اتهـــــام باستخـــــدام اسلحــــة كيماويـــــة

Quote: الاثنيـن 22 شـوال 1427 هـ 13 نوفمبر 2006 العدد 10212 اتهام الحكومة السودانية باستخدام أسلحة كيماوية في دارفور «جبهة الخلاص»: الخرطوم ترتكب إبادة جماعية جديدة في الإقليم أسمرة: عبد العليم حسن الخرطوم: اسماعيل آدم اتهم رئيس حركة تحرير السودان، الرافضة لاتفاق ابوجا بشأن السلام في دارفور، عبد الواحد النور، الحكومة السودانية باستخدام اسلحة كيماوية ضد المواطنين العزل، في قصفها لإحدى القرى بشمال دارفور اول من امس، فيما قالت «جبهة الخلاص» المسلحة المناوئة للحكومة السودانية ان مجموعة من ميليشيات الجنجويد قوامها 500 فرد يمتطون الخيول، ومدعومة من قوات الجيش السوداني، شنت هجوما على مدينة «سربا» الواقعة شمال مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور، وقتلت وجرحت في الهجوم 38 مدنيا، بينهم 26 طفلا، ووصفت الحادث بأنه «ابادة جماعية جديدة»، غير ان الجيش السوداني نفى الحادث بشدة، وقال «انه اتهام يجانبه الصواب والواقع». وقال عبد الواحد النور لـ«الشرق الاوسط» ان الحكومة استخدمت اسلحة كيماوية في قصفها لقرية «علي أزرق» الواقعة بين مدينتي «السياح» و«مدوا» في شمال دارفور، اول من امس. وأضاف ان القصف ادى الى مقتل 6 مواطنين من بينهم 4 اطفال وهم حيدر ابراهيم عمر (13 سنة) وشقيقه رضوان (6 سنوات) وإبراهيم موسى ابراهيم (9 سنوات) وشقيقته فاطمة (6 سنوات) اضافة الى المواطنة روضة عبد الله (48 سنة) والمواطن عيسى محمد هارون (32 سنة). وقال عبد الواحد ان مقاتلات الانطونوف الروسية وطائرات مروحية استخدمت في القصف. ونقل عن قائد المنطقة الشمالية والمسؤول المالي في حركة تحرير السودان القائد الميداني مرجان قوله «ان قصفا ثانيا حدث مساء اول من امس على منطقة شمال مدينة الجنينة وما زالت الحرائق مندلعة ولم يعرف حتى اللحظة ما اسفر عنه القصف». وقال احمد عبد الله جمجوم القيادي الميداني في «جبهة الخلاص» المسلحة في دارفور انهم رصدوا هجوما على «سربا» من مجموعة من ميليشيات الجنجويد مكونة من 500 فرد يمتطون الجياد ويحملون الاسلحة الخفيفة وتتبعهم 68 سيارة تابعة للجيش السوداني. وذكر ان هذه المجموعات قامت بمساعدة سيارات الجيش السوداني بقصف المدينة بمدافع الهاون مما أدى الى حرق 119 منزلا، ومقتل 38 من المدنيين بينهم 26 طفلا، وادى القصف الى اصابة 38 بجروح خطيرة، حسب قوله. وقال ان الجرحى حتى الان لم يتم نقلهم لتلقي العلاج، وأضاف «لقد طلبنا من الصليب الاحمر التوجه الى المدينة لإنقاذهم»، وأضاف جمجوم ان الميليشيات المهاجمة نهبت 629 رأسا من الماشية، و120 رأسا من الضان ومجموعة كبيرة من الدواب الاخرى. واتهم جمجوم الحكومة بأنها تعد العدة للابادة الجماعية والتطهير العرقي، ودحض المسؤول في جبهة الخلاص قول الناطق باسم الجيش بان ما يقومون به في المنطقة عبارة عن عمل اداري روتيني لتأمينها، وقال جمجوم «في نظرنا هذا العمل تطهير عرقي وابادة جماعية ومخطط يستهدف المنطقة بغرض خلق وجود عربي فيها». واعتبر ان زيارة رئيس مجلس الامن والسلم الافريقي للسودان جاءت هي الاخرى بمثابة تغطية للقيام بهذه العمليات، ومضى «نحن كجهة معارضة سنرد في الوقت المناسب». ورفض وصف الناطق الرسمي باسم الجيش لهم بأنهم جنجويد، وقال «نحن معارضة معترف بها» وان الحكومة تفاوضت مع قادتها مثل الدكتور خليل ابراهيم واحمد ابراهيم دريج والدكتور شريف حرير. من ناحيته قال مكتب الناطق باسم الجيش ردا على اتهامات الجبهة ان الاتهامات بمهاجمة «سربا» يجانبها الصواب والمنطق، وقال ان جبهة الخلاص لا علاقة لها بـ «سربا، التي تقطنها قبائل عربية، وهم عرب الرزيقات اي انها منطقة معروفة بأنها منطقة رزيقات وبالتالي فان اي حديث عن التطهير العرقي للعنصر الزنجي في المنطقة لا معنى له»، ونفى بشدة ان يكون الجيش يقدم الدعم لميليشيات الجنجويد، وقال «أي اتهام بهذا الخصوص يصور الجيش وكأنه من قطاع الطرق او حام للصوص والنهابين والجنجويد». وفي الخرطوم، واصل هيدي عنابي مساعد الامين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام مباحثاته لليوم الثاني امس مع المسؤولين، واجرى مباحثات مع الرئيس عمر البشير تركزت حول دعم قوات الاتحاد الافريقي في دارفور والتفاهمات التي تمت أخيرا بين السودان والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي بشأن الوضع في دارفور وانفاذ الخطة الخاصة بذلك، وقالت مصادر مطلعة لـ «الشرق الاوسط» ان المسؤول الاممي ناقش مع البشير المقترح المقدم من المنظمة الدولية بتعزيز قوة الاتحاد الافريقي التي تحرس اتفاقا هشا لوقف اطلاق النار في اقليم دارفور بموارد خارجية، وبقوة أفراد معاونة «مختلطة»، كمخرج لرفض الحكومة السودانية المتشدد لقرار مجلس الامن الدولي 1706 الخاص بنشر قوات دولية في الاقليم بديلة للقوات الافريقية. وشملت مباحثات المبعوث الدولي الذي وصل الى الخرطوم اول من امس الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع، والدكتور لام اكول وزير الخارجية، وقالت مصادر مطلعة ان وزير الدفاع ابلغ عنابي موقف السودان الثابت والرافض لإحلال قوات اممية محل قوات الاتحاد الافريقي. وجدد التأكيد على قدرة قوات الاتحاد الافريقي على انجاز مهامها متى ما توفر لها الدعم المطلوب، وأكد موافقة بلاده على قبول الدعم اللوجستي والفني من الامم المتحدة لقوات الاتحاد الافريقي بدارفور ليتم الاتفاق حول تفاصيل ذلك لاحقاً. وفي تطور لافت في ملف دارفور، أعلنت حركة العدل والمساواة أحد فصائل جبهة الخلاص الرافضة لاتفاقية أبوجا عن انعقاد مؤتمرها الثاني في العشرين من هذا الشهر وحتى الخامس والعشرين منه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وقالت الحركة إن قادتها السياسيين والعسكريين وممثلين لفصائل المرأة والطلاب والشباب واللاجئين والنازحين وأقاليم السودان المختلفة ومكاتب الحركة بالخارج سيشاركون في المؤتمر. كما وجهت الحركة الدعوة لعدد من قادة الرأي والإعلاميين وممثلي الأحزاب السياسية لحضور المؤتمر، الذي يأتي تحت شعار «من أجل حركة تقوم على المؤسسية وإدارة التنوع ومن أجل وطن خالٍ من التهميش».