقتتال لتطحن أبناء الوطن الأبرياء في كل من دارفور وكردفان والنيل الازرق ومعظم المدن بورتسودان وحلفا والخرطوم وودمدني والقائمة تطول. نعم فقدت البلاد جزءً من الوطن كان يمثل عمقاً استراتيجياً بفضل سياسية الدولة إنفصل الجنوب وإشتعلت الحرب فى دارفور وكردفان والنيل الازرق. لاحساس الناس بالظلم وسياسية الدولة الخاطئه بالمحسوبية والجهوية والقبلية وتمركز التنمية فى العاصمة، وظهر الاقتتال القبلي بين القبائل وعجزت الدولة في معظم الاحيات في إخماد نار الفتنه التي تتهم هي باشعالها في بعض الاحيان.وغيبت دور الإدارة الاهلية التي كانت لا تستعصي عليها مشكلة قبيليه أو سياسية. بعد كل هذا اليس هذا إستغلال أبناء الوطن للوطن؟؟ والله من وراء القصد. أبراهيم عبد الله أحمد ابكر – السعودية حائل - جامعة حائل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة