هل يشارك مدير الجامعة وسدنته في تأبين أ. شمبول أم كالعاده يهربون من المواجهة

Quote: جريدة السوداني .. العدد رقم: 369 2006-11-17 ما قاله بروفيسور عبد الملك في حق عبد الله البلال شمبول كانت ليلة باردة من أواخر شهر رمضان المبارك والساعة قد تجاوزت الثالثة من صباح الجمعة كان القمر يتوسط السماء في تلك الساعة ويضيء المكان بشيء من الخفوت .. والنسيم البارد يعبث بجلابيب الرجال البيضاء في مقابر المسلمية .. كان جواً برزخياً حقاً . ونحن انتهينا لتونا من مواراة فقيد المسلمية عبد الله البلال شمبول (أستاذ شمبول) المسجل السابق والأستاذ بكلية العلوم جامعة الخرطوم . رفعنا أيدينا بآخر الدعوات الصالحات للفقيد وأردنا الانصراف فإذا بصوتٍ دافئ يطلب إلينا الوقوف قليلاً .. كانت وقفة مهيبة في جلال الموت كنا نقف في شكل دائرة يتوسطنا الفقيد متوسداً مرقده الأخير .. فإذا بصاحب الصوت هو البروفيسور عبد الملك محمد عبد الرحمن المدير الأسبق لجامعة الخرطوم والمدير الحالي لكومبيوترمان . كان متماسكاً ووقوراً وهادئاً بالرغم من أن كلامه أبكى الجميع قال فيما قاله (إننا لم نأت لنعزيكم فقد الأستاذ شمبول ، وإنما جئنا لنتلقى العزاء فيه .. وقد تعرفت على شمبول من قرب . عندما زاملته في جامعة الخرطوم وسافرت معه لفرنسا لنيل دراسات فوق الجامعية وعرفته في العمل عندما تقلدت بعض المناصب الإدارية في الجامعة وأشهد الله ان الفقيد كان رجلاً نبيلاً نظيف اليد عفيف اللسان محباً للعمل والعمال والطلاب .. الكل يعرفه بابتسامته التي بالكاد أن تفارق وجهه وقد كان يساعد الطلاب ويقف بجانبهم بقوة وكانت الجامعة كل شيء بالنسبة لشمبول وحتى في آخر لحظاته عندما سأله الطبيب أين أنت .. إذا به يرد أنا في جامعة الخرطوم .. ومن حقكم أن تفتخروا بالرجل فغداً سينعيه الناعي وستكتب الصحف وستعلمون أي نوع من الرجال هو .. ونسأل الله أن يرحمه بقدر ما قدم لهذا الوطن ولجامعة الخرطوم وإنا لله وإنا إليه راجعون . فيصل محمد فضل المولى آداب - جامعة الخرطوم