|
|
 صلاح عووضة يكتب حول اعتقال الطاهر ساتي: (نطلع من حفرة نقع في دحديرة)
|
بالمنطق
وحيث ذهبوا (يبلّغون!!) ...(أبلغوهم!!) انه هناك..!!!
صلاح الدين عووضه
كُتب في: 2006-11-27
[email protected]
*نطلع من حفرة نقع في دحديرة..
*يبدو أن هذا ما كتب علينا أن نقوله بلسان الحال.. أو لسان المقال.. ونحن نعايش في أيامنا هذه واقعاً عجيباً.. وغريباً.. وغير مألوف؟!!. *ففي بلاد العالم الشمولي كافة تشكل أجهزة الأمن بعبعاً لدى شعوبها بما تمنح من صلاحيات، وأدوات، وامتيازات، تجعل تعيس الحظ بـ(حق وحقيقة) هو ذلك الذي يرمي به قدره تحت رحمتها.. هل قلت (رحمتها!!)؟!... ليصبح كل ما دون ذلك هو ما تجوز فيه عبارات للعزاء من قبيل: الجاتك في مالك سامحتك.. والجاتك في وظيفتك سامحتك.. والجاتك في حزبك سامحتك.. بل وحتى؛ الجاتك في (روحك!!) سامحتك..
*وبما أننا في السودان لسنا بدعاً من الدول هذه.. أو استثناء.. فإن أجهزة الأمن خلال الحقب العسكرية في بلادنا آخر ما يمكن أن يتوافر فيها - أو تجده - هو (الأمن!!).. فهي مهمتها الأولى والأساسية توفير الأمن والطمأنينة للحاكمين واتباعهم وحاشيتهم حتى لا يعكر صفوهم الخونة والعملاء والمرجفون في المدينة من أبناء الشعب تحت شعارات الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان و(كل الكلام الفارغ دا!!).. وفي مقابل ما تضطلع به أجهزة الأمن هذه من مهام تضطلع أجهزة الشرطة بمهام أخرى يحس تجاهها المواطنون بالأمن الحقيقي.. وبالأمان الحقيقي.. وبالطمأنينة الحقيقية.. هكذا كان الحال...
*ولكن ما حدث بالأمس لا نجد له توصيفاً سوى الذي ابتدرنا به كلمتنا هذه من استشهاد بالمثل الشعبي المذكور.. ولندع الأمر الواقع يحكي عن نفسه.. فأمامنا من الواقع هذا أنموذجان (طازجان!!) أحدهما يتعلق بأجهزة الأمن والآخر يتعلق بأجهزة الشرطة.. حين أراد جهاز الأمن أن (يستضيف!!) الزميل أبوعبيدة الصحافي بـ(الرأي العام) لغرض يتعلق بحادثة شهيد الصحافة محمد طه محمد أحمد أخطر أولاً اتحاد الصحافيين حسبما ينص على ذلك القانون.. ثم أخطر رئيس مجلس إدارة الشركة التي تصدر الصحيفة المذكورة.. ثم أخطر رئيس تحرير الصحيفة.. ثم أتاح للزميل أبوعبيدة نفسه فرصة أن يخطر أهله.. ثم حرص على توفير ما أمكن من وسائل الراحة له..
*حرص جهاز الأمن على فعل ذلك كله حتى إذا انتهت فترة الاستضافة لم نسمع من أبوعبيدة رداً على الأسئلة المعهودة في مثل الحالات هذه إلا عبارة (لقد احسنوا معاملتي ولم أر إلا خيراً)..
*الطاهر ساتي - الكاتب بصحيفة (الصحافة)- من منزله قبل أيام ثلاثة قاصداً الصحيفة.. لا هو وصل الصحيفة.. ولا هو رجع إلى منزله.. ما حدث في المسافة بين المنزل والصحيفة هو شيء غير معروف حتى الآن.. ولنستمع الى (الصحافة) تحكي القصة بطريقتها.. *تقول الصحيفة في عددها يوم أمس: (أوقفت الشرطة أمس الأول الزميل الصحافي الطاهر ساتي من دون اخطار اسرته.. أو إدارة (الصحافة) التي يعمل بها.. أو اتحاد الصحافيين الذي يتمتع بعضوية مكتبه التنفيذي، واقتادته إلى جهة غير معلومة.. وغاب ساتي عن مقر عمله يوم الأربعاء الماضي، وأبلغت اسرته (الصحافة) أمس أنه لم يحضر إلى منزله مساءً مما تسبب في قلق بالغ لأفراد الأسرة). *هل وضحت الـ(مفارقة!!) العجيبة الآن؟!.. فمثل الإجراء الأخير هذا لو كان جاء من تلقاء أجهزة الأمن لما احتار أحد.. ولما تعجب أحد.. ولما اضطررنا إلى أن نكتب هذا الذي نكتبه الآن.. لكنا قد اكتفينا بترديد العبارة المألوفة سراً.. أو في ما بيننا.. ثم انصرفنا نترقب بزوغ الفجر (هكذا هو الأمن.. ولا يزال).. ولكن العجيب حقاً هو أن يفاجئنا جهاز الأمن بإلغاء و(لايزال) دون أن يخطرنا بأنه قد قام بتحويل ما في العبارة هذه من معانٍ و(دلالات إلى جهاز الشرطة).. ثم إذا لاحظنا -في اطار المفارقة هذه - أن جهاز الأمن حين استدعى أبوعبيدة اجتهد في أن يجعل الناس يعرفون، ولو تلميحاً، أسباب الاستدعاء هذا في حين أن جهاز الشرطة يمسك حتى لحظة كتابتنا لكلمتنا هذه عن ذكر أسباب اعتقال الطاهر ساتي لألحقنا بكلمة (العجيب) تلك مليون علامة (تعجب)..
*ترى أي (شديد قوي) يجعل الشرطة تتعامل مع ساتي بأسلوب الأمن في حين أن الأمن نفسه تعامل مع أبوعبيدة من قبل بأسلوب الشرطة؟!.
*أي (شديد قوي) هذا؟!!.
*لننتظر.. ونرَ.
ملحوظة:
*هذه الكلمة تم تأجيلها من السبت الماضي إلى اليوم لإعتبارات خاصة.
|
|
 
|
|
|
|
عبد المنعم سليمان
السنجك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست