|
Re: اليوم باستراحة المجد منتدى السودان يقدم أ.دعبد الرحمن الخانجي محاضرة عن رواية الطيب صالح ال (Re: ghariba)
|
ولد الطيب محمد صالح أحمد في مركز مروى ، المديرية الشمالية السودان عام 1929.
تلقى تعليمه في وادي سيدنا وفي كلية العلوم في الخرطوم.
* مارس التدريس ثم عمل في الإذاعة البريطانية في لندن .
* نال شهادة في الشؤون الدولية في إنكلترا ، وشغل منصب ممثل اليونسكو في دول الخليج ومقره قطر في الفترة 1984 - 1989 .
* صدر حوله مؤلف بعنوان " الطيب صالح عبقري الرواية العربية " لمجموعة من الباحثين في بيروت عام 1976 . تناول لغته وعالمه الروائي بأبعاده وإشكالاته .
* كان صدور روايته الثانية " موسم الهجرة إلى الشمال " والنجاح الذي حققته سببا مباشرا في التعريف وجعله في متناول القارئ العربي في كل مكان .
* تمتاز هذه الرواية بتجسيد ثنائية التقاليد الشرقية والغربية واعتماد صورة البطل الإشكالي الملتبس على خلاف صورته الواضحة ، سلبًا أو إيجابًا ، الشائعة في أعمال روائية كثيرة قبله .
* يمتاز الفن الروائي للطيب صالح بالالتصاق بالأجواء والمشاهد المحلية ورفعها إلى مستوى العالمية من خلال لغة تلامس الواقع خالية من الرتوش والاستعارات ، منجزًا في هذا مساهمة جدية في تطور بناء الرواية العربية ودفعها إلى آفاق جديدة مؤلفات الطيب صالح
عرس الزين رواية ( 1962 )
* موسم الهجرة إلى الشمال رواية ( 1971 )
* مريود رواية .
* نخلة على الجدول
* دومة ود حامد رواية المنسي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم باستراحة المجد منتدى السودان يقدم أ.دعبد الرحمن الخانجي محاضرة عن رواية الطيب صالح ال (Re: ghariba)
|
محمد زكريا السقال : المنسي...ذاكرة في الحاضر
قام بالنشر محــــــرر ضيـــف في الخميس 05 أكتوبر 2006
القسم: فصل من كتاب
المنسي عمل أدبي للطيب صالح صدر عن دار الريس للنشر عام 2004 ، هو سرد يتناول الذاكرة والسيرة الذاتية ليلقي الضوء على مرحلة من حياة الكاتب ، عبر شخصية تمتاز بالملاحة والظرف وهو المنسي أو الدكتور مكايل أو لا هم ، فبطل العمل حالة ذات تتميز ، تتفرد وتتعمم . بذلك تكون أمام نموذج للشخصية العربية في محاولة للالمام بها من جميع جوانبها وفي سياق ظروفها .الطيب صالح ، القامة الروائية العربية العالية ، صاحب موسم الهجرة الى الشمال ودومة ود حامد وضو البيت وعرس الزين ، لايقدم عملا روائياً في المنسي ، بل يقدم سرداً قصصياً جميلاً يتناول فيه نموذج للشخصية العربية باعتبارها ذاتٌ تتفاعل مع واقعها المليء بالتعقيدات والهزائم ، شخصية تتميز بالقدرة على الشطارة والقدرة على الأونطة ، بعدم الجاهزية وانتفاء التخطيط . المنسي يُقدم على الوقائع التي تواجهه معتمدا على الفهلوية وسياسة الحلبسة كما يطلق عليها المنسي بطل الرواية
يحقق المنسي انتصارات بهذه السياسة ويصاب بانكسارات ، تدخله في القضايا العامة وتجعله يخوض مواجهات في الندوات ومحافل الحوار من على منابر مهمة ، ومحطات ذات قيمة في المجتمع الدولي . فينقض ليدافع . يبرع ببعض القضايا لكنه لا يراكم ، وينهزم بكثير من الأحيان ، لكنه لايعتبر . ورغم ذلك يمتلك القدرة على الابحار بنفس العقلية والحيوية والنشاط . الدين حالة تفاعل إيجابي للتعايش والتفاعل . لا فوارق تبرز في هذا التعايش بل حالة من التماهي التام . قد يكون المنفى ؟ الغربة ؟ فليس هناك حالة نفي في الرواية إلا إذا لعب المكان والثقافة محورا في تجسيد دوائر للنفي السيكولوجي بمعنى الشعور الباطني بعدم الاندماج في الجديد . وهذه لا تبرز لدى المنسي ، بل على العكس فهو مغرق بحالة الاندماج ، حالة تتجلى في الندية بالتصدى للآخر ، إلا ان هذه الندية خليط من الادعاء وشعور خفي بالدونية . تتجسد هذه الحالة بارتداء الأقنعة . أقنعة كثيرة ، لا تبدأ بالتظاهر الخارجي على شكل اللباس ، ولا تنتهي بالمعرفة السطحية كأن يردد أسماء المشاهير وأسماء كتبهم . المسيحي يتحول لداعية اسلامي ، والمنسي ...ليس انتهازيا . المنسي...حالة الشعور البيئي المشبع بالذاكرة المبنية على التفاعل والتعايش ، وهذا يبرز في المنفى دائما . فالعرب يتفاعلون مع بعضهم بحميمية ظاهرة ، حميمية ترجع الدين للماوراء تلغيه وتهمله ، بانتظار بيئته وثقافته . المنسي هنا إسراف في التوغل بالحياة لاثبات الذات بالفطرة الغير متساوقة مع العصر ، لذا فهي تتطاول وتتداخل بعفوية تامة ، لا تعبأ كثيراً عندما ينكشف زيفها ولا تتردد من المغامرة ثانية وثالثة . الكاتب هنا منحاز للمنسي منحاز للانسان في المنسي ، للقدرة على الحياة والغرف منها . منحاز لتبسيط الأمور لدى بطله ، حيث يدرك تماما الجوهر الكامن فيه . يتسامح معه رغم شدة المقالب والاحراجات التي يوقعه فيها ، يحنق عليه ويثور إلا أنه لا يفتأ أن يغفر له ويدخل بالدور الذي يرسمه المنسي له ليلعبه راضياً راضخاً ومندمجاً . حالة الغضب والحنق تذوب وتتلاشى مع أول محطة يجلسان بها ويتناولان طعاما أو شراب . ما المميز في هذه الشخصية التي لازمت كاتبنا الطيب صالح ؟ ولماذا سكنت الطيب وألحت عليه وشكلت له قلق الكتابة ؟ لاشك ان الطيب صالح مشغول بشخصية المنسي ، ولكنه مسكون أيضا بالعام فيها ، العام الذي يؤرخ للزمن وللسياق الذي تشغله الشخصيات . فالبطلان يواكبان النهوض القومي ونكسة حزيران وأحداث لبنان من زاوية الاعلام ، فالشخصيتان تعملان لمحطة اذاعية بريطانية ، ويتفاعلان مع الخارج ونظرته للداخل ، والداخل وتصديه لقضاياه . الطيب صالح لا يقدم هنا زوربا عربي ، بقدر ما يقدم عقلية ، تتعامل بالشطارة والفهلوة في التعبير عن وجودها ، بتبسيط الأمور ، بالقفز عن الواقع ، بالتطفل على الموضوعي المحكوم بالقوة . القوة التي تحدد تجاوز الواقع ، ثورة العقل وتطور الصناعة والسيطرة على الطبيعة وتسخيرها . كل هذا امام الحلبسة . سياسة الحلبسة العربية ، التعبير المحبب لبطل الطيب صالح ، ثقافة مبنية على التسلق والقفز الغير متسق والغير عقلاني ، قد تصل إلا أنها لا تنجز أثراً . المنسي ينتهي كأي برجوازي طفيلي ، يمتلك مزارع وشركات في امريكا ولندن . لكنه ذو جذور من قش في منطقته . روح المرح والتفاعل مع الأصدقاء والطيب صالح منهم ، وقد أكون أنا منهم وغيري ممن يعيشون المنفى . وقد يكون أكثر من منسي في دوائرنا . منسي نأنس له ونتفاعل معه ونحن إليه ، ولكنه لا ينقذ دافور ، ولايوصل طريقاً حراً وكريماً إلى دمشق . قد اكون حملت رواية الطيب صالح اكثر مما ينبغي ، وقد اكون قولته ما لا يريد ، والطيب صالح له في نفسي ووجداني الكثير . وكم فرحت عندما التقيته في احدى الأماسي ببرلين ، ممتنا بذلك لصديقي الطيب الذي أحب ، الدكتور حامد فضل الله ، الذي عرفني على الكثير من السودانيين الطيبين . أقول قد أكون حملت العمل قراءة قد لا تكون في وارد الطيب ، إلا ان الأعمال الأدبية الممتازة هي التي تحمل اكثر من تأويل وأكثر من اجتهاد ، وعمله المميز موسم الهجرة الى الشمال ما زال في متناول البحث والنقد والسبر وهذا ما جعلني أتجرأ في تناول المنسي . عودنا الطيب صالح على ادخال أسلوبه السلس الصافي المتسق مع الحدث بجمالية في سبك الفكرة ، فأنت لا تقف على الكلمة بقدر ما تنساق مع الحدث ، وبذلك تكون الصياغة عمل تناسبي معجون بروح الحدث . وبهذا يبقى عمل المنسي للطيب صالح من الأعمال الجميلة ، تتمازج السيرة الذاتية فيه مع إفصاحها عن البيئة وتعرية الذات من أجل الالتصاق بالآخر والدخول إليه ، قدمها الطيب صالح لنا بجهد مبذول وبسلاسة عالية وانسجام في الفكرة والأسلوب . وبالتأكيد وكما في كل كتابات الطيب صالح ، تغادرها وتبقى آثار المتعة متلصقة بخلاياك منها ، تفاجئ بالبساطة لكنها تدخلك الى العميق العميق . حقيقة كم من مرة راودتني بعض التفاصيل وضحكت في سري وشاهدت هذا المنسي يتجسد بكثير من الشخصيات التي حولي وبي في بعض الأحيان . لذا وكي أصل وتصل أنت الى نتيجة لابد من قراءة العمل ثانية وثالثة للاحاطة به .
| |
|
|
|
|
|
|
|