نقلت صحف الأمس افادات مثيرة للاستاذة حكمات سيداحمد معتمدة الخرطوم عن جهازها التنفيذي الذي تقوده بمعتمدية الخرطوم... حديث حكمات بدا متناقضاً بين فقراته اولاً ومع كثير مما يعرفه الناس ثانياً... ووفقاً للزميلة الصحافة مثلاً فان حكمات «اتهمت المتحصلين بالمرتشين مشيرة الى انها تمتلك مستندات تؤكد صحة ما قالت» واضافت الصحيفة «وعزت ذلك للحالة الاقتصادية والفقر الذي تعاني منه البلاد» وتضيف الصحيفة منسوبا لحكمات في الفقرة التالية «إن الحكومات السابقة اورثتنا متحصلين قليلي الكفاءة ولا امل في تحسين مستواهم». ولنبدأ بهذه الاخيرة... في مطلع عام الانقاذ كان رد مسؤول كبير في الدولة عن حالات الاحالة للصالح العام بالحرف «ان كل من احيل للصالح العام إما فاسد أو غير كفؤ» والحال كذلك فان حديث حكمات مقرؤ مع جيوش جرارة غادرت الخدمة العامة بعد ذلك التاريخ يصبح تبريراً مضحكاً للفساد... ولو كانت حكمات امينة مع نفسها لقالت «ان اقصاء ذوي الكفاءة والخبرة وتقريب اهل الثقة والحظوة اهلك الخدمة المدنية» لاحترم الناس قولها. اما ان تتحدث مسؤولة في هرم جهاز عن مستندات تملكها فهي مما يجير المرء ويربك المراقب.. هل تحتفظ بها للابتزاز ام لتبرئة نفسها عند الحاجة؟ ولو قالت انها احالت الامر لجهات الاختصاص لاحترم الناس قولها والطريف ان حكمات التي كالت الاتهامات لجهازها التنفيذي عادت ومن ذات المنبر للدفاع عن محليتها! وبإفتراض ان انجازات حققتها المحلية فالسؤال هو... مَنْ الذي انجز هذه الانجازات في ظل هذا التردي الذي تتحدث.. ولكن .. اطرف من كل هذا حديث المعتمد عن الحالة الاقتصادية والفقر الذي تعاني منه البلاد ..وكأنها تبرر الفساد وتدافع عنه... واياً كان ما ترمي اليه من هذا الربط فالمؤكد ان لو احداً تحدث عن الفقرلا تهمته حكمات بالغرض واستهداف التوجه الحضاري ومسألة الحالة الاقتصادية والفقر الذي تعاني منه البلاد هذه لا يمكن تجاوزها دون ربط الاقوال بالافعال ..ودون تنزيل حديثها هذا على واقع سلوكها الرسمي كمعتمدة لمحلية الخرطوم يفترض انها تستصحب «الحالة الاقتصادية والفقر الذي تعاني منه البلاد»... المؤسف والمفارقة ان صاحبة هذا الشعار تمتطي ومع سبق الاصرار سيارة «B. M. W» موديل 2004م... ولو فعلت ذلك من حر مالها لما عاتبها احد.. ولكن السيارة هذه التي يتجاوز سعرها المائة مليون بكثير يتحملها ومصروفات تشغيلها مواطن المحلية التي قالت عنه فخامة المعتمدة «ان حسه الوطني ضعيف تجاه التعامل مع العوائد» وتبقى الاسئلة... كيف يتحمس المواطن لدفع عوائد لمتحصلين هم في نظرك جيش من المرتشين؟ ثم ما الذي يحمس المواطن لدفع عوائد تتحول امام عينيه لتمويل آخر موديل من السيارات تسعى في شوارع الخرطوم تدوس على احلامه المتواضعة في قطرة ماء نظيفة أو وجبة افطار لطفلة في المدرسة... وللتذكير فقط فهذه المعتمدة تقود مدينة نصف تلاميذها محرومون من الافطار وفق تقرير رسمي صادر من وزارة التربية ولاية الخرطوم. واخيراً... واحقاقاً للحق فالوالي اكثر تواضعاً من المعتمدة لانه مازال يستخدم سيارة «B. M. W» موديل 2003م
نقلا" عن جريدة الرأى العام السودانية - الصادرة بتاريخ 16/6/2006م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست