ليس من الانصاف أن يخذل الانسان وطنه ويظلم نفسه ويخون مبادئه وقضيته من أجل الاحتفاظ بعمل او وظيفة أو وضع يراه متميزا في دول الخليج، حيث الحياة ايسر ولو قليلا والبعض ربما يحظى بمكانه متميزة وحياة رغيده. لكن هل يكون ثمن ذلك التخلي عن الوطن والاهل والاحباب، ونسيانهم وتفصيل الذات والمصلحة الشخصية على القضية الاهم والجوهرية في حياة الإنسان؛ ثورة تحرير السودان من ظلامات البطش والاستعباد والاحتلال الاخواني/الجنجويدي الدموي البربري الهمجي. نعرف جيدا حوجة البعض للاستمرار في الاقامة في الخليج لتوفير بعضا من أساسيات الحياة لاسرهم، لانه كما هو معروف التراجع الكبير في مستويات الدخل في الخليج نتيجة لتدهور اقتصاداته من جراء الحروب الطويلة في المنطقة وتباطؤ اقتصادهم بسبب هبوط سعر النفط ، فلم تعود المرتبات تكاد تغطي اساسيات الحياة، ولا مجال للتوفير والتعويض عن الغربة بالادخار للمستقبل، وإنما فقط تحقيق القدرة على استمرارية الحياة التي توقفت تماما في السودان منذ امد ليس بالقصير في ظل حكم الكيزان للسودان ونتيجة سياسات التدخلات الخليجية المستمرة في دعم هذا النظام الفاسد والاستفادة القصوى من موارد البلاد المتاحة لا بل وتعطيل مصادر دخل السودان ان هي تشكل لهم منافسة وتحدي. هنا يبرز السؤال؟ هل ما يحصل عليه السودانيين المغتربين في الخليج وما يجنيه السودان منهم يعدل تضحيات الشعب السوداني في الداخل واستشهاد خيرة أبنائه وما يعانه اهلهم من إذلال على يد قوات الإحتلال من اشباه الرجال الاسلاميين واشباه البشر من مرتزقة الجنجويد الذين تكالبوا على السودان من كل مجاهيل افريقيا والمنبوذين ومطرودين منها، الذين يستبيحون أرضنا وعاصمتنا وينتهكون اعراضنا ويقتلون اولادنا و آبائنا واخوتنا واخواتنا وامهاتنا، وهل ما يجنيه السوداني المغترب يكون ثمنه البقاء في المنطقة الداكنه وسط كل هذا الحراك الوطني السوداني الملتهب والصوت الذي صك كل ارجاء المعمورة من اقصاها لاقصاها. هل بعد هذا ظلم ؟ ربما يقول قائل أن ظروف الخليج لا تسمح بحرية التعبير وتحظر التجمهر والتجمعات والتظاهرات والعمل السياسي والتدخل فيه!!!! ولكنهم أول من تدخل ضد ثورتنا، وأول من دعم العصابة المجرمة التي تمزق البلاد وتبطش بالعباد وهم من يوجهونها ويستقبلون افراد العصابة ويباركون مكائدهم وجرائمهم، حيث ثبت ذلك في اتصال مساعد وزير الخارجية الأمريكية للحد من أعمال العنف التي يقوم بها (قوادين) المجلس العسكري بناءا على تلكم التعليمات. إن صمت عنكم الشعب حينا، فلن يصمت التاريخ ولن تريحكم ضمائركم وانتم تصمتون عن ما يجري لاهلكم ولا تشعلون مصباحا في ظلام العالم، تاكلون وتمرحون وكأن الذي يحدث إنما يحدث في الواق الواق. حتى أبسط أنواع التعبير لم تبادروا بها، حيث اذكر في ايام حرب الخليج واحتلال الكويت أصدرت الجالية السودانية في الخليج مذكرة قوية جدا تدين التدخل واحتلال الكويت وتدعم تحرير شعبها رفعها على ما اذكر البروفيسور/الفاتح بركة، هلا اسمعتمونا صوتكم في ملحمة الغد 30 يونيو، وغسلتم خطيئاتكم، فغدا تعودون فلتحفظوا مقاعدكم مع الثوار لتكونوا جزءا وعنصرا فاعلا في التغيير القادم لا محالة محبوب حبيب راضي مفكر معاصر
1
صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محبوب حبيب راضي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست