الطاهر كيفك انت كويس ؟؟!!!!؟؟؟

Quote: From : Mutwakil Taha Sent : Friday, December 1, 2006 6:28 PM To : [email protected] Subject : الطاهر كيفك انت كويس استاذنا خضر عطا المنان لك التحية وكل افراد المنبر العام هذه اعمدة كتبها الطاهر ساتى فى صديقه الشهيد محمد طه محمد نرجو ان تنزل براها اكرر براها فى بوست منفرد تحت عنوان الطاهر كيفك انت كويس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اخوك متوكل طه محمد --------------------------------------------------------------- شركاء الجريمة ... ( 1 ) الطاهر ساتي كُتب في: 2006-09-09 * عصر الجمعة قبل الفائتة جاءني صوته المألوف عبر الهاتف .. " الطاهر كيفك .. أنت كويس .. لمن تجي ماشي لمكي المغربي تعال سوقني معاك .. والله انتو الدناقلة ديل إلا الواحد يخلص حقو منكم بس مواصلات .. " ... ولعطل في عربتي نصحته بالاعتماد على مكي المغربي في التوصيل ، أوالانتظار حتى الساعة التاسعة حيث موعد انتهاء الحاج ورَّاق من كتابة زاويته ليقلنا سويا ، فاختار المغربي قائلا .." خلاص .. انتو بتتأخروا .. أنا بتصل بمكي ونتلاقى هناك .. أصلاً ما فيكم فايدة ... " .. وضحكنا ثم افترقت أصواتنا ..!! * و التقينا هناك .. وعند الاستقبال و الترحاب داعبته سائلا .." اها .. ما سمعنا رأيك في مسيرة الشيوعيين الفاتت . ولا في مسيرة الأنصار الجاية ....الجماعة ديل دايرين يستردوا حقهم ولا شنو ... ؟؟ " .. رد سريعا .. " والله جماعتنا ديل غريبين خلاص ... ياخي انت راكب فوق ضهرم و ما دايرهم يحتجوا .. مالو ما يطلعوا مسيرة .. في دولة في العالم ما فيها مسيرات .. بالعكس ... الحكومة القوية البتثق في قراراتها ما بتخاف من المسيرات .. ياخي اقنعم بدل ما تقمعم ... لكن ناسنا ديل نقول ليهم شنو بس .. غايتو الله يهون .. و.....و...." * وامتدت الجلسة .. والحوار الطويل و النقاش ، كان - رحمة الله عليه - في تلك الليلة متألقا كعادته في الحوار والنقاش ، يحاور الحاج ورَّاق في قضية وما أن يتفق معه فيما يمكن الاتفاق عليه يتحول إلى عادل سيد احمد و يناقشه في أمر ما ثم يفتح موضوعا مع صلاح عووضة و ما أن ينتهي يبدأ مع مكي و الطاهر حسن التوم و ناصف صلاح الدين و يوسف محمد الحسن ...و.. و.... كانت ليلة حوار مفتوح على مصراعيه أداره شهيد الرأي محمد طه مع كل الحضور بلا قيود ، حزبية كانت أم فكرية ... تحدث كثيرا باقتضاب في حزمة قضايا المرحلة و شخوصها .. وأسهب في الحديث و كأنه كان يرغب إخراج كل ما في فكره و عقله و صدره قبل غدر الثلاثاء ...!! * عند الافتراق مسك بيدي عند الباب صائحا .." هوووى ... اقيفوا .. البيوصلني منو بعد ما كلكم تفوتو بعرباتكم .." .. فقلت له .." غايتوا انا الليلة زيك ما عندى ليك أي حل ... بس اتشربك في العلماني ده .. وما تفكو إلا قدام بيتك .." .. و حـــين و دعته سألني ".. ياخى انا مش قلت قبل كدة دايرك في موضوع مهم ..؟؟ .. " .. نعم .. تذكرت .. كان قبل شهر تقريبا بأحد مطاعم الخرطوم جنوب وكان معنا صديقه الوفي الحاج ورَّاق .. و كان قد بدأ الموضوع ... " جماعتنا ديل جننوني بالكلام عن كتاباتك .. والله بقولوا أنت اتمردت عديييل .." وحين يضحك وراق يوجه له الحديث محتجا .." و الله يا وراق أنا رأي أي واحد يتكلم و يقول لكن ...." وقبل أن يسترسل في الموضوع تعمدت تغيير مجراه قائلا .." خلاص يا أستاذ .. الموضوع ده نخليهو ليوم تاني .. نحن جينا المطعم ده عشان نرتاح شوية من السياسة و الجرائد .. لكن قول لجماعتنا لو واحد فيهم بيضمن لي انو حيتقاسم معاي بعدين سؤال القبر و عذاب الآخرة انا بتخلى عن ضميري و بكتب بس بضمير الحزب .. شفت المشكلة كيف .. ما بتلقى زول ..عشان كده أحسن نخلي الأمور تمشي والحمد لله بعدين الحساب فرادي ... مش كدة ..؟؟ .." ... كان هذا قبل شهر ... تذكره الفقيد في ليلة الجمعة قبل الفائتة .. و كان - عليه رحمة الله - مصرا على اللقاء و النقاش .. و تركته مع ورَّاق و عادل و بقية الزملاء .. وفارقته على أمل اللقاء ..!! * و لم نلتقِ إلا بعد أيامٍ أربعة بمشرحة مستشفى الخرطوم حين أتوا بجسده مفصول الرأس و منزوع الروح ، ليكون الوداع الأخير دامعاً ... و ... نواصل لنتحدث غداً عن شركاء الجريمة الذين شكلوا حضوراً قبيحاً في حياتنا حين غابت عنها الحرية و العدالة ...!! ------------------------------------------------------------------------------------------- اليكم : شركاء الجريمة ...... ( 2 ) الطاهر ساتي كُتب في: 2006-09-10 [email protected] * البحث عن الجناة و تقديمهم للمحاكمة شأن حكومي يخص الشرطة والقضاء ، و ما علينا إلا سد منافذ الفتن و درء المخاطر و الحيلولة على أن يكون هذا الحادث هو الأخير بإذن الله .. ولكن يكون أخيرا ما لم نفتح الصدور و العقول بالنصح و الرأي وليس بالمدية و الخنجر و السكين ...!! * و ما دخلت الدماء و الدموع ميدان العمل العام ببلادنا إلا حين خرج منه الرأي الحر غير المراقب أو المحارب وكذلك الاختيار الحر غير السكوتي أو المفروض .. و البحث عن دواعي أية جريمة لا تقل أهمية عن البحث عن مرتكبيها ، و كل دواعي الجرائم التي ترتكب في ساحات العمل العام لها مؤشرات ذات صلة مباشرة بطرائق تفكير و تدبير العاملين بها وكذلك لها صلة بالمناخ السياسي السائد ...!! * و نكون من المكابرين أو المنافقين لو أبعدنا جريمة الأربعاء الفائتة عن ظلال المناخ العام الذى يظلل سماء السودان اليوم، فالشهيد محمد طه محمد احمد لم يفعل - أو يكتب - خطأ في حق القتلة - لعنة الله عليهم - كما يتوهمون ، بل - رحمة الله عليه - لم يكن الا قربانا أو كبش فداء لأخطاء عامة شركاؤها كثر و الشهود عليها كل أهل الأرض .. و هناك آخرون غيره - رحمة الله عليهم جميعا - على طول البلاد و عرضها تحملوا النتائج الأخيرة لثقافة العنف التي امتلأت بها ساحات العمل العام و عقول صفوتها و نخبتها - قولا و فعلا - و دفعوا أثمان أخطاء لم يرتكبونها ...!! * و من الغباء أن نقلد النعامة في وسيلة هروبها من صائدها الذي يصطادها بغباء الوسيلة لا بذكاء الشراك .. و حرق بذور العنف قبل نبتها الشيطاني ليس في القبض على الجناة و إعدامهم فقط ، بل معرفة اتجاهات الرياح التي شكلت في عقولهم خطة الاغتيال ثم تفريق تلك الرياح و إبعادها و تنقية الأجواء منها أهم و افضل لمستقبل البلاد و العباد ، خاصة أن اتجاهاتها التي تقاطعت مع فكر و رأي الشهيد محمد طه و تسببت في قطع رأسه ، سوف تتقاطع - لو تجاهلناها أو تعاملنا معها بوسيلة النعامة - مع أفكار و آراء كثيرة ...!! * ولاة أمرنا أكثر أهل السودان علما بأن ثقافة العنف تكاد أن تحول كل عامل في العمل العام إلى مسيرة صامتة أو مظاهرة صاخبة ، و إن كان يسير و حده في طرقات المدينة و أزقة الحواري .. و كل من يمشي على ارض العمل العام صار حال فكره و عقله إما حال متحفز لقتال أو متوجس منه .. و كل صاحب رأي ، حاكما كان أو معارضا أو كاتبا لم يعد يخشى إلا الذئب على نفسه وليس غنمه ..!! * و الذئاب كما تعلمون لا تعيش إلا في الغابات ولا تصطاد الا في الظلام .. والآن بكل وضوح - لا خير فينا إن لم نقلها و لا خير فيكم إن لم تسمعوها - فإن وطننا قاب قوسين أو أدنى ليصبح اكبر غابات أفريقيا ، و على مساحتها المليونية يتمدد الظلام يوما بعد يوم طاردا قيم شعبنا النيرة و أخلاقه الصبوحة .. هكذا نعكس لكم المشهد إن كنتم لا ترون و لا تشعرون ...!! * و كل الذين وقفوا على شاهد قبر الشهيد محمد طه يوم الخميس الماضي - يتحملون مسؤولية إخراج حياة وطن و شعبه من هذا النفق المظلم ، و يخطئون عميقا لو ظنوا بأن أرواح البلاد و العباد تحمى بالمدافع و المقاصل و السجون فقط .. لا والله .. فإن شواهد التاريخ أثبتت بأن ( تلك فقط ) لم تعد إلا وسائل حماية لفئة قليلة جدا إلى حين .. نكرر إلى حين .. أما و سائل الحماية المستديمة لحياة الشعوب و الأمم فهي الحرية و العدل فقط لا غير ... !!