سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشفه وأعدم!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 02:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الفساد
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-10-2007, 08:02 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشفه وأعدم!

    أعـدامه كان فـي 17 ديسـمبـر 1989.
    ........ ....................

    مجدي محجوب وجرجس بطرس واركانجلو اقاداو.
    --------------------------------------

    Sudan.Net Discussion Board - Main Page آ» General Discussion - المنتدى العام:

    03-Nov-07

    مجدي محجوب وجرجس بطرس واركانجلو اقاداو:
    --------------------------------------

    هؤلاء المواطنون السودانيون أعدمهم جماعة الانقاذ في بداية عهدهم بدعوى إنهم يتاجرون في العملة!!

    واعدام هؤلاء الثلاثة هو من أبشع الجرائم التي ارتكبها جماعة الانقاذ . إذ أن العقوبة فيها لا تتوافق أبدا مع الجريمة .. والمصير البشع الذي أوردهم اليه جماعة الانقاذ يمثل أفدح صور الظلم

    والفعل الاجرامي الذي حاكمهم جماعة الانقاذ بموجبه وصادروا حياتهم ... أصبح أمراً مباحاً لا يُحاسب عليه أحد .. بعد فترة وجيزة من اعدام أولئك الثلاثة ... إذ أقدم جماعة الانقاذ على تحرير العملة وأصبحت العملات الأجنبية تباع وتشترى علناً في البنوك .

    وتلك الجريمة البشعة تكشف بوضوح عن مدى الحقد المتجذر في نفوس جماعة الانقاذ المريضة . فهم أشخاص مختلون نفسياً وعقلياً .. تتحكم فيهم وتسيرهم شهوة التسلط والنزوع الى قهر الناس وقمعهم واذلالهم .. لدرجة أنهم يستسهلون قتل النفس ظلماً .. بلا أدنى تأنيب ضمير .. ودون أي مراعاة لتعاليم الدين . الدين الذي زعموا كذباً أنهم أتوا ليقيموه ويحكموا بشريعته.
    ومن يستهين بالأنفس ويستسهل قتلها .. لا يمكن وصفه إلا بالمجرم .. الذي يجب أن يُجلب الى ساحة العدالة ويتم فيه القصاص .. إقامةً للعدل وإحقاقاً للحق.

    وبما أن قتل النفس بغير نفس أو فساد في الأرض يعدل قتل الناس جميعاً ... فإن قتل أولئك الثلاثة سيظل جرماً معلقاً في رقاب جماعة الانقاذ جميعاً .. لن ينساه الناس ولن يسقط بالتقادم .. ويجب أن تتم محاسبتهم عليه ويدفعوا ثمنه
    ونفوس جماعة الانقاذ ليست بأغلى من نفوس مجدي محجوب وجرجس بطرس واركانجلو اقاداو الذين قتلهم جماعة الانقاذ ظلماً.

    مجدي محجوب محمد أحمد:
    _________________

    إبن واحد من من بنوا أنفسهم اقتصاديا في السودان وهو محجوب محمد أحمد صاحب النسبة الاكبر في كل من:
    1-شركة التأمينات العامة للسودان المحدودة
    2-شركة النيل الازرق للبلاستيك
    3-شركة النيل الازرق للتغليف
    4-البنك الاهلي السوداني
    بالاضافة لعدد كبير من العقارات في أغلى مناطق الخرطوم....
    وعقارات اخرى في كل من القاهرة ولندن.....

    كيف يعقل أن من لديه نصيبا في هذه الشركات وهي تغل ربحا كبيرا كل سنة بدون مخاطر أن ينظر الى ربح من تجارة عملات على ما أذكر كل ما وجد داخل خزينة المرحوم والد مجدي من عملات اجنبية لا يتجاوز مجموعها خمسين الف دولار....

    زواج شقيقته الكبرى الذي اقيم بفندق شيراتون القاهرة في النصف الاول من الثمانينات تكفل المرحوم محجوب محمد أحمد بمصاريف سفر من دعاهم من الخرطوم الى القاهرة وبالعكس ومصاريف الاقامة في فندق شيراتون القاهرة وفندقين اخرين..وكان عددهم يقارب الخمسمائة إن لم يزد...
    وأتى مجرمو الجبهة ليقضوا على علم أخر في الاقتصاد...فقد نقلت العائلة إقامتها الى القاهرة..وكذلك كل اعمالها الممكن نقلها...


    .. اعدامهم كان أمراً مبيتاً من جماعة الانقاذ .. واقيمت لهم محكمة صورية تفتقر الى أبسط أسس العدل التي توفر للمتهم حق الدفاع عن نفسه . ويُقال إن ابراهيم شمس الدين عضو المجلس العسكري الانقاذي آنذاك .. كان يتابع القضية بنفسه وكان مصراً على اعدامهم.

    حينما تم اغتيال الزبير محمد صالح كنا مستائين جدا..لان اعدامه كنا نتمناه بيد ممدوح او مندور أخوان مجدي لان ما وصل الينا أن الزبير هو من قام بإغتيال مجدي برصاص مسدسه ...هذه الاغتيالات لمن تم تسميتهم بتجار العملة حتى يخاف كبار تجار العملة مثل ود الجبل والطيب النعيم وواحد من عائلة الغول لا أتذكر اسمه حيث تم تجميعهم وأقسموا على المصحف أنهم لن يعودوا لمثلها!!!!!!!!!وبالتالي من الممكن أن يخلو الجو لتجار الجبهة وأعرف واحدا منهم وله مكتب معروف وكان يقول أنه تحت حماية عصام الترابي شخصيا... هذا هو السودان وهكذا يدار!!!


    لو أن الحرص على الانتقام وأخذ الثأر من الصفات المتأصلة في نفوس السودانيين .. لسالت دماء كثيرة في عهد جماعة الانقاذ .. ولرأينا الكثير من الاغتيالات لرموزهم
    ولكن الناس في السودان متسامحون .. فلا يميلون الى الانتقام . ولكن جماعة الانقاذ الغرباءعلى أهل السودان يشذون عن القاعدة . فهم دميون منتقمون حاقدون لا يتورعون عن قتل النفس من دون أدنى وجه حق.
                  

12-10-2007, 08:08 PM

Waeil Elsayid Awad
<aWaeil Elsayid Awad
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا حول و لا قوة الا بالله (Re: بكري الصايغ)

    ((أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً))
    كلما تذكرت هؤلاء الذين قتلوا او عذبوا او شردوا دمعت عيناى و رفعت يدى للسماء
    ان يأخذ بثأر المظلومين من قتلتهم الذين يمشون بيننا مطمئنين
                  

12-10-2007, 08:10 PM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    مجدي محجوب وجرجس بطرس واركانجلو اقاداو



    رحمة الله عليهم جميعا ..
                  

12-10-2007, 08:14 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى : الترابى - البشير بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسلامية فى السودانالحلقةالعاشرة :
    اعدام ضباط حركة ابريل وتجار النقد الاجنبى:
    نقلا عن كتاب : الاخوان والعسكر تاليف : حيدر طه عرض : كوات وول وول بقلم بدر الدين أبو القاسم محمد أحمد-ليبيا / طرابلس.
    --------------------------------------------------------
    سودانيزاونلاين.كوم
    sudaneseonline.com
    7/14/2005

    الذكرى السادسة عشر للانقلاب الثنائى : الترابى - البشير بانوراما الانقلاب وجرائم الجبهة الاسلامية فى السودان
    الحلقةالعاشرة : اعدام ضباط حركة ابريل وتجار النقد الاجنبى
    نقلا عن كتاب : الاخوان والعسكر
    تاليف : حيدر طه
    عرض : كوات وول وول
    الغرض : فضح جرائم الجبهة فى عيدها الانقلابى:

    استدل اصحاب الراى القائل بان القوات المسلحة تضم فى صفوفها اكثر من اربعين فى المائة من ابناء الجنوب وابناء الغرب ، وان هذه الهزات الحادة التى تضرب فى التكوين الاساسى للجيش الان سوف تكون لها عواقب سوداء على الوطن .

    وبالضرورة ان يكون داخل القوات المسلحة من يستشعر كل هذه المخاطر المتغلغلة وسط الاحداث الجارية منذ الانقلاب وتاثيرها على اداءة التامين الوطنى . فخلال الثلاث سنوات جرت اربع محاولات لانقلابات قادها ضباط من داخل القوات المسلحة ، وكانت اشهر حركة انقلاب تلك التى جرت فى الثالث وعشرون من ابريل عام 1990.

    والتى استطاعت ان تسيطر على معظم المواقع الاستراتيجية فى العاصمة ولكن لاخطاء فى التقدير ولسؤ الاتصالات وربما بسبب حسن النية والتسامح المفرط الذى تعامل به قادة المحاولة الانقلابية فشلت المحاولة وكانت نتائجها ماساوية .

    فقد تم اعدام ثمانية وعشرين ضابطا واكثر من اربعة وخمسين جنديا ، وصف ضابط فى اقل من 48 ساعة ودون محاكمات وبعد استجوابات سريعة لم ينتظر منها المستجوبون ادلة ولم يتوقعوا منها معلومات ، كما لم ينتظر منها المتهمون رافة ولم يتوقعوا عدالة .

    وفى الساعة الرابعة صباحا ، بعد ليلة القدر ، فى اليوم الثامن والعشرين من شهر رمضان وقبل عيد الفطر بيوم واحد ، نقلت عربات مدرعة ثمانية وعشرين ضابطا الى منطقة المرخيات 40 كيلو مترا شمال الخرطوم ، تحرسهم قوة من اربعين جنديا ،حيث تم انزالهم امام مقبرتين واسعتين تم تجهيزها فور اعتقالهم .. ثم صفهم واطلقت نيران كثيقة تخللتها صوات صمود وشجاعة من الشهداء (( الله اكبر ... الله اكبر )) . وقال احد الجنود الذين شاركوا فى الحراسة .. عندما كان التراب ينهال عليهم فى مقابرهم الجماعية بالبلدوزر سمعنا اذان من بعيد يؤذن لصلاة الصبح وتردد فى اسماعنا : الله اكبر ، الله اكبر .

    ومنذ تلك الساعة اطلق الناس على ضباط حركة ابريل وصف ( شهداء ابريل ) .

    كان من بين هولاء الضباط عبدالمنعم كرار، رزق بابن فى صباح نفس يوم الاعدام فلم ير طفله الوليد .. وربما لم يخطر بهذا الحدث السعيد ، ولكن من المؤكد ام قلبه نبض بمشاعر الميلاد .

    وكان من بينهم مصطفى عوض خوجلى ، رزق قبل شهر واحد بطفل هو البكر ولم يهنا بان يراه صبيا يحمل حلم الاب . وكان من بينهم الرائد اكرم الفاتح يوسف ، حيث كان يتوقع طفله الاول بعد ستة شهور وهى فترة تتارجح فيها مشاعر دافئة بين الاختيار فارس ام عروسه .

    ونقل جندى شجاع كان بالقرب من الرائد اكرم الفاتح يوسف لحظة ترحيلهم الى المرخيات للاعدام، الى اسرة الشهيد اكرم رسالة هى الوصية الوحيدة التى همس بها فى اذن الجندى ، كانت الرسالة مقتضبة ومعبرة هى: انه حينما يوضع طفلى ارجو ان تسموه اكرم .وراح يردد همسا .. اكرم اكرم الفاتح..
    نقل هذا الجندى الامين الرسالة وبالفعل بعد ستة شهور ولد اكرم اكرم الفاتح يوسف. هل هو الاصرار على الاستمرار فى الوجود ؟ .. ام هل هو الاصرار على ان الثورة حية لن تموت ؟ يبدو ان الاصرار على الاثنين معا .
    بدليل ان محاولات الانقلاب لن تتوقف وان فى الافق مازالت هناك شمعة مضيئة برغم العواصف العاتية التى تهب عليها من كل جانب ... ولكن تبقى حقيقة واحدة، بارزة وعميقة ولا يختلف عليها احد ، هى ان دماء هولاء الشهداء اكدت قيمة اساسية بان الديمقراطية القادمة ستكون غالية لايعلو عليها ثمن لسبب واحد هو انها مهرت بدم عزيز وغزير وان الحرية المنشودة اساسها تضحيات مضمخة بالمجد . تضحيات قدمها جنود بدون تردد وبدون وجل وبدون مقابل مرتجى .

    ومن طبيعة الشعب السودانى انه يحفظ مجد الابطال وقيم الشهداء فى وجدان صاف ثقفته التجارب وعلمته المحن.

    ازمة التجار مع حكومة الجبهة:
    _____________________________

    التجار والاغلبية الغالبة منهم اثرت عالم السوق عن دنيا السياسة ، فهم بالطبيعة ابعد الفئات عن الانغماس فى مشاكل يجرها الصراع المباشر بين مختلف الاحزاب حول السلطة .. فالسلطة السياسية بالنسبة للغالبية هى الفاكهة المحرمة .

    صحيح ان ارتباطهم بالسياسة ياتى عبر طرق غير مباشرة ومسالك بعيدة عن اتون الصراع ، وراس المال اصله جبان يحب الاستقرار ويعشق المخاطرة المحسوبة وقبلته الارباح المفتوحة ويسعى الى الفائدة ولو كانت فيها هلاك ثلثى المال .

    وعالم التجار لم يشهد، منذ بداية هذا القرن ، ان اعدم تاجر لمخالفة او الجريمة ، كانوا دائما يحتاطون ويتحوطون يصادقون الحكومات مهما كان نوع هذه الحكومات ، منهم من يجهر بالتاييد، ومنهم من يسر بالمعارضة ، ولكنهم فى كل الاحوال كانوا اهل ( تقية) ولكنهم فوجئوا فى 17 ديسمبر 1989 ان الحملة ضدهم بلغت ذروتها باعدام رجل الاعمال مجدى محجوب محمد احمد بعد اتهامه بحيازة نقد اجنبى .

    كانت الدهشة عظيمة لاعدام شاب لم يتجاوز عمره سبعة وعشرين عاما ، هو اصغر بين اشقائه ، بسبب الاحتفاظ بحوالى 200 الف دولار فى خزانة البيت بعد ان راى مخاطر كبيرة فى تحريك هذا المبلغ نحو اى تعامل فى السوق ، فاثر السلامة بتجميد نشاطه التجارى فى ظل ظروف غير مناسبة منتظرا استقرار الوضع الاقتصادى ليعاود اعماله ، ولكن يبدو انه كان الراس المطلوب جزه تحت مقصلة عمياء .

    وتساءل الناس حينها الم تكن مصادرة امواله اكثر من 200 الف دولار او ما يساوى ستة ملايين جنية سودانى فى ذلك الوقت ، كافية لتوقيع عقوبة على جريمة حيازة النقد الاجنبى .

    اليس المصادرة والحبس عقوبة كافية لمثل هذه الجريمة..؟ وتواصلت التساؤلات الى حد ان اصبحت هل حيازة النقد الاجنبى يمكن ان ترتقى الى مستوى الجريمة الموجبة للاعدام ؟
    ودارت وسط التجار روايات كثيرة حول السبب الحقيقى وراء اعدام مجدى محجوب ، الا ان الرواية المرتبطة بخيوط خفية مع السياسة تقول ان العقيد صلاح كرار عضو مجلس قيادة الثورة الانقاذ الوطنى ورئيس اللجنة الاقتصادية التابعة للمجلس ، اراد ان ينتقم من مجدى الذى كان يتعامل فى النقد الاجنبى ، اى فى نفس دائرة التعامل التى ضمت العقيد كرار نفسه .

    فقد اعترف العقيد صلاح كرار عدة مرات بانه كان يتعامل بالنقد الاجنبى فى السوق السوداء مع تجار اخرين لهم وزنهم فى هذه السوق ، وذكر العقيد كرار اما صحفيين فى احدى المرات بانه كان مكلف من قبل التنظيم لاختراق هذه السوق ومعرفة اسرارها حتى تتم معالجتها وفق رؤية علمية ووفق معرفة مسبقة .

    وذكر التجار الذين كانوا يتعاملون مع العقيد كرار لاكثر من ثلاث سنوات قبل الانقلاب انه كان شرسا فى التعامل وصعب المراس ، ولكنه ذكى .

    ومعروف ان الصراع بين كتل التجار فى سوق العملة يصل احيانا الى حد الخصام والقطيعة ويؤدى الى التوتر الحاد بينهم ولكن معروف ايضا ان هذه السوق لها تقاليدها وقيمها ومن هذه التقاليد عدم الاضرار بالاخرين مهما كان السبب ، ومن قيمها سيادة روح التسامح بين التجار مهما كانت اسباب القطيعة .

    وبعد اعدام مجدى محجوب جرى اعدام جرجس بطرس مساعد طيار بالخطوط الجوية السودانية فى 5 فبراير واركانقو اغاداد الذى نفذ فيه الحكم بالشنق فى 14 ابريل 1990 بتهمة التعامل بالنقد الاجنبى .

    وتاتى المفارقة الماساوية ... بعد ثلاثين شهرا من اعدام مجدى وجرجس واركانقو يصدر وزير المالية السودانى عبدالرحيم حمدى قرارا يقضى بالسماح بحيازة النقد الاجنبى .

    ففى 6 يونيو عام 1992 اعلن عبد الرحيم حمدى فى مؤتمر صحفى حرية حيازة النقد الاجنبى او العملة الصعبة وانهاء العمل باقرارات العملة نهائيا وقال انه تقرر ايضا الغاء القيود التى فرضت موخرا للتحويل من حساب الى حساب .

    لقد كان لتلك الاحداث الدامية ظلال قاتمة وتاثيرات سلبية فى العلاقة بين حكومة الثورة والمواطنين على المستوى الانسانى، اما على المستوى الاقتصادى فكان هناك هروب جماعى للتجار ورجال الاعمال من السودان الى وطن اخر ... او الى ملاجىء اخرى.

    وكانت مصر هى اول هذه الاوطان واهمها بسبب الاحساس الصادق لدى المواطن السودانى بانه ليس غريبا عن ارض الكنانة .. او ربما لقرب المكان وتواصل اللغة والاهل والاقرباء وتواصل الكلام.

    فقد اظهرت اخر الاحصاءات التى اصدرتها الهيئة العامة للاستثمار فى مصر فى عام 1992 ان اجمالى استثمارات رجال الاعمال السودانيين فى مصر تبلغ 21 مليون جنية مصرى، فى مشروعات تبلغ قيمة رؤوس اموالها حوالى 529 مليون جنية .

    خرج راس المال ورجال الاعمال الى وطن اخر ينشدون فيه الاستقرار بعد حرب ملتهبة وشاملة شنتها الحكومة ضدهم حيث استخدمت كل ادواتها ووسائلها المعروفة وغير المعروفة ، للسيطرة على مركز النشاط الاقتصادى دون اعتبار للاضرار التى تصيب الحياة الاقتصادية من جراء هذه السيطرة.
                  

12-10-2007, 08:23 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    ودارت وسط التجار روايات كثيرة حول السبب الحقيقى وراء اعدام مجدى محجوب!!!
    ___________________________________________________________________


    الا ان الرواية المرتبطة بخيوط خفية مع السياسة تقول ان العقيد صلاح كرار عضو مجلس قيادة الثورة الانقاذ الوطنى ورئيس اللجنة الاقتصادية التابعة للمجلس ، اراد ان ينتقم من مجدى الذى كان يتعامل فى النقد الاجنبى ، اى فى نفس دائرة التعامل التى ضمت العقيد كرار نفسه .

    فقد اعترف العقيد صلاح كرار عدة مرات بانه كان يتعامل بالنقد الاجنبى فى السوق السوداء مع تجار اخرين لهم وزنهم فى هذه السوق ، وذكر العقيد كرار اما صحفيين فى احدى المرات بانه كان مكلف من قبل التنظيم لاختراق هذه السوق ومعرفة اسرارها حتى تتم معالجتها وفق رؤية علمية ووفق معرفة مسبقة .

    وذكر التجار الذين كانوا يتعاملون مع العقيد كرار لاكثر من ثلاث سنوات قبل الانقلاب انه كان شرسا فى التعامل وصعب المراس ، ولكنه ذكى .

    ومعروف ان الصراع بين كتل التجار فى سوق العملة يصل احيانا الى حد الخصام والقطيعة ويؤدى الى التوتر الحاد بينهم ولكن معروف ايضا ان هذه السوق لها تقاليدها وقيمها ومن هذه التقاليد عدم الاضرار بالاخرين مهما كان السبب ، ومن قيمها سيادة روح التسامح بين التجار مهما كانت اسباب القطيعة .

    وبعد اعدام مجدى محجوب جرى اعدام جرجس بطرس مساعد طيار بالخطوط الجوية السودانية فى 5 فبراير واركانقو اغاداد الذى نفذ فيه الحكم بالشنق فى 14 ابريل 1990 بتهمة التعامل بالنقد الاجنبى .
                  

12-10-2007, 10:14 PM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    فوق..ليقراالذين يغنون للأنقاذ ذابحة الشعب السوداني..
                  

12-10-2007, 08:33 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    جرائم لا تنسى و لا تغتفر!.
    ------------------------------
    موقع "مقالات عدنان زاهر".

    23 يونيو 2007

    عدنان زاهر [email protected]

    الصحف هذه الايام حافاة بمقابلات و لقاءات مع شخصيات لعبت أدوارا فى الحياة السياسية السودانية. نجد فى معظم تلك اللقاءات وجهات نظر تؤرخ لأحداث أو تبرر لوقائع فى التاريخ القريب و البعيد يدور حولها كثير من الجدل و اختلاف وجهات النظر و ذلك لأسباب متعددة. هذا النوع من المقابلات فى العادة يتم مع فئات شاركت مع الانقاذ فى بداية حكمها و لعبت دورا فى تمكينها من السلطة، بعض من هذه الفئات لا زال يحتل مركزا مرموقا فى أجهزتها و البعض الآخر قد ازيح منها بعد ان أستنفد كل ما لديه.

    المتابع يلاحظ دون عناء، أن النوعين يعدو لاهثا، متسرعا و مرتبكا لكتابة التاريخ من الوجهة التى تعطى مصداقية لافعاله أو تبررها أو تنفى وقائع بعينها. بالطبع و هم يقومون بذلك لا يهمهم كثيرا الكذب ، تزوير الحقائق أو حجبها كليا. كثيرون من هؤلاء يعلمون أن كتابة رأى، تدويره و تكراره فى بلد يسيطر عليه اعلامهم، و فى بلد تضمر فيه وسائل اعلام المعارضين لهم، يمكن على المدى الطويل تصديقه أو على الاقل بذر الشك و البلبلة فى الرأى المخالف لهم. داخل هذا الاطا ر يمكن تصنيف حديث صلاح كرار الذى نشر فى الصحف مؤخرا.

    كان فى الامكان اشاحة النظر و عدم الالتفات الى حديثه هذا، كما فعلنا مرارا مع أحاديث مشابهة له فى القول و الفعل، و لكن لأن المسألة التى تطرق مهمة آثرنا التصدى لها. أولا، ما أدلى به يمس جوهر العدالة و القانون و مصداقيتهما، ثانيا يتعلق بعنف الانقاذ المنفلت الذى مارسته و لا زالت تمارسه تجاه الشعب السودانى، و اخيرا لأن ذلك الحدث ترك خدوشا فى المجتمع السودانى و جرحا غائرا على الأسر التى نكبت به من الصعوبة شفائه.

    صلاح كرار عضو مجلس قيادة الثورة السابق للانقاذ، رئيس لجنتها الاقتصادية فى بداية حكمها، أدلى لصحيفة آخر لحظة العدد 316 بحديث قال فيه ان لا صلة باعدام مجدى محجوب محمد أحمد بتهمة حيازته لعملة أجنبية ( دولارات )، كما أقر فى حديثه بخطأ ذلك الحكم باعتبار أن التهمة لا ترقى لدرجة الاعدام. قال أنه يخشى على الانقاذ من الظلم و الفساد الذى استشرى، و أضاف انه يقوم بكتابة مذكرات سوف تنشر بعد مماته.

    مع اهمال ما قاله عن فساد الانقاذ- لاننى لست بصدد مناقشته فى هذا الحيز- انقل مقتطفات من حديثه ذلك- يقول محاولا تبرئة نفسه من اعدام مجدى (أسألوا جلال علي لطفى رئيس القضاء وقتها ) - ( وقتها كنت فى دولة الامارات العربية لمتابعة بعض الشئون الرسمية، و مكثت هنالك لأكثر من اسبوعين و علمت باعدام مجدى من أحد أقربائه اللذى كان يعمل كابتن بحرى )- (أننى لا يد لى فيما حدث)- (الشخص الذى يجب أن يسأل هو جلال على لطفى ، أسألوه قبل فوات الاوان فهو لا زال على قيد الحياة)

    ابتداءا يلاحظ القارئ ثلاث أشياء تطل ساخرة من ذلك الحديث و هى:

    • التهافت لنفى اشتراكه فى الحدث.

    • الهلع الظاهر من المحاسبة و حكم التاريخ.

    • التنصل المزرى و المخجل و محاولة القاء المسئولية على الغير.

    فى تقديرى ان اعدام عدد من الافراد ( مجدى، جرحس،و شخص آخر سقط من الذاكرة) هى واحدة من الجرائم البشعة الكثيرة التى ارتكبها نظام الانقاذ، و هى بشعة :

    • لانها تمت بقصد و ترصد مستخدمة فى ذلك – زيفا – تطبيق القانون ، و هى كانت بفعلتها تهدف الى ارهاب الشعب السودانى و من ثم الرأسمالية الوطنية لابعادها عن السوق ليخلو لهم ، و قد نجح هذا المخطط لاحقا.

    • الفعل لا يتناسب و العقوبة ، فحيازة عملة لا تستوجب الاعدام.

    • نفس هذه السلطة التى قامت باعدام أشخاص لحيازتهم عملة خارج الأطر القانونية، عادت بعد عدة أشهر لتسمح بتداول العملة الاجنبية بل لتتاجر بها !!

    • ذلك الحكم المتعسف ترك آثاره على المجتمع و على الأسر التى نكبت فى أبنائها.

    • هو حكم يستحيل جبر ضرره لأنه لا يمكن احياء من أعدموا، و هى الحجة القوية التى يستند عليها دعاة الغاء عقوبة الاعدام.

    نأتى بعد ذلك الى حديث عضو مجلس قيادة الثورة السابق ، و رئيس لجنتها الاقتصادية. يقول أن لا صلة له باعدام مجدى و هو قول يجافى المنطق السليم للاشياء و من ثم الوقائع الثابتة.

    • كان هو رئيس اللجنة الاقتصادية التى بدأت فى ترويع خصومها السياسيين، و قد كانت هى المعادل لجهاز الامن فى ذلك الوقت. مجدى و الاخرين حوكموا بتهمة اقيصادية فكيف ينفى رئيس اللجنة علمه بالامر و الكل يعرف انه لا يمكن فتح بلاغ دون علم و موافقة تلك اللجنة؟ كما أن وجوده خارج السودان لا يعنى نفى علمه أو مشاركته، وهو بذلك لا ينهض دليلا على براءته.

    • يقول أن اعدام مجدى كان خاطئا فمتى توصل لتلك الحقيقة البديهية؟! و لما ظل صامتا طوال هذه السنوات؟! أم حلاوة السلطة و المقعد المريح يحجبان الحقيقة!!

    • يقول اسالوا جلال على لطفى ، فلماذا لم يسعى الى مساءلته و هو عضو مجلس قيادة الثورة؟!

    • يقول أن هنالك مذكرات ينوى كتابتها حول الحدث و سوف تنشر بعد مماته! ذلك يعنى الامعان فى حجب الحقيقة و الخوف من المساءلة لانه يعلم تمام العلم أنه لا يمكن مساءلة "ميت!"

    رئيس اللجنة الاقتصادية السابق هو نموذج لشخصيات كثيرة فى هذا النظام أياديهم ملوثة بدماء الابرياء، و هو نموذج يوجد فى كل الأنظمة الديكتاتورية. هذا النوع من البشر يرتكب كل ما يخالف القانون، العرف و الوجدان السليم، ثم يأتى لاحقا ليدعى النزاهة و البراءة بل النصح و الارشاد و الدفاع عن الحقيقة!!

    اٍن قيام هذا النظام باعدام أشخاص لحيازتهم "حفنة" من الدولارات ، لهى من الجرائم التى لا تنسى و لا تغتفر.
                  

12-10-2007, 08:43 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    جلال على لطفى!!!!
                  

12-10-2007, 09:00 PM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    هل هنالك اي جهة لها حق في ان تكفل حق اعادة فتح ملفات قضية مجدي محجوب
                  

12-10-2007, 09:09 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحبيب،
    وائـل السـيد،
    الأخ الـحبوب،
    عـبداللطـيف خليل.

    تـحـية الود والاعزاز لكـما،
    وعـلي مـشاركتكما الكـريـمة.

    مـن اين بـنـي الرائد صـلاح كرار قـصـره الضـخـم الفـخـم... والـمعروف ان الـمرتب الشـهري للرائـد بالقوات الـمسلحـة وقتها كان نـحـو ... 600جـنيه سـوداني فقـط لاغـيـر!!!


    ويقال ايضا انه قبل اعدام مجدي محجوب قالت والدة البشير لابنها ( ما عافية ليك يا ولدي كان اعدمته)!!! .. واتاها بعد الاعدام طالبا السماح لانه لم يكن يعلم بان الاعدام قد تم..!!!


    :::::::::::::::::::::::::::::::
    لانه لم يكن يعلم بان الاعدام قد تم..!!!
                  

12-10-2007, 09:27 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحبيب الحبوب،
    ولـياب،

    الف مـرحـب بك وشـكرآ عـلي مـشاركتك الـمقدرة.

    هـل تـصـدق ان الـدكتور القانونـي حـسـن التـرابي ومـعه الـحقوقي علي عـثمان أيدا الأعـدامات وباركا "القرارات الثورية!!" للـمحكمة العسكـرية?.

    وان وزيرالعـدل لزم الصـمـت خـوفآ عـلي وظـيفته،

    وجـريـدة "الوان"
    وتيتاوي ونـجـيب نورالـدين واحـمدالطيـب البلال سانـدوا النظام العسـكري الأسلامـي واعـداماته وقـتها?.
                  

12-10-2007, 09:45 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    من كتاب "عبر الجسر ... إلى شرق النيل"(( حكايات من زمن الخوف والهوان .. في السودان)):
    يكتبها: صلاح الدين أحمد عبد الله.
    ___________________________________

    1Quote:
    أنتهت "مراسم" الإستعداد، لإعدام (مجدي)، وسار دؤ يتبعه حرسه، وتشيعه نظرات مدير
    السجن، (عادل) وبقية الموظفين الذين كانت دموعهم تسبق إجراءام إلى زنزانته، وفي الطريق إليها عبر
    القسم (ج)، حيث كانت أنظار كل المعتقلين السياسيين تتابعه، وبعضهم أجهش بالبكاء، وانسابت دموع
    البعض .. دؤ وهم يهدؤن زملائهم .. ابتسم لهم (مجدي)، وأقترب من أحدهم، وهو (محامي) مشهور
    طالبًا منه بأدبه الجم، أن يرسل إليه كوبًا من الشاي.. أرسله إليه في زنزانته مع حارس عابر في الممر
    والعبرات تكاد تخنقه من الحزن على هذا الشاب الوضئ .. الخلوق.. المهذب والهادئ حتى في أحلك
    الظروف.. وفي المساء ُأضيئت الأنوار الكاشفة، بعد المغرب مباشرة، داخل السجن وخارجه، وانعدم الهمس
    والكلام بين الناس بداخله، حتى موظفي السجن كانوا يقومون بأعمالهم، وهي أشياء تعودوها بالممارسة..
    كانوا يقومون بذلك في صمت، ونظرات زائغة، كأا شعور بالذنب.. والظلم.

    ********************
    إتصل (عادل) بممدوح في القاهرة، وأخبره بتسارع الأحداث والمستجدات. هرول الشقيق وسط
    زحام القاهرة المعروف إلى مترل الرئيس الأسبق (نميري)، طالبًا تدخله.. إتصل الأخير بالرئيس المصري (حسني
    مبارك)، الذي بادر فور تلقيه النبأ بالإتصال بقائد (الثورة) الجديد في السودان، الذي أفاده أن ضرورة
    إستمرار الثورة تقتضي قرارات حاسمة!.. عادت كل هذه الإتصالات (لممدوح) بفقدان الأمل وأخبر (عادل)
    في الخرطوم بذلك.. كانت الساعة تقترب من التاسعة مساءً (في) ذلك اليوم، و(عادل) مرابط داخل مباني
    السجن. أتاه ضابط سجون وأخبره أن التنفيذ.. بعد قليل وأنه سيذهب إلى (مجدي) في زنزانته ليقرأ معه بعض
    آيات من القرآن الكريم.
    نعم.. لقد أحب هذا الشاب كل من رآه. خرج (عادل) وجهز تصاريح المرور اللازمة لمرور جثمان
    (مجدي) إلى أهله عبر نقاط التفتيش العسكرية، لوجود حالة الطوارئ وحظر التجوال أيامها.. وفع ً لا، ج  هز
    أوراقًا لأكثر من ثلاثين عربة كانت تخص الأهل والأصدقاء والمعارف، المتجمعين خارج أسوار السجن..
    وعند عودته في منتصف تلك الليلة، قابله (ملازم) سجون خارجًا من غرفة الإعدام وهو يبكي بألم، وقال:
    "ياسيد (عادل).. أخوكم مات.. راجل؟!!.
    أستلم أحد الأقارب حاجيات (مجدي): النظارة، وبعض الملابس، بينما تطايرت أوراق تصاريح
    المرور من يد (عادل)، الذي كان مذهو ً لا وقتها، حتى جمعها أحد الجنود من الأرض ووضعها في يده.
    أصطفت سيارات الأهل والأصدقاء والمعارف، بعد منتصف الليل بقليل، خارج أسوار السجن، وجاء
    (عادل) واشقاء (مجدي) يحملون جثمانه من الداخل عبر البوابة الرئيسية، ووضعوه في سيارة صديقه (مرتضى
    واتجهت السيارات عبر (جسر) القوات المسلحة متجهة حنوبًا إلى مترل ، Murtadah Hassona ( حسونه
    الأسرة بالخرطوم ( 2).. سمحت نقاط التفتيش وقتها بمرورهم السريع، لأن على جانبي الطرق كانت تتحرك
    سيارات أخرى تراقب.. وتتابع هذا الموكب.. بداخلها (الزبير محمد صالح)، (فيصل أبو صالح) وكان وزيرًا
    للداخلية، و (صلاح الدين كرار).. و(إبراهيم شمس الدين).. أعضاء مجلس الثورة (الحاكم)، ولكن لعبة
    (الروليت).. ما زالت مستمرة.. ولابد لها من أهداف أخرى.
    وصل الموكب إلى المترل، حيث كانت كل الأنوار مضاءة.. والزحام رهيب، ولا يوجد موضع
    لقدم أو مكان لسيارة.. كل الأهل هناك في الخرطوم ( 2).. وكل أصدقاء الأسرة.. وحتى ُأناس لا يعرفوم
    أتوا.. والأقارب الذين أتوا من (  سرة) وبعض قرى حلفا القديمة، وحلفا الجديدة، وسفراء وقناصل بعض
    الدول يتقدمهم صديق الأسرة.. وكل السودانيين، سفير دولة الكويت المرحوم (عبدالله السريع)، وبعض
    رجال المال والأعمال والإقتصاد من أصدقاء والده المرحوم (محجوب)، وبعض الدبلوماسيين من أصدقاء
    المرحوم (جمال محمد أحمد).. ذلك الدبلوماسي والأديب الرائع الذائع الصيت، في حياته.. وبعد مماته، وكل أبناء وبنات الأهل.. وكل كهولهم.. بإختصار كل من كان يعرف تلك الليلة.. بالخرطوم وما يدور فيها،
    خاصة سكان الأحياء القريبة من الخرطوم ( 2)، والذين تح  دوا حظر التجوال، وهي شهامة  عرف ا أهل
    هذا البلد.. وفع ً لا، وكما قال الأديب (الطيب صالح) " من أين أتى هؤلاء القوم؟".. هل يعرف الحكام
    الجدد مثل هذه الروح السودانية.. التي أزهقوا واحدة منها هذه الليلة؟!!.. كانت مخابرام ورجالها،
    حركام وتحركام ظاهرة للعيان.. في كل الشوارع ااورة، وأجهزم الصوتية واللاسلكية يتردد صوت
    وشوشتها أحيانًا، لأن كل المنطقة في ذلك الوقت.. وكل الناس، كانوا في حالة من الصمت الرهيب لا
    يسمع خلالها إلأّ بعض هنات وآهات حرى، يكاد زفيرها يحرق حتى الأشجار ااورة، لأن القهر يحجر
    حتى الدموع في العيون ويمنعها من التساقط.. (ولذلك.. ورغم مرور كل هذه السنوات مازال الجرح..
    نديًا.. طريًا في قلوب الكثيرين.. والكثيرين جدا..).
    تم إدخال (الجثمان) إلى غرفته، وحاولت والدته إلقاء نظره أخيره على وجهه هي وبناا، ولكن تم
    منعهن بحزم من بعض كبار رجال الأسرة، لأن للشخص بعد إعدامه منظرًا لا يمكن أن يمحى من الذاكرة،
    وذلك بتغير شكله الطبيعي.. خاصة منطقة العنق.. وه  ن، وكل الأهل لم يروا (مجدي) في حياته إلأّ جمي ً لا في
    شكله.. وقبل ذلك في أخلاقه.. جلس كل الناس الحاضرين، حول المترل وداخل الأسوار وفي ممرات
    طوابقه، يعلوهم حزن هائل.. ومخيف، في إنتظار إنبلاج الفجر وظهور الضياء لكي يتحرك موكب التشييع
    إلى مقبرة (فاروق)، حيث المدافن العامة، حيث والده واعمامه، وبقية المتوفين من العائلة.. ليرقد بجوارهم..
    وتحت التراب، ليحكي لهم ما يدور على سطح الأرض.. أرض السودان.. ونظام حكمه.. الجديد.
    تحرك الموكب في حوالي الساعة السابعة والنصف صباحًا، والزحام الرهيب يغطي الطرقات،
    والشارع الرئيسي في سوق الخرطوم ( 2) ،والمتجه جنوبًا، توقفت حركة السير فيه ونزل بعض المواطنين من
    المواصلات العامة وأنضموا للموكب بدافع سوداني (فطري)، هو الشهامة والشعور بأن هناك ظلمًا أحاق
    بصاحب الجثمان.. وانتشر رجال الأمن يراقبون الموقف..(إبراهيم شمس الدين) بسيارته الكريسيدا البيضاء،
    يقودها من على البعد ويد على المقود، والأخرى قابضة على جهازه اللاسلكي يعطي الأوامر.. وانتشرت
    سيارات الشرطة حول المقبرة، وخارج أسوارها.. ولأول مرة تقدم الموكب فتيات الأسرة ونسائها، عندما
    صمت بعض الرجال.. هتفن ضد الظلم، لاعنات هؤلاء الجلادين من رجال النظام وعلى رأسهم (إبراهيم
    شمس الدين) والسيد (رئيس القضاء)؟! .. وأنطلقت حناجر الجميع.. وكان بركانًا. و.. (إبراهيم شمس
    الدين) كان هناك في الناحية الغربية لسور المقبرة.. من الخارج.. يراقب الموقف حتى إنتهت مراسم الدفن،
    وطلب البعض الهدؤ، عند العودة للمترل، حتى لا يتشفى ذلك (الرابض) خلف السور في جمهرة الناس ويأمر
    بإطلاق النار.. حتى داخل المقبرة، وهم الذين فعلوا ما فعلوه (بمجدي).. دون أن تطرف لهم عين، أو
    33 تأخذهم شفقة. أستجابت الجموع على مضض لهذا النداء وعادوا صامتين. وبقي (مجدي) جوار أبيه
    (محجوب).. ولكنه هذه المره كان هادئًا فع ً لا.. ذلك الهدؤ المثير والأبدي.
    ********************
    كانت أيام العزاء لهذا (الشاب) ملحمة وطنية. يعتري الغضب النفوس بصمت، ويظهر في العيون
    المحمرة من الإنفعال والسهر. ورغم ثراء الأسرة ومحاولاا إكرام ضيوفها المعزين من طعام وشراب، كعادة
    السودانيين في مآتمهم، إ ّ لا أن أحدًا لم يذق طعمًا لشراب أو يجد لذة في أكل.. الكل في حالة ذهول. وطيف
    (مجدي) يحوم حولهم بإبتسامته الدائمة.. ويغمرهم بدفء أخلاقه الحميدة.
    وأيامها، حتى بعض العسكريين من الأصدقاء والمعارف، لم يترددوا ولو للحظة من حضور
    مراسم الدفن وأيام العزاء.. وكانت أعين الأجهزة الأمنية تراقبهم، لكنهم لم يجبنوا.. ولم يستطع الأهل أو
    (عادل) أن ينفذوا وصية (المرحوم) بشأن العزاء، لأن سيل القادمين إليهم كان بالكثرة التي لا يستطيعون
    منعها.. كان هؤلاء تحملهم عواطفهم، وتعاطفهم وهي وحدها تقود السودانيين عندما يشعرون بأن هناك
    ظلمًا قد حاق بأحدهم.
                  

12-10-2007, 10:46 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    أخـتـي الـحـبيبة الـحـبوبة،
    مـنـي خـوجـلي،
    تحـيةطـيبة،
    واسـعدني حـضـورك وتعليقـك الـمقـدر.

    وكـلنا فـي الـهـم والأوجاع شرق!!

    وفـي روايـة أخـري....

    "ولك يوم ياظالـم وان طـال الزمـن"،
    " ولكـم فـي القصـاص حـياة ياأولـي الألباب"،
    " ومـن أسماء اللـه الـحـسـني الـمنـتقـم، وانتقامه رهـيـب، ومامـصـرع الرائـد شـمـس الـدين مـحـروقآ والزبيـر غـريقآ الاانتقام مـن الـخالق".
    .....
    .....
    وللباقييـن...." يـمهل ولايـهـمل".

    لك مـودتي.

    ديسمبريات حزينة: اعدام مجدي وبطرس...واعتقال وتعذيب علي فضل.
    -----------------------------------------------------------

    المنتدى العام ل "سودانيز أون لاين" دوت كوممكتبة د.ابو بكر سيد احمد الصايغ(بكري الصايغ):
    ديسمبريات حزينة: اعدام مجدي وبطرس...واعتقال وتعذيب علي فضل.

    20-12-2005,


    مدخل 1:
    في ديسمبر 1989، قام الطيب سيخة باعتقال الدكتور علي فضل، بحيلة إنسان رخيصة، كالتي كان يستعملها رجال الجيستابو ايام حكم هتلر، لاعتقال المطلوبين، والمختفين عن الانظار، فقد قام سيخة،وبقوة مسلحة مدججة بالتوجه الى منزل الدكتور علي فضل، المختفي عن الانظار ومطلوب لدى الشرطة، فقاموا باعتقال شقيق علي فضل، مؤكدين بانه لن يتم اطلاق سراحه، وسيتعرض للتعذيب الزؤوام، ما لم يقوم علي فضل بتسليم نفسه والخروج من مكان الاختفاء. ولم يكن من حيلة اخرى امام علي فضل الا تسليم نفسه للطيب سيخة، هذا الخير ظل يعذب اسيره (زميله في مهنة الطب والدراسة)، من ديسمبر 1989، حتى 21 ابريل 1990، حيث فاضت روحه الطاهرة في هذا اليوم من ابريل.

    مدخل 2:
    وجاء ديسمبر1990، وكرر الرائد صلاح كرار، نفس مسرحية زميله الطيب سيخة، حيث قام بشن غارة عسكرية، وبقوة ضارية على منزل المرحوم محجوب محمد احمد، بحجة ان الاسرة تملك اموالا بالعملة الصعبة ولم تعلن عنها، ودخل (المغاوير)، الاشاوس المنزل، وكانهم سيحررون الاراضي الخاضعة للمعارضة، اويستعيدون همشكوريب والكرمك!!! ودخلوا المنزل، الذي لم يكن فيه الا الام المهلوعة والبنات الجزعات والطالب مجدي. وبعد ان اطمئن الرائد صلاح (الذي كان يتخفئ خلف جنوده خشية وجود مقاومة)، عدم وجود اي نوع من المقاومة، دخل البيت بعدهم كالاسد اصهور، وراح يستعرض عضلاته وقوته امامهن، وانه (الجهبوذ)، الفولاذي حامي حمى الانقاذ الحضاري. وقام بمصادرة المبالغ من خزينة المنزل عنوة، ثم قام واشبع الاسرة شتما وسبابا، وسحب الجنود معهم الطالب مجدي، الذي لم يعد الى بيته الا جنازة، بعد يومين من الاعتقال. لقد تم اعدامه في محاكمة بلا شهود ولامحامين. وسلمت الجثة للاسرة بصورة مهينة، وحرم على اهل البيت اقامة اي صور من الوان العزاء، ومن اقامة اي صيوان عزاء امام المنزل. وكانت قمة المهازل، عندما راح الرائد شمس الدين (زميل كرار وسيخة في مهنة الاغتيالات والاغارات على بيوت العزل)، ويجوب المنطقة التي بها منزل الشهيد، بحراسة مدججة لمعرفة اذا ما ما كانت هناك اي مظاهر للحزن في دار الشهيد. من غرائب الصدف، ان تاريخ استشهاد مجدي صادف تماما نفس يوم الذكرى الرابع والثلاثين على اعلان استقلال السودان من داخل البرلمان المؤقت عام 1955.

    مدخل 3:
    ان قصة اعتقال الشهيد بطرس، تتشابه في ظروفها، نفس الظروف والملابسات، التي تعرض لها الشهيد مجدي، بدء من لحظة الاعتقال، ومصادرة الاموال، والمحاكمات التي تمت سريعا، بلا شهود اومحامين. الا انها تختلف، في ان بطرس، قد نال من الضرب المكثف ما ناله، ولقي صنوفا من التعذيب والصفعات من يد صلاح كرار. ودفن بعد وفاته في مقبرة بكنيسة في الخرطوم. اما عن الاموال التي صادرها صلاح من اسرتي مجدي وبطرس، فهي الاموال التي....اصبح بفضلها صلاح يملك صفة اضافها الى اسمه، فغدا(صلاح دولار!!!). وبنى منزلا فخما من دماء الشهداء، كل طوبة فيه هي قطعة من لحوم المدفونين في المقابر والكنائس. ومن غرائب الصدف، ان عملية اغتيال بطرس، جاءت في نفس يوم احتفالات الاخوة المسيحيين بعيد ميلاد المسيح عليه السلام (هل هي محض صدف، ان تقوم الانقاذ بالاعدامات في ايام الاعياد والمناسبات الوطنية، ام هي سادية متمكنة في هذه العصابة؟).

    مدخل اخير:
    ولكن الله عز وجل، لا ينسى عبده المظلوم، فقد مات شمس الدين في حريق طائرته (الانتونوف)، وعثر عليه متفحما بصورة كان من الصعب جدا وان يتعرف الناس على شخصيته. ويومها عمت افراح الشماتة كل البيوتات النوبية، وزغردتن النساء، وصلى الناس شكرا لله الذي انتقم لهم. اما صلاح كرار، فانه يعيش الان زمان ...الخوف...والهلع، بعد ان زالت عنه الحراسة والابهة، والقوة الضاربة التي كان يتخفى خلفها، يعيش كل ثانية من عمره، وهو زائغ العينين، يرقب باب بيته في توجس، ظنا وان يكون وراءه واحدا من اهل ...(الثار)، اومندوبا من ...لاهاي، جاء يحمل قرار الترحيل الى المحكمة الدولية. اما الطيب سيخة ...فهو لا يقل حالة من السوء عن حالة (خائب الرجاء)، صلاح كرار. يعيش سيخة الان وزمان التأقلم مع حياة العذاب، وتأنيب الضمير....ان كان هناك فعلا ضمير حي.

    مدخل اخيرجدا:
    جاء اخيرا في ديسمبرهذا العام، ان الرئيس البشير، قد قام بتوجيه اساءات للنوبيين ونعتهم بالفاظ لم تصدر من قبل من اي مسؤول كبير اوصغير في الدولة، وعزانا نحن النوبيين، اننا نفخر دوما، ان ابا الانبياء موسى عليه السلام كان نوبيا، وان (بعانخي)، كان (الها) دانت له الممالك المصرية القديمة، واننا اصحاب حضارات معروفة محليا وعالميا.

    تعليقات وردود القراءالكرام:
    ____________________________


    1 - وشكرا لهذا التوثيق التفصيلى لجرائم طغمة الإنقاذ ... حتى نظل نتذكرها دائما والى أن يحين وقت القصاص ونرى هؤلاء الأوغاد خلف القضبان .

    2- Thanks a lot for this documentatation... we appreciate if you could do some more reserach on another person killed at the same period of time... unfortuantely I remeber only his first name: Arkangelo. He was arrested at Khartoum airport and his own money cofiscated by the same serial killer Salah Dollar then executed

    We need to bring these parasites to justice... if this Salah Dollar still living outside Sudan we should start process to to bring him to Lahay...

    Mohamed Elgadi

    3 - Quote: اما صلاح كرار، فانه يعيش الان زمان ...الخوف...والهلع، بعد ان زالت عنه الحراسة والابهة، والقوة الضاربة التي كان يتخفى خلفها، يعيش كل ثانية من عمره، وهو زائغ العينين، يرقب باب بيته في توجس، ظنا وان يكون وراءه واحدا من اهل ...(الثار)، اومندوبا من ...لاهاي، جاء يحمل قرار الترحيل الى المحكمة الدولية. اما الطيب سيخة ...فهو لا يقل حالة من السوء عن حالة (خائب الرجاء)، صلاح كرار. يعيش سيخة الان وزمان التأقلم مع حياة العذاب، وتأنيب الضمير....ان كان هناك فعلا ضمير حي.

    يجب ان لا يغمض جفن لهؤلاء الاوغاد... ماذا ينتظر اهل هؤلاء الشهداء. اقل ما يمكن فعله هو الاخذ بالثار..ليس من الطيب سيخة وصلاح كرار فحسب ولكن من كل مسؤولى الجبهة قديما وحاضرا!!.


    4 - Dear Dr. El-Saiegh

    Please add to the least of the foreign currency victims, Arkanjelo Agdaw who was murdered during the 1990 Easter Day
                  

12-10-2007, 11:13 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    قبل طبعه بالمطابع "سودانيزاونلاين" دوت كم

    تتشرف بنشر اخطر كتاب عن الفساد فى عهد البشير.
    ------------------------------------------------------------

    09-10-2005,

    بكرى ابوبكر.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    عبــر الجســـر ... إلى شـــرق النيــل
    ROSS THE BRIDGE … TO THE EASTERN OF THE NILE
    (( حكايـات مـن زمـن الخـوف والهـوان .. في الســودان))

    يكتبها:

    الأهــداء

     إلى والدة الشاب السوداني " مجدي" ... تلك السيدة الصـابرة.
     إلى والده .. " محجوب محمد أحمد " .. الذي تنكر له الطغاة. بعد أن بنى لهذا الوطن مشاريعاً إقتصادية هامة.. وهم يعدمون ابنه.
     إلى " محمد " .. واخوته وهم يحملون هذا الحزن الهائل .. والنبيل رغم السنوات في اعينهم وقلوبهم .. وكأن الجرح كان بالأمس .. فقط.
     إلى كل اصدقاء ومعارف " مجدي " .. الذين ما زالوا يترنحون من هول الفجيعة.
     إلى وطن .. بحجم السودان الكبير .. أحبه .. ولكنني اكره كل من تعاطى السياسة فيه .. لأنهم اساس البلاء .. منذ الأستقلال.
     إلى تجار الدين .. الذين لم نحاسبهم حتى الآن على الخداع.
     واخيراً إلى الشـعب السـوداني .. الصـامت.


    المقدمــة:
    _____________
    كل بلاد العالم لها انظمة سياسية تحكمها وتدير شؤونها وتنظم حركة المجتمع. وتختلف هذه الأنظمة من الديمقراطية، إلى الدكتاتورية الحزبية أو العسكرية أو النظام الأسري الوراثي، ما عدا في بلاد هي اكبر بلاد قارة افريقيا... السـودان... حيث وصلت إلى سدة الحكم فيه، اخطر وأشرس (عصابة)... لتحكم وبكل اسف بإسم الدين الإسلامي، اعتمدت في سيطرتها لحكم السودان على قوة المال... وقوة السلاح... وعدد كبير من الشباب المهووس دينياً.. والمخدوع سياسياً، والذي يسهل انقباده في هذا الزمان اقتصادياً.
    في البداية خرجت هذه (العصابة) والتي تحكم الآن من الأحياء الشعبية من حول العاصمة الخرطوم وبعد ان انضمت إلى شيخها المشهور عالمياً ( د. حسن الترابي )، تسللت وهو يقودها ببراعة اشتُهر بها إلى السلطة في ليلة 30 يونيو (حزيران) من العام 1989م. ومنذ هذا التأريخ الأسود في الحركة السياسية السودانية بدأت مرحلة لم تعرفها البلاد حتى في احلك ظروفها سواداً: التشريد من الخدمة العامة والإعدام.. السلب والنهب.. واصبح القادمين الجدد بعد عدة سنوات اثرياء إلى حد التخمة وهم الذين كانوا يسكنون أطراف المدينة وليس لهم ذكر حتى في مجتمعاتهم الفقيرة، وعندما نافسهم (شيخهم) وجماعته على اسلابهم طردوه..ثم سجنوه.، سنوات عديده كأنها الدهر بأكمله استطاعت هذه (العصابة)، والتي تسمى النظام السوداني ان تتحكم في كل مناحي الحياة برشوة كل رجال اعمدتها القوية الجيش.. الشرطة.. الأمن بالمناصب الرفيعة، والأموال والمساكن والشركات والبيوتات التجارية ووكالات السفر، اما اصحاب المناصب السياسية فصاروا من كبار السماسرة والتجار ايضاً.. وعلى رأسهم وزير داخلية (العصابة).. أقصد النظام وغيره من الوزراء ونوابهم.. والمحافظين وحكام الولايات وعلى رأسهم حاكم ولاية الخرطوم المدعو " المتعافي" Elmotafi الذي لم يترك شبراً حول ولاية الخرطوم من الأرض دون ان يضع يده عليه هو وبطانته، اي اصبح لدى كل مسؤول سياسي (عصابة) فرعية ضغيرة تساعده على إحكام السيطرة على دائرة اختصاصه من أرض.. وبشر، تعاونه في ذلك مجموعة لابد ان تكون منتقاة من رجال الأمن.. والجيش.. والشرطة..وبكل اسف بعض القضاة ووكلاء النيابة وهم رجال القانون الذين يحمون جميع افراد العصابة الفرعية أو الرئيسية ووصولاً إلى القصر الرئاسي على شارع النيل حيث يقبع بقية اللصوص الكبار. هذا القصر الذي اصبح مرتعاً لكل ما هو خبيث.. وفاسد وبذلك أصبحت الحياة في هذا الوطن.. لا تطاق.
    انعكس هذا الفساد على اخلاقيات قطاع عريض جدا من افراد المجتمع، نساء ورجال وشبان وشابات في مقتبل العمر أو اواسطه أو حتى في بدايات النهاية من هذا العمر القاسي في مثل هذا المجتمع وبدأت تظهر جرائم لم يعرفها المجتمع السوداني من قبل بسبب الفقر.. الدعارة.. وجرائم الأغتصاب.. والسرقة.. والقتل.. والإحتيال.. وبرعت الفتيات في مقتبل العمر في مثل هذا النوع من الجرائم، بسبب هوس بعض الكبار بممارسة الجنس معهن بمقابل مادي او توصية عمل او بعمل تجاري ما..! فظهرت امراض اخطرها (الأيدز).. الذي اصبح ظاهرة وحديث الناس في هذا المجتمع الطيب، وضرب حزاماً حول العاصمة الخرطوم من اطرافها وفي بعض مناطق وسطها.
    في مثل هذه الأجواء القذره، تحكمت (عصابة) النظام عل السلطة حتى هذه اللحظة طيلة هذه السنوات منذ 30 يونيو 1989م، بدأت ببطش المواطنين ونشر الرعب.. ابداً لم يكن الشعب السوداني يستحق كل ذلك ولأن من حكموه قبلهم هربوا أو عارضوا العصابة من خارج الحدود ، وبعضهم قبل ان يشارك العصابة جرائمها وحتى اسلابها وغنائمها.. كان لابد للشعب ان ينتظر ولانه حكيم والحكيم لابد له ان يفكر عندما يفقد الثقة بأي شيء. ولكن لابد ان لا يطول الانتظار .
    في هذه (الحكايه) وهي مجموعة احداث أرجو ان اوفق في جعلها مترابطة نحكي عن بعض (أمثلة).. الظلم ضد هذا الشعب وعن بعض أمثلة من أفراد العصابة التي ساعدت او تحكمت في السلطة وعن اشخاص من المفترض ان يهبوا الأمن والطمأنينة للناس ولكنهم قتلوهم.. ونهبوهم.
    (مجدي محجوب محمد أحمد).. وغيره، سالت دمائهم في الأرض وأصبحت لعنة على العصابة.. استعرت نيران الحرب في الجنوب، وعند فشلهم فيها خضعوا لضغوط الدول الكبرى، واشتعلت دارفور، وخضعوا للدول الكبرى مرة اخرى. ومن أجل أن يواصلوا سيطرتهم على هذا الشعب، بعد ان فقدوا كل مصداقيتهم التي كانوا يتشدقون بها طيلة هذه السنوات وأولها الشعارات الإسلامية التي كانوا ينادون بها ويتسترون من خلفها.. انكشف القناع.. وحانت ساعة المحاسبة، ورغم ذلك أرى ضوءاً جميلاً، ونسيماً عليلاً، في نهاية النفق.
    فإلى حكاية (العصابة).. وهذه بعضاً منها.
    الخرطوم 2005م
    الكتاب كاملا هناhttp://www.sudanhosting.com/blackbook.
    --------------------------------------------------------


    تعليقات وردودالقراء عـلي الأخ بكري ابوبكر صاحـب " البوسـت ":
    ______________________________________________________________

    1 - الاستاذ بكري.
    احترامي بلا حدود
    واشكر مبادرتك الرائعة بنشر مقدمة الكتاب
    واهم ما لفتني فيها
    التركيز علي قصة مجدي
    والحكايه باختصار تجسيد
    مكرر لتضحية اهلي الحلفاويين
    في كل عهد عسكري بدايه من عبود حين باع اراضيهم
    وليس نهاية بمجدي
    طبعا مع اختلاف الوقائع والقرائن والاحوال
    لكنهم يبقوا الاكثر معاناه والاعظم ظلما
    بس هم زي ما بيقولوا (كاتمنها جواهم)
    بس اكيد حيجي يوم وصوتهم يعلو
    ما قدرت ادخل علي الرابط يا ريت تنزل لينا الكتاب هنا
    مع ودي.

    2 - الاخ العزيز بكري:
    نشكر لك هذه البادرة الطيبة بنشر ملفات فساد سلطة الانقاذ
    وهذه اللفتة تدل أن الخير لم ينقطع في السودان حيث لا زال حب الوطن والحرص علي مصالح شعبه من هواجس بعضنا من أمثال المهندس بكري ابو بكر والذي جمعنا بعد سنوات التيه والشتات في موقع سوادنيز اون لاينز .. والاخت أمل البشاري والتي تسببت في كساد مقالاتنا في صفحتنا المحبوبة أراء ومقالات حرة والتي اصبحت تغص الان بجهابذة الخارجية السودانيةفي عهد الانقاذ ..استطاعت الاخت أمل ان ترمي خارجية الانقاذ في الفخ وارقت مقالاتها مراقد النظام والذي دفعه الارتياب الي الاتهام العشوائي لكل من يحس بانه أمل البشاري .. ولا يهم أن كانت رجل او أمراة بل المهم أنها استطاعت أن تدق مسمار الشك في نعش السلطةالمتهاوية .
    ونعود لقصة الشهيد مجدي .. هذه القصة المؤلمة .. وهي احدي الفصول الاولي من بداية عهد الانقاذ ..ولقد فعلت اسرته كل ما وسعها من اجل انقاذ حياته .. لدرجة انهم باعوا المصاغ ورهنوا الدور ..من اجل انقاذ حياة الشهيد مجدي .. ولكن سبق السيف الملامة .. وقد قالها الزبير محمد صالح يجب أن يموت 2/3 ليبقي 1/3 واحد من اهالي السودان يستطيع اقامة الدولة الاسلامية ، ودماء الشهيد مجدي لن تذهب هدرا فقد رحل الزبير الي ربه ولن تتوفر هناك عدالة ملتوية تحيل الباطل الي حق والحق الي باطل .. وصلاح كرار فقد بريق ريشه الطاووسي وتحول من وزير درجة أولي الي سفير عالة شحاذ في احدي دول الخليج العربي .. وعدالة الانقاذ الماخوذة من ثقافة راعي البقر الكاوبوي ليست بغريبة علينا ..كان رعاة البقر يقيمون محاكمهم بما نطلق عليه اليوم (summary Trails) وكل ما يحتاجونه كان (priests)و (shrief)و ( hangman)و (undertaker)و (Coffin carpenter) ، وهي قسيس وشريف وشانق وحانوتي ونجار النعوش ، ولكن حتي هذه الاشياء لم تكن متوفرة في محاكم الانقاذ .. لأن القتلي يدفنون في مقابر جماعية من غير غسل وتكريم وصلاة ومن غير أن توضع جثمانيهم في النعوش المحكمة لتواري في الثري أمام بصر الجميع .. هذه هي المحاكم المستعجلة أو الناجزة كما كان يطلق عليها قضاة الجبهة .. وهي نفس المحاكم الي قضت بنهاية حياة الشهيد مجدي وكل الشرفاء الذين ذاقوا طعم نفس المصير ..
    لقد حاولت مرة ان اتناول في كتاباتي بعض القصص الحية عن ضحايا الانقاذ ..ابتداء من المفصولين عن الخدمة المدنية وانتهاء بكشة ستات الشاي في ايام ولاية الفقيه مجذوب الخليفة علي الخرطوم .. لكنني عجزت عن ذلك .. لانني وجدت قلمي لا يسع كل السواد من الشعب السوداني .. فالكل قد ناله الضيموالاذيِ.

    3 - الأخ بكري
    مشكور على تنزيل الكتاب
    وفعلا يستاهل ويستحق النشر
    أول 33 صفحة ماسأة وحزن وغبن وظلم وقهر وجبروت وفظائع لم نسمع بها في أي تشريع وضعي منذ بدء تنظيم حياة الإنسان وحتى تاريخه،
    والسؤال ماذا سيقول هؤلاء لله تعالى يوم الحساب
    هل سيقبل الله توبة قاتل النفس متعمدا بغير حق ؟
    وهل سيقبل الله تعالي توبة من يتعدى عمدا على أعراض واسرار الآمنيين وفي منازلهم؟
    وهل سيقبل الله توبة من يغتصب وينهب أموال المسلمين وباسم الدين ؟
    سبحان الله
    وبرضو كمان
    هي لله
    لا للسلطة ولا للجاه
    مصدقين وأنتم الصادقين
    بس أعرفوا جيدا دعوة المظلوم عاجلة النتائج لا تؤجل - وين شمس الدين ؟ مع الحور العين ؟ صحيح ؟ مصدقين مع الحور العين.

    4 - Quote: اي اصبح لدى كل مسؤول سياسي (عصابة) فرعية ضغيرة تساعده على إحكام السيطرة على دائرة اختصاصه من أرض.. وبشر، تعاونه في ذلك مجموعة لابد ان تكون منتقاة من رجال الأمن.. والجيش.. والشرطة..وبكل اسف بعض القضاة ووكلاء النيابة وهم رجال القانون الذين يحمون جميع افراد العصابة الفرعية أو الرئيسية ووصولاً إلى القصر الرئاسي على شارع النيل حيث يقبع بقية اللصوص الكبار. هذا القصر الذي اصبح مرتعاً لكل ما هو خبيث.. وفاسد وبذلك أصبحت الحياة في هذا الوطن.. لا تطاق.

    صورة شريحية كافية لتخيل طبيعة الإنتشار السرطاني الذي مازال يكلف وسيكلف الكثير
    والكثير كي يسترد المجتمع السوداني واقتصاده عافيتهما !

    5 - بسم الله الرحمن الرحيم:
    الأخ بكرى
    رمضان كريم
    لك الشكر علي كل هذا المجهود المقدر . و لكن الذى في الكتاب جزء يسير جداُ مما فعلته هذه العصابة.

    ___________________________________________
                  

12-11-2007, 02:06 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)




    قضية الشهيد....

    -------------------------------

    منبر "السودان الجديد".. NEWSUDAN DISCUSSION BOARD

    07-31-2007,

    الـكاتب: راشـد الـحـاج:

    قضية الشهيد.

    مهداة الي روح الشهيد مجدي محجوب محمد أحمد.

    سيدي
    لم نتشرف بعد باللقاء
    فروحك السامقة في السماء
    قد إختارت مقام الشهداء
    فكان العيش في العلياء
    كان الطهر والنقاء
    أسمي من التصفيق للدخلاء
    ********
    ومن عجب الأشياء
    قضيتك سيدي
    فقضيتك سيدي
    كانت بلا قضاء
    حيث كان العسكر هم القضاء
    كانوا المكر والدهاء
    كانوا الإدعاء
    وقصتك سيدي
    كانت بلا إبتداء ولا إنتهاء
    كانت ثورة رعناء
    كانت جريمة شنعاء
    فنحن سيدي
    نعيش في وطن
    عاصفته هوجاء
    شعاره الدماء
    عقلاءه جهلاء
    جهلاءه عقلاء
    نحن سيدي
    نعيش في وطن العويل والبكاء
    راياتنا حمراء
    حكامنا غوغاء
    جيشنا غباء
    نحن سيدي
    نعيش في وطن
    يتطلع للوراء
    ********
    ومن عجب الأشياء
    قصتك سيدي
    فقصتك سيدي
    كقصة سيدنا إسماعيل
    يوم سيق للفداء
    فكنت كبش فداء
    وقصتك سيدي
    كقصة يوسف
    يوم ألقي في الجبة العمياء
    فنحن سيدي
    نعيش الإنتهاء
    أتوا لينا مثل كابوس يطل
    في ليلة دهماء
    في جمعة سوداء
    سرقوا أحلامنا
    بلا حياء
    سرقوا آمالنا العذراء
    صادروا الكلمات من أفواهنا
    صادروا الغناء
    صادروا رغيف الخبز منا
    واستوردوا الغلاء
    من ينقذون ياترى
    ومن يحكم السفهاء
    فلا عاش الجبناء
    ولا كان لهم بقاء
    ما كان لهم بقاء
                  

12-11-2007, 03:24 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    في منتصف تلك الليلة، قابله (ملازم) سجون خارجًا من غرفة الإعدام وهو يبكي بألم، وقال:
    "ياسيد (عادل).. أخوكم مات.. راجل؟!!.

    أستلم أحد الأقارب حاجيات (مجدي): النظارة، وبعض الملابس، بينما تطايرت أوراق تصاريح
    المرور من يد (عادل)، الذي كان مذهو ً لا وقتها، حتى جمعها أحد الجنود من الأرض ووضعها في يده.

    أصطفت سيارات الأهل والأصدقاء والمعارف، بعد منتصف الليل بقليل، خارج أسوار السجن، وجاء
    (عادل) واشقاء (مجدي) يحملون جثمانه من الداخل عبر البوابة الرئيسية، ووضعوه في سيارة صديقه (مرتضى
    واتجهت السيارات عبر (جسر) القوات المسلحة متجهة حنوبًا إلى مترل ، Murtadah Hassona ( حسونه
    الأسرة بالخرطوم ( 2).. سمحت نقاط التفتيش وقتها بمرورهم السريع، لأن على جانبي الطرق كانت تتحرك
    سيارات أخرى تراقب.. وتتابع هذا الموكب.. بداخلها (الزبير محمد صالح)، (فيصل أبو صالح) وكان وزيرًا
    للداخلية، و (صلاح الدين كرار).. و(إبراهيم شمس الدين).. أعضاء مجلس الثورة (الحاكم)، ولكن لعبة
    (الروليت).. ما زالت مستمرة.. ولابد لها من أهداف أخرى.

    وصل الموكب إلى المترل، حيث كانت كل الأنوار مضاءة.. والزحام رهيب، ولا يوجد موضع
    لقدم أو مكان لسيارة.. كل الأهل هناك في الخرطوم ( 2).. وكل أصدقاء الأسرة.. وحتى ُأناس لا يعرفوم
    أتوا.. والأقارب الذين أتوا من (  سرة) وبعض قرى حلفا القديمة، وحلفا الجديدة، وسفراء وقناصل بعض
    الدول يتقدمهم صديق الأسرة.. وكل السودانيين، سفير دولة الكويت المرحوم (عبدالله السريع)، وبعض
    رجال المال والأعمال والإقتصاد من أصدقاء والده المرحوم (محجوب)، وبعض الدبلوماسيين من أصدقاء
    المرحوم (جمال محمد أحمد).. ذلك الدبلوماسي والأديب الرائع الذائع الصيت، في حياته.. وبعد مماته، وكل أبناء وبنات الأهل.. وكل كهولهم.. بإختصار كل من كان يعرف تلك الليلة.. بالخرطوم وما يدور فيها،
    خاصة سكان الأحياء القريبة من الخرطوم ( 2)، والذين تح  دوا حظر التجوال، وهي شهامة  عرف ا أهل
    هذا البلد.. وفع ً لا، وكما قال الأديب (الطيب صالح) " من أين أتى هؤلاء القوم؟".. هل يعرف الحكام
    الجدد مثل هذه الروح السودانية.. التي أزهقوا واحدة منها هذه الليلة؟!!.. كانت مخابرام ورجالها،
    حركام وتحركام ظاهرة للعيان.. في كل الشوارع ااورة، وأجهزم الصوتية واللاسلكية يتردد صوت
    وشوشتها أحيانًا، لأن كل المنطقة في ذلك الوقت.. وكل الناس، كانوا في حالة من الصمت الرهيب لا
    يسمع خلالها إلأّ بعض هنات وآهات حرى، يكاد زفيرها يحرق حتى الأشجار ااورة، لأن القهر يحجر
    حتى الدموع في العيون ويمنعها من التساقط.. (ولذلك.. ورغم مرور كل هذه السنوات مازال الجرح..
    نديًا.. طريًا في قلوب الكثيرين.. والكثيرين جدا..).
    تم إدخال (الجثمان) إلى غرفته، وحاولت والدته إلقاء نظره أخيره على وجهه هي وبناا، ولكن تم
    منعهن بحزم من بعض كبار رجال الأسرة، لأن للشخص بعد إعدامه منظرًا لا يمكن أن يمحى من الذاكرة،
    وذلك بتغير شكله الطبيعي.. خاصة منطقة العنق.. وه  ن، وكل الأهل لم يروا (مجدي) في حياته إلأّ جمي ً لا في
    شكله.. وقبل ذلك في أخلاقه.. جلس كل الناس الحاضرين، حول المترل وداخل الأسوار وفي ممرات
    طوابقه، يعلوهم حزن هائل.. ومخيف، في إنتظار إنبلاج الفجر وظهور الضياء لكي يتحرك موكب التشييع
    إلى مقبرة (فاروق)، حيث المدافن العامة، حيث والده واعمامه، وبقية المتوفين من العائلة.. ليرقد بجوارهم..
    وتحت التراب، ليحكي لهم ما يدور على سطح الأرض.. أرض السودان.. ونظام حكمه.. الجديد.
    تحرك الموكب في حوالي الساعة السابعة والنصف صباحًا، والزحام الرهيب يغطي الطرقات،
    والشارع الرئيسي في سوق الخرطوم ( 2) ،والمتجه جنوبًا، توقفت حركة السير فيه ونزل بعض المواطنين من
    المواصلات العامة وأنضموا للموكب بدافع سوداني (فطري)، هو الشهامة والشعور بأن هناك ظلمًا أحاق
    بصاحب الجثمان.. وانتشر رجال الأمن يراقبون الموقف..(إبراهيم شمس الدين) بسيارته الكريسيدا البيضاء،
    يقودها من على البعد ويد على المقود، والأخرى قابضة على جهازه اللاسلكي يعطي الأوامر.. وانتشرت
    سيارات الشرطة حول المقبرة، وخارج أسوارها.. ولأول مرة تقدم الموكب فتيات الأسرة ونسائها، عندما
    صمت بعض الرجال.. هتفن ضد الظلم، لاعنات هؤلاء الجلادين من رجال النظام وعلى رأسهم (إبراهيم
    شمس الدين) والسيد (رئيس القضاء)؟! .. وأنطلقت حناجر الجميع.. وكان بركانًا. و.. (إبراهيم شمس
    الدين) كان هناك في الناحية الغربية لسور المقبرة.. من الخارج.. يراقب الموقف حتى إنتهت مراسم الدفن،
    وطلب البعض الهدؤ، عند العودة للمترل، حتى لا يتشفى ذلك (الرابض) خلف السور في جمهرة الناس ويأمر
    بإطلاق النار.. حتى داخل المقبرة، وهم الذين فعلوا ما فعلوه (بمجدي).. دون أن تطرف لهم عين، أو
    33 تأخذهم شفقة. أستجابت الجموع على مضض لهذا النداء وعادوا صامتين. وبقي (مجدي) جوار أبيه
    (محجوب).. ولكنه هذه المره كان هادئًا فع ً لا.. ذلك الهدؤ المثير والأبدي.
    ********************
    كانت أيام العزاء لهذا (الشاب) ملحمة وطنية. يعتري الغضب النفوس بصمت، ويظهر في العيون
    المحمرة من الإنفعال والسهر. ورغم ثراء الأسرة ومحاولاا إكرام ضيوفها المعزين من طعام وشراب، كعادة
    السودانيين في مآتمهم، إ ّ لا أن أحدًا لم يذق طعمًا لشراب أو يجد لذة في أكل.. الكل في حالة ذهول. وطيف
    (مجدي) يحوم حولهم بإبتسامته الدائمة.. ويغمرهم بدفء أخلاقه الحميدة.
    وأيامها، حتى بعض العسكريين من الأصدقاء والمعارف، لم يترددوا ولو للحظة من حضور
    مراسم الدفن وأيام العزاء.. وكانت أعين الأجهزة الأمنية تراقبهم، لكنهم لم يجبنوا.. ولم يستطع الأهل أو
    (عادل) أن ينفذوا وصية (المرحوم) بشأن العزاء، لأن سيل القادمين إليهم كان بالكثرة التي لا يستطيعون
    منعها.. كان هؤلاء تحملهم عواطفهم، وتعاطفهم وهي وحدها تقود السودانيين عندما يشعرون بأن هناك
    ظلمًا قد حاق بأحدهم.

    .......................
    .......................
    .......................

    " "ياسيد (عادل).. أخوكم مات.. راجل "!!.
                  

12-11-2007, 05:17 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    رحمة الله على مجدى محجوب
    وربنا يصبر أمه المكلومه وأهله

    يقال أن السعوديه فى ذلك الوقت
    قبل إعدام مجدى أرسلت فتوى تقول
    لايقتل المؤمن فى ماله

    قتل مجدى .. وبعد حين سمح بتداول العملات
    وبيعها فى العلن والخفاء !!
    أهكذا ترخص أرواح البشر؟!
    يقتلون فى أمر يحرم اليوم ويحلل غداً ؟!!!
                  

12-11-2007, 05:09 AM

الطاهر عثمان
<aالطاهر عثمان
تاريخ التسجيل: 03-09-2007
مجموع المشاركات: 141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الظلم ظلمات
    ///////////
                  

12-11-2007, 05:53 AM

ولياب
<aولياب
تاريخ التسجيل: 02-14-2002
مجموع المشاركات: 3785

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: الطاهر عثمان)

    اللهم أرحمه وأغفر له

    اللهم إنا نسألك أن لا تغفر ولا ترحم من قتله ومن قتل أي مظلوم

    اللهم أنك عدل عادل لا تغفر لمن قتل نفساً دون حق
                  

12-11-2007, 06:25 AM

حمزاوي
<aحمزاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2002
مجموع المشاركات: 11622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    رحمة الله عليهم جميعا ..
                  

12-11-2007, 07:20 AM

maia

تاريخ التسجيل: 03-05-2002
مجموع المشاركات: 2613

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    سيظل مجدي محجوب وجرجس ورفاقهم حسرة واسى في نفس كل سوداني بيعرف معنى السودان

    لهم الرحمة جميعا
                  

12-11-2007, 07:40 AM

maia

تاريخ التسجيل: 03-05-2002
مجموع المشاركات: 2613

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الاخ بكري الصائغ

    اسمح لي قمت بنقل ما جاء في هذا البوست للموقع النوبي
    www.abritabag.com

    حتى لا ننسى هذه الجرائم المؤلمة في حق الشعب السوداني ويظل اهلنا يعرفون ما حاق بهم على مر هذا الزمن المرّّ
                  

12-11-2007, 09:43 AM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: maia)
                  

12-11-2007, 12:00 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الاخـوة الأعـزاء الأجـلاء،
    ناذر الفضـلي،
    الـطاهر عثـمان،
    ولـــيـــــــاب،
    حــــمـــــــــزاوي،
    الأخـت الـفاضــلة،
    مــــــــايــــــا،
    الاخ العــــــزيز،
    أســــــاســــــــي.

    تـحـية الود والاعزاز،
    والشـكر عـلي مـساهـماتكـم ومـشاركتكـم فـي الـموضـوع الـحزين الـمـحبط.
    ولكن رغـم مرارة ماحـدث في الـماضـي والاعـدامات بالـجـملة وبلا وازع ضـميـر لالشـي الا للأغتناءعلي حـساب الضـحايا وأموال اليتامـي فان مثل هـذه
    هـذه الـجرائـم هـي التـي قصـمت ظـهر الانقاذ واظـهرته علـي حـقيقته واظـهرت معـدن رجـاله الصـدي. وعـزانا ونـحـن نسـتعـيـد ذكري الاعـدامات والنهـب والسلب والاثراء الـحرام ان هـؤلاء القتلة يـعيشـون حـياة القلق والخـوف ولايعرفون كيف ويسـتمتـعون باموال الـمنهـوبة.

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
    أسـاسـي،
    تـحـية طـيبة،
    يبـدو انك لـم تـطالع "البوسـت " جـيـدآسألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب : كوب من الشاي"... وتسـرعت فـي نقل
    اتـهامات الأخـرين لـي بالسـرقة الأدبيـة، بيـنما انا كتبت كـل الـمصادر الـتي اسـتندت عليـها فـي مـقالـتي وتـجـدها فـي بـدايةالمقالة.
                  

12-11-2007, 05:34 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    المناحة الكوشيَّة.
    ----------------------------
    المنتدى العام "لسودانيز أون لاين" دوت كوم،
    مكتبة نور الدين منان(Mannan)المناحة الكوشية ..
    مهداة الى مجدى محجوب وكل شهداء السودان.. لكيلا ننسى..

    18-12-2004, 09:20 م

    Mannan


    كان الفتى النوبى مجدى محجوب اول شهداء السودان الذين صرعتهم ألة الجبهة الإسلاميةالقومية.. ففى مث هذا اليوم من عام 1989 دبرت عصابة الجبهة الاسلامية القومية حادث إغتيال الشهيد مجدى محجوب وولغت بعدها فى دماء الآبرياء من أبناء الشعب السودان.. هل تستطيع نيفاشا غسل دماء الآبرياء؟؟؟

    إهداء إلى مجدى وكل أزهار السودان التى احترقت قبل الأوان.

    نورالدين منان – ألولايات المتحدة
    -------------------------------------------

    قتلوك يا ولداه.. يا حباه ليس الحب يقتل
    فرحلت كالأيام .. كالأحلام .. ليت الظلم يرحل
    ***
    يا أيها الكوشى كانوا هم عراة الفكر حين أتوك غيلة
    فرحلت أنت عن المكان .. عن الزمان.. عن الحبيبة والقبيلة
    أزف الرحيل وأمك الثكلى تعد لك الحريرة والضريرة والعديلة
    هجم التتار عليك والخرطوم حبلى بالأغانى والأمانى المستحيلة
    ***
    ماذا تبقى من زمان الحب والتذكار فى عهد التتار؟
    ماذا تبقى غير قبض الريح فى الزمن البوار؟
    كيف الظلام أتى إلى السودان .. صادر شمسه الغيلان فى وضح النهار؟
    ماذا دهى السودان والد ذلك الرهط الجميل؟
    أين الملوك ذوى الدفوف
    أين الآلى نقشوا على الصخر الحروف!!
    وأين تهارقا النبيل؟
    أين الجواد بروحه عبدالفضيل؟
    أين الشفيع وصحبه .. أين الشموخ العبقرى
    أين الامام وأين عبدالخالق المحجوب .. أين الأزهرى؟
    أين الفتى عبداللطيف ..وأين جوزيف العفيف؟
    ذاك الفتى الأبنوس ذو الظل الخفيف
    أين القوام السمهرى؟
    ***
    هجم التتار ولم تفرخ في الديار إوزة أو عم نيل
    ويّحي على السودان زاغ من المدار
    إلى الفراغ بلا وداع أو عويل
    والناس ما برزوا لسارقه وما امتشقوا الصقيل
    ويّحي على حلفا .. على شجر النخيل
    أبكى على نفسى .. على الصمت الطويل
    أبكى على ام درمان أم أبكى هوى عزة الخليل؟
    يا حسرتى ! أبكى على من يا ترى!
    أبكى على ذاك الذى ترك البلاد مهاجرا
    أو من قضى خلف السجون مثابرا
    من دك عرش الظلم هز منابرا
    ومن استمات على المبادئ صابرا
    أبكيه محمود الخصال وثائرا
    من سار نحو الموت حلق طائرا
    أبكى على من يا ترى!
    أبكى على أسد الشرى
    أبكى على المك العظيم إذ انبرى
    ركل المهانة وازدرى
    حرق الدخيل بجيشه لما افترى
    أبكى على سكك الحديد وعطبرة
    أبكى على وطن تمدد فى الثرى
    متسربلا بجراحه حتام يشكو للورى!
    ***
    لو جنة الخلد اليمن
    لا يعدل السودان وطن
    روض حوى من كل فن
    النيل والروض الأغن
    أنا آه من حب الوطن
    قد هدنى .. هد البدن
    ***
    قم أيها الكوشى كالعنقاء من قلب الرماد
    واستنهض التاريخ والأمجاد من واد لواد
    قم زلزل الأرض الرحيبة إنها حبلى بزاد .. أى زاد
    وتماسكى يا أم مجدى.. كلنا مجدى وحبك فى ازدياد
    هزى جريد النخل نأتى فوق صافنة الجياد
    بالطار والجرجار والطنبور ترقص كل فاتنة لمجدى فى بلادى
    لا وقت للأحزان لا تتوشحى ثوب الحداد
    هاتى أناشيد النضال فكل قافيَّة تنادى:
    هذا عريس المجد يشمخ فوق هامات الأعادى
    ***
    لا تجزعى أماه لو طال الحصار
    لن تنحنى تلك الجباه الشامخات كما المنار
    لن تنحنى للإنكشار
    ولى زمان الانكسار
    لا تفزعى أختاه من جند التتار
    فغدا يعود فتاك من خلف البحار
    كالرعد كالغيم المحمل.. للديار
    سيعود للخرطوم فارسها وينقشع الغبار
    عن عاشقين تعانقا فى انبهار
    وتعاتبا فى مقرن النيلين فى وضح النهار
    لا تجزعى أماه لو طال الحصار
    فغدا سينهزم التتار
    ويحقق السودان أروع انتصار
    ***
    سيان عند الموت قزم أو مليك
    وغدا سينهزم التتار وأنت تبقى رغم أنف القانليك
    جرحا يضيء الدرب للفجر الوشيك
    ***
    ولداه أنت هنا ستبقى رغم أنف الظلم حيا
    وسيذهبون كما الدخان كما الهبوب وأنت تحيا
    لحنا طفوليا تردده الحناجر للفتى السمح المحيا.

    .........................................................

    ستبقي الي الابد ذكري مجدي محجوب
    وجرجس واركانجلو تؤرق مضاجع القتلة
    وسارقي قوت الشعب الذين قتلوا ثلاثتهم
    غيلة من اجل تخويف الشعب وارهابه ..ولن
    يفلت المجرمون من العقاب الذي يستحقونه.
                  

12-11-2007, 05:57 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    ستبقي رغم سجن الموت
    غير محدود الإقامة


    شكراً بكري
                  

12-11-2007, 10:05 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الحبيب الحبوب،
    خـضـر حـسـيـن،
    تـحـياتي ومـودتي.

    لـم يكن شـهـر ديسـمبـر 1989 هـو شـهـر والأغتيالات ، فـفي ديسـمبـر 2005 قام الرئيـس البشـيـر بتوجـيه إساءات عـنصـرية مـرة ضـد النوبييـن بـحـضور نقيب الـمحاميـن فتحى خليل المحامى والدكتور سلاف الدين صالح وعبدالله شكوك وهـم من المـعروفة ولزموا الصـمت الـمهيـن علي كلام الارعـن رئيسـهـم ورفضـوا التعليق وهـرلوا خـلفه عنـد الخـروج. لقـداردت ان اقول ان الرائـد صـلاح كرار ومـعه الرائـد شـمس الدين لـم يكونا وحـدهـما ويكنان كـراهية لكل الأقليات فـي السودان ولكن ايـضآ كبيـرهم الذي هـو ايضـآ لايقل صـفاقة وخسـاسة مثل الأخـرين!!.

    مازلنا في بـداية شـهر ديسـمبر الـحالي، شـهـر الـمحن والبلاوي النوبية ولنـري ماذا سـتقدم لنا الانقاذ هـذه الـمرة بعـد اعـدامات مجـدي وبطرس واركانجلو ونـهـب اموالـهم الخاصـة وسـب النوبييـن وازالة أسـم ابراهـيـم احـمد من الشارع الذي سـمي باسـمه وابداله باسـم الـملك نـمر!!!
    حملة احتجاج ضد الإساءات الموجهة للنوبيين من الحكومة السودانية.....

    لك مـودتي.

    ___________________________________________
    "كلام غريب الله يكذب الشينه ويبعد االفتن".

    - الـمصدر: منتديات "الراكوبة " ..الراكوبة العـــــــــامة.

    25-12-05

    نحن النوبيون والنوبيات واصدقاء النوبة الموقعون أدناه نعلن احتجاجنا واستنكارنا الصارخ لكل الاساءات التى توجه للنوبة ورموزها التاريخية وللنوبيين فقد حدثت واقعتان مسيئتان للنوبيين خلال شهر ديسمبر الحالى والسودان يخطو نحو ذكرى عيد استقلاله الخمسينى.

    حدثت الواقعة الاولى فى أعقاب المؤتمر العام والشورى لحزب المؤتمر الوطنى الحاكم عندما أساء السيد رئيس الجمهورية المشير عمر احمد حسن البشير للنوبيين وذلك أثناء إجتماعه بأعضاء المؤتمر الوطنى من الولاية الشمالية من منطقة المناصير الى حلفا وبحضور كل من الاساتذة فتحى خليل المحامى والدكتور سلاف الدين صالح وعبدالله شكوكو فقد خبط السيد رئيس الجمهورية الطاولة وقال:" أنا بتكلم وما بدى فرصة لزول.." ثم شكر وأثنى على اسامة (الوزير المسؤول عن سد مروى) لمجهوداته فى جذب الاستثمار من السعودية والخليج للولاية الشمالية وانه رجل مخلص جدا وان الولاية الشمالية بها 120 ألف من السكان وان محافظة حلفا فاضية وناس النوبة شالو حس الخكومة فى الإعلام والنت...

    وعندما علقت اسلامية تدعى تاجوج قائلة ان المشاريع الزراعية فى الشمالية قد انهارت نتيجة للغلاء والتهميش وان تطوير المشاريع بواسطة سد مروى سيشجع الملايين فى المهجر وفى مصر والخرطوم على العودة لمناطقهم.. انفعل السيد رئيس الجمهورية وقال ان الملايين الموجودة فى مصر والدول العربية بوابين وطباخين وفى الخرطوم مجدوعين فى الكلاكلات وامبدات .. ثم غادر مكان الاجتماع غاضبا ولم يستطع احد ان يرد عليه..

    وفى الواقعة الثانية خلال شهر ديسمبر الحالى قام السيد والى الخرطوم بإزالة اسم الرمز النوبى والسودانى الكبير ابراهيم احمد من الشارع المسمى باسمه وأبدله باسم المك نمر .. واذا كان المك نمر دخل التاريخ كبطل قومى لحرقه جيش اسماعيل باشا الغازى فان ابراهيم احمد هو الذى رفع وثيقة الاستقلال للمستعمر ووضع نواة اول صرح اقتصادى للسودان المستقل بجانب مآثره الكثيرة..

    إننا نطالب برد الإعتبار للنوبيين ورموزهم التى هى رموز قومية فالسودان نوبى ولو كره الكارهون للنوبة عن جهل..

    إن النوبيون يستنكرون بشدة التصريحات المسيئة لهم من قبل السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن احمد البشير ويطالبونه بالإعتذار للنوبيين كما يطالبون السيد والى ولاية الخرطوم برد الاعتبار للبطل القومى ابراهيم احمد وأعادة تسمية الطريق والحديقة باسمه والإعتذار عن اساءته للنوبيين والسودانيين... لقد قال الخليفة الراشد ابوبكر الصديق رضى الله عنه (إذا رأيتم فى اعوجاجا فقومونى) ورد عليه إعرابى: (والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا).
    وقال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه قولته الشهيرة (أخطأ عمر واصابت إمرأة) والنوبيون يطالبون الأسلاميين من قادة الإنقاذ بالإعتذار ورد الإعتبار للنوبيين..

    سيصدر النص الإنجليزى لاحقا.الموقعون:

    1/ نورالدين احمد عبدالمنان - ناشط نوبى ورئيس المنظمة السودانية لحقوق الانسان – واشنطون.

    الساده ابناء منتدى دنقلا وابناء النوبه والرطانه بالشمال وكل الرطانه بالسودان لكم التعليق "الله يكذب الشينه ويبعد الفتن ويكون الكلام ده ماصحيح"!!.

    الردود والتعليقات مـن قراء مـنتديات (الراكوبة):
    ________________________________________________

    1 -سوراوي الاخذ والرد في مواضيع زي دي ما مجدي ولو كان مجدي غيرك كان اشطر احنا بس نقول العارف عزه مستريح.

    2 - هذا أمر مؤسف حقيقة ، فالرئيس يجب أن يكون كالوالد لا يفرق بين مواطن وآخر وبين قبيلة وأخرى ....

    3 - نطلب من الساده فتحى خليل وسلاف الدين صالح وعبالله شكوكو الاستيضاح فى الامر الاخوه اعضاء المنتدى من ابناء النوبه بالخرطوم الذهاب والتاكد من الواقعه والكتابه والتوضيح لدحض الافتراء كاتب المقال نور الدين احمد عبد المنان او لطلب اعتذار رسمى من الرئيس عمر البشير لابناء النوبه!!

    4 - نطلب من الساده فتحى خليل وسلاف الدين صالح وعبالله شكوكو الاستيضاح فى الامر الاخوه اعضاء المنتدى من ابناء النوبه بالخرطوم الذهاب والتاكد من الواقعه والكتابه والتوضيح لدحض الافتراء كاتب المقال نور الدين احمد عبد المنان او لطلب اعتذار رسمى من الرئيس عمر البشير لابناء النوبه [/]

    5 - لا يا سوراوي ،،، الموضوع لا يستحق ،،، و النوبة تمنعهم مكانتهم في التاريخ من الإنزلاق في مهاترات مع الأقزام،،،،
    إخوتي النوبة ،،، تعلمون جيداً بأن هذه الحكومة اساءت للسودانيين بالجملة ،، و الآن تجرب الإساءة بالقطاعي ،،، و ذلك لكسب بعض المؤيدين من العنصريين ،،، حيث فقدت هذه الحكومة أي سند داخلي ،،، و تريد افتعال النزاعات مع دول الجوار ،،،
    و دة كلو بسبب الزنقة الحاصلة ،،، الإبادة و جرائم الحرب و محكمة لاهاي ،،، و الراجل يا جماعة أعذروهو ،،، ما عندو حتة يجري ليها ،،، و سوف يقبض عليه لا محالة ،،، هو ما أشطر من رئيس يوغسلافيا و زعماء الصرب ،،، و كمان ما أرجل من صدام حسين
    و تذكروا دائماً ،، إن العنصرية تعني الجهل في أكثر مستوياته انحطاطاً ،،، .

    6 - الحبيب الزميل سانتو مدنى: انا اتفق معك فى مااوردت والنوبه مامحتاجين لمعرفه لكن مثل هذه العنصريه والتفاهه لايمكن السكوت عليها والانتخابات قادمه ولايمكن ان ندفن رؤسنا فى الرمال انتهى عهد السكوت وفى هامش جيد من الديمقراطيه اليوم وطالما توجد كلمه حره وقويه لابد ان تقال والديمقراطيه انا اؤمن بانها ممارسه يوميه فى الحياه السياسيه ولهذا مازلت اطلب ان يتم الرد من اعضاء المنبر الذين ينتمون لهذ1 الحزب اما ان يتم تكذيب الخبر او تاكيده او السكوت وعدم الرد يعنى تاكيد الخبر وستسالنى وبعد ذلك اقول لك اننا يتوجب علينا ايصال الخبر لكافة ابناء النوبه بالذات الموالين لهم واستيضاح مواقفهم حيال العنصريه والتهميش من قبل السلطه وممثلها والاساءه لابناء النوبه من قبل رئيس البلد!!

    7 - الأخ سوراوي:
    هذا الكلام مؤسف . وما بعيد إنو يكون حصل . لأنو الإنقاذ اصلها متنكرة للحضارة السودانية والنوبية تحديداً
    بختلف مع الأخ عذاب السنين في عدم جدوى الاحتجاج .
    الإحتجاج مجدي وغيرهم نجح في ممارسة الضغوط ومن حق بعانخي الإعتذار.
    والرئيس ما كبير على التاريخ ولا على الحضارة النوبية
    ولو جينا على الجد!!

    8 - سوراوي ،، أراك تنتظر رداً من المنتمين لهذا الحزب ،،،
    أحكي لك قصة مثل : في بلاد مصر في زمن قديم ،، اشتعلت النار داخل أحد الحمامات العامة ،،، بعض الناس صعب عليه أن يهرب من مكان النار دون أن يلبس ملابسه ،،، البعض لم يكترث ،، و جرى تاركاً الملابس خوفاً من النار ،،،في الشارع رأى الناس العرايا الخائفين يجرون ، بعضهم استغرب و سألهم : مفيش حد بيختشي ؟

    9 - الأستاذة أويتلا :
    حسب مفاهيم الإنقاذ الغبية فهي تعتبر إنو التأصيل يبدأ بس من الإسلام ،، طبعاً لربط السودان بالعروبة ،، ما عارف إيه علاقة الإسلام بالتثقيف و التراث العربي ،،، الإسلام مسح كل تراث عربي كان سائداً باعتباره جاهلية ،،، و بعدين الفرس اعتنقوا الإسلام ، هل تخلوا عن ثقافتهم ،، الأكراد دخلوا الإسلام هل تخلوا عن ثقافتهم ،، الأتراك دخلوا الإسلام هل تخلوا عن ثقافتهم التركية ،، و هل تخلى الأفغان و الروس و الطاجيك و الهنود عن لغاتهم مثلاً ،،
    غباء الإسلاميين في السودان جعلهم يربطون الدين الإسلامي فقط بالعروبة و الثقافة العربية ،، ودة بسبب عجزهم في فهم ماهية الدين نفسو ، و طبعاً فاقد الشيء لا يعطيه، و دي من مصائبنا في السودان ،،، بلد مسلمة مئات السنين ،، عايزين يعيدوا تعريف هويتها !! ما هو أنا إنسان موجود ،، في داعي تاني اتكلم عن الهوية ،، و إعادة التأصيل ،، و الخزعبلات الفارغة ،،،
    باختصار ،، ما ساهمت به الإنقاذ في الإساءة للدين و للشعوب السودانية كثير و كثير ،، و طالما ظل البشير حاكماً ، سوف نسمع الكثير و الكثير الفارغ و لا غرابة في ذلك طالما كان البشير حاكماً للسودان!!!

                  

12-12-2007, 05:48 AM

tariq
<atariq
تاريخ التسجيل: 05-18-2002
مجموع المشاركات: 1520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)
                  

12-12-2007, 01:18 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: tariq)



    سنوات من القتل والتصفية الجسدية، قوائم من مجدي محجوب إلى محمد طه محمد أحمد:
    -------------------------------------------------------------------

    الـمصـدر: الـموقع الالكتروني " مكتوب ":
    الجمعة,أيلول 08, 2006

    كتبها abdalla makki

    ‏ جرائم قتل موثّقة ضد مواطنين سودانيين
    ارتكبها نظام السودان القاتل (1989-2003)
    جرى قتلهم في الخرطوم:
    ------------------------------

    مجدي محجوب محمد أحمد
    جرجس
    أركان جيللو
    علي فضل
    النعيمة عبد الرحمن
    أبو بكر راسخ، مهندس
    أحمد سالم
    خوجلي عثمان، مطرب
    عبد المنعم سلمان، معلّم
    محمد فضل المولى
    عبد المنعم رحمه، نقابي
    حسن حافظ إبراهيم، 72 عاماً
    محجوب حميده

    المصدر:
    ---------------
    دورية حقوق الإنسان السوداني
    العدد رقم 15- يونيو ‏2003‏‏
    * الرجاء ملاحظة أنَّ الراحل محمد طه محمد أحمد لم يتم توثيقه بواسطة المنظمة.

    جرى قتلهم في تظاهرات طلابية أو التجنيد:
    ----------------------------------------------

    التاية أبو عاقلة
    عبد الرحمن الأمين ابو الحسن
    محمد عبد السلام بابكر
    موسى صديق موسى
    سعيد مختار
    ميرغني محمد النعمان
    محمد نورين
    محمد رستم
    محمد عبد الرحمن زكريا
    سامي سعيد بشرى بقادي، 15 عاماً عُذب حتى الموت في معسكر سوبا
    غسان أحمد الأمين هارون

    المصدر: دورية حقوق الإنسان السوداني
    العدد رقم 15- يونيو ‏2003‏

    نظاميون بالقوات المسلحة جرى قـتـلهم:
    -----------------------------------------
    الفريق خالد الزين
    اللواء عثمان بلول
    اللواء حسين الكدرو
    العميد محمد عثمان كرار
    العقيد نصر بشير
    العقيد عصمت ميرغني طه
    العقيد محمد قاسم
    العقيد صلاح الدين حسين
    المقدم بشير ابو ديك
    المقدم محمد عبد العزيز
    المقدم عبد المنعم كرار
    المقدم سيد عبد الرحيم
    المقدم بشير صالح
    الرائد أسامة عبد الله
    الرائد بابكر نقد الله
    الرائد أكرم يوسف
    الرائد معاوية علي
    الرائد نهاد حميدة
    الرائد عصام الحسن
    الرائد الفاتح الياس
    الرائد صلاح الدين درديري
    الرائد سيد أحمد النعمان
    الرائد تاج الدين فتح الرحمن
    الرائد الفاتح خليل
    النقيب مدثر محجوب
    النقيب مصطفى خوجلي
    النقيب عبد المنعم كمير

    المصدر: دورية حقوق الإنسان السوداني
    العدد رقم 15- يونيو ‏2003‏

    تم قـتـلهم في جبال النوبة:
    ---------------------------------

    أم جيديان زايد
    مريم كباشي كافي
    حكامه إبراهيم
    سلوى بخيت كافي
    عيشه عبد الرحيم
    فاطمة مالك
    حليمة حمد عبد الرحيم
    زوجة وأبن بشير كنده
    القس يوحنا تيه كوكو
    دلدوم صابون
    حمد الأحيمر
    خميس حميدان
    أزرق حميدان
    الفيل مشاوير
    أم جمعه رقيق
    بله أحمد فضل المولى
    جمعه أبو
    كباشي ناصر
    حليمة دينق
    قردود خليل
    إسماعيل حمدان
    بريمه المقدم
    كوكو حمد
    حمد بدوي
    عبيد جابر
    حقار موسى
    نارجوك مرسال
    ديفيد كوروم
    حمد المشاوي
    أزرق حميدان
    التوم نمر بدوي
    فضل بوبي
    حمدان علي
    دفع الله أبو
    بدوي دكرا
    عبد الرحمن عبيد جاد
    قبوره أبو دقن
    كرومه عبد الفضيل
    آدم النور
    عز الدين الزبير
    شايب حامد
    فضول داقه
    عبد الرحمن جابر
    علوي بارا
    ديفيد كورتوم
    مكة بارا
    حقار مرسال
    علي محمد
    كباشي بعشوم
    بريمه كاد تكيلا
    خميس حميدان
    بيتر كامبو
    نمر بدوي
    الأمين عبد الله
    فضيلي جعلي
    آدم أحمد فضل المولى
    حمد إبراهيم
    جيروما عبد الفضل
    جمعه أبو
    أزرق بوتي
    رحمة بدوي

    المصدر: دورية حقوق الإنسان السوداني
    العدد رقم 15- يونيو ‏2003‏‏

    تم قتلهم في الجنوب:
    --------------------------------------

    القاضي مولانا اوغستينو النور شميله
    يول نول
    ماجوك امول امول
    جوزيف قرنق دوت
    سانتو مايوين مانون
    جيمس مالك مانون
    بيتر دينق دوت
    جيمس اكول مايوين
    بيتر بول كوال
    سبت لوال كوال
    بول ناقونق دينق
    ماركو مايوين دينق
    قرنق كواجي دو
    مايوين داو جونق
    كور كوور
    غال اجال دينق غاي

    المصدر: دورية حقوق الإنسان السوداني
    العدد رقم 15- يونيو ‏2003‏‏

    أطفال قتلوا في معسكرات التجنيد
    في العيلفون والسليت:
    ----------------------------------------------

    في 2 أبريل 1998، فر أطفال بين الخامسة عشر والثامنة عشر من عمرهم تم تجنيدهم بشكل غير قانوني من معسكر تجنيد يسيطر عليه الجيش في السليت وذلك لقضاء مناسبة دينية (العيد) مع أسرهم. لاحق جنود وضباط المعسكر الأطفال بصورة وحشية. قتل العشرات على الفور بالبنادق الآلية. في يوم الجمعة 3 أبريل 1998، وقعت نفس المجزرة في معسكر تجنيد العيلفون عندما قرر 1417 من الشباب الهرب من مضايقات الضباط الذين يشرفون عليهم. تم إطلاق النار الأطفال الهاربين. وهلك العديدون منهم غرقى في النهر. كانت حصيلة المجزرة أكثر من 100 طفل قتلوا بأوامر مباشرة من عمر حسن البشير، القائد العام للقوات المسلحة السودانية.


    ابتهال عبد الرحيم

    استاذه بجامعة نيالا

    طعنة بخنجر من قبل رجل آمن في مكتبة الجامعه.

    المصدر سودانيز اون لاين دوت كم. "تراجي".


    جرى قتلهم في شرق السودان:
    ------------------------------

    حامد الكريفي
    سليمان رشيد سليمان
    حامد علي اليمني
    سالم سليمان اليمني
    أحمد علي اليمني
    أحمد سالم اليمني
    مرشود غنيم دواس
    محمد إبراهيم التليمي
    فينيقويش مبارك فينيقويش
    نافع عبيد عمران
    دفع الله حسن دفع الله
    الحسن عبد الله العميري
    محمد صالح سليمان
    محمد عثمان
    إدريس دافي، معلّم من طوكر

    المصدر: دورية حقوق الإنسان السوداني
    العدد رقم 15- يونيو ‏2003‏‏



                  

12-12-2007, 01:40 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    المنتدى العام ل "سودانيز أون لاين" دوت كوممكتبة د.ابو بكر سيد احمد الصايغ(بكري الصايغ):
    ديسمبريات حزينة: اعدام مجدي وبطرس...واعتقال وتعذيب علي فضل.


    وجاء ديسمبر1990، وكرر الرائد صلاح كرار، نفس مسرحية زميله الطيب سيخة، حيث قام بشن غارة عسكرية، وبقوة ضارية على منزل المرحوم محجوب محمد احمد، بحجة ان الاسرة تملك اموالا بالعملة الصعبة ولم تعلن عنها، ودخل (المغاوير)، الاشاوس المنزل، وكانهم سيحررون الاراضي الخاضعة للمعارضة، اويستعيدون همشكوريب والكرمك!!! ودخلوا المنزل، الذي لم يكن فيه الا الام المهلوعة والبنات الجزعات والطالب مجدي. وبعد ان اطمئن الرائد صلاح (الذي كان يتخفئ خلف جنوده خشية وجود مقاومة)، دخل البيت بعدهم كالاسد اصهور، وراح يستعرض عضلاته وقوته امامهن، وانه (الجهبوذ)، الفولاذي حامي حمى الانقاذ الحضاري. وقام بمصادرة المبالغ من خزينة المنزل عنوة، ثم قام واشبع الاسرة شتما وسبابا، وسحب الجنود معهم الطالب مجدي، الذي لم يعد الى بيته الا جنازة، بعد يومين من الاعتقال. لقد تم اعدامه في محاكمة بلا شهود ولامحامين. وسلمت الجثة للاسرة بصورة مهينة، وحرم على اهل البيت اقامة اي صور من الوان العزاء، ومن اقامة اي صيوان عزاء امام المنزل. وكانت قمة المهازل، عندما راح الرائد شمس الدين (زميل كرار وسيخة في مهنة الاغتيالات والاغارات على بيوت العزل)، ويجوب المنطقة التي بها منزل الشهيد، بحراسة مدججة لمعرفة اذا ما ما كانت هناك اي مظاهر للحزن في دار الشهيد. من غرائب الصدف، ان تاريخ استشهاد مجدي صادف تماما نفس يوم الذكرى الرابع والثلاثين على اعلان استقلال السودان من داخل البرلمان المؤقت عام 1955.

    "
    ويـن ياصــلاح كرار راحـت أمـوال اليتامـي??".
                  

12-12-2007, 02:11 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الموضوع: ملف التعذيب في نظام الكيزان العجيب !!
    --------------------------------------------------

    "كانت أيام العزاء لهذا (الشاب) ملحمة وطنية . يعتري الغضب النفوس بصمت، ويظهر في العيون المحمرُة من الإنفعال والسهر . ورغم ثراء الأسرة ومحاولاتها إكرام ضيوفها المعزُين من طعام وشراب، كعادة السودانيين في مآتمهم، إلاّ أن أحد لم يذق طعما لشراب أو يجد لذة في أكل .. الكل في حالة ذهول . وطيف ً (مجدي ) يحوم حولهم بإبتسامته الدائمة .. ويغمرهم بدفء أخلاقه الحميدة" .



    الـمـصـدر: http://www.alrakoba.com/vb/showpost.php?p=49887&postcount=16
    الـمـصـدر: منتـديات " الراكوبة ":

    أحمد مكي.

    28-12-05,

    كان هناك مبلغاً من المال لم يتقاسمه ( الورثة ) من أبناء وبنات الرجل العاصمي، الميكنــيــكي ورجل الأعمال ( محجوب محمد أحمد ) ، لأنهم ليسوا في حاجة إليه الآن على أقل تقدير، ولا أحد يعرف مكان المفتاح الخاص بخزانة والدهم، إلى ما قبل اسبوع من الفاجعة التي ألمت بالأسرة، وقد كان معظم الذين شاركوا أيام العزاء عام 1987 م، من الأخوان والأخوات خارج البلاد، في مهاجرهم واماكن عملهم .. والحياة تسير سيرها الطبيعي .. والطبيعي جداً، لأنها لن تقف لموت أحد أو لحياته .. الشيء الوحيد الذي تغير وأثّر على البلاد برمتها، هو ان هناك حكماً ونظاماً جديدين وصلا إلى السلطة وحكم البلاد .. وانهم سمّوا أنفسهم ( ثورة الإنقاذ الوطني ) ، وأن هناك حظر للتجوال في تلك الأيام.وطالت قائمة الممنوعات بالنسبة للمواطنين، وكثرت الإعتقالات السياسية والكيدية للمعارضين،وظهرت على شاشات التليفزيون الحكومي أشكال وأسماء من البشر لم يرها أو يسمع بها أحد من قبل، لدرجة انها لفتت انظار الكثيرين ومنهم كاتبنا العالمي ( الطيب صالح )ودعته لقولته الشهيرة ( من أين أتى هؤلاء الناس؟ ) ، كانوا يرتدون زي القوات المسلحة، ويتحدثون بلسانها، حتى كشفت الأيام، وعاديات الليالي، أنهم رجال ( حزب الجبهة الإسلامية القومية )!.. بزعامة الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابي .عسكريون من اتباعه، ومدنيون من اتباعه ايضاً، والكل يحمل السلاح، انطلقوا بعد 30 يونيو 1989 م في شوارع الخرطوم، وبين جسورها الثلاث، على النيل، والنيل الأزرق، والنيل الأبيض،يحكمون قبضتهم على المدينة الوادعة، وأهلها الطيبين، ومرافقها الإستراتيجية . وتمت السيطرة على قيادة الجيش، والإذاعة العامة والتليفزيون الحكومي، ً وشيئا ً فشيئا انتشرت كوادرهم كالسرطان على كل مدن السودان، بحيلة بسيطة صدقها الناس، وبكل أسف صدقها الجيش السوداني، وهي انهم فعلوا ذلك باسم ( قيادة القوات المسلحة ). لم يجدوا أي مقاومة ولذلك احكموا قبضتهم حتى على رقاب الناس، وتمت أكبر عملية طرد لمعظم موظفي الخدمة المدنية، والقوات النظامية، والمؤسسات العامة، وإحلال الكوادر الموالية لهم .. مكانهم .. كانت أكبر عملية طرد يشهدها الوطن بكل الذل والمهانة، والتجويع ..لذلك صار حتى الهواء ثقيلاً وصار من الصعب التنفس .تم ذلك في الأسابيع الأولى لإنقلاب 30 يونيو 1989 م، ووضحت الرؤيا تماماً، إنهم رجال ( الجبهة القومية الإسلامية ).. رجال الشيخ ( حسن الترابي ) ، هذه الشخصية المثيرة للجدل داخلياً، وخارجياً .. إنطلقوا كالوحوش التي فلتت من محابسها، بكل حرمان السنين، وهم يخططون للإستيلاء على السلطة، وها هي الآن بين ايديهم .. ترى ماذا هم فاعلون بها؟ سوى تصفية الحسابات، .. فعلاً ( من أين أتى هؤلاء القوم؟ !). ( أدوات ) من أحياء فقيرة، وأسماء مغمورة، جمعها هذا الداهية السياسي، أدوات وقطع شطرنج، لتنفيذ مخطط حزبه، بعد كفره بالديمقراطية، وذهب هو مع المعتقلين السياسيين إلى سجن كوبر الشهير، في عملية تمويه، حتى إذا فشلت حركتهم يكون ( هو ) منها براء، حتى أن زعيم الحزب الشيوعي السوداني الأستاذ ( محمد إبراهيم نقد ) قال له بعد عدة أيام من قيام الحركة وهم بالمعتقل : ( كفاية يا شيخ حسن .. لقد جاملتنا بما فيه الكفاية، شكر الله سعيك . اذهب وأخرج إلى ( اصحابك .. لأنهم في إنتظارك .!!). لو تتبعنا ما حدثً لاحقاً .. ما أكفانا هذا الكتاب .. وحتى لا ننصرف عن هدفنا في موضوع قضية مجدي محجوب محمد أحمد،وغيره من بعض المظاليم . وكل الحقائق ً تقريبا معروفة ، حتى خلافاتهم حول السلطة، وإنشقاقهم الشهير رغم محاولات تجميل الوجه القبيح. قالوا انهم اتوا من أجل إقامة الدين، والعدل، وبدأوا في إصدار قوانين لا تعرف ديناً ولا عدلاً، حيث صرح العميد حقوقي ( أحمد محمود حسن ) ، المستشار القانوني ??لس قيادة الإنقلاب : " ان القوانين الخاصة بمحاكم أمن الثورة هدفها تأمين الثورة من النواحي الإقتصادية (!) والنفسية والإجتماعية (!) ، لتحقيق الأرضية الصاحة للتنمية والإستقرار، والإستثمار والأمن الغذائي . وأن قضايا الأمن والإستقرار لا تتم إلاّ في ظل تشريعات حاسمة تنفذ وتطبق عبر محاكم عادلة وسريعة الإنجاز ..!! ؟ ". وتصريح طريف جد تناقله الناس عن العقيد بحري ( وقتها ) صلاح الدين محمد أحمد كرار، عضو مجلس الثورة، ورئيس اللجنة الإقتصادية : " لو لم نأت سريعاً، لوصل سعر الدولار إلى عشرين جنيها ". كان سعر الصرف وقتها حوالى إثنا عشر جنيها . في اكتوبر 1989 م، صرح السيد ( جلال علي لطفي ) رئيس القضاء ( رئيس المحكمة الدستورية الآن )!: " المطلوب من محاكم أمن الثورة، هو إجتثاث الفساد الذي استشرى في البلاد، ومعاقبة المجرمين والفاسدين، وكل من يهدد أمن البلاد، وإقتصادها ". وأشار إلى انه بحث مع القضاة بعض جوانب القانون فيما يختص بأحكام الإعدام، وعرضها على رئيس المحكمة العليا وفق قانون الإجراءات، وأن يطبق قانون
    الإجراءات الجنائية في وجود المتهم بالسجن، إلى أن يؤيد الحكم أو يُعدّل ..!
    إنطلقت الكوادر المسعورة من عقالها، خاصة العقائديين منهم، الذين سيطروا على أجهزة
    الأمن، والاستخبارات العسكرية، والشرطة، يبحثون عن الضحايا، ولا بأس عن الغنائم من أموال الناس، وممتلكاتهم . وبدأت المأساة الدامية . وكانت بيوت الأشباح جاهزة لاستقبال الضحايا . وُأعدّت مراكز الإعتقال في مباني جهاز الأمن ( للترحيب ) بالقادمين، وحتى بعض أقسام الشرطة كان لها دورها في ذلك . وغطى نشاط محاكم أمن الثورة العاصمة المثلثة ، وكان يمثل الإتهام الكوادر النشطة في هذا الجرم العقائدي، بإيحاء ودعم من السلطة القابضة على زمام الأمور في البلد . وأجتهدوا في الوصول إلى أماكن المال . وكأن الإقتصاد بالنسبة للدولة هو تفتيش جيوب المواطنين .
    ................................................................

    *****
    طالعتنا جريدة ( السودان الحديث ) ، في العدد 36 بتاريخ 1989/ 10 / 11 م، وفي صدر صفحاتها الأولى، بمانشتات حمراء على النحو التالي :-
    • القبض على أخطر تاجر للعملة ، بالعاصمة القومية .
    • ضبط مبالغ كبيرة من مختلف العملات بحوزة المتهم .
    • المتهم يدير شبكة للإتجار في العملة، د اخلياً وخارجياً .
    وفحوى الخبر : ألقت الجهات المعنية القبض على أكبر تجار العملة بالعاصمة القومية، ويدعى محمد حسن علي ، الشهير بالريس ، بالقرب من مكاتب جريدة السياسة، بشارع البلدية . وقال العقيد سيف الدين ميرغني ( رئيس لجنة متابعة قرارات اللجنة الإقتصادية )!!! أنه قد وجد بحوزة المتهم 511 ريال سعودي، 140.200 الف جنيه مصري، ألف ليره لبنانية، مائة درهم أماراتي، 230 ريال قطري، 282 دولار أمريكي، خمسمائة دولار بشيك سياحي، والمتهم يعتبر من أخطر تجار العملة، ويدير أكبر شبكة للإتجار بالعملة د اخل ياً وخارجياً، وله عملاء بالداخل والخارج، وتم فتح عدة بلاغات ضده – انتهى الخبر؟ !. المتهم ( معوّق ) ويتنقل بعربة خاصة بالمعاقين ... وبدأ المسلسل الدامي، وكرّت مسبحة الخوف والإرهاب، الذي جعل الجيوب ترتجف قبل القلوب أحياناً، خوفاً على ما تملك، والمبالغ هذه لا تسوى ً شيئا مما نهب في تلك الأيام المظلمة، وعلى مدى سنوات طويلة .. طويلة جد اً.. أزكمت رائحتها مساحة المليون ميل مربع .
    *****
    العيون تتلصص، والآذان تُرهف السمع، والتقارير تدبج وبسوء نية ضد الخصوم . والأيام تدور دورتها ببطء .. والهواء ثقيل على التنفس .. وهناك في حي الخرطوم (2) الراقي، والشهير بمنازلة الفخمة والأنيقة .. في أحد تلك المنازل كان ( مجدي ) وسط أسرته، يعمل معهم للمحافظة على ثروة أبيه، وإدارة املاكهم الواسعة، لا يهتم بما يدور حوله من أحداث، إلاّ ما يشغل بال وهم المواطن العادي من أخبار الحكام الجدد، وحكاياتهم وأصلهم وأصولهم، ومن انهم أتباع ( الجبهة الإسلامية القومية ). كل الخرطوم تتحدث، والسودان كله وكل دول الجوار، ومن أن ( المعارضة ) !! التي تسللت إلى الخارج نشرت أخبارهم على مستوى العالم .( مجدي ) ، هاد ئاً كعادته، و اثقاً من مستقبل أسرته، باراً بأهله، جاداً في عمله .. وفي حياته الشخصية .وبدأت التعمية ، والتمويه مرة أخرى .. بدأت محكمة خاصة في محاكمة أحد كوادرهم النشطة حتى ( الآن ).. الدكتور مجذوب الخليفة أحمد )حاكم الأقليم الشمالي سابقاً، إبان حكومة الصادق المهدي، وحاكم الخرطوم في عهد الإنقاذ الوطني، ووزير الزراعة حالياً، ورئيس وفد المفاوضات في ابوجا بنيجيريا مع متمردي حركة دارفور )!. حوكم معه ثلاثة متهمين آخرين هم : عبدالقيوم إبراهيم – مدير مكتب المتابعة للإقليم الشمالي بالخرطوم، وشريف سعيد صالح - مدير شركة الشمال، والدكتور حاج الطيب الطاهر - مفوض عام الإغاثة، بتهمة بيع لبن إغاثة في أكياس خُصص إبان كوارث السيول والفيضانات عام 1988 م لصالح الإقليم الشمالي بيّن المتحري في القضية ضلوع المتهمين الأربعة في عمليات البيع، كما قدّم المستندات اللازمة، وبيّن أن لجنة التحقيق استمعت إلى (17) شاهد قبل أن تقوم بفتح البلاغ . تم الإفراج عن المتهمين الأول والثاني بضمانة مالية . وفي جلسة المحكمة بتاريخ 1989 / 10 / 12 م، والتي كان يرأسها العقيد أ . ح . ( محمد بشير سليمان ) ترقى بعد ذلك وأصبح قائداً للكلية الحربية، مديراً للتوجيه المعنوي للقوات المسلحة، نائب رئيس أركان القوات المسلحة، الناطق الرسمي بإسمها ) ( ورد اسمه في محاولات المؤتمر الشعبي ضد النظام .. تم إعفاؤه )... تمت أيامها تبرئة المتهمين الأربعة في قضية بيع لبن الإغاثة، وقالت المحكمة أن الأتهام فشل في إثبات التهم الموجهه للمتهمين – رئيس لجنة التحقيق والإتهام ، كان المقدم شرطة ( النور كومي ) شغل بعدها منصب المحافظ بإحدى محافظات غرب السودان العديدة . كانت مسرحية سيئة الإخراج بدرجة تحت الصفر لإخفاء الهوية، والقول أنهم طلاب عدل .. في تلك الأيام .. التي مازالت .. ؟ !! المضحك حتى البكاء .. والألم أنه في تلك الأيام ( مقارنة بما يحدث ونشاهد اليوم ) أنه تم إعفاء اللواء ( بكري المك موسى ) ، حاكم الإقليم الشرقي في منتصف أكتوبر 1989 م، لسوء التصرفات المالية، لأنه قام بعملية صيانة لمنزله ومكتبه ! وتم تعيين اللواء ( يوسف بشير سراج ) بعد إعادته للخدمة بدلاً منه، .. بدأت المحاكم الخاصة في عمليات السلب والنهب المقنن لأموال الناس، وتجارتهم وكان محور نشاطها في العاصمة لثقلها المالي والتجاري،
    وحتى الذين حاولوا نقل تجارتهم خارج البلاد، ووصلوا بجزء من أموالهم إلى مطار الخرطوم، رصدتهم الأعين والتقارير وتم القبض عليهم ومصادرة أموالهم، وكانت القناعات تقول أن هذه الأموال لن تجد طريقها إلى بنك السودان ( البنك المركزي ) ، بل ستجد طريقها لسد رمق حرمان السنين، ولا خوف من الشعب طالما أن القبضة قوية .. ومحكمة .. ولا ضير من بعض المسرحيات اللاهية والعبثية ..!!
    *****
    قبل أن نأتي على ذكر تلك الليلة، والخرطوم تتنسمها بدايات الشتاء برياح خفيفة باردة نوعاً ما في نوفمبر 1989 م بعد أشهر قليلة من بدايات ( الإنقلاب ) ، والشوارع خفيفة الحركة مساءاً من الناس، والسيارات تتسابق خوفاً من أن يدركها وقت حظر التجوال . نقفز قليلاً على أحداث ذلك اليوم والذي شهد مذبح وبداية إنهيار الأخلاق والقيم العدلية في هذا الوطن.. مواطنان سودانيان ساقهما حظهما العاثر إلى العودة للبلاد بعد طول إغتراب لأكثر من خمسة عشر ً عاما في المملكة العربية السعودية، جمعا حصاد السنين الذي دفعا ثمنه من الصحة وتقدم العمر الذي جاوز الخمسين عاماً لكل منهما، .. الأول لديه ثمانون ألف ريال سعودي، ولدى الثاني سبعون ألفا من نفس الريالات، ولكل منهما سيارة نصف نقل، عليها الأمتعة والهدايا للأهل والأصدقاء . اكملا إجراءات التخليص الجمركي بميناء بورتسودان، وواصلا الرحلة إلى الخرطوم، ثم أم درمان، ثم إلى منزليهما المتجاورين في ضاحية ( امبدة ) غرب أم درمان، وعند إحدى نقاط التفتيش الكثيرة في تلك الأيام، تم إنزال الأمتعة، وتم العثور على مبلغ مائة وخمسون ألفاً من الريالات السعودية، ( لايهم ماذا بعد؟ ).. سال اللعاب، وجحظت الأعين الأمنية، وتدلّهت الشفاه الشرهه، تتلمظ قبل الإلتهام .. سرعان ما بدأت الإجراءات ضدهما في المحكمة الخاصة بأم درمان ( دار حزب الأمة ).. تم الحكم على الأول بالسجن عشر سنوات، والثاني أيضاً . توفي الأول داخل سجن كوبر بعد أن داهمته نوبة مرض السكري، وتم إطلاق سراح الثاني نسبة لكبر سنه، بعد زيارة العقيد الليبي ( معمر القذافي ) الشهيرة للسجن، ومسرحية تهديم حائط السجن الشمالي . بعد مرور اربعة سنوات خرج الثاني خاوي الوفاض من متاع الدنيا، بعد سنين غربته بالسعودية، وهي سنوات طويلة، وبعد سجنه سنوات عدتها الأطول رغم قصرها داخل سجون وطنه . ظل يبحث حتى الآن عن حصاد سنينه .. بالإطلاع على اوراق قضيته وجدنا حكماً بالسجن فقط؟ ! ولم نجد حكماً بمصادرة المبلغ .. والذي لا يعرف مكانه إلا الله .. والقاضي بتلك المحكمة ورجال الأمن، ممثلو الإتهام في تلك القضية ... يعمل الرجل الثاني الآن في إصلاح الساعات في أحد اسواق ضواحي مدينة أم درمان، بعد أن كان ملء السمع والبصر في غربته بقصر أحد الأمراء السعوديين ومثالاً للأمانة والثقة لديهم .. ولكنهم حكام السودان الجدد الذين أتوا كما قالوا لتطبيق شرع الله على عباده .. ولكن بطريقتهم .. أما قاضي المحكمة تلك فهو الآن يحتل منصباً مرموقا في أكبر مؤسسات النظام .. العدلية .

    نعود إلى تلك الليلة، من نوفمبر 1989 م .. وبدايتها عصر في منزل المرحوم ( مجدي محجوب محمد أحمد ). في حوالي الساعة الرابعة والنصف عصراً، وبعد تناوله طعام الغداء مع اسرته، نال قسطاً قليلاً من الراحة، ارتدى ملابس الرياضة، وحمل مضرب الأسكواش، ونزل من غرفته متجهاً إلى حديقة المنزل حيث سيارته .. استعداداً للذهاب إلى النادي العربي الذي يقع على مبعدة من منزلهم بعدة شوارع تجاه طريق المطار .. لحقت به والدته وشقيقته وإحدى القريبات من نساء الأسرة، طالبات منه أن يوصلهن إلى ( عزاء ) ، بمنزل إحدى القريبات بإمتداد العمارات، شارع(21) ، على أن يعود لإرجاعهن عند مغيب الشمس .. امتثل كعادته للأمر من والدته، وقام بإجراء الواجب نحوهن، وسار لمقر النادي لممارسة هوايته المحببه في هذه اللعبة مع بعض الأصدقاء، وهو لا يدري أن شارع منزلهم، ومنزلهم يضاً وحتى خروجه، كان خاضعا لمراقبة مشدده من أجهزة الأمن منذ الصباح الباكر، وأن لعبة ( الروليت ) القاتله التي يديرها النظام وأوكل امرها للعقيد ( صلاح الدين محمد أحمد كرار ) ، عضو مجلس الثورة و بعضاً من مساعديه قد وقع اختيارها عليه .. قضى مجدي فترة العصر لعباً وركضاً في الملعب مع شلة من الأصدقاء، وكان مرحاً كعادته ونشطاً . عند المغيب وقبله بقليل ودمعه اصدقائه بنفس الروح واتجه إلى سيارته ومن ثم إلى منزله ليغتسل من آثار اللعب ويؤدي فريضة المغرب، ويسارع بعدها إلى والدته وقريباته بشارع (21) العمارات لإرجاعهن إلى المنزل كما وعد .سمع، وهو يستعد للخروج من باب المنزل الداخلي إلى الباب الرئيسي - طرقاً ً عنيفا على الباب الداخلي، وصوت أقدام تركض في ممر الحديقة الأمامية، وفجأة فُتح الباب بعنف، وأقتحم المنزل عدد من الشبان يرتدون ملابس إعتيادية، ولكنهم يحملون اسلحة خفيفة في ايديهم !!. صاح أحدهم : "أنت مجدي محجوب؟ .." فأجابه بهدوء رغم وقع المفاجأة والدهشة : " نعم ".. فرد نفس الشخص الذي خاطبه أولاً : " نريد أن نفتش المنزل "!. وقبل أن يفتشوا كان لابد أن يظهروا أمر بالتفتيش من أي سلطة!؟ ولكنهم لم يفعلوا، وبدأوا في التفتيش بطريقتهم المعهودة، بينما أحاط بكتفيه إثنان منهم .
    التفت إلى أقربهم طالباً منه تفسير لما يحدث، فرد عليه قا ئلاً :إن معلوماته تقول أنه تاجر عملة . إبتسم رغم سخافة الموقف . خرج أحدهم من غرفته وهو يحمل مبلغاً من المال ولكنه بالعملة المحلية السودانية واتجه نحوه فارد يده بحزمة المال وقال بغضب - يجيدونه في مثل هذه المواقف " ده شنو ده ؟ " و أيضاً رغم سخافة السؤال وسائله .. أجاب بهدوء .. بأنها فلوس، وانها مصاريف المنزل ( كانت حوالى ثمانين ألفاً من الجنيهات السودانية .. وهو مبلغ محترم جد اًفي تلك الأيام ). تطاير الشرر من الأعين، والغيظ المكتوم، وواصلت المجموعة تفتيشها للمنزل بطرقهم المعهودة، التي تجعل الأشياء عاليها سافلها .. بعد فترة ندت صيحة إنتصار من فم أحدهم، وهو ينظر في جدار الصالة الداخلي وكان مصنوعاً من الخشب الجيد مما ينم عن ذوق وثراء أصحاب المنزل. صاح رجل الأمن بعد أن بدت فتحه صغيره، ظنها للوهلة الأولى انها لباب خاص، وبالتدقيق النظري عرف انها فتحه لمساحة صغيرة في أسفل جدار الصالة . عاد مسرعاً لقائد القوة المكلفة بالتفتيش وهمس في أذنه وذهب معه ليريه مكان الفتحة . تبادلا نظرات تنبئ عن قرب إنتصارهم على فريستهم .. تقدم نحو ( مجدي ) وحتى قبل أن يسألوه ( قال ): أن وراء جدار الصالة الخشبي، ولصق الجدار مباشرة توجد الخزانة الخاصة بأوراق وأموال المرحوم والده، وهي لم تفتح منذ وفاة والده قبل ثلاث سنوات، لأن الأموال التي بداخلها هي أموال ورثة، وحتى يعود بقية إخوته من خارج البلاد، ولم يتم حصرها حتى الآن .. فغر قائد القوة المكلفة فمه بعناء وغباء، رغم إقتناعه بحسن المنطق، ولكن تلك النظرات المتبادلة بين أفراده أعادته مرة أخرى إلى منطقه الحقيقي فصاح : " أين المفتاح؟ ".. رد ( مجدي ):" المفتاح كان مفقودا " وانا وجدته قبل أسبوع واحد ً تقريبا " ، وأتجه نحو طاولة في وسط الصالة ليخرجه من أحد الأدراج .. وفجأة كعادة التيار الكهربائي وتذبذبه في تلك الأيام السوداء، إنقطع التيار عن المنزل والمنطقة وإزدادت الحياة لحظتهاً ظلاماً على ( ظلام الظلم ).. وأخذت القوة المكلفة تتصايح طالبة فتح الأبوب والنوافذ، وإحضار شمعة، وإحضار مفتاح الخزانة .. و ( مجدي ) وسطهم بهدوئه المعهود ولانه صاحب المنزل ويعرف أماكن الأشياء بداره، حتى في أحلك ساعات الظلام .
    أحضر مفتاح الخزانة من مكانه، وعدد من الشموع، وعلبة ثقاب صغيرة . أشعل الشموع
    وثبتها على أطراف الصالة، وسرعان ما أضاءت المكان نوعاً ما .. أدخل المفتاح في خزانة والده وبعد عدة محاولات لم تفتح، إذ أن المفتاح علاه الصدأ كل هذه الثلاث سنوات لعدم الإستعمال وكانوا هم شهودًا على ذلك، وطلب من أحدهم أن يحضر ً زيتا من عربته التي بالخارج، وسارع هذا ( الأحدهم ). وأحضر علبة الزيت وصبّ ( مجدي ) قليلاً من الزيت على المفتاح .. وبعد عدة محاولات قليلة فتحت الخزنة، وتطلعوا ينظرون إليها بنهم، وشغف إنتصار، ولحظتها حتى ( مجدي ) لم يكن يعرف ما بداخلها، ولا أخوته ولا حتى والدته لأن الجميع متفقون على عدم فتحها لحين عودة بقية ألأشقاء من الخارج ..
    لكنها فتحت في تلك الليلة الباردة .. والحالكة السواد .
    *****
    مدّّّّ قائد القوة يده داخل الخزانة، بعد أن شددت الرقابة اللصيقة على ( مجدي ) ، أخرج
    أور اقاً بها معاملات تجارية، نظر فيها قليلاً وألقاها بالداخل مسرعاً، وبدأ في إخراج الأموال التي بداخل الخزانة وتكويمها على الأرض . وعلى ضوء الشموع الذي يتراقص ويلقي بظلال كئيبة
    الغنائم :-
    19
    على المكان . بدأ أحد أفراد القوة في حصر
    (115) ألف دولار أمريكي .
    (4) ألف ريال سعودي .
    (2) ألف جنيه مصري .
    (11) ألف بـُر أثيوبي .
    (750)ألف جنيه سوداني .
    أمر قائد القوة بإحضار (جوال ) ، وتم (حشر ) الأموال بداخله .. حمله أحدهم على ظهره، بينما قاد اثنان منهم ( مجدي ) كل من يد . كان القائد في الأمام، وإثنان آخران يسيران في الخلف .. القوة تحمل المال والسلاح، وأما مجدي لا يحمل إلا إيمانه بربه وإستسلامه لقدره ومصيره .. إنطلقت السيارات إلى شارع (1) بحي العمارات . توقف الموكب ( الظافر ) أمام مركز الشرطة بذلك الشارع .
    *****
    الساعة تقترب من التاسعة مساء و ( مجدي ) لم يحضر !؟ ليست هذه من عاداته ! ، وقلب الأم دليلها .. لابد أن هناك ً شيئاً!! ). همست الأم وأضطرب قلبها، وطلبت من الإبنة وإحدى القريبات ضرورة الرجوع إلى المنزل . ركبن عربة تاكسي من شارع (21)بحي العمارات مكان العزاء إلى منزلهم في ذلك الحي الهادئ شرق منطقة الخرطوم (.2)
    ( كان ) زوج إحدى بناتها وجارهم وصديقهم السيد عبدالغني غندور يقفان أمام باب المنزل الخارجي، يتهامسان . نزلت الأم مسرعة تجاههما .. ماذا هناك !؟ أين مجدي .. ؟ أخبرها أحدهما بألم أن رجال الأمن حضروا وأخذوه معهم، بعد أن فتشوا المنزل ووجدوا عنده دولارات !!. وكانت ليلة لم يطرف فيها جفن ولم تغمض فيها عين، خاصة بعد أن أذاع التليفزيون خبر القبض على ( مجدي ) في نفس الليلة .. حاول البعض تهدئة والدته بأن القضية تتولاها الشرطة في مركزها بشارع (1) ، وإنها إجراءات بسيطة وستظهر براءته(لم يكن الكثيرين يعرفون بعد أن الشرطة أصبحت جزءاً من لعبة الروليت القاتلة ).. ولكن والدته والكثير من المعارف كانوا في منتهى القلق . مّّّّر عليه نهار الجمعة التالي لليلة القبض مباشرة، مرّّّّ عليه بطيئاً، بعد أن أحضر له زوج شقيقته بعض الملابس، ليغير ملابسه . وفي صباح السبت، وحوالي الساعة العاشرة صباحاً، سمحوا له بزيارة منزله تحت حراسة مشددة، ليغسل جسده المنهك ويتناول بعض الطعام ويطمئن والدته وإخوته . وتم إرجاعه بعد ذلك مباشرة وأودع بحراسة مركز الشرطة مره أخرى .
    سريعاً جد .. وبعد إجراءات التحري تم تحويله إلى سجن كوبر الشهير . والأم وقلبها، وكأي أم منذ أن خلق الله الرحمة، صارت تتحرك في جميع الإتجاهات، وتطرق جميع الأبواب، حتى المستحيل منها من أجل إنقاذ إبنها ( مجدي ). لذلك تحرك الأخوة والأخوات، والأصدقاء والمعارف . وفي نهاية نفس الأسبوع ..الخميس - الإسبوع الثاني من نوفمبر 1989 م حضرت إلى منزل الأسرة بالخرطوم (2) سيارة بوكس من نوع تويوتا بها بعض رجال الأمن . نزل منها شخص يبدو انه مسئول يتبعه فرد آخر مسلّح وضغط على جرس الباب الداخلي . تجمع أفراد الأسرة حوله بسرعة البرق، لتوتر أعصابهم . وبعد تحية مقتضبة أخبرهم : بأن غد الجمعة، الساعة الثانية عشر ستتم محاكمة (مجدي ) بحديقة السيد علي الميرغني( وهي كائنة بشارع النيل، كانت قد تمت مصادرتها أيام الإنقلاب وهي تخص طائفة الختمية وزعيمها محمد عثمان الميرغني، وكان قد تم تحويل مبانيها إلى قاعات لمحاكم ما يسمى بأمن الثورة . أرجعت حا لياً بعد مصالحة هامشية، ). أخبره أحد افراد الأسرة، وهو يبدي الدهشة، بأن هذا الوقت هو وقت أداء صلاة الجمعة،وكيف سيتم الإتصال بمحامي للدفاع عن ( مجدي ).. وكعادتهم ابتسم هذا الشخص ونظر إليهم هازئاً، وهي نظرات يجيدها هؤلاء القوم وبإبتسامات كأنهم يولدون بها .. الغريب انها واضحة على السحنة وفيها أبلغ الكلام وتغني عن الشرح، وتتلقفها القلوب الواعية سر يعاً وتتفهمها جيداً.
    وبدأت تحركات الأسرة للإتصال بالمحامي الذي سيدافع عنه، شكلاً، إذ أنه في مثل هذا النوع من المحاكم العسكرية ( محاكم أمن الثورة ) ، لا يحق لمحامي مخاطبة المحكمة مباشرة، بل عليه أن يتشاور مع المتهم ويلقنه الإجابات أو الأسئلة .. والمتهم هو الذي يخاطب المحكمة ! ؟ الكل في ذلك المنزل الكائن في الخرطوم (2) صار يركض ويلهث، علهم يجدون مخرجاً .. وينقذون ( مجدي ).
    *****
    يوم المحاكمة يقترب، والأنفاس لاهثة .. وقبلها بعدة أيام، وعند إنتشار خبر القبض على (مجدي) ،وصلت الأخبار إلى معظم ديار الهجرة والإغتراب، خاصة السودانيين منهم والذين كانوا حريصين على تتبع أخبار ( الحكم )! الجديد في بلادهم وسياسته، رغم أن رائحة إتجاههم السياسي بدأت في الإنتشار، ووصلت إليهم .. وسكنت حتى أعصابهم .. في مدينة ( القاهرة ) ، العاصمة المصرية، كان يعيش ممدوح ،أحد أشقاء ( مجدي ) ، بعد أن نقل بعض اعماله التجارية إليها عقب وفاة والدهم .. وكان يسكن معه في شقته صديقه المقرّّّّب، وصديق الأسرة (عادل ) مقدم أ . ح . بالقوات المسلحة السودانية، تمت إحالته للصالح العام بعد الإنقلاب بعدة أيام، مع الكثيرين غيرة من رفقاء السلاح، لأنه ليس منهم، ولجسارته الشديدة، وشجاعته التي اشتهر بها وسط أبناء دفعته، وتشهد أدغال الجنوب، وصراع الحرب الأهلية بثباته عند أحلك الظروف .. تمت الإحالة، وهي تعبير مخفف للفصل من الخدمة ( بدون إبداء الأسباب ) ، طال هذا الأسلوب الكثيرين في مختلف الدوائر الحكومية، والقوات النظامية، لكي تحل كوادر النظام الجديد مكان هؤلاء، وهي للحقيقة .. أعداد مهولة . إنتهز ( عادل ) الفرصة، وسافر للقاهرة بعد إحالته للصالح العام، للإستجمام والراحة قل يلاً والتفكير بمستقبله الجديد والتفاكر مع صديقه ( ممدوح ).. وفي ليلة القبض على ( مجدي ) ، والذي أذاع خبره التليفزيون الحكومي، أتى إلى الشقة بعض السودانيين الذين سمعوا الأخبار .. في نفس الليلة . تلقاها ( ممدوح ) بصمت وذهول .. سمعها منهم ( عادل ) بألم وامتعاض وسارع إلى التليفون وأتصل بالأسرة في الخرطوم (2) ليطمئن .. ؟ . على الجانب الآخر من الخط كانت ( مديحة ) إحدى الشقيقات ترد عليه، وفي محاولة منها لطمئنتهما اخبرنهما بأنه مريض بعض الشيئ .. ولكن القلق صار ينهش في العقول . تم الإتفاق سر يعاً بضرورة رجوع ( عادل ) فور للخرطوم بصحبة الأخ الآخر ( مندور ) الذي كان يسكن في أحدى ضواحي القاهرة بعد إخباره بما جرى، على أن يبقى ( ممدوح ) بالقاهرة، لأنه كان رجل ( سوق وإقتصاد ).. قوي، ويخشى عليه من لعبة ( روليت ) اللجنة الإقتصادية، والتي يديرها رئيس لجنتها التابعة لمجلس الثورة الجديد ( العقيد أ . ح .) صلاح الدين كرارومساعدوه، وعلى رأسهم رئيس لجنة متابعة قرارات اللجنة الإقتصادية !؟ ( العقيد أ . ح .) سيف الدين ميرغني .
    *****
    في سباق مع الزمن، فجر السبت كانا وبملابس السفر في نقطة شرطة شارع (1) ، بإمتداد
    العمارات، وذلك بعد هبوط الطائرة القادمة من القاهرة بمطار الخرطوم فجراً . أحترم بعض رجال الشرطة رتبة ومكانة (عادل) العسكرية، بعد أن أبرز لهم بطاقة ضابط قوات مسلحة ( بالمعاش ) ، وأخرجوا لهما ( مجدي ) من زنزانته . قابل صديقه، وأخيه ( مندور ) رابط الجأش كعادته، وبالإستفسار علما منه فحوى القصة بكاملها، وأن إجراءات التحري تقول بأنه متهم بالإتجار بالعملة !.
    طلب ( عادل ) من المتحري أن يسمح لهما بأخذه قليلاً إلى منزله ليطمئن والدته وإخوته وبقية أهله . سُمح لهما بذلك برفقة بعض الحراسة المشددة . أثناء الزيارة للمنزل نزل قليل من الهدوء على أفراد الأسرة جميعاً .. خاصة والدته، ولكن يبدو أنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفة، .. كما يقولون . بعد عدة أيام، وإجراءات الشرطة تطمئنهم، أن (مجدي) ليس هناك ما يؤخذ عليه، خاصة وأن المبالغ المذكورة وجدت داخل منزله، وفي خزانة المرحوم والده، وهي من ضمن ميراث العائلة .. تم القبض ايضاً، وبمسرحية نقلها التليفزيون الحكومي على الهواء مباشرة وفي مطار الخرطوم الدولي، على ( مساعد طيار ) بالخطوط الجوية السودانية هو (جرجس القس بسطس )بينما كان يحمل في حقيبته السفرية، وفي إحدى رحلات هذه الخطوط المتجهة إلى القاهرة، مبالغ مالية تفاصيلها :
    (222.175)ألف ريال سعودي
    (94.925)ألف دولار أمريكي
    (800)شيك سياحي
    (3.400)ألف جنيه مصري .
    حضر فوراً لمطار الخرطوم الدولي ( العقيد أ . ح .) صلاح الدين كرار، ومساعدوه باللجنة الإقتصادية، التابعة لمجلس الثورة، وظهر على شاشات التليفزيون، يرغي ويزبد ويتوعد، حتى قبل التفكير في أي محاكمة، أو يصرح ولو ً تليفزيونيا بذلك .. بل أن بعض شهود عيان قالوا أنه لطمه على خده، وتم عمل مونتاج للشريط ولم تظهر اللطمة .. وعاد إلى سيارته وهو يفرك يديه مسرور لوقوع مثل هذا الصيد الثمين اً في شراك لعبة (الروليت) الإقتصادية .. السودانية !.. (الضحية) هذه المرة من السودانيين (الأقباط) ، والأموال تخص بعض أهله ، كما اثبتت التحقيقات، وكانوا يستعدون لنقل تجارتهم، أو جزء منها إلى خارج الحدود، خوفاً من حالة الفوضى التي كانت تعم كل أرجاء البلاد، وخوفاً أيضاً من الشعارات التي رُفعت في ذلك الوقت . شعر أفراد الأسرة وصديقهم ( عادل ) بالقلق، بعد أن تم نقل ( مجدي ) بسرعة من مركز شرطة شارع (1) بالعمارات، إلى جهاز الأمن، وبعدها إنضم إليه مساعد الطيار ( جرجس ) ، ونقلا يضاً من هناك إلى سجن كوبر العمومي، الذي كان مشرع الأبواب أيامها (ومايزال)! لتلقف المزيد من السياسيين، والمشتبه فيهم إقتصادياً،حسب قرارات اللجنة الإقتصادية، إضافة للمنتظرين فيه، والمحكومين في جرائم أخرى .
    أصبحت المقابلة بالنسبة ( لمجدي ) صعبة بالنسبة لأفراد الأسرة، ولكن ( عادل ) وبحكم وظيفته السابقة، كان يجد الفرصة .. وبعلاقات خاصة في إيصال بعض الإحتياجات العادية إليه .
    *****
    " غد الجمعة، الساعة الثانية عشر ظهراً .. ستتم محاكمة ( مجدي ) ، في حديقة السيد علي الميرغني، بشارع النيل !". عبارة قالها رجل الأمن شفاهة لأفراد الأسرة المجتمعين ، أمام الباب الخارجي لمنزل الأسرة
    بالخرطوم (2) ، وإنصرف ساخراً . ولكنها عبارة ظلت تتردد في آذانهم وقلوبهم وعقولهم طيلة تلك الأيام، اللاحقة والسابقة للأحداث، ويسمعونها حتى في نومهم .. لفظاعتها .. وغد المحكمة !!؟ .
    ومنذ صباحها الباكر، تجمع الأهل، والأصدقاء، والمعارف أمام سور المحكمة بشارع النيل . استطاع البعض الدخول ألى حديقة المكان، وجلسوا تحت اشجارها .. حتى منتصف النهار، لم يحضر ( مجدي ) ، ولا اّّّّياً من حراسته . وانصرف بعض الأخوة، مع بعض الأهل والأقارب لتأدية صلاة (الجمعة) في أحد المساجد المجاورة للمنطقة، وعند عودتهم رأوا .. الرائد ( وقتها ) إبراهيم شمس الدين عضو مجلس الثورة، وأصغر ألأعضاء سناً، وحداثه، .. وحتى رتبة عسكرية، يساعد بعض الجنود في تنظيم كراسي قاعة المحكمة، ويصدر تعليماته بالعدد المسموح له بدخول قاعة المحاكمة .
    حوالي العصر، وقف أمام البوابة الرئيسية للحديقة موكب مكون من ثلاث سيارات، الأولى سيارة من نوع ( لاندكروزر ) ، نزل منها الرائد ميرغني سليمان ، أحد ضباط سلاح الإشارة سابقاً و (ملحوق ) للأمن ( نُقل إلى أديس ابابا عاصمة اثيوبيا في عام 1990 م، بعد المحاكمات، ليعمل قنصلاً في السفارة السودانية !؟ ) ، وكان قائداً لتيم الحراسة المكلف وهم مدججين بالسلاح، والسيارة الثانية نزل منها ( مجدي ) ، ومتهم آخر يدعى علي بشير مريود ، كانا يرتديان الجلابيب السودانية المعروفة ويتبعهما بعض الحرس، أما السيارة الثالثة فكان بها طاقم الحرس . انتظم الموكب داخلاً من بوابة السور الرئيسية، وعبروا الحديقة إلى قاعة المحكمة مباشرة .
    كانت والدة (مجدي) ، وإخوته .. و (عادل) بداخل القاعة التي اكتظت بجمهرة من الناس، رغم أن اليوم عطلة اسبوعية .. أناس حتى الأهل لا يعرفونهم، ولكن كان في نظرات البعض ًتعاطفا لا تخطئه عين .. خاصة نظرات بعض الجنود .. المباني داخل الحديقة مقسمة إلى عدة أجزاء . انعقدت محكمة (مجدي) في جزء منها، وفي الآخر محكمة المتهم (علي بشير المريود) ، والذي وُجد بحوزته، كما قيل ونُشر في صحف تلك الأيام : -
    (37.350)ألف دولار أمريكي .. وألف ومئة دولار أخرى لوحدها .
    محكمة (مجدي) أتخذت إسم المحكمة الخاصة رقم (1) ، و ( المريود ) المحكمة الخاصة رقم (2) ، ولكل قضاتها من العسكريين ، الذين يحاكمون ولأول مرة في تأريخهم العسكري مواطنين مدنيين .
    (مجدي) داخل قاعة (محاكمته) يتبادل إبتسامات مع والدته، وإخوته، والأهل وبعض المعارف .. برغم أن أعصابهم جميعا كانت متوترة ومشدودة .
    قائد المطبعة العسكرية (حالياً لواء بنفس المنطقة) ، والرائد (وقتها) حسن صالح بريمة ل
    بسلاح الطيران (حالياً عقيد أ . ح .) ، أما ثالثهما النقيب مهندس يوسف آدم نورين ل
    دخلت هيئة المحكمة إلى القاعة يتقدمهم : رئيسها المقدم (وقتها) عثمان خليفة
    مهندس من القوات الجوية ( الأخير له قصة لاحقة، إذ تم طرده من القوات الجوية وجُرّد من رتبته العسكرية، وسجن لمدة ثلاث سنوات بسجن منطقة الجريف غرب، بتهمة إستلام المال المسروق، وقبض عليه مرة أخرى بعد إنتهاء محكوميته لإشتراكه في المحاولة الإنقلابية ضد النظام، والتي أدعى النظام قيامها بزعامة شيخهم السابق د . حسن عبدالله الترابي زعيم المؤتمر الشعبي ).
    الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر 1989 م، بدأت إجراءات المحكمة العسكرية الخاصة رقم (1)
    والمتهم ( مجدي محجوب محمد أحمد ).. والتهمة .. الإتجار في العملة الأجنبية (رغم التوضيح السابق عن كيف وجدت هذه العملة لدى الأسرة، ومن أين أخذها رجال الأمن؟ !).
    حُرم محامي ( مجدي ) ، الاستاذ ( عبدالحليم الطاهر ) من مخاطبة المحكمة مباشرة، وهو أمر يتنافي مع طبيعة الأشياء، خصوصاً وأن الإتهام خطير، والعقوبة المتوقعة أخطر -رغم أن المحكمة سمحت في محاكمات سابقة أن يخاطبها المحامون مباشرة - ولكن محامي ( مجدي ) تم منعه، والمحاكمات السابقة هي :
    (1)محاكمة المتهم والوزير السابق ( عثمان عمر )وكان وز ير اً للإسكان قبل للإنقلاب، وحُوكم بتهمة التصرف في أراضي الدولة بالبيع؟ !!!
    (2) محاكمة الدكتور ( مجذوب الخليفة أحمد ) وكان حاكماً للإقليم الشمالي، واتهم ببيع لبن خُصص للإقليم لتوزيعه على المواطنين كإغاثة إبان كوارث السيول والفيضانات .
    بدأت الإجراءات وقدم رجال الأمن قضيتهم ضد المتهم . قال أحدهم ويدعى (حسن حمد) أن
    المعلومات أفادت أن (مجدي) لديه عملة أجنبية، ستتحرك (يتم نقلها) ، وقال آخر يدعى ( أزهري ) أن المعلومات تقول أن المتهم لديه عمله؟ !.. لم يرد في أقوال الإتهام أو في علمهم الشخصي أن المتهم قام أو يقوم، في أي وقت من الأوقات، بأي نوع من أنواع هذا النشاط، ولا حتى في معلوماتهم، بمعنى أنه لم تقل المعلومات صراحة أن المتهم يتاجر في العملة . إذا كان هناك شكّاً في الأقوال والقاعدة القانونية تقول : ( يفسر الشك د ئماً لصالح المتهم .).. وعلى الإتهام إثبات التهمة ببينة أفضل .. بعد مناقشات بين المحامي والمتهم، (كصديق)! ؟، وشهود الإتهام .. والمحكمة .. أتضح أن ( مجدي ) لم يضبط وهو يتاجر في العملة، بل أ ُخذت من منزله ..! ومن داخل خزانة المرحوم والده !!.. وهو لم يجمعها من برندات الأسواق أو المتاجر المختلفة، كما يفعل غيره .. كما لم يسمح له بإستدعاء محامي (التركة ) ، والذي سيشهد بأن الأموال التي والساعة تقترب من الرابعة بعد الظهر (غروب الشمس ). كاد رئيس المحكمة أن يقرأ الحكم الجاهز قبل إعطاء المتهم فرصة هل أن هناك أسباباً تدعو لتخفيف الحكم، وهي الطريقة المتبعة ً قانونا بأن يسأل القاضي المتهم مثل هذا السؤال؟ ! وعندما أحس بهذا الخطأ القانوني، بعد أن همس له أحد الأعضاء بذلك، أمر برفع الجلسة لمدة (5)دقائق .. للتداول في الحكم بين الأعضاء الثلاث؟ !!
    كانت (5) دقائق حاسمة تمثل الفاصل بين العبث والحقيقة .. بين الحق والباطل . مرت
    بطيئة كأنها دهر ، خيّم خلالها الصمت على الرؤوس .. وعادت هيئة المحكمة .. ومباشرة .. وفور جلوسهم قرأ رئيسها الحكم :-
    " جاء في أسباب إدانة المحكمة للمتهم، أن شهود الإتهام أثبتوا أن المتهم يتاجر في العملة
    الأجنبية، وذلك لما توفر لديهم من معلومات، وأنه تعرف على مفتاح الخزانة .. في الظلام، وبإقراره بحيازة هذا النقد الأجنبي، وبناء عليه حكمت المحكمة بإعدام المتهم مجدي محجوب محمد أحمد، شنقاً حتى الموت، ومصادرة المبالغ موضوع الإتهام، وإعادة مبلغ ال (750)ألف جنيه سوداني لشاهد الدفاع ( عادل أحمد محمد الحاج )..(لم تُعاد إليه طيلة هذه السنوات ..)." أنظر ملحق المحاكمة في البلاغ
    –267- أمام المحكمة الخاصة رقم (1)الخرطوم .. في الملحقات ".
    *****
    ذهول .. وصمت مطبق، خيم على جميع من بالقاعة؟ ! وأنهمرت الدموع .. دموع رجال غالية .. وأم .. بدأ قلبها في التمزق وكبدها في التلاشي .. اخوة ألجمت المفاجأة ألسنتهم، .. و ( عادل ).. أنفعل وقاد قتالاً شرساً (مشادة كلامية) حماية لصديقه .. و (مجدي). المتهم وكعادته كان يهدئ من ثورة الجميع،
    طالباً منهم بحرارة، أن يدعو الله له .. وأن يلزموا الصبر .. ويفوضوأ أمرهم إلى الله .
    في نفس التوقيت .. كانت المحكمة الخاصة رقم (2) قد انتهت من إجراءاتها، وحكمت
    على المتهم (علي بشير المريود).. بالإعدام ً شنقا حتى الموت؟
    خرج الجميع، خارج قاعة المحكمة .. على شارع النيل، وحفيف الأشجاروأوراقها التي تتساقط على الشارع وتحدث صو تا كأنه الدموع .. دموع الطبيعة .. والنيل الأزرق .. هذا العملاق الأبدي يشاهد كل هذه الأحداث .. بصمته الرهيب .. والمحيّر . و ( مجدي ).. هذا الصامد .. في أحلك الظروف .. وبعد ليلة إلقاء القبض عليه بمنزله، تم إلقاء
    القبض على مساعد الطيار، بالخطوط السودانية (جرجس ) ، نقل من مركز شرطة شارع (1) بحي العمارات إلى مبنى جهاز الأمن، وهناك ا ُجريت له تحقيقات من نوع فريد، ليلاً ونهار اً. لم يسمح له بتناول كفايته من الأكل، أو النوم، أو الإستحمام . رُحّل بعدها إلى سجن (كوبر ) قبل المحاكمة بسبعة أيام، حيث أ ُدخل في قسم المعتقلين السياسيين . كان عددهم حوالى (650)معتقلا سياسياً في الأقسام المختلفة .. أصدر مدير السجن بالإنابة، العميد سجون ( موسى الماحي ) أمر بأن يوضع مع مجموعة من المعتقلين السياسيين في القسم (ج ) ، منهم : الصحفي محجوب عثمان الوزير السابق أيام الرئيس نميري، والأمير نقدالله من قيادات حزب الأمة، والمهندس عقيد (م) صلاح إبراهيم أحمد ، والدكتور المرحوم خالد الكِّد ، والأستاذ المحامي مصطفى عبدالقادر ، والقاضي عبد القادر محمد أحمد ، والدكتور سمعان تادرس ،والدكتور سعيد نصر الدين ، والمقدم (م) عمر عبد العزيز وستة أفراد آخرين من الحرس الخاص للسيد الصادق المهدي، رئيس الوزراء السابق قبل الإنقلاب !.. والقسم (ج) هذا .. به غرفتان فقط .
    أتى ( مجدي ) بصحبة حرس من السجون .. إلى هذا القسم، يقوده (وكيل عريف) سجون
    إسمه ( دومينكو ) . كان في حالة ضعف نوعا ما، ولكنه متماسك وواثق من نفسه وسأل مجموعة الحاضرين : (من أنتم؟) ، وطلب منهم أن يستحم ويغسل جسده المنهك .. رحب به الحاضرون،الذين كانت قد وصلتهم أخبار القبض عليه .. وعرّفوه بأنفسهم، وهدأت ثائرته قليلاً بعد أن تعرّف على أحد المعتقلين وهو المهندس عقيد (م) صلاح إبراهيم أحمد وهما من منطقة واحدة في شمال السودان (منطقة حلفا).. نال إستحماما هادئاً، واسترخت عضلاته المتوترة، إلاّ أن وجهه كان ينبئ عن هدوء مثير، ووضاءة لا تخطئها عين .. أحبوه جميعا لدماثة خلقه، ومشاركته لنفير طعامهم الذي كان يؤتى به من منزل أحدهم
    بالتناوب، وكل يوم تعد أسرة أحد المعتقلين بالقسم (ج) وجبة دسمة، بدلاً عن طعام السجن (المعروف)..وأخذ سهمه معهم في ذلك، وأحضرها إليهم (عادل) في المداومة اليومية معهم كعادته، صباحا .. ومساءا ًتمت المحاكمة في يوم (الجمعة ) ، كما ذكرنا آنفاً، وأحضروه إليهم هذه المره وهو محكوما عليه بالإعدام .. ووضع في زنزانة أخرى مع المحكومين بهذا الحكم .. كان بها الدكتور (مأمون يوسف)أخصائي أمراض النساء، في قضية (إضراب الأطباء الشهير ) ، وأضيف لهما ( علي بشير المريود ) والذي حوكم في نفس وقت وساعة محاكمة (مجدي ) ، بالمحكمة الخاصة رقم (2) ، ومساعدالطيار (جرجس) ، والطالب (اركانجلو داقاو ) من أبناء الجنوب، والذي تم ضبطه بمطار الخرطوم، وكان يستعد للإلتحاق بجامعة (ماكريري ) بدولة يوغندا، وهو يحمل معه مصاريف دراسته بالعملات الحرة، بعد أن باع جزء من أبقار أهله بالجنوب .. ومتهم آخر يدعى (هانئ وليم شكور )تم إستبدال حكم الإعدام ضده بمبلغ (30) مليون جنيه سوداني، لأن والدته ذكرت أنه وحيدها .. وتم دفع المبلغ .. وأطلق سراحه لاحقاً . وكان يسمح لهم جميعاً بزيارة معتقل السياسيين في قسمهم نهاراً، وتبادل الأحاديث معهم .
    *****
    الأيام تمر ببطء، والكل في إنتظار نتيجة الإستئناف الذي تقدم به المحامي الأستاذ (عبد الحليم الطاهر ) ، نيابة عن (مجدي).. تم تقديم الإستئناف للسيد رئيس القضاء (وقتها ) والرئيس الحالي !! للمحكمةالدستورية القاضي (جلال علي لطفي )ورغم ذلك كان الكل يركض في جميع الإتجاهات، بحثا عن مخرج أو بصيص أمل .. حتى بعض السفراء الأجانب استغربوا من قسوة هذا الحكم وكان يقود محاولاتهم السفير المرحوم (عبدالله السريّع ) سفير دولة الكويت، وسفير حتى السودانيين داخل بلادهم .. لما امتاز به من حسن الخُلق، وطيب المعشر، وعلاقات شتى مع قطاعات عريضة من مجتمع الخرطوم .
    ما زالت الأيام تمر ببطء .. والدته تحركت مع مجموعة من الشقيقات، ونساء الأهل والمعارف علهن يحلن دون وصول حبل المشنقة إلى رقبة (مجدي). قابلن السيد رئيس القضاء بمنزله، علّه يطلب منهم تقديم إسترحاماً .. أو ينير الطريق أمامهن بصورة قانونية .. ولكن سيادته قال لهن جملة واحدة،أصابت الكثيرات منهم بالإحباط : " اخوته .. هم الذين تقدموا بالبلاغ ضده ". انتهت المقابلة وطُردن من المنزل .. حاول معه السيد محمد توفيق، والسيد داؤود عبداللطيف رجل الأعمال المعروف .. ولكن !.
    حاولت (الأم ) عدة مرات مقابلة رئيس مجلس قيادة الثورة (الفريق) عمر البشير .. في أحداهاقابلها رجل متوسط العمر، به شبه منه، قال لها إنه إبن عم الرئيس، وطلب منها أن تحضر في صباح الغد مبكرةً، ليدخلها المنزل الرئاسي (الجديد) مع الرجل الذي يأتي باللبن يوم يا .. نفّذت نصيحته .. أتت في الصباح الباكر، وجدت الرجل الذي قال لها إنه أخبر (الرئيس) ، الذي يطلب منها الحضور بعد ستة أيام، لأنه مسافر .. إلى أين لا تدري؟ ولا إجابة للهفتها على إبنها، .. ستة أيام .. كثيرة جد .. خاصة وان حبل المشنقة صار يقترب، ويتأرجح .طرقت أبواب أصدقاء زوجها .. أحمد سليمان المحامي المعروف (أحد مفكري الإسلاميين، بعد أن كان عضو مشهورًا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ، وأحد أعمدته).. عز الدين السيد رجل الإقتصاد المعروف .. عبد اللطيف دهب، سفير السودان الأسبق بالمملكة العربية السعودية .. ولكن لا شيئ !!
    بعضهم حاول .. وبعضهم (غفر الله له)!..الساعات تتناقص وتركض نحو لحظة التنفيذ .. والأم زرعت العاصمة طولاً وعرضاً، تحاول وتحاول ..وتحاول مرة أخرى .. وتتصل .. عسى أن يكون هنالك بصيصاً من الأمل .. وصلتها معلومة مفادها أن (رئيس مجلس الثورة ) سيكون في (استاد الخرطوم) عصر اليوم، ليشهد حفلاً لتخريج دفعة جديدة من ضباط القوات المسلحة .. ذهبت وبناتها وبعض النسوة من الأقارب .. انتظرن أمام بوابة الخروج الرئيسية ..!.. ولكن ، كعادة حكام العالم الثالث، خرج موكب السيد (الرئيس) بسرعة لم تمكنها حتى من رؤيته، فضلاً عن الحديث معه، ولكنهن لحقن به .. وبسرعة يضا إلى (منزله) بالقيادة العامةللقوات المسلحة .. أحد الحرس أمام بوابة المنزل الضخمة .. سمح لها هي فقط بالدخول .. دخلت إلى صالة الإنتظار التي بها عدة كراسي
    للجلوس، تهاوت على أحدها من الألم .. والغبن .. والقهر، ولكنها لم تكن تشعر بالتعب أو الجوع .. كانت زوجة الرئيس (الأولى) – ( إذ أنه تزوج مرة ثانية .. من زوجة زميله عضو مجلس الثورة العقيد -لاحقاً- إبراهيم شمس الدين، الذي أحترقت به طائرته العسكرية مع بعض قيادات القوات المسلحة .. في جنوب السودان )!..كانت زوجة ( الرئيس ) تتبادل الحديث مع إحدى ضيفاتها، وتصف لها روعة الإحتفال الذي كانت
    قادمة منه مع زوجها .. جاءت والدة (الرئيس) وجلست بالقرب منها .. أخبرتها الأم بقصتها، وانها والدة (مجدي).. أبدتً تعاطفا معها، ونهضت وإتجهت إلى غرفة في نهاية الصالة، تفصلها ستارة من القماش الخفيف لا تمنع الرؤية بعد التدقيق بالنظر بالنسبة للجالسين بالصالة، خلفها كان يقف السيد (الرئيس ) مستعد للخروج .. وشاهدت الأم من مكانها طيف والدة الرئيس .. وهي تخاطب إبنها (الرئيس)..! وقليلاً ً من الوقت عادت لتقول لها : أن (الرئيس) خرج، وهو غير موجود ! ؟ .. نظرت الأم إليها بدهشه، لكنها صمتت ولم ترد عليها إلا بالقيام مسرعة لتواصل محاولاتها .. ولم تستمع الأخرى إليها .. وهي تدعو الله ..دعاء حار من قلب أم .. بدأ فعلاً في الإحتراق .. وكانت حرم (الرئيس) كل ذلك الوقت، تحكي لضيفتها عن ( روعة ) إحتفال، ضباط القوات المسلحة، في ذلك اليوم .الساعات تتراكض نحو النهاية ..و (الأم ) لم تفقد الأمل، هرولت (إن صح التعبير) ، نعم هرولت إلى سجن (كوبر ) لتملئ عينها من (مجدي ) ، وكان قلبها يحدثها - وقلب الأم د ئما دليلها - إن هؤلاء ( الناس ) ينوون شر بإبنها .. وإن الحكم ي سينفّذ !. لم تستطع مقابلته وطلب منها الضابط (المناوب ) بالسجن أن تحاول الإتصال بالسيد (زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر) أحد رجالات (نميري ) الأقوياء، وأحد نجوم مجتمع الخرطوم وقتها .. فعلاً ذهبت هي وإبنتها .. وتعاطف الرجل معها بشدة، هو وزوجته، وركبا معه في سيارته وعند بوابة منزل (الرئيس ) بالقيادة العامة، إعترضهما الحرس .. عرّفهم بنفسه ولكنهم أجابوه بغلظة واضحة : "الرئيس .. غير موجود " ؟ !. أخبرهم بالقصة .. وأن والدة ( مجدي ) معه بالسيارة، ولم يتبق إلاّ ساعات لتنفيذ حكم الإعدام .. ولكنهم هذه المرة أشهروا مسدساتهم وهم يرددون : " الرئيس .. غير موجود "!.. لحظتها بكى هذا الرجل .. القوي، من القهر .. وأنسحب . رجعت (الأم ) إلى المنزل ومعها إبنتها، وكل الخرطوم في ذلك الوقت كانت بالمنزل، ولكن ..لعبة ( الروليت ).. كانت قد بدأت في الدوران .
    *****
    ( عادل ).. تحرك في جميع الإتجاهات . لم يترك باباً إلاّ وطرقه آملاً في نجاة صديقه . كان يأتي يومياً .. في تمام الساعة السادسة والنصف صباحاً إلى سجن (كوبر) ، يحمل معه اللبن، والجرائد، والمجلات، وبعض ألعاب الكمبيوتر الصغيرة .. يتبادلان الحديث، والمدهش أن (مجدي ) كان يتصرف، ويتحدث بتلقائيته المعهودة، بينما كان (عادل ) يجاهد ليبدو طبيعياً، وكان صوته يخرج عميقا ومرهقاً، كأنه قادم من أعماق سحيقه داخل نفسه، ويتجنب النظر في عيني صديقه حتى لا يرى ألمه الهائل .. وفي المساء يحضر معه طعاماً، وبعض الملابس ويجلس معه لفترة . أخبره في أحدى هذه الزيارات أن (الوالده ) لها محاولات مع السيد (الرئيس ) حاكم النظام الجديد . أمتعض وطلب منه أن ينقل إليها رفضه لذلك .. والدائرة تدور ..والساعات تتناقص نحو المصير .. المحتوم .
    *****
    كأي يوم سبت عادي، أشرقت شمس ذلك اليوم على الخرطوم، في منتصف ديسمبر 1989م
    ظهرت صحف ( الثورة ) ، كالعادة تُمجِّد رجالها، وتلعن الأحزاب ورجال الحكم السابق، ولكن لفت نظرالناس أن هناك عناويناً بارزة في كل الصحف ذلك الصباح تقول :ً
    " تم أمس تنفيذ حكم الإعدام على تاجر عملة .. ومخدرات ." الخبر بصورته تلك، كان يُقرأ على أن تاجر العملة هو نفسه تاجر المخدرات .. رغم أن المقصود بتاجر العملة (مجدي)..! أما المخدرات فكانت تخص مو اطناً مصرياً، اُتهم مع بعض السودانيين، ولكن
    الأدلة أثبتت انه صاحبها .. كما يقولون . وكان الخبر أيضا لقراءة رد الفعل لدى الشارع السياسي، وخاصة ً لدى العسكريين منهم، الذين في الخدمة أو الذين تم طردهم منها تحت مُسمى ( الصالح العام ) ، وخاصة رد فعل (خبر ) قتل (مجدي ). أكتمل شروق الشمس، والمعتقلين السياسيين يتجولون في فناء السجن، بحثاً عن الدفء في بداية هذا اليوم البارد، وبالقرب منهم بقية المحكومين، والمنتظرين لأحكام .. و (مجدي) ومجموعة الإعدام .. أي أنه كان حيّاً يرزق . تقاطر أهله أمام بوابة السجن فور قراءتهم لخبر صحف ذلك اليوم . وجاء (عادل )مسرعا .. همس أحد المعتقلين السياسيين لجاره بالأخبار .. لم يصدقها لأنه أشار بيده ناحية (مجدي ) ، الذي كان وقتها يقترب منهم ليبادلهم التحية ويجلس معهم .. ولم يخبروه .مدير السجن العمومي اللواء سجون (حجازي عابدون ) عندما قرأ الخبر هرول إلى بوابة السجن الرئيسية، حيث تجمع أهل (مجدي) تتقدمهم والدته وأخوته، وأخبرهم أن الخبر غير صحيح !.. طلب منهم الدخول فدخلوا إلى مكتبه، حيث أحضر لهم (مجدي ).. ولم تنطق الشفاه .. ولكن الدموع كانت تنساب بحرقة، ملهبة حتى للقلوب .. طمأنهم (مجدي ) أنه بخير وطلب عودتهم للمنزل، كما طلب من صديقه (عادل ) أن يحضر له بعض الأشياء الخاصة عند عودته مساء بطعام (الغداء).. وخرجوا .. لكن نظرات ( الأم ) كانت تقول أن هناك ً شيئا !.
    انتظر (عادل ) قليلاً مع صديقه لحين إكتمال إنصراف أفراد الأسرة للمترل، عندما نهض ليودعه، على أمل اللقاء به في ظهر ذلك اليوم كالعادة، همس له مدير السجن : (بأن يأتي إليه لوحده الساعة الحادية عشر قبل الظهر !) ، حينها كان (مجدي ) متجها بصحبة حرسه إلى زنزانته، بينما كان (عادل )يجاهد الأّ تقع عيناه عليه، واضطرب وجيب قلبه .. ولكنه تماسك .. خارجاً، لايدري إلى أين؟!
    عاد مسرعا إلى مكتب مدير السجن، وطلب منه أن يخبره بالحقيقة مباشرة، وإنه أو (مجدي ) سيتحملان هذه الحقيقة .. مهما كانت النتائج .. كان الحزن يكسو وجه المدير، الذي أخبره بصوت متأثر، بأن الإستئناف المقدم من المحامي تم رفضه، وقرأ عليه قرار رئيس القضاء الذي كان فحواه : " أن المتهم من الذين يشتغلون بالتهريب، وأنه من أسرة تمتهن التهريب وتخريب الإقتصاد، ويطالب بتوقيع أقسى العقوبة، والتشديد فيها .. وإنه يؤيد .. الإعدام ." وبالقرب من هذا القرار كان هناك توقيع رئيس مجلس الثورة، .. الشهير .. (أوافق)!!.. وأخبره ايضاً، أن تنفيذ الحكم سيتم الليلة، بعد أن أحضر (الملف) إبراهيم شمس الدين، عضو مجلس الثورة .. أحضره بنفسه إلى إدارة السجن، حيث سيتم التنفيذ .. والإعدام .ولأنه مقاتل، وخاض غمار الحروب، خاصة في جنوب البلاد ورأى فيها ما رأى، تلقى (عادل )الأمر بثبات الفرسان عند المحن، وطلب من المدير أن يسمح له بمقابلة ( مجدي ).. أستجاب لطلبه .. أندهش (مجدي) عندمل رأى صديقه بالمكتب وهو لم يفارقه إلاّ منذ قليل، ورأى في نظرات صديقه لمعاناً وبريقاً، يبدو كالضوء الخافت قادماً من على البعد، وبادره قائلاً : " عادل .. ماذا هناك؟ !!". لم يتمالك (عادل ) نفسه أخبره بفحوى قرار السيد رئيس القضاء وتأييده من رئيس مجلس الثورة .. وهو الإعدام، وسيتم التنفيذ ..الليلة .
    لم يصدقا نفسيهما عندما رأيا (مجدي ) يبتسم وهو يمازح صديقه قا ئلاً : " هل تصدق يا عادل انني حلمت بأبي اليوم .." . وصار يهدئه، مو اصلاً أن الأمر لله وحده .. وأجهش (عادل ) ومدير السجن بالبكاء هذه المرة .. ولكن بصوت مكتوم، كدوي المدافع، ومراجل الصدور عندما يعتريها الغضب والشعور بالغبن والمهانة . أمر المدير بفك قيوده، وأجلسه قرب صديقه، وجلس ليدون على بعض الأوراق إجراءات الإستعداد .. لإعدام (مجدي ).. و (مجدي ) هاد ئاً يوصي صديقه :-
    " بداية أوصي الجميع بالصبر، لأنها إرادة الله . لا تعملوا لي مأتماً .. ووالدتي بعد الوفاة تذهب إلى القاهرة، تبتعد عن البلد لفترة، لعل الزمن يداوي جراحها . آرجو أن يأتي فوراً محمد ومندور وكذلك الأخ مجدي مأمون حسب الرسول . وحساباتي المالية عندك، أرجو أن تتركها معك، إذا ظهرت لي ديون من أي شخص، أرجو أن تسددها بنفسك لألقى الله بريئا منها، وإذا تبقى منها شيئ وزعه على الفقراء من ( الأهل .. والناس ).. كان هاد ئاً وهو يتكلم ، و (عادل ) في حالة لا يعلمها إلاّ الله ولكنه يحاول التماسك .. في حوالى الساعة الواحدة بعد الظهر تم إجراء الكشف الطبي عليه، وتم أخذ وزنه وطوله .. وهوكان رائعاً كالعهد به، شامخا بتاريخ أسرته .. ووالده .. وفي منتهى الثبات . كان الوحيد الذي تابع معه هذا الإجراءات (عادل ).. هذا الوفيِّ حتى في لحظات الموت الذي يخيم بشبحه الرهيب على المكان .. و يضا كان يراقب الأحداث بصمت، لأن زمن الخوف .. والرهبة أنتهى، وأصبح الأمر و اقعاً .. وهم اولئك الجلادون، حتى غريزة الخوف داخل النفوس ! ، وعندما تموت مثل هذه الغريزة (الإنسانية ) داخل النفوس ! تبدأ لحظات المواجهة مع التحدي، ورغم الألم، ومرارة الإنتظار، لابد أن تشتعل جذوة الأمل في الحق .. والحقيقة .. والإنتصار .
    أنتهت " مراسم " الإستعداد، لإعدام ( مجدي ) ، وسار بهدوء يتبعه حرسه، وتشيعه نظرات مدير السجن، (عادل) وبقية الموظفين الذين كانت دموعهم تسبق إجراءاتهم إلى زنزانته، وفي الطريق إليها عبر القسم (ج) ، حيث كانت أنظار كل المعتقلين السياسيين تتابعه، وبعضهم أجهش بالبكاء، وانسابت دموع البعض .. بهدؤ وهم يهدئون زملائهم .. ابتسم لهم (مجدي ) ، وأقترب من أحدهم، وهو (محامي ) مشهور طالباً منه بأدبه الجم ، أن يرسل إليه كو با من الشاي .. أرسله إليه في زنزانته مع حارس عابر في الممر والعبرات تكاد تخنقه من الحزن على هذا الشاب الوضئ .. الخلوق .. المهذب والهادئ حتى في أحلك الظروف .. وفي المساء أ ُضيئت الأنوار الكاشفة، بعد المغرب مباشرة، داخل السجن وخارجه، وانعدم الهمس والكلام بين الناس بداخله، حتى موظفي السجن كانوا يقومون بأعمالهم، وهي أشياء تعودوها بالممارسة ..كانوا يقومون بذلك في صمت، ونظرات زائغة، كأنها شعور بالذنب .. والظلم .
    *****
    إتصل ( عادل ) بممدوح في القاهرة، وأخبره بتسارع الأحداث والمستجدات . هرول الشقيق وسط زحام القاهرة المعروف إلى منزل الرئيس الأسبق ( نميري ) ، طالباً تدخله .. إتصل الأخير بالرئيس المصري ( حسني مبارك ) ، الذي بادر فور تلقيه النبأ بالإتصال بقائد (الثورة) الجديد في السودان، الذي أفاده أن ضرورة إستمرار الثورة تقتضي قرارات حاسمة !.. عادت كل هذه الإتصالات (لممدوح ) بفقدان الأمل وأخبر ( عادل ) في الخرطوم بذلك .. كانت الساعة تقترب من التاسعة مساءً (في ) ذلك اليوم، و (عادل ) مرابط داخل مباني السجن . أتاه ضابط سجون وأخبره أن التنفيذ .. بعد قليل وأنه سيذهب إلى (مجدي ) في زنزانته ليقرأ معه بعض آيات من القرآن الكريم .
    نعم .. لقد أحب هذا الشاب كل من رآه . خرج (عادل) وجهز تصاريح المرور اللازمة لمرور جثمان (مجدي) إلى أهله عبر نقاط التفتيش العسكرية، لوجود حالة الطوارئ وحظر التجوال أيامها .. وفعلاً، جهّز أوراقاً لأكثر من ثلاثين عربة كانت تخص الأهل والأصدقاء والمعارف، المتجمعين خارج أسوار السجن .. ًوعند عودته في منتصف تلك الليلة، قابله (ملازم ) سجون خارجاً من غرفة الإعدام وهو يبكي بألم، وقال : ً" ياسيد (عادل).. أخوكم مات .. راجل؟ !!.
    أستلم أحد الأقارب حاجيات (مجدي ): النظارة، وبعض الملابس، بينما تطايرت أوراق تصاريح المرور من يد (عادل ) ، الذي كان مذهولاً وقتها، حتى جمعها أحد الجنود من الأرض ووضعها في يده .أصطفت سيارات الأهل والأصدقاء والمعارف، بعد منتصف الليل بقليل، خارج أسوار السجن، وجاء(عادل ) واشقاء (مجدي ) يحملون جثمانه من الداخل عبر البوابة الرئيسية، ووضعوه في سيارة صديقه (مرتضى حسونه ) ، واتجهت السيارات عبر (جسر ) القوات المسلحة متجهة جنوبا إلى منزل الأسرة بالخرطوم (2) سمحت نقاط التفتيش وقتها بمرورهم السريع، لأن على جانبي الطرق كانت تتحرك
    سيارات أخرى تراقب .. وتتابع هذا الموكب .. بداخلها (الزبير محمد صالح) ، (فيصل أبو صالح ) وكان وز يرا ً للداخلية، و (صلاح الدين كرار ).. و (إبراهيم شمس الدين).. أعضاء مجلس الثورة (الحاكم ) ، ولكن لعبة( الروليت ).. ما زالت مستمرة .. ولابد لها من أهداف أخرى .وصل الموكب إلى المنزل، حيث كانت كل الأنوار مضاءة .. والزحام رهيب، ولا يوجد موضع لقدم أو مكان لسيارة .. كل الأهل هناك في الخرطوم ) ).. 2 وكل أصدقاء الأسرة .. وحتى أ ُناس لا يعرفو??مأتوا .. والأقارب الذين أتوا من (سُُُرّة) وبعض قرى حلفا القديمة، وحلفا الجديدة، وسفراء وقناصل بعض الدول يتقدمهم صديق الأسرة .. وكل السودانيين، سفير دولة الكويت المرحوم (عبدالله السريُع ) ، وبعض
    رجال المال والأعمال والإقتصاد من أصدقاء والده المرحوم (محجوب) ، وبعض الدبلوماسيين من أصدقاء المرحوم (جمال محمد أحمد).. ذلك الدبلوماسي والأديب الرائع الذائع الصيت، في حياته .. وبعد مماته، وكل أبناء وبنات الأهل .. وكل كهولهم .. بإختصار كل من كان يعرف تلك الليلة .. بالخرطوم وما يدور فيها، خاصة سكان الأحياء القريبة من الخرطوم (2) ، والذين تحدُوا حظر التجوال، وهي شهامة عُُرف بها أهل هذا البلد .. وفعلاً، وكما قال الأديب ( الطيب صالح ) " من أين أتى هؤلاء القوم؟ ".. هل يعرف الحكام الجدد مثل هذه الروح السودانية .. التي أزهقوا واحدة منها هذه الليلة؟ !.. كانت مخابراتهم ورجالها، حركاتهم وتحركاته?م ظاهرة للعيان .. في كل الشوارع المجاورة، وأجهزتهم الصوتية واللاسلكية يتردد صوت وشوشتها أحيانا ً، لأن كل المنطقة في ذلك الوقت .. وكل الناس، كانوا في حالة من الصمت الرهيب لا يسمع خلالها إلأّ بعض هنات وآهات حرُى، يكاد زفيرها يحرق حتى الأشجار المجاورة، لأن القهر يحجر حتى الدموع في العيون ويمنعها من التساقط .. (ولذلك .. ورغم مرور كل هذه السنوات مازال الجرح .. ند يّاً .. طرياً في قلوب الكثيرين .. والكثيرين جدا ..).
    تم إدخال (الجثمان ) إلى غرفته، وحاولت والدته إلقاء نظره أخيره على وجهه هي وبناتها، ولكن تم منعهن بحزم من بعض كبار رجال الأسرة، لأن للشخص بعد إعدامه م نظر لا يمكن أن يمحى من الذاكرة، وذلك بتغير شكله الطبيعي .. خاصة منطقة العنق .. وهنُ ، وكل الأهل لم يروا (مجدي ) في حياته إلأّ جميلاً في شكله .. وقبل ذلك في أخلاقه .. جلس كل الناس الحاضرين، حول المنزل وداخل الأسوار وفي ممرات
    طوابقه، يعلوهم حزن هائل .. ومخيف، في إنتظار إنبلاج الفجر وظهور الضياء لكي يتحرك موكب التشييع إلى مقبرة (فاروق ) ، حيث المدافن العامة، حيث والده واعمامه، وبقية المتوفين من العائلة .. ليرقد بجوارهم .. وتحت التراب، ليحكي لهم ما يدور على سطح الأرض .. أرض السودان .. ونظام حكمه .. الجديد . تحرك الموكب في حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً، والزحام الرهيب يغطي الطرقات،
    والشارع الرئيسي في سوق الخرطوم (2) ،والمتجه جنوباً، توقفت حركة السير فيه ونزل بعض المواطنين من المواصلات العامة وأنضموا للموكب بدافع سوداني (فطري) ، هو الشهامة والشعور بأن هناك ظلماً أحاق بصاحب الجثمان .. وانتشر رجال الأمن يراقبون الموقف ..(إبراهيم شمس الدين ) بسيارته الكريسيدا البيضاء، يقودها من على البعد ويد على المقود، والأخرى قابضة على جهازه اللاسلكي يعطي الأوامر .. وانتشرت سيارات الشرطة حول المقبرة، وخارج أسوارها .. ولأول مرة تقدم الموكب فتيات الأسرة ونسائها عندما صمت بعض الرجال .. هتفن ضد الظلم، لاعنات هؤلاء الجلادين من رجال النظام وعلى رأسهم (إبراهيم شمس الدين ) والسيد (رئيس القضاء )؟ ! .. وأنطلقت حناجر الجميع .. وكان بركاناً . و .. ( إبراهيم شمس الدين ) كان هناك في الناحية الغربية لسور المقبرة .. من الخارج .. يراقب الموقف حتى إنتهت مراسم الدفن، وطلب البعض الهدوء، عند العودة للمنزل، حتى لا يتشفى ذلك ( الرابض ) خلف السور في جمهرة الناس ويأمر بإطلاق النار .. حتى داخل المقبرة، وهم الذين فعلوا ما فعلوه (بمجدي ).. دون أن تطرف لهم عين، أو تأخذهم شفقة . أستجابت الجموع على مضض لهذا النداء وعادوا صامتين . وبقي (مجدي ) جوار أبيه ( محجوب ).. ولكنه هذه المره كان هاد ئا فعلاً ذلك الهدوء المثير والأبدي .
    *****
    كانت أيام العزاء لهذا (الشاب) ملحمة وطنية . يعتري الغضب النفوس بصمت، ويظهر في العيون المحمرُة من الإنفعال والسهر . ورغم ثراء الأسرة ومحاولاتها إكرام ضيوفها المعزُين من طعام وشراب، كعادة السودانيين في مآتمهم، إلاّ أن أحد لم يذق طعما لشراب أو يجد لذة في أكل .. الكل في حالة ذهول . وطيف ً (مجدي ) يحوم حولهم بإبتسامته الدائمة .. ويغمرهم بدفء أخلاقه الحميدة .وأيامها، حتى بعض العسكريين من الأصدقاء والمعارف، لم يترددوا ولو للحظة من حضور مراسم الدفن وأيام العزاء .. وكانت أعين الأجهزة الأمنية تراقبهم، لكنهم لم يجبنوا .. ولم يستطع الأهل أو (عادل ) أن ينفذوا وصية (المرحوم ) بشأن العزاء، لأن سيل القادمين إليهم كان بالكثرة التي لا يستطيعون
    منعها .. كان هؤلاء تحملهم عواطفهم، وتعاطفهم وهي وحدها تقود السودانيين عندما يشعرون بأن هناك ظلما قد حاق بأحدهم .
    --------------------------------------------------------------------
                  

12-14-2007, 03:48 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    ... رفـض حـسن التـرابي رجـل السـودان القوي وقتـها قبـول اي وسـاطة لإطـلاق سـراح الـمتهـميـن مـن قبل السلطة باخـفاء مـعلومات عـن أرصـدتـهـم الـمالية بالعـملة الصـعـبة ( مجـدي وجـرجـس واركانـجلو)- .... مـدعيآ بان الـموضـوع قـد اصـبـح بيـن يدي الـقضاة وهـو لايـود الاخـلال بسـيـر العدالةوالتـدخل فـي اعـمالـها!!.
                  

12-14-2007, 11:58 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    B]معالم في الطريق
    اعدام الشاب مجدي وقضايا التعذيب.
    ----------------------------------

    جميع الحقوق © 2007 محفوظة لصحيفة " الايام " اليومية.

    العدد رقم: 8983 الخميس 2007-12-13

    محجوب عثمان
    كُتب في: 2006-06-19

    وفاءا لما التزمنا به بشأن مواصلة الكتابة عن قضايا التعذيب من كل جوانبها حتى نصل يوما إلى مرفأ يعيد لمن ظلموا حقهم وبسط العدل عقوبة لمرتكبي كل اثم ونبدأ اليوم بمساهمة المواطن حركي عبد الرحمن حريكة (الاسكان خشم القربة) الذي كتب لنا رسالة مطولة يحكي فيها قصة الشاب الذي اعدم في ديسمبر 1989م وهو السيد مجدي محجوب محمد احمد والذي لم يكن له من ذنب الا وجود مبلغ من الدولارات الامريكية في بيت الاسرة في الخرطوم (2).

    ومجدي ينتمي لاسرة لها باع واسع في اعمال التجارة والمقاولات ولم يك غريبا ان تكون في خزينته دولارات.الكاتب يروي المأساة خطوة خطوة ويصل حتى قرار الشنق واعطاء تصريح للسيد عاصم جمال محمد احمد لتسليم الجثة ويعجب الكاتب من الذي خرب الاقتصاء السوداني هل هو مجدي الذي كانت عنده بعض الدولارات ام النظام الذي جاء وكانت 15 جنيها سودانيا او 13 تساوي الدولار الامريكي فاذا هي اليوم في ظل النظام الذي قتل مجدي وكذلك قتل الطيار جرجس قد بلغ 2200 جنيها بالتمام والكمال.

    تحدث الكاتب عن مساهمات مجدي واسرته في بناء الاقتصاد السوداني، من ذلك أنشاء اول شركة تأمين سودانية وهي شركة التأمينات العامة والبنك التجاري السوداني ومد خط السكة الحديد إلى واو وتثق السيد حركي عبد الرحمن ان العدالة يجب ان تتحقق يوما ما ويسرد كثيرا من امثلة التاريخ التي تؤكد ان الظلم لا يمكن ان يستمر إلى الابد وان الظالم يجب ان يلقى جزاءه يوما اذا كان ظلمه بالتعذيب او بالقتل الذي حرمه الله .

    نشكر الكاتب الدكتور فاروق محمد ابراهيم على مقالاته التي شرح فيها التعذيب الذي تعرض له وذكره من عذبوه او اشرفوا على تعذيبه بالاسم ولكن الكاتب يعيب على الدكتور فاروق ويعارض اقتراحه الخاص بالعفو .

    وكما قال الكاتب في صدر مقاله (الساكت عن الحق شيطان اخرس) فأننا نلتزم بالمتابعة كما اسلفنا وهذا العمود يرحب بكل الاسهامات في قضايا التعذيب والمعذبين .



                  

12-15-2007, 01:35 AM

زياد جعفر عبدالله
<aزياد جعفر عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-15-2005
مجموع المشاركات: 2348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)
                  

12-15-2007, 04:32 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
    زياد جعفر عبدالله

    تـحـيةالـود والأعـزاز،
    والشـكرعلـي قـدومـك الـمـقـدر.

    فـي مـثل هـذا اليـوم 15 ديسـمبـر مـن عام 1989 ماكان هـناك سـوداني شـريف الا وان انشـغل بـموضـوع مـجـدي وبقيـة الـمعتقليـن فـي
    سـجـن " كـوبر". راح كبار النوبييـن ويـجرون شـمالآ ويـمينآ بـحـثآ عـن ايـجاد طريقة ينـقذون بـها مـجـدي مـن حـكم الأعـدام الصـادر مـن صـلاح كـرار والرائـد شـمس الـدين وفرضا هـذاالـحكم عـلي قضـاة الـمحكمة العسكرية التـي انعـقدت خـصـيـصآ لـمحـاكمـةالـمتهـمييـن.

    ولـما كان صـلاح كـرار وشـلةالعسـكر الذين اقتـحـموا بيـت الـمرحـوم مـحجـوب مـحـمد قـد قامـوا بـمصادرة كـل الامـوال الصـعبة والسـودانية الـموجـودة بالـمنـزل فقـد كـان لـزامـآ عـلي الأسـرة وان تـدبر الـمبالغ الـمطلوبة لـمقابلة مـصاريف الـمحـاماة فقـدف قـمن اخـوات الشـهـيـد
    ببـيع الـحـلي ..وتـم رهـن الـمنـزل وهـرولت الأم الـمكلومـة تـحاول مـقابلة البشـيـر ولكـنها وجـدت كـل الابواب مغلـقة امـامهـا وحـال رجـال
    الأمـن بيـنها وبيـن القصـر. تـمامآ فـي مـثل هـذا اليوم 15 ديسـمبـر وقبل 18 عامـآ كانت الأسـرة مازالت وقتـها وتأمـل فـي انقاذ ابنـها مـجـدي ... ولكـن اصـــرار كرار عـلي الاعـدامات لتـخـويف الأخـرين جـعل كـل الـجـهـودوتضـيـع هـباءآ منثـورآ.

    اما بالنسـبة لتعليق الزميـل أسـاسـي والذي قـمت بالرد عليه بادب واحتـرام.. ولفت فيـه نـظـره الـي انـني قـد ذكـرت الـمـصـدر وطلبت مـنه مـراجـعة مـقالتـي فـي بـداية "البوسـت" وسـيجـد انه مـخـطـئ عـندما وصـفنـي بلص "سـودانيـزاون لاين" وتوقعت منـه الاعتذار ولـم يقـم!!..
    وهـو أمر لااود وان انشغل بـه عـن هـدفي الكـبير واحـياء ذكري الشـهيـد مـجـدي والتـي سـتصـادف ذكـراها الثامنـة عـشر بعـد غـد 17 ديسـمبـر الـحـالي.

    لك مـودتـي.
                  

12-15-2007, 05:36 AM

Murtada Gafar
<aMurtada Gafar
تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 4726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الأخ د. بكري الصايغ شكراً جزيلاً لهذالتوثيق الدقيق لممارسة القتل تحت التعذيب التي مارستها هذه العصابة المجرمة

    مرتضى جعفر
                  

12-15-2007, 01:23 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: Murtada Gafar)

    الأخ الـحبيب الـحبوب،
    Murtada Gafar

    تـحـية الـود والأعـزاز،
    والشـكر علـي مسـاهمـتك ومـشاركتك.

    بـعـد خـمـسة أيام تـهـل بشـائر عـيـدالأضحـي وتـدخل الأفراح كـل البيوت الأبيتـآ واحـدآ سـيعـيد تـجـديـد العـزاء......

    من مهازل القـدر انـه وفـي الوقت الـذي تعـيد فيه أسـرة الـمرحوم مـحجوب ذكـري اغتـيال وتـصـفية الشـهيـد مـجـدي ولايـحـتفلون بعـيد الاضـحـي لانه عـيـدآ صـادفت أيامه والـمناسـبة الـحـزينة ....
    نـجـد ومـن الناحـية الأخـري ان قـاتل مـجـدي قـد راح يـتبـضـع ويشـتـري لـوازم العـيـد مـن الأمـوال الأسـر الـمـكلومـة!!!
                  

12-16-2007, 02:42 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    16 ديسـمبـر 1989 :
    _____________________

    فـي مـثل هـذا اليوم خـرجـت صـحـف النظام تشـيـد بصـلاح كرار حـامي النظام الآقتـصادي وصـاحـب القرارات الثورية- بـحـسب وجـهة نـظرها- وأظهـرت صـوره ببـزته العسكرية بالصـفحات الاولـي.

    وماتـجـرأ صـحـفي مـن هـؤلاء الصـحفييـن الأسلامييـن وان يكتب الـحـقيقة عـن خـسـة ونـذالة الـجنرال صـلاح كرار الـذي اقـتـحم مـنزل أسـرة مسالـمة ومـعروفة عـند الـجمـيع بالسـمعة الطـيبةوالصـيت الـحـسن وراح هـو وجـنوده "الأشاوس الـمغاوير" وراحوا يرهبون حـاجة "نـبـرة" حـرم الـمرحـوم مـحـجوب ووالدة الشهيـد مـجـدي ويسـمعون البنات اسـوأ انواع السـباب البذيئة التـي تعـلموها فـي القيادةالعامـة... ويعيثون فسادآ بالـمنزل ويـحـدثون هـرجآ متعمدآ بـهدف زيادة ارهـاب الوالدة وبناتها والطالب مـجـدي.

    ماتـجـرأ صـحـفي واحـد وان يقول كلمة حق في هـذه الأسـرة النظيفة وراحـوا يـكتبون عن مـجـدي "تاجـرالعملة" ويتـهمونه بتـخريب الأقتصادية وسـكتوا هـؤلاءالصـحفيين عـن صـلاح (دولار)!! ابو السوق الأسـود وخارب الاقتصاد الحـقيقي!!.

    سـكتت صـحـف النظام وان تقول ان صـلاح كرار عندما قرر اقتـحام
    منـزل الـمرحوم مـحجـوب ومـصادرة امـوال الأسـرة اختار وقتآ لايكـون فيـه بالـمنزل الا الـحاجة الوالـدة وبناتـها فقـط وعـدم وجـود اي رجـل او رجـال بالـمنزل خـشيـة الـمقاومـة او مـن يعـطل خـطة نـهـب امـوال الأسـرة،... اخـتار الـوقت الذي فيـه فقـط بالـمنزل من هـن ضـعيفات لاحـول
    لـهن ولاقوة امام "الـمغاوير الاشـاوس" جـنود وحـراس جـنابو صـلاح كرار!!.

    سـكتت صـحـف النظام ومازالـت ساكته عن جـرائـم صـلاح كرار واعـداماته!!.
                  

12-16-2007, 03:33 PM

saif addawla
<asaif addawla
تاريخ التسجيل: 12-07-2006
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    رغم مظلم الانقاذ التي لا تحصى ، الا ان اعدام الشهيد مجدي يظل خنجرا مسموما في حلقها لا ظهرها ، وكان عراب الغش والخداع الدكتور الترابي اول من تبرأ من دم الشهيد حين انكر في مقابلة تفزيونية مع قناة الجزيرة ان تكون لديه اي علاقة بالاعدام ومضى اكثر واستكرها ، وكذلك فعل جلاده صلاح كرار في تصريحاته التي لم يجف حبرها ، وقذف بحبل المسئولية في رقبة المتوفي جلال علي لطفي .

    لا غرابة في ان تمنح الانقاذ الوطني عراب تجارة الدولارات في السودان وسام ابن السودان البار ، ولا غرابة ايضا ان يلتقي كل صباح المشير البشير بغاسلي الاموال في قصره الجمهوري ويشكرهم على سخي تبرعاتهم ، المجد والخلود للشهيد مجدي والخزي والعار لجلاديه الى يوم يبعثون .

    سيف الدوله
                  

12-16-2007, 04:35 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: saif addawla)

    نيرون مات ولم تمت روما

    وحبوب سنبلة تموت

    فتملأ الوادي سنابل

    ____
    مجدي

    عريس الشهداء

    من أغتالوه فى الارض شنقاً

    اصابتهم لعنته فى السماء

    فهوى بهم طائر الموت ...

    لا فى حواصل طير خضر

    وإنما فى ناراً... رماده اسوداً
                  

12-16-2007, 08:45 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الاخ الـحـبيب،
    سـيف عـوض اللـه،
    الأخ الـحـبوب،
    حـيـدر حـسـن،
    تـحـيةطـيبة،
    والشـكر علي مـساهـماتكـما فـي موضـوع نـجـتـر ذكراه الأليـمة كـل عـام،
    ونذرف الـدمع السـخـيـن ونرفع ايـدينا للسـماء نـطلب من اللـه الـمنتقـم ان يـقتـص مـن القتلة السـفلة ويـنتقـم شـر انتقام مـن الذين
    ظـنوا ان "الـحال سـيبقـي دوام الـحال لـهـم ".

    مـن غـرائب الـصـدف ان جـلال عـلي لـطـفي يـمـوت فـي نـفس شـهـر اعـدام مجـدي وجـرجـس ويلقي ربـه يوم 6 ديسـمبـر ..
    وهـو نـفس اليـوم وقبل18عـامآ ويقوم الدكتور عـلي فضـل بتسـليـم نفسـه للطـيب "سـيـخـة" ويقتله فـي 22ابريل 1990 بعـد تعـذيب في احـدي "بيوت الأشـباح".


    جلال على لطفى:
    فى عهده تم اعدام جرجس ومجدى واركان انجلو!!


    :::::::::::::::::::::::::::::::::::

    جلال على لطفى.
    ---------------

    الـمـصـدر:السنجك
    16-12-2007,

    المنتدى العام ل "سودانيز أون لاين " دوت كوم:
    (المنبر العام)
    وفــــــاة جلال على لطفى !!!!!.

    جلال مات الحمد لله رب العالمين المنتقم الجبار
    اللهم لاترحمه فانه لم يرحم عبادك
    اللهم انه كان قاسيا على عبادك فكن قاسيا عليه
    .............
    ذهبت له والدة مجدى محجوب وهى فى غايةالرعب فابنها على شفا الاعدام ..كان الوقت عصرا وجلال يحمل خرطوشه ويسقى فى نجيلته تكلمت معه بلوعة الام وخوفها على ابنها تجاهلها هذا الجلال وواصل بخرطوشه سقى النجيله فالنجيله عنده اهم من روح انسان حوكم ظلما !!!خرجت الام الملتاعه وهى اكثر هلعا لم يرحمها هذا القاسى ولو بكلمات تطمنها لحين ... ضن عليها حتى بالحديث !!هل هذا قاضى ؟

    وهل نطلب له الرحمه هذا الذى امتنع عن رحمة ام ملتاعه
    ارفعوا ايديكم للسماء معى ورددوا لارحم الله جلال على لطفى حيا وميتا.
    ................................................................

    الـمـصـدر: wadalzain
    المنتدى العام ل "سودانيز أون لاين " دوت كوم:
    (المنبر العام)
    وفــــــاة جلال على لطفى !!!!!.

    06-12-2007

    رحمه الله
    ولكنه تقلد مناصب عامه وسيحكم التاريخ على اداؤه فى المناصب العامه ، فقد كان اداة من ادوات السلطه الغاشمه والديكتاتوريه فى وأد استقلال القضاة ، كان لا يوفر فرصه فى خدمة السلطه القابضه ، فى فترة رئاسته للقضاء شهد القضاء السودانى اكبر مجزره فى تاريخه فى فصل القضاة الوطنيين والشرفاء والاكفاء ، كان غير معنيا بالعداله ولا تهمه فى شىء همه الاول تقديم خدماته القانونيه لاصحاب السلطه ، لقد درسنى الراحل وفى فترة ديكتاتورية نميرى كان يقدم خدماته لسلطة نميرى بجداره وعندما نحاصره فى المحاضره عن اداؤه ووقوفه مع قانون الامن وشتى القوانين القمعيه والمقيده للحريات كان يضحك ويقول انا مهنى ولا اهتم بالسياسه اذا طلبوا منى شىء اعمله ولا اهتم ، كان يؤدى لنا المحاضره ثم يقول سوف اغيب الاسبوع القادم عشان ماش مصر اعمل ليكم التكامل وكان فى تلك الفتره هو عضو فى برلمان التكامل بين مصر والسودان الذى ابتدعه نميرى ، اما فى هذه السلطه فقد اكمل حلقاته كلها فى الانتهازيه ومملأة السلطه ودعمها وفى عهده كانت محاكم الثوره ومحاكم الخيم ومحاكم العساكر من السجون والجيش والشرطه وكانت هذه المحاكم بسلطات منه تمارس اعمالا قضائيه هم غير مؤهلين لها وغير جديرين بها فقد قاموا باخلاءات بالجمله لعمارات فى السوق وفى المساكن .

    لن يرحمه تاريخ السودان
    ولن يرحمه الذين ظلمهم
    ولن يرحمه كل الذين تأثروا بقراراته وفصله للقضاة وتشريدهم واسرهم وانا شخصيا كنت اتمنى حياته ليشهد عودة الديمقراطيه فى يوم ما ليرى بأم عينيه فضائحه ومحاكمة الناس له
    اما ذنوبه وحق الله سبحانه وتعالى فأمره متروك لله سبحانه وتعالى.
    ...........................................................

    الـمـصـدر: عبدالأله زمراوي.

    المنتدى العام ل "سودانيز أون لاين " دوت كوم:
    (المنبر العام)
    وفــــــاة جلال على لطفى !!!!!.

    Quote:
    "نعم انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله ، فنحن لا نشمت في الموت ولا الموتى ، فكل نفس ذائقة الموت ، وهي حقيقة على بساطتها ومرجعيتها الاسلامية لم تمنع حسين خوجلي وغيره من تقريع الفريق فتحي ( عليه الرحمة ) غداة وفاته ، وحين استنكر عليه الناس ذلك قال قولته الشهيرة ( ولكنه ليس من موتانا )" .

    شكرا زميلي مولانا سيف فقد أوفيت وكفيت.

    سيأتي التأريح على غير ما يشتهيه جلال علي لطفي. ففي عهده تم الأستغناء عن 70 بالمائة من قدامى القضاة وصغارهم زرافاتا ووحدانا. كان أداة طيعة للعسكر والعقائديين الأشرار وكان يذهب للقصر في السنوات الأولى للأنقاذ وهو يتأبط ملفات الشرفاء الأتقياء من القضاة لفصلهم وتشريدهم كما فعل بي شخصيا دون ذنب جنيته سوى نقد سلوكه أمام زملائي!

    كان جلال لطفي لا يتوانى حتى تقلده لوظيفة رمزية فيما بسمى ( بالمحكمة الدستورية) المهزلة، في فصل كل من يرفع صوته من أجل الحقيقة. كان مولانا يحيى الفارسى قد أعنرض مرة على ظهور عزيزة عصمت المحامي أمامه وهي تمثل مكتب (جلال لطفي المحامي) باعتباره رئيسا للفضاء conflict of interest. تم تشكيل لجنة من ضمن أعضائها موظف بالقضائية وتم فصل القاضي المذكور دون ذنب جناه سوى غيرته على قضاء مستقل لا يقبل ان يكون رئيس قضائه محاميا في نفس الوقت!

    في بدايات الأنقا، دعاني خالي اللواء حقوقي أحمد محمود حسن (صار وزيرا للعدل ثم طرد فيما بعد) ليسألني عن رأيي في أختيار جلال رئيسا للقضاء وكان معنا المرحوم المحامي فتحي حسن كاشف وعلى اليمين أبراهيم شمس الدين وهو يتكىء على (رشاشه)! فقلت له أن هذا الشخص له تأريخ حافل بالطغيان (في الأربعينيات جلد شيخا بأستاد عطبرة حتى تبول) ولا أعتقد أن القضاة سيقبلون به بعد أن أنتخبوا شخصا عفيفا مثل مولانا المرحوم محمد ميرغني مبروك بعيد الأنتفاضة!

    وبينما نحن نتحدث عن الرجل، دخل علينا مولانا جلال بنفسه وعندما شاهد ابراهيم شمس الدين جالساومعه رشاشه الأمين، أنحنى رئيس القضاء كما ينحني الهنود في محفل هندوسي أمام تمثال بوذا.

    كانت أنحناءته أيذانا ببدء تأريخ أسود لقضاء السودان. خرجت لا ألوي على شىء ووقفت أمام جمهرة من القضاء تحت شجيرات المجكمة الجزئية وحدثتهم عن ما رأيته بغيني وكان معنا القاضي ابايزيد الذي صار فيما بعد (جزار القضاة)!

    في اليوم التالي أستدعاني مولانا جلال بمكتبه ووقف يقول لي (ما دام أن خالك سعادة اللواء أحمد محمود حسن) فلماذا لا تكون مثله عفيفا، تقيا ومتقبلا للثورة الأسلامية المباركة. ثم حدثني وهو يقفل باب مكتبه بأنه تشاور مع القصر لتعييني ملحقا قضائيا بالقصر!

    جرى الدم في عروقي ووقفت وانا ألوح بقبضة يدي وأقول له: لن أبيع ضميري وأتجسس على القضاة زملائي من أجل عيون ثورة لا تعني القضاة وقلت له بأنني أفضل ألف مرة ان يأتي أسمي من ضمن المفصولين سريعا حتى لا تصيبني اللعنات والنظرات. وخرجت لا ألوي على شىء!

    وبعد أقل من شهر تسلمت خطابا من مجلس قيادة ثورة الأنقاذ بتوقيع عمر حسن أحمد البشير بفصلي من العمل فحمدت الله على هذا المكروه الذي لا يحمد الا سواه!

    مات عضرات القضاة أبتداء من القاضي العالم النحرير مولانا هنري رياض سكلا وحتى القاضي الباذخ مولانا حسن عيسى وفي قلوبهم غصة من الفصل الجائر الذي تم لهم على يد جلال دون ذنب جنوه!

    بعد 13 عاما بالمنفى، عدت للسودان وطفقت أبحث عن أسباب فصلي. وقررت أن أزور وزير العدل السابق أحمد محمود بمكتيه وهو بالمناسبة ساهم في فصل أكثر من مائة قاض وهو حي يرزق حتى الآن! فقال لي أن جلال لطفي أصر على فصلي لأنني شيوعي وصديق للفنان محمد وردي وان هذا الأخير دأب على زيارتي بأستراحة القضاة أيام كذا وكذا وأنني أطلقت سراح مهنسي وزارة الري السكارى من حراسة محمكة مدني الجنائية دون جلدهم أربعين سوطا وقلت لهم (أذهبوا فأنتم الطلقاء!

    الحديث طويل لكنني أكتفي الآن بهذا الخيط في حق رجل أتمنى له الرحمة والمغفرة عند مليك مقتدر. لكنه التأريخ لا يرحمنا ان تغاضينا الطرف عن ظلم حاق بنا أو بغيرنا!

    والسلام...

    -..............................................................

    الـمـصـدر: عبدالأله زمراوي.
    ------------------------

    أتصل بي قبل قليل مولانا القاضي السابق محمد الحسن محمد عثمان الذي يقيم بالولايات المتحدة وكلفني بنقل الآتي لكم:

    *قبيل فصله من العمل بالقضائية بثلاث أيام، زار جلال علي لطفي محكمة المهدية التي كان يعمل بها وبمعيته القاضي ابوسن.

    *في نفس يوم الزيارة، أقدم مجموعة من غوغاء الطوارىء على أحتجاز القاضي المفصول الآخر مولانا مالك (الحزين) بعد أن كان عائدا من تفتيش حراسات قسمه ليلا وأجبر على المبيت تحت دبابة من مغيب الشمس حتى شروقه!

    **بجرأة وبقوى، فاتح مولانا محمد الحسن رئيس القضاء في أمر القاضي الذي تعرض للذل والأذلال، فأجاب لطفي بأن الثورة تحترم القضاء والقضاة وسوف تحميهم من غائلة تغول السلطة التنفيذية على أستقلاليتهم. ثم أردف بأن الثورة لن تفصل قاضيا واحدا لآسباب سياسية!

    ***بعد ثلاثة أيام من حديث لطفي، تم فصل أكثر من ستين قاضيا لآسباب سياسية ومن ضمنهم مولانا محمد الحسن عثمان، الصادح بالحق الذي يخيف سلطة الأنقاذ!

    ****مولانا محمد الحسن يرى أن جلال علي لطفي قد هدم القضاء وشرد القضاة وأشاع الفساد في البلاد لذلك لا يستحق منه أن يذرف دمعا لموته!


                  

12-17-2007, 00:25 AM

زياد جعفر عبدالله
<aزياد جعفر عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-15-2005
مجموع المشاركات: 2348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الاخ العزيز بكري الصايغ
    تعرف, حدثت جدتي-والدة الشهيد أبوبكر-بأن هناك من يكتب في الانترنت عن مجدي الشاب الذي أعدم ظلما..قالت لي أن والدته قد حضرت ايام عزاء الشهيد ابوبكر..و حكت لهم كيف انها كم تضرعت و توسلت لنقاذ ابنها و لكن بلا فائدة...كانت لفتة بارعة تؤكد سعة افق والدة الشهيد مجدي...
    كان الله في عونكن ايتها الامهات المكلومات...
                  

12-17-2007, 09:38 AM

ياسر ميرغنى عبدالرحمن
<aياسر ميرغنى عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: زياد جعفر عبدالله)

    فوق..ليقراالذين يغنون للأنقاذ ذابحة الشعب السوداني..
                  

12-17-2007, 03:03 PM

زياد جعفر عبدالله
<aزياد جعفر عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-15-2005
مجموع المشاركات: 2348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    up
                  

12-17-2007, 07:26 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الاخ الـحـبيب،
    زيـاد جـعفر،
    الاخ الـحـبوب،
    ياسـر مـيـرغنـي عـبدالرحـمن،

    تـحـية الود والأعـزاز،
    والشـكر عـلي مـساهـماتكـم الـموقرة الـمـقدرة.

    ان دعـوات الـمسحـوقيـن والأرامل واليتامي الذين فقـدوا اولادهـم بيـد صـلاح كرار وجـلاديه تلقي الأسـتجابة عـند اللـه الذي وعـد القتلة بالقصاص الرادع.
    لـقي الـجـلاد شـمـس الـدين مـصـرعه فـي سـقوط طائرة "الأنتينوف"
    وانفـجـرت واحـتـرق اغلب ركابـها وتـم اسـتـخـراج جـثته فيـما بعـد وكانت مـتفـحـمة لدرجـة اسـتعـصي عـلي الناس ومـعرفة ان كانت الـجـثة للرائـد شـمس الدين ام لشـخـص أخـر!!!،
    ومات قبله غـرقآ اللواء الزبيـر فـي ظروف مازالت خـافية عـلي الـجميع!!.

    اما صـلاح كرار فانه يعـيش مـنبوذآ حـتي مـن اقرب اصـدقاءه فـي كل مـكان..
    وهـاكـم ماقاله هـو بنفســـــــه للصـحافة العالـمية.....



    السودان يفصل سفيره لدى البحرين بسبب مقال صحافي
    صلاح كرار لـ«الشرق الأوسط»: تلقيت تهديدا يقول:
    «عد للسودان إن كنت رجلا»!!
    __________________________________________________

    الـمصـدر: جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية.

    الاحـد 28 جمـادى الاولـى 1424 هـ 27 يوليو 2003

    العدد 9007

    المنامة: هناء بوحجي:
    أكد السفير السوداني لدى مملكة البحرين صلاح الدين محمد احمد كرار امس انه تسلم رسالة من السلطات السودانية تفيد بفصله عن العمل بسبب مقال نشره في صحيفة محلية في الخرطوم بداية يوليو (تموز) الجاري، انتقد فيه نظام الانقاذ الوطني الذي كان احد ابرز قادته الذين نفذوا الانقلاب العسكري في يونيو (حزيران) 1989.

    وقال كرار لـ«الشرق الأوسط» انه رفض قرار الفصل وقرر عدم العودة الى السودان دون أن يكشف عن وجهته المقبلة. وسرت انباء غير مؤكدة الأسبوع الماضي تفيد بفصله، لكن كرار اكدها امس، مشيرا الى أنه تسلم فعلا برقيتين تعلمه الأولى انه مفصول من السلك الدبلوماسي وتطلب منه العودة الى السودان خلال أسبوعين، ورد عليها بالرفض مبررا بأن قرار الفصل لم يذكر السلطة التي صدر عنها، وما اذا كان قرارا جمهوريا أو صادرا عن مجلس محاسبة. وقال «في مثل هذه الحالات يتم استدعاء السفير الى بلاده للتحدث معه في الأمر. والفصل لا يتم بهذه الصورة الا في حال حدوث خلاف بين البلدين».

    واوضح أن المبدأ الثاني الذي دعاه الى رفض الفصل هو أنه جاء من موظف بالخارجية أقل من مستوى السفير «وهو مدير المكتب التنفيذي بوزارة الخارجية، وهذا لا يجوز اجرائيا». وأضاف أنه تلقى ردا على برقيته الرافضة للقرار ببرقية أخرى تؤكد قرار الفصل وتطلب منه العودة الفورية الى بلاده.

    وكان كرار قد قال في مقاله الذي نشرته صحيفة «اخبار اليوم» السودانية في ذكرى مرور 14 عاما على الانقاذ الشهر الماضي، ان نقده يأتي في اطار النقد الذاتي باعتباره عضوا فاعلا في المجلس العسكري لنظام الانقاذ الذي تم حله، متهما المجلس باقصاء الآخرين واجراء عمليات طرد من الخدمة والاحالة على الصالح العام على قاعدة تصفية الحسابات وعدم الأخذ في الاعتبار الترتيب البروتوكولي لاعضاء مجلس قيادة الثورة وتجاهل دعوتهم في الاحتفالات بذكرى الانقاذ.

    وفي السياق نفسه قال كرار إنه تلقى تهديدا من خلال اتصالين من مصدر غير معلوم قيل له فيهما «نحن قطعنا آخر شعرة بينك وبين الفريق عمر (البشير)، وعد الى السودان ان كنت رجلا». ووجه كرار اتهاما الى أجهزة الأمن في السودان بـ«التحرض ضده»، مشيرا الى أنه كأحد أعضاء «مجلس الثورة» كانت لديه مصادمات مع أجهزة الأمن في السودان منذ عام 1995 بعد محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك. وقال كرار «طلبت من وزير الخارجية الدكتور مصطفى اسماعيل أن أعطى فترة 45 يوماً ليتسنى له وداع زملائي السفراء والمسؤولين في الدولة بسبب غيابهم في اجازات حاليا ولأتم تسلّم مستحقاتي وأترك الخدمة بالشكل اللائق»، مضيفا أنه قرر عدم العودة الى السودان الا أنه فضل عدم الكشف عن وجهة استقراره المقبلة.

    وكرار الذي افتتح أول سفارة للسودان في البحرين كان قد عمل ضابطا في القوات البحرية وشارك في انقلاب الانقاذ الوطني في عام 1989 وكان برتبة عقيد ثم أصبح فيما بعد عضوا في مجلس قيادة ثورة الانقاذ الذي كان يرأسه البشير حتى عام 1991 عندما أوكلت له وزارة النقل والمواصلات والسياحة لمدة ثلاث سنوات ثم عين وزيرا للطاقة والتعدين لمدة ثلاث سنوات حتى عين وزيرا لشؤون مجلس الوزراء لثلاث سنوات قبل أن يعين أوّل سفير للسودان لدى البحرين في عام 1998.
    _____________________________________

    الخارجية السودانية:فصل سفيرنا بالبحرين لايعود لأسباب سياسية!!
    __________________________________________________________

    الخرطوم ـ كونا

    الثلاثاء 1424-05-29هـ الموافق 2003-07-29م

    نفت وزارة الخارجية السودانية ان يكون قرارها فصل سفير بلادها لدى البحرين العميد صلاح الدين محمد احمد كرار يتعلق بأسباب سياسية وقالت: ان الفصل جاء نتيجة قرار اداري بحت.
    والمعروف ان صلاح كرار كان احد اعضاء مجلس قيادة الثورة بقيادة البشير الذي قاد انقلابا ناجحا ضد حكومة رئيس الوزراء الصادق المهدي عام 1989 وكان احد الشخصيات المثيرة للجدل في الفترة التي تلت الاستيلاء على السلطة.


                  

12-17-2007, 07:46 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    الانقاذ تاكل بنيها!!!
    __________________________


    http://maali8.maktoobblog.com

    الإثنين,كانون الأول 18, 2006

    ...معالى ابوشريف ...ابوظبي:

    نحن قطعنا اخر شعرة بينك والبشير ..وعد للسودان ان كنت رجلا هذا التهديد هو اخر ما تلقاه صلاح كرار من اجهزة الامن وهو السفير المبعوث من قبل النظام فى البحرين ويدعى كرار انه كانت لديه مصادمات مع اجهزة الامن عام 1995 بعد محاولة اغتيال الرئيس حسنى مبارك ...هذا الكلام يعنى الكثير ..
    اول ما يعنى ان صلاح كرار لديه معلومات عن هذه المحاولة الفاشلة بدليل انه دخل فى مصادمات مع من حاول الاغتيال مما يؤكد معرفته حتى بالاشخاص والافراد الذين حاولوا وفشلوا هذا اولا .
    ثانيا هو يريد تهديد الذين هددوه بكشف المخبوء والسر او الاسرار التى يعرف عنها الكثير منذ قيام الانقلاب .
    ثالثا انه فضل عدم العودة للسودان وفى هذا ادانة للنظام الذى خبره ويعلم كيفية معاملته لمخالفيه ..
    صلاح كرار اخر اعضاء مجلس الانقاذ الذى يتم طرده وكان سبقه عثمان احمد حسن الذى اعتذر للسفير الكويتى لموقف الحكومة السودانية الذى كان يناصر صدام حسين عند غزوه للكويت بعده تم طرد فيصل ابوصالح الذى اعترض علي الاعتقالات وبيوت الاشباح والتعذيب .
    كما تم طرد سليمان محمد سليمان بالتدريج والتخلص منه للابد وايضا ابراهيم نايل الذى يطرد كل عام من موقع الى موقع اخرها طرده من القصر بحجة انه غير مدعو لحضور احتفا لات الانقاذ... متطفل يعنى .
    وتم طرد فيصل الاخر لانه قال ان محمد عثمان حامد كرار هو مثله الاعلى
    اما بيو اكوان الذى كان اول المغادرين للدار الاخرة تتردد اقاويل كثيرة حول موته وفى غمرة السكرة تم طرد مارتن ملوال بحجة ان لا يشبه ثورة الانقاذ فى تطهرها وبعدها عن الفساد وتوفى الزبير وابراهيم شمس الدين فى حادث طائرة كل علي حدة ولم يتم التحقيق حتى الان فى الحادثتين ..
    اما كبيرهم سيد الجلد والراس الترابي شيخ قبيلة الاخوان هو الان محبوس ..وكان قد سبقه محمد الامين خليفة الذى طرد من منزله وسجن اكثر من مرة ..رغم انه يقال انه من بقر بطن محمد عثمان حامد كرار فى بطنه بالسونكى ...وهكذا تشتت القتلة وتناحروا ويكيدون لبعضهم البعض كل يوم
    واشغل اعدائي بانفسهم...تحققت ...و دعوات المظلومين ليس بينها وبين الله حجاب ولاتزال تخبيء لنا الايا م الكثير المثير .. صلاح كرار استخدم سلاح الاسرار وهو سلاح خطير ليهدد به من يهدده..هذه الاسرار التى ذهب من اجل اخفائها كبار قادة الاخوان فى التنظيم العالمى القرضاوى والزندانى وقاضى حسين من اجل اخفائها يهدد بها صلاح كرار اليوم ويا صلاح فى دى انحنا معاك قل كل ما تعرفه ولا تبخل علينا بشىء ..واحذر اذا لم تقل كل الاسرار وبسرعة فانت ادرى بجماعتك واجرامهم ..
                  

12-17-2007, 08:17 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    اللهم لاشماتة!!!!
    _________________________


    " منتديات النيلين " المنتديات العامة > منتدى السياسة:
    «نحن قطعنا آخر شعرة بينك وبين الفريق البشير، وعد الى السودان ان كنت رجلا».

    07-30-2003,

    سحر
    عضو مشارك:
    ::::::::::::::::::::::::

    هذا الرجل:
    ___________________

    هذا الرجل:
    الذي كان بالامس احدد قيادات الانقاذ
    ولكن صلاح كرار عذرا صلاح دولار
    رئيسه ومن يسيره الدولار ويبحث عن مصلحة حتي ولو كانت مع شارون
    وومثل هؤلاء هم الذين اوصلو البلد لماهي فيه
    اللهم لاشماتة!!!

    لكن لو ان هناك مازال في المليون ميل امثال صلاح كرار فاظن ان بين التقدم وبيننا مسافات طوال
    لكن الحمد لله ان السودان بخير وامثال هذا الرجل لليعدون من قلتهم
    والنصر للسودان والعزة للسودان!!

    ودي حال كل من لم تكن هجرته إلى الله ورسوله:
    _________________________________________

    .. بل إلا دنيا يمتطيها .. ودولار يحرِّك فيه المواقف والمشاعر .. يتنادمون الكأس فإذا أجنّ الليل تدقُ الأكواب بأن القدس عروس عروبتنا .. القُدس عروس عروبتكم ؟‍ فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها .. ووقفتم خلف الأبواب تسترقون السمع لصرخات بكارتها .. وسحبتم كل خناجركم وطلبتم نها أن تسكت صوناً للعرض ‍‍؟؟ وهذه ليست بمستغربة على رجل بقامة وخسة صلاح دولار .. الدنيا صيبة وبخير طالما كانوا على رأسها فإذا غربت شمسهم امتطوا أي صهوة مناوئة يتخندوقون وراءها باكين ومتباكين على ما فاتهم ومشهرين سيوفهم الخشبية المطلية بزخم المصلحة الخاصة الضيقة والتي يغلبّونها على أية مصالح سواها .. اللهم لا شماتة وهدى الله العباد.


    صلاح دولار:
    _______________

    الرجل يستحق كل ما جرئ له لانه خان الله و الوطن و يكفئ انه جبهجئ و هل هناك سوء اكثر من ذلك لا اعتقد و ما كتبة امر معروف للشعب السودانئ و لم ياتئ بجديد و الجبهه تتخلص من كل من ينتهئ دوره اذا تلقئ الرجل تهديد من الجبهه و هذا امر لا يخصنا ولكن يجب محاسبتة للذين اعدمهم كرار بسبب الدولار و غيره لانه مشارك فئ جريمة الانغاذ البشعه....

    الجبهة تاكل بنيها:
    _______________________
    يا شباب الجماعة رموا شيخهم في السجن
    وطردوا على الحاج
    وقتلوا بولاد
    وباعوا بن لادن
    يعني صلاح دولار يطلع شنو!!!

    ... على الحاج:
    _____________
    _
    اختلس وهرب و الانقاذ لم تبيع بن لادن عمو يبدو انك تعتمد على الاثارة فى طرحك يعنى كلام على الماشى ذى سندوش الشاروما كلامك عناوين بازرة تشبه الاثارات الصحفية فقط بغرض البيع و امكسب دون التعرض لبراهين مقننعة و حت فى طرجك للموضوع صلاح دولار لم تناول بيان الخارجية السودانية يعنى الطرح من وجهة نطر واحدة!!!

    انا مشيت السنة الفاتت زيارة خفيفة للبحرين:
    _______________________________________________

    ولقيت السوادنيين هناك قرفانين منو وزهجانين زهج شديد ويدعو انو ربنا يخلصهم منو

    دا كان رأي جزء من السودانيين الذين التقيت بهم والباقين ما عارف رأئهم فيهو شنو لانو السودانيين كتيرين جدا بالبحرين ربنا يعوضهم خيرا منه وإذا كان أكل أي مليم من مال الشعب السوداني نرجو الله أن يكويه بنارها ويفضحه اما الملاء!!!
                  

12-19-2007, 01:32 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    والأم زرعت العاصمة طولاً وعرضاً، تحاول وتحاول ..وتحاول مرة أخرى .. وتتصل .. عسى أن يكون هنالك بصيصاً من الأمل .. وصلتها معلومة مفادها أن (رئيس مجلس الثورة ) سيكون في (استاد الخرطوم) عصر اليوم، ليشهد حفلاً لتخريج دفعة جديدة من ضباط القوات المسلحة .. ذهبت وبناتها وبعض النسوة من الأقارب .. انتظرن أمام بوابة الخروج الرئيسية ..!.. ولكن ، كعادة حكام العالم الثالث، خرج موكب السيد (الرئيس) بسرعة لم تمكنها حتى من رؤيته، فضلاً عن الحديث معه، ولكنهن لحقن به .. وبسرعة يضا إلى (منزله) بالقيادة العامةللقوات المسلحة .. أحد الحرس أمام بوابة المنزل الضخمة .. سمح لها هي فقط بالدخول .. دخلت إلى صالة الإنتظار التي بها عدة كراسي
    للجلوس، تهاوت على أحدها من الألم .. والغبن .. والقهر، ولكنها لم تكن تشعر بالتعب أو الجوع .. كانت زوجة الرئيس (الأولى) – ( إذ أنه تزوج مرة ثانية .. من زوجة زميله عضو مجلس الثورة العقيد -لاحقاً- إبراهيم شمس الدين، الذي أحترقت به طائرته العسكرية مع بعض قيادات القوات المسلحة .. في جنوب السودان )!..كانت زوجة ( الرئيس ) تتبادل الحديث مع إحدى ضيفاتها، وتصف لها روعة الإحتفال الذي كانت
    قادمة منه مع زوجها .. جاءت والدة (الرئيس) وجلست بالقرب منها .. أخبرتها الأم بقصتها، وانها والدة (مجدي).. أبدتً تعاطفا معها، ونهضت وإتجهت إلى غرفة في نهاية الصالة، تفصلها ستارة من القماش الخفيف لا تمنع الرؤية بعد التدقيق بالنظر بالنسبة للجالسين بالصالة، خلفها كان يقف السيد (الرئيس ) مستعد للخروج .. وشاهدت الأم من مكانها طيف والدة الرئيس .. وهي تخاطب إبنها (الرئيس)..! وقليلاً ً من الوقت عادت لتقول لها : أن (الرئيس) خرج، وهو غير موجود ! ؟ .. نظرت الأم إليها بدهشه، لكنها صمتت ولم ترد عليها إلا بالقيام مسرعة لتواصل محاولاتها .. ولم تستمع الأخرى إليها .. وهي تدعو الله ..دعاء حار من قلب أم .. بدأ فعلاً في الإحتراق .. وكانت حرم (الرئيس) كل ذلك الوقت، تحكي لضيفتها عن ( روعة ) إحتفال، ضباط القوات المسلحة، في ذلك اليوم .الساعات تتراكض نحو النهاية ..و (الأم ) لم تفقد الأمل، هرولت (إن صح التعبير) ، نعم هرولت إلى سجن (كوبر ) لتملئ عينها من (مجدي ) ، وكان قلبها يحدثها - وقلب الأم د ئما دليلها - إن هؤلاء ( الناس ) ينوون شر بإبنها .. وإن الحكم ي سينفّذ !. لم تستطع مقابلته وطلب منها الضابط (المناوب ) بالسجن أن تحاول الإتصال بالسيد (زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر) أحد رجالات (نميري ) الأقوياء، وأحد نجوم مجتمع الخرطوم وقتها .. فعلاً ذهبت هي وإبنتها .. وتعاطف الرجل معها بشدة، هو وزوجته، وركبا معه في سيارته وعند بوابة منزل (الرئيس ) بالقيادة العامة، إعترضهما الحرس .. عرّفهم بنفسه ولكنهم أجابوه بغلظة واضحة : "الرئيس .. غير موجود " ؟ !. أخبرهم بالقصة .. وأن والدة ( مجدي ) معه بالسيارة، ولم يتبق إلاّ ساعات لتنفيذ حكم الإعدام .. ولكنهم هذه المرة أشهروا مسدساتهم وهم يرددون : " الرئيس .. غير موجود "!.. لحظتها بكى هذا الرجل .. القوي، من القهر .. وأنسحب . رجعت (الأم ) إلى المنزل ومعها إبنتها، وكل الخرطوم في ذلك الوقت كانت بالمنزل، ولكن ..لعبة ( الروليت ).. كانت قد بدأت في الدوران .

    الـمـصـدر: http://www.alrakoba.com/vb/showpost.php?p=49887&postcount=16
    الـمـصـدر: منتـديات " الراكوبة ":

    أحمد مكي.

    28-12-05,
                  

12-19-2007, 02:09 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سألوا مجدي محجوب وقبيل اعدامه بدقائق عن أمنيته الأخيرة فاجاب :"كوب من الشاي" ورشف (Re: بكري الصايغ)

    "صلاح كرار عضو مجلس قيادة الثورة السابق للانقاذ، رئيس لجنتها الاقتصادية فى بداية حكمها، أدلى لصحيفة آخر لحظة العدد 316 بحديث قال فيه ان لا صلة باعدام مجدى محجوب محمد أحمد بتهمة حيازته لعملة أجنبية (دولارات )، كما أقر فى حديثه بخطأ ذلك الحكم باعتبار أن التهمة لا ترقى لدرجة الاعدام. قال أنه يخشى على الانقاذ من الظلم و الفساد الذى استشرى، و أضاف انه يقوم بكتابة مذكرات سوف تنشر بعد مماته.

    مع اهمال ما قاله عن فساد الانقاذ- لاننى لست بصدد مناقشته فى هذا الحيز- انقل مقتطفات من حديثه ذلك- يقول محاولا تبرئة نفسه من اعدام مجدى (أسألوا جلال علي لطفى رئيس القضاء وقتها ) - ( وقتها كنت فى دولة الامارات العربية لمتابعة بعض الشئون الرسمية، و مكثت هنالك لأكثر من اسبوعين و علمت باعدام مجدى من أحد أقربائه اللذى كان يعمل كابتن بحرى )- (أننى لا يد لى فيما حدث)- (الشخص الذى يجب أن يسأل هو جلال على لطفى ، أسألوه قبل فوات الاوان فهو لا زال على قيد الحياة)!!!".

    ------------------------------------------
    جرائم لا تنسى و لا تغتفر!
    عدنان زاهر [email protected]



    قـمة الـمهازل الايـتـم سـؤاله عـن ايـن ذهـبت الأموال الـمصادرة، ولـماذا منـع اسـرة الشـهـيـد من اقامـة العـزاء وجاب بعـربته ومعـه جـنوده الـمسلحـيـن الـمنطقة التي بـها العزاء ليـرهبوا الـموطنييـن من دخـول مـنـزل الـمرحوم مـحجـوب?.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de