|
|
 حماية الأطفال
|
استجابة لموضوع اغتصاب طفلة هذا جزء من ورقة قدمتها بمركز عبد المجيد امام يوم الثلاثاء 28/11/2006.
حماية الاطفال
"على الدول الاطراف اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية الطفل من كل أشكال العنف او الضرر أو الاساءة العقلية او البدنية و الاهمال او المعاملة المنطوية على اهمال و سوء المعاملة أو الاستغلال, بما في ذلك الاستغلال الجنسي"
إتفاقية الامم المتحدة على حقوق الطفل (1998م) بند 19
مقدمة:
ندرك أن سوء معاملة الاطفال ظاهرة عالمية. و من واقع تجارب المنظمات العديدة العاملة في هذا, انه من الجلى و المؤلم حقاً ان العمل مع الاطفال, يتطلب بالقطع التعامل مع قضايا سوء المعاملة بشكل أو اخر
هذه الورقة تهدف إلي:
• رفع الوعي بمشكلة سوء معاملة الطفل و المخاطر التى يتعرضون لها .
• توفير توجيه بسيط حول كيفية العمل بكفاءة مع الاطفال لحمايتهم من الاستغلال.
• التأكيد عند الاشتباه في سوء المعاملة أن الاجراءات التي اتخذت بشأن ذلك صحيحة وعملية لحماية الطفل مع وضع السياق الثقافي والقيم والمعيير موضع الاعتبار.
خلفية
إن تطوير اجراءات عملية محلية يمكن تطبيقها بسهوله,يتطلب موافقتنا على المفاهيم المختلفة لإستغلال الطفل, بالاتساق مع الخلفية الثقافية للمجتمعات السودانية.
فالمجتمعات السودانية كأي مجتمعات في العالم, من الطبيعي أن تقيم وزناً للأطفال وتهتم بهم. و هذا الموقف ينبع من قيمهم التقليدية و الدينية. و بإي حال هذا لا ينفي إمكانية سوء معاملة الاطفال. و الحقيقة, إن إستغلال الطفل في السودان يحدث بأشكال عدة. و بعض هذه الاشكال مقبول في المجتمع نتيجة للمفاهيم التقليدية الخاطئة, مثل الممارسات التقليدية الضارة كزواج الاطفال و الحرمان من التعليم و الموافقة على العقاب البدني.
إن السودان كان من أوائل الدول الموقعة على إتفاقية حقوق الطفل (أغسطس 1990) و التصديق عليها بدون تحفظات. كدولة عضو بهيئة الامم المتحدة فعليها الالتزام لاحقاً بإحترام حقوق الانسان و الحقوق الاساسية لكل الاشخاص داخل أراضيها كما عرضت في الاليات الاتية, التى أصبح السودان جزءاً منها:
• العهد الدولي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية.
• الاتفاقية الدولية للقضاء على كل أشكال التمييز العنصري.
• إتفاقية الرق المنقحه. ملحق إتفاقية إلغاء الرق.
• إتفاقية حالة اللاجئين في البرتوكول الاضافي الملحق بها.
كعضو بمنظمة العمل الدولية, فقد صد ق السودان على إتفاقياتها الخاصة بالعمل القسرى (رقم 29), إلغاء العمل القسري (رقم 105), و حق التنظيم و المساومة الجماعية (رقم 9 , سياسة التوظيف (رقم 122), و التمييز و التوظيف و الاحتلال (رقم 111). في 23 سبتمبر 1957, اصبح السودان عضوا في إتفاقات جنيف الرباعية سنة 1949م, و التى تحتوى على قواعد إنسانية للنزاعات المسلحة.
كما وقع السودان على إتفاقية ضد التعذيب و أشكال المعاملة او العقاب القاسي غير الانساني و الحاط بكرامة الانسان. على الرغم من ان التوقيع لم يعقبه إقرار بإن السودان و بتوقيعه قد أبان النيه بقبول الالتزامات الصادرة بهذه الاتفاقية و عهود القانون الدولي, كما إنعكست فى إتفاقية فينا بقانون المعاهدات. فإنه ملزم بعدم القيام بأي شيء يقوض الهدف و القرض من الاتفاقية ضد التعذيب إذا تأخر عن قرار التصديق. بما ان السودان موقع على الأتفاقات أعلاه, فيجب ان يتمسك بالمعايير الدولية التى نصت عليها هذه المعاهدات.
مهمايكن فأن حماية الاطفال في السودان تبقي ليست بالقدر المطلوب و أن سوء معاملة الاطفال لا يزال موجودا.
كيف تتفق التعريفات الواردة أدناه مع السياق الثقافي السوداني :
إن السودان بلد ضخم متعدد الثقافات. إضافة لذلك, إن الحرب الاهلية أستعرت للعقدين الفائتين في الجنوب وتستمر لأكثر من ثلاث سنوات الآن في دارفور.
تعريفات:
إن سوء معاملة الاطفال مصطلح عام مستخدم في المواقف التى يتعرض لها الطفل بالاذى. و عادة ما يكون الامر نتاج الفشل من قبل الوالدين أو الراعي في تأمين مستوى معقول من الحماية و الرعاية.ويتضمن ذلك الاهمال و اللامبالاة معاً من قبل الوالدين او الراعي, ويتضمن سوء المعاملة اربع أشكال رئيسية:
* الجسدية – الجنسية – و الاستغلال العاطفي و الاهمال.
و في التصنيف التالي نذكر بعض الامثلة على سوء معاملة الطفل و ممارسات عامة في المجتمع السوداني.
أشكال الاستغلال:
إن الفئات الاربعة لسوء معاملة الاطفال متعارف عليها بإعتبارها الاكثر سواداً في السودان هي كالأتي:
* الاستغلال البدني :
هو الأذى البدني الواقع فعلا أو المحتمل حدوثه للطفل, أو الفشل في درء الأذى ومعاناة للطفل.
و على المستوى الثقافي, هناك مفاهيم مغلوطة موروثه بين المجتمع السوداني. فإن العقاب البدنى, لكن ليس العقاب البدني القاسي مقبول و بشكل واسع من قبل الاسر و السلطات. إنه واحد من الطرق المقننه في أنظمة وزارة التربية و يستخدم في المدارس و المعاهد. و الذين يقرون العقاب البدني كممارسة يشيرون إلي المباديء الاسلامية, التى بموجبها على الاطفال أن يبدأو بذكر الصلوات الخمس اليومية, فعندما يصلون سن العاشرة, على الوالدين ضربهما إن لم يطيعوا و يذكروا صلواتهم. و هذا يعني ان العقاب المعقول مقبول من ناحية ثقافية, لكن العقاب الضار ممنوع بشكل مطلق في الثقافية السودانية. على كل, هناك أشكال تقليدية معينة من الاستغلال البدني التى تمارس وسط القبائل المختلفة, مثل الشلوخ و خلع الاسنان
وشكل خاص من الاستغلال البدني بالسودان هو ختان الإناث, الذي يمارس بالشكل الواضح في شمال السودان.
لهذا فإن لدينا عمل ضخم لرفع درجة الوعي, قبل أن تتصدى للعقاب البدني و الاستغلال بنجاح.
الإهمال:
يعرف الاهمال بإنه الاهمال الشديد و المتواصل للطفل, أو الفشل في حماية الطفل من التعرض لآي نوع من انواع الخطر, و يتضمن هذا البرد و الجوع, أو الفشل الذريع في توفير الرعاية اللازمة , مما ينتج عنه إضرار بالغ بصحة الطفل و تطوره (ربما يكون الاهمال مقصوداً أو غيره) و امثلة على الاهمال الخطير بالسودان هي: الفشل في توفير الاحتياجات الاساسية مثل الاكل و المساواة. و بالاخص, إن الاباء لا يعطون في بعض الاحيان الاولوية لتعليم الاطفال او الاهتمام بصحتهم.
إن هذا التعريق يتطابق مع الثقافة السودانية, لكن هناك تمييز وأعتراف محدود بحقوق الاطفال, خاصة الأطفال العاملون و كذلك الأطفال المشردين و المتأثرين بالنزاع المسلح. انهم يعانون من سوء المعاملة و الموقف السلبي من قبل السلطات و الحياة القاسية في الشوارع.
الاستغلال الجنسي:
إن الاستغلال الجنسي هو الاستغلال الماثل أو المحتمل للطفل او الشخص اليافع. يتضمن الاستغلال الجنسي الاغتصاب و زنا المحارم وختان البنات والزواج دون السن القانونية, و كل أشكال النشاط الجنسي التى تشمل الاطفال بما فيها استخدام الأطفال في الأفلام والصور الاباحية. (النموذج الجنسي و الجنس التجاري).
بالرغم من ان المجتمع السوداني مجتمع محافظ للغاية بشكل عام, و عادة لا يشجع على النقاش المفتوح في القضايا الجنسية, لكن هناك العديد من المؤشرات التى تثبت أن الاستغلال الجنسي التجاري للأطفال موجود بالسودان. و إن الزواج دون السن القانوينة موافق عليه بشكل واسع بالاخص في المناطق الريفية. إن الاولاد و البنات معاًً يصبحون بشكل متزايد ضحايا للبغاء و الاستغلال الجنسي. ويعد الاستغلال الجنسي جريمة مخفيه, برغم وجود القوانين التى تدين و تجرم الفاعلين و نادرا ًما يبلغ في مثل هذه القضايا حتى أن الاسر تقاوم الافادة بالمعلومات حولها, نسبة للثقافة المو########. و تشعر الاسر إن هذا يهدد شرفها و كرامتها و تعاضدها.
الاستغلال العاطفي:
يشير الاستغلال العاطفي للأثر العكسي الفعلي او المحتمل على التطور العاطفي و السلوكي للطفل, نتاج سوء المعاملة العاطفية او الرفض الشديد والمتواصل.و يأ خذ سوء معاملة الاطفال مكانه في محيط الاسرة او خارجها, على سبيل المثال في المؤسسات وفي مكان العمل (عمل الاطفال) وفي نطاق الحروب و حالات الطوارىء.
مداخل تطبيق إجراءات حماية الطفل:
قيمنا و مبادئنا:
إن سوء معاملة الاطفال و إستغلالهم يحدث في كل بلدان و مجتمعات العالم.
و كل سوء معاملة الاطفال تنطوي على انتهاك لحقوق الاطفال, إن وضع كل الاطفال يجب أن يتحسن من خلال ترقية حقوقهم كما عرض في إتفاقية الامم المتحدة لحقوق الطفل و هذا يتضمن الحق في عدم سوء المعاملة و الاستغلال.
إن سوء معاملة الاطفال غير مقبول على الاطلاق, و إن الالتزام بحقوق الاطفال بشكل عام يعني أيضاً الالتزام بضمان سلامة الاطفال الذين هم على صلة بمنظمة الامل و السكن.
ما يجب أن نفعله:
رفع الوعي: التأكيد على أن كل العاملين و الاخرين واعون بمشكلة سوء معاملة الاطفال والمخاطر التى يجابهونها.
الوقاية: التأكيد من خلال الوعي و الممارسة الجيدة أن يعمل المساعدين و الاخرين على تقليل المخاطر التى تجابه الاطفال.
التبليغ: التأكيد على أن المالجميع واضحي الرؤية بما يتعلق بالخطوات التى يتخذونها عند ظهور مخاطر بصدد ضمان سلامة الاطفال.
الاستجابة: التأكيد على أن هنالك تدابير متخذة لمساعدة و حماية الاطفال عند ظهور مخاطر سوء معاملة .
إنه من المهم لكل المهتمين بشأن الاطفال:
• أن نكون واعين للحالات التي قد تعرض الاطفال للمخاطر و إحتوائها.
• تخطيط و تنظيم العمل و مكانه من أجل تقليل المخاطر.
• بقدر الامكان يجب أن يكون العمل مع الاطفال في مكان واضح ومكشوف.
• التأكيد على وجود ثقافة الوضوح لطرح أي موضوعات او مخاطر و مناقشتها.
• التحدث مع الاطفال بخصوص تعاملهم مع الآخرين و تشجيعهم على التبليغ عن اي مخاطر.
• تمكين الاطفال و مناقشة حقوقهم, ما هو مقبول و ما هو غير مقبول, و ما يجب أن يفعلوه ان كانت هنالك مشكلة.
|
|
 
|
|
|
|
Murtada Gafar
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست