|
هل أضعف الجوع والخوف الذي تسببت فيه الإنقاذ القيم السودانية إلى هذه الدرجة
|
صعّد إقدام أمين موقع سودانيز أونلاين وصاحبه المهندس بكري أبوبكر على فصل الناشطة الدارفورية السودانية تراجي مصطفى من عضوية منبره من وتيرة رواج الدعوة التي أطلقتها لإنشاء جمعية للصداقة السودانية الإسرائيلية. منبر الحوار بموقع سودانيز أونلاين مثل لفترة طويلة ملاذاً إعلاميا لقوى المعارضة الديمقراطية الرافضة لنظام الإنقاذ وداعماً لنشاطاتها ولا سيما التمرد الدارفوري الذي اندلع قبل 3 سنوات . ظلت تراجي مصطفى تعمل بدأب من خلال موقع سودانيز أونلاين لنصرة القضية الدارفورية وشهد بذلك كثيرون ممن اختلفوا معها أو وافقوها في الرأي حتى أن أحدهم كتب بين الجد والهزل موضوعا يتساءل فيه عن إمكانية الاستفادة من قدراتها في التبشير بالدين الإسلامي بعد انتهاء أزمة دارفور . الارتباط الوثيق بين فصل ناشطة دارفورية من منبر حوار سوداني وبين دعوة هذه الناشطة إلى قيام جمعية للصداقة السودانية والإسرائيلية يفتح جروحاً كثيرة ... تتعلق بآلام الدارفوريين واكتوائهم بنيران الظلم والتقتيل الحكومي وعجز القوى المعارضة القومية والدارفورية عن إيجاد حل جذري لمعاناتهم وفي ظل التقاعس العربي عن نصرتهم مقارنة بالاهتمام الأوربي والأمريكي صار أهالي دارفور (الذين يتفاهمون فيما بينهم) باللغة العربية ينفرون من كل غريب يزور ديارهم متحدثا بهذه اللغة . إن العجز السوداني والإفريقي والعربي والدولي المستمر عن حماية حياة الإنسان الدارفوري وحقه في العيش الآمن المطمئن يدفع بالدارفوريين إلى طرق كل الأبواب الممكنة حتى أبواب (الكيان العدو ) المكرس في الذاكرة المحلية والإقليمية .. عروبياً وإسلامياً . ارتبطت المسألة الدارفورية أيضا في أشواق قطاعات كبيرة من السودانيين بحلم زوال الحكم الإنقاذي الذي جثم على صدر السودان منذ العام 1989م واحتكر الحياة السياسية والاقتصادية لأقلية تتمثل في قيادات ما يسمى بحزب المؤتمر الوطني ولا زالت الشكوى قائمة من هذا الاحتكار الذي لم تؤثر فيه الاتفاقات الموقعة مع حركات متمردة في الجنوب والشرق ودارفور وقيام حكومة سميت حكومة الوحدة الوطنية يسيطر فيها المؤتمر الوطني على 52 % من مؤسساتها التشريعية والتنفيذية ويمسك بمفاصل كل الوزارات المؤثرة فيها . وبالفعل أنتجت الأحداث الكارثية المتصاعدة في دارفور منذ العام 2003 وضعا حرجا للمتنفذين الإنقاذيين إذ يواجه قرابة الخمسين منهم خطر المثول أمام المحكمة الجنائية في لاهاي لاتهامهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور وهو الأمر الذي يجعلها ترفض وجود قوات دولية في دارفور ربما تكون لها صلاحية القبض على هؤلاء المتنفذين وتسليمهم للمحاكمة . ومع ذلك يرى كثير من الناشطين الدارفوريين والمعارضين لنظام الإنقاذ أنفسهم أسرى لعجز التنظيمات السياسية والمدنية المحلية من جهة وتلكؤ المنظمة الدولية من جهة أخرى في الوقت الذي يصطلون فيه بشكل يومي بنيران نظام الحكم تقتيلا وتهميشا وتجويعا في دارفور وفي سائر أنحاء السودان . حتى الآن تشير ردود الأفعال والقراءات الأولية لحدث الإعلان عن قيام جمعية الصداقة السودانية الإسرائيلية إلى احتمالات ممعنة في الدراماتيكية فهل أضعف (الجوع والخوف) الذي تسببت فيه الإنقاذ التحام السودانيين بالشعوب العربية إزاء القضية الفلسطينية إلى هذا الحد و قد كان أحد أهم قيمهم ومسلماتهم . وهل بدأ العد التنازلي لتطبيع العلاقات بين الشعبين الإسرائيلي والسوداني ؟
|
|
|
|
|
|