|
|
 نقلا عن صحيفة الصحافه : رياح القبيلة تهدد اتفاق الشرق الوليد
|
ريــاح القبليــة تهــدد اتفــاق الشــرق الوليـد
تقرير :عبدالمنعم أبوإدريس
[email protected]
بعد ان شهدت العاصمة الارترية اسمرا في الرابع عشر من اكتوبر الماضي توقيع اتفاق بين الحكومة و"جبهة الشرق" ظن الكثيرون ان الحرب في الشرق ستكون في قادم الايام ضد ثالوث الجهل والفقر والمرض ولكن فجأة خرج مارد القبلية من قمقمه وعاد الجميع للتمترس خلف خندق انتمائه القبلي والبحث عن موطىء قدم عبر بوابة اثنيته ،وتجلى ذلك في مؤتمر جبهة الشرق الذي كان من المفترض ان تشهده مدينة تسني الارترية الحدودية، ففي البدء كان التمثيل في المؤتمر على اساس قبلي وذلك من خلال اذونات عبور الحدود الدولية بين ارتريا والسودان.
فقوائم المؤتمر وزعت اسماء تحت مسميات القبائل ولكن الاعداد التى خصصت لكل قبيلة وجدت تذمرا من القبائل قبل ان تغادر الوفود الولايات الثلاث وفي القضارف وجدت عدداًً من الذين عبروا المسافة بينها والخرطوم وهناك لم يجدوا اسماءهم في قائمة التأشيرات فقالوا ان هذا استهداف لقبيلتهم اما من عادوا بعد ان عبروا نقطة عواض الحدودية فقد اغلقوا هواتفهم وبعضهم اعتزل الناس ،وقبل ان يبدأ المؤتمر وفق لما كان مقرر في الاول من نوفمبر قدمت قبيلة الهدندوة مذكرة معترضة على ان تمثيلها في المؤتمر لايتناسب مع تعدادهم ونتيجة لهذه المذكرة علقت اعمال المؤتمر حتى الحادي عشر من نوفمبر الجاري بعد ان تم التأكيد على نسبة الرشايدة ان تكون 16%من جملة عضوية المؤتمر البالغة 120 شخصا وتركت نسبة الـ 84%لتقسم ما بين مكونات البجا وبقية المجموعات السكانية في شرق السودان
,وقبل مذكرة الهدندوة دفع مجلس شورى
البني عامر بمذكرة طالبوا ان تول عدد من المناصب التى نص عليها اتفاق الشرق في قسمة السلطة وعلى رأسها منصب مساعد رئيس الجمهورية واثنان من اعضاء المجلس الوطني الثمانية اضافة الى معتمد بولاية البحر الاحمر واربعة اعضاء في مجلسه التشريعي ومعتمدين في كسلا وثلاثة اعضاءفي مجلسها التشريعي وان يكون للقبيلة الوزير ونائب الوالي بالقضارف مع ستة من اعضاء المجلس التشريعي متعللة بعدديتها ومضت المذكرة التى حصلت على نصها لتطالب بان يكون قادة القطاعات المندمجة من قوات جبهة الشرق في المناطق الحدودية من ابنائها وفي محور الثروة نادت المذكرة بتمييز ايجابي لمناطق وجودها باعتبار ان الحرب دارت في ارضهم .
وفوق ذلك اذا كنت تطوف هذه الايام فالجميع يحدثك من منصة القبيلة والسؤال كيف الحال لهذه المحطة وعبر اي الدروب فلنروي القصة من المبتدأ .
عقب ان صار الداخل والخارج متقاربين وتكوين مكاتب مؤتمر البجا الاربعة في العاصمة والولايات الثلاث وذلك عقب احداث بورتسودان يناير 2005 تعددت القيادات واكثر من رئيس للمكتب الواحد ولكن الخلاف الذي يظهر للعلن ويتوارى احيانا كان فقط بالداخل وحتى ذلك الوقت كان الخارج متعافي منه والعمل العسكري لم يخض فيه وهذا الامر يفتح الباب على ما قاله لي احد ابناء البجا النافذين في مجموعة ارضها تحادد ارتريا بان الخلاف منبعه الداخل .
ولكن ظلت هناك مسافة ما بين الداخل والخارج حتى تقرر تأسيس مكاتب جبهة الشرق بالداخل وتم ضخ اموال من الخارج ليتم التاسيس ولكن احاديث كثيرة حول هذه الاموال وسوء تصرف فيها ولكن البعض فسر الامر على انه اغتيال لبعض الشخصيات ولكنها بذرت خلافا على اساس اثني وتم استدعاء اثنان من قيادات البجا للتحقيق تقول مصادر ان الارتريين شاركوا فيه .
اما الاقتراب الثاني كان بعض توقيع اعلان المبادئ وذلك عندما ارادت جبهة الشرق تكوين وفدها المفاوض فاقيم مؤتمر تسني وجاء مشاركو الداخل وفق الولايات ودخل الوفد للمفاوضات وبعد عودته من الجولة قبل الاخيرة حدث حادث كان فارغا في الخلاف القبلي لانه جاء بعد مذكرة اعدها مجلس شورى البني عامر للمفاوضين. وروى لي احد اعضاء الوفد المفاوض بانه هناك تسابق بين البني عامر والهدندوة على الاقتراب من الكيانات الصغيرة تمثيلا في جبهة الشرق والذي فسره محدثي بانه استعداد لمعركة قادمة .
وفي منتصف سبتمبر اقامت جبهة الشرق ندوة في كسلا ادارها السر اناي وتحدث فيها ثلاثة من قيادات مؤتمر البجا وممثلون عن الكيانات الاخرى ومن اسمرا عبر الهاتف تحدثت فيها امنه ضرار - وفسر البعض ان هذه الندوة انشقاق واشتكى موسى محمد احمد للوسيط الارتري فتم الاستنجاد بالاسطوانة التى سجلت عليها الندوة فارسلت وشاهدها قيادات الخارج مع الوسيط الارتري وفريقه الذي يضم تخلي ويوهنس وتخلي مانجوس وخرج الجميع من مكتب يماني قربي وقد طويت صفحة الخلاف لكن قبل ان يمر اسبوعان على الاجتماع الشهير استقبل يماني قربي خطابا من مجموعة تقول بانها بصدد تاسيس تنظيم جديد وتريد التفاوض على اساسه ومرة اخرى دخل الجميع مكتب يماني قربي وقيل الامر تم احتواءه ،وجاء يوم توقيع الاتفاق في الرابع عشر من اكتوبر وجلس الجميع صفا واحدا وهم يبتسمون وفي اليوم التالي اعلن ان رئيس جبهة الشرق ومؤتمر البجا سيقدم تنويرا للداخل والمقاتلين في يوم 24 اكتوبر في منطقة ربدة وغادر الجميع اسمرا على هذا الاساس وقبل عيد الفطر الماضي بدات الدعوات على اساس انه مؤتمرا عاما لمؤتمر البجا الامر الذي جعل البعض يقاطعه بل وصفوه بانه ليس مؤتمرا ولكن محمدين سليمان رئيس مكتب مؤتمر البجا بولاية كسلا وهو احد الذين شاركوا في ربدة بان المؤتمر لم يقاطعه الا قلة من بني عامر ولاية القضارف وكان شاملا ولكن عددا من بني عامر كسلا اهم لم يشاركوا في مؤتمر ربدة وهو لقاء تنويري وليس مؤتمرا وحتى تتضح الصورة اكثر فلنروي جانبا مما حدث في ربدة فقد قضت الوفود اليوم الاول دون اي جلسات وفي اليوم الثاني بدأ تنوير حول الاتفاق واستمر لثلاثة ايام ومحمددين قال إن المؤتمر استغرق ثمانية ايام وفي نهايته تم تكوين لجنة مركزية ولكن قادم من هناك قال ان موسى محمد احمد امسك المايكرفون في اليوم الختامي وخاطب الجمع قائلا نحن جبهة شرق ومن يريد مؤتمر بجا عليه البحث عنه ولكن محمدين قال لي بان جبهة الشرق ستصبح حزبا وفي ذات الوقت مؤتمر البجا باق الى الابد ومؤتمر البجا كون جبهة الشرق ليشرك اهل الشرق في الاتفاق .
ولكن لم يتم اختيار مشاركين في مؤتمر تسني من ربدة سوى ثلاثة من العسكريين وقال محمدين بان هذا ما اتفق عليه والمؤكد ان آمنة ضرار ولا حسن كنتباي من الخارج لم يحضروا في ربدة وموسى ظل يقول بانه لقاء تنويرى .
وبعد ان جاءت الدعوات على اساس قبلي روى احد ابناء البجا بان الادارة الاهلية طلبت من افراد قبائلها في جبهة الشرق ان تسلمهم ملف تقاسم السلطة بعد ان صار الامر قبليا ورغم انه لم يتم الاستجابة لهذا الشئ بشكل واضح ولكن النسب نسفت مؤتمر تسني وفتحت خطوطاً بين حاكمين ومعارضين الحاكم فيها القبلية .
|
|
 
|
|
|
|
عبد المنعم سليمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست