قال ذلك الأجنبي أنه سمع كثيراُ عن مدينة ( أم درمان ) .. ولكنه لم يزور دولة السودان من قبل .. فقال ذلك ( الأمدرماني ) الذي كان يتواجد في حضرة القائل : تلك سانحة من السماء لا تعوض ،، وفرصة كبيرة لرفع شأن أم درمان !! .. ثم أخذ يشطح في أوصاف مدينة ( أم درمان ) قائلاُ : مدينة أم درمان مدينة عصرية بمعنى الكلمة ،، مدينة لا تعرف الظلام بالليل والنهار .. فتلك الشوارع والأحياء في أم درمان كلها مسفلتة وتخلو من الأتربة ،، كما أن كافة ميادين أم درمان تمتاز بالحدائق الخضراء الوارفة المنسقة وتخلو من علامات الجدب والأتربة ،، وهي المدينة الوحيدة في السودان التي تخلو من أكوام النفايات في الأحياء والأزقة والطرقات .. ولا توجد في مدينة أم درمان تلك الأحياء الفقيرة الكالحة المبنية بالجالوص .. كما أنه لا توجد في مدينة أم درمان تلك العربات التي تسمى ( الكاروهات ) وهي العربات التي تجرها الحمير والبغال .. كما لا توجد في مدينة ( أم درمان ) تلك المركبات التي تسمى ( الركشات ) كما هو الحال في مدينة الخرطوم ومدينة الخرطوم بحري .. وأكبر دليل وبرهان على صدق أقوالنا فإنه لا توجد في مدينة ( أم درمان ) تلك القاطرات القديمة المهلهلة التي تعمل بدل المواصلات في نقل الركاب داخل مدينة الخرطوم والخرطوم بحري .. وفي مدينة ( أم درمان ) يوجد أكبر مطار دولي في العالم .. وهو ( مطار أم درمان الدولي ) المشهور للغاية .. وهو مطار قائم على أحدث المواصفات العالمية .. ومن تلك المواصفات أنه مطار لا يقبل هبوط الطائرات النفاثة العملاقة .. وذلك حتى لا تفزع وتزعج بأصواتها وحركاتها تلك الأغنام الكثيرة المنتشرة في أرجاء المطار !!.. وهي حيوانات لها الحق كل الحق أن تسرح وتمرح في كل أرجاء المطار بمنتهى الراحة والهدوء .. لأن سكان ( أم درمان ) يؤمنون ويهتمون كثيراُ بقصة الرفق بالحيوان !.
وعند ذلك قال الأجنبي : ( لقد شوقتني كثيراُ يا هذا بأوصافك لمدينة أم درمان ،، فلابد أن أزور تلك المدينة في أقرب فرصة متاحة !! ) .. وعندها قال ( الأمدرماني ) منزعجاُ ومضطرباُ : ( الليله والليله لقد وقعنا في المطب !! ) .. ثم أوضح لذلك الأجنبي بأن الزيارات لمدينة ( أم درمان ) متوقفة في هذه الأيام !!.. ولا تمنح أذونات الدخول لمدينة ( أم درمان ) إلا بشق الأنفس .. وأن تلك الجسور التي تؤدي لمدينة ( أم درمان ) معطلة منذ شهور وشهور !! .. بجانب أن الزيارة لمدينة ( أم درمان ) في الغالب الأعم لا تمنح إلا لكبار القادة الذين يحملون تلك الجوازات الدبلوماسية الدولية الكبيرة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست