|
معا ضد العنف
|
يقول الرسول (ص)فى الحديث الشريف ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده و من لم يستطع فبلسانه و من لم يستطع فبقلبه و هذا اضعف الايمان ) و من واجبنا اليوم كمسلمين ان نتفق بشكل واضح و قاطع على معنى هذا الحديث لأن الكثيرين من المسلمين يعتقدون ان هذا الحديث يخول لهم استخدام ايديهم ( القوة المادية ) لتغيير ما يرونه( منكرا ) و ليس هذا على مستوى عامة المسلمين ( فقط ),ما سمعته فى احدى خطب الجمعة باحد المساجد يؤكد خطورة الموقف و قد سمعت ( بأذنى) امام ذلك المسجد و هو يروى قصة رجل ذهب الى احد المطاعم الفاخرة الذى يستخدم مجموعة من الفتيات الاجنبيات فى تقديم الخدمات للزبائن و قد كن ( حسب قوله ) يرتدين ملابس فاضحة, فأقبل الرجل على صاحب المطعم و قال له بالحرف الواحد( اذا حضرت غدا و وجدت هؤلاء الفتيات يعملن هنا بينى و بينك الدم )!! و بعد ان ذكر امام المسجد هذه الواقعة اثنى على الرجل و قال ان الاسلام ما زال بخير طالما ان هنالك امثال هذا الرجل الذين يمتثلون لحديث الرسول الذى ذكرناه سابقا,,, ان عشرات المسلمين البسطاء يرتادون المساجد و يستمعون الى مثل هذه الخطب التى تنطلق ( بلا رقيب او حسيب ) و اذا اقتنع( واحد فقط) بأن الاسلام يحل له قتل الناس انطلاقا من افتراضات ( خاصة) و احكام ( نسبية ) فهذه كارثة بكل المقاييس . و هنالك ذلك الرجل الذى يحمل ( سوطه ) يلهب به (ظهور الفتيات) فى السوق العربى انطلاقا من رؤيته المحدودة التى يفترض بها ان هذه الفتاة او تلك ترتدى زيا فاضحا او انطلاقا من اى افتراض اخر يخطر على باله!! حتى الوسط الطلابى الذى يفترض فيه الوعى و سيادة التفكير العقلانى لم يسلم من هذه الظاهرة و قد طالعتنا الصحف ان طالبا من (جماعة الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر ) اعتدى على طالب اخر كان يجلس مع زميلته داخل الحرم الجامعى مما ادى الى نتائج مأساوية و أحداث عنف بين الطلاب. لقد ظللنا نردد و لن نمل الترديد ان ثقافة العنف بدأت تحتل مساحة واسعة فى اوساط المجتمعات السودانية مما ينذر بعواقب كارثية اذا استمر الحال على هذا المنوال من التغاضى عن هذه الثقافة الخطيرة, ان ثمة مسؤلية كبيرة تقع على كل افراد المجتمع و مؤسساته بما فيها بالطبع السلطة السياسية و مؤسسات الدولة, و لا يمكننا بأى حال ان نلقى اللائمة على جهة بعينها و لكننا نؤكد فى الوقت نفسه على ان الدور الاكبر يقع على عاتق مؤسسات الدولة و على وجه الخصوص على وزارات ( الشؤون الاجتماعية,التربية, الاجهزة التشريعية و القضائية) على هذه المؤسسات ان تشرع على وجه السرعة فى دراسة الأوضاع الاجتماعية و وضع رقابة صارمة و واضحة على الخطب و الفتاوى غير المؤسسة و من ثم وضع خطة مدروسة لمجابهة هذه المخاطرالتى تحيق بالبلاد نتيجة لانتشار ثقافة العنف بصورة غير مسبوقة.
|
|
|
|
|
|