|
|
 الى الأخ بكرى أبوبكر وآخرين
|
عزيزى بكرى أبوبكر
وآخرين نعلمهم بقلوبنا ونسكنهم جوانحنا وإن جنحنا عنهم فى غياهب الغلو والغيظ والضجر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البداية:
لست صحفيا ولا أديبا ولا سياسيا ولا قائدا يزحف بكوكبته الى تغيير الواقع المذرى فى بلادى. ولكنى مواطن وسط مواطنين من بلاده وتلميذ وسط أدباء وجندى يتكاتف مع جنود ويرمى بجهد الكلمة والرأى.
كتبت وإرشيفى موجود عن قضايا وحكايا عندما كانت الكتابة عندى رغبة مدعمة بصفاء ذهنى وراحة نسبية موقوتة تسمح فقط التعبير بقوة عن عدم راحة وطنى واهتزازه فوق رمال متحركة قوامها موبقات الآبقين من بنى جلدتنا.
لم أوهم نفسى حينها بأنى سأغير الواقع بمقال ولكنى كنت موقن بأننا فى سودانيزاونلاين مانكتبه أفضل من ماتبثه إذاعة الحكومة وتلفزيونها وإعلامها المدجن الذى صار شعار عرابيه من غير أهل النظام (كسكسوكة) بمعنى دعونى أعيش ولحية بمعنى من أجل أبنائى. وكتبنا حتى عكسنا الواقع المهترئ لبلادنا بخيره وشره, بل بانت أمراضنا وتعاملنا مع عامها وخاصها فى خطوة نحو علاج ناجع يعقب التشخيص الصحيح.
الزلة الكبرى:
وهذه شاركت فيها بضلع وصار لها أربعة أضلع متباينة الطول والقامة والسمت والتكوين الشخصى والنفسى. وامتدت مساحتها مدمرة لكل مثل وقيم عبر كل الأسافير السودانية أبيضها وأصفرها.
وفى هذا الأثناء صار لنا أصدقاء جدد وأعداء بذلنا جهدنا أن نحصرهم فى ثلاثة فأبت نفس الرابع إلا خلع قميص حيائه مستسهلا (البطان) ولم يدر بأن السوط غليظا شديدا تحمله يد الغضب العارم ويمد نفحه من قوة النفس الأمارة بالسوء فكان الصراخ فى جميع الأصعدة الى بواطن الأرض وعنان الأسافير.
الخديعة:
بعد عام وإذا بومض من العقل يتغشانى فى لحظة حضرة صوفية لأجد نفسى أعرى فى العراة!! وهل بعد العرى تعرية!! وهل يحتاج العارى لتعرية??
الإجابة للأسف نعم فحين خلعت عن العارين أثوابهم العدمية وجدت نفسى أخلع ثيابى التى ظننت أن السنين نسجتها من التجربة والخبرة والعقلانية وتربية سودانية صوفية قوامها مخاشنة الفقر والجهل حتى هزيمتهم التى بعدها عزفت مزامير الإنتصار العصامى.
ولكن (وما أخبث لكن هذه) لم أدر أن كل الثياب بالية إلا ثوب النفس المتوطنة على الخير والمطمئنة بما أصابت من حظ والذى يعصمها عن أمر النفس الداعية للسوء.
ومض آخر:
برجعة الى الإرشيف وقراءة كتاباتى فى الشأن العام وجدتها غريبة على وشعرت بأن من كتبها شخص آخر وعقل آخر وقلم آخر وتمنيت أن أكون أنا كاتبها, وعندها أدركت أن الهوة تحفر للإنسان فى عقله ونفسه ومنهما تتسرب الى السلوك فتحط حتى الحرف والكلم فيشى عنك وأنت لاتدرى حتى تدركك منية الوقت فتجد كل الناس عاقلين وأنت المجنون وكلهم حكماء ينفحونك بأقراص النصح والإرشاد وعندها تصير فى مرحلة (كفى بك داء).
الأمر وأدهى:
أن تكتشف أهم ضلعين من الحفاة العراة يتعاطون علاج من طبيب الأمراض النفسية وعندها يصبح المعافى فى ذمة المرضى الذين رفع الله عنهم القلم لتأتى أنت وتضعه فى غير مكانه. وهنا أنوه بأن المرض ليس عيبا فى المريض وإنما هو إبتلاء يستوجب الأجر عند الصبر عليه.
الخلاصة:
النفس تحتاج للتأديب والعلاج وذلك بسجنها عما تحب من عوالم الأسافير وصحبة الأثير ولايسجن النفس إلا صاحبها الذى ركبها وهى أمارة بالسوء وأطلق لها العنان.
قبل النهاية:
للأخ بكرى أبوبكر حق لدينا يستوجب شكره أصالة عن نفسى ونيابة عن مواطن مشرد من وطن مجروح يبحث عن متنفس للكلمة الحرة ومرآة الواقع الصادقة. فبادر بكرى بتوفيق من الله على بسط المساحة وتجلية المرآة على صفحة هذا النهر الصافى سودانيزاونلاين.
وأشكره نيابة عن الفقراء المهمشين فى كل بقاع الدنيا أن يجد صوتهم الإنتشار فى بلاط بكرى الذى نشأ وترعرع بين كاف ونون القدرة وسلامة نية من بناه صرحا وأسماه (السودانيون على الخط) وأتمنى أن يسيروا على هذا الخط حتى يدركوا السودان الذى يمد يده وهو فى الغطسة الأخيرة.
الشكر لكثيرين بعضهم وجدنا السانحة لنعبر لهم عن إحترامنا لهم ولمواقفهم وكتاباتهم وبعضهم لم نجد الفرصة لنقول لهم إننا نحبكم. ويشهد الله أننا نحبكم جميعا بكل توجهاتكم وتنظيماتكم حتى الإنقاذيين الذين نظل نختلف معهم فيما يحملونه من أفكار سيئة دمرت البلد وأتمنى أن تأتى نهايتهم ونصدر عليهم الحكم العادل فى باحة القضاء المستقل و ننفحهم بابتسامة عند نطق الحكم.
ختاما:
أتوقف هنا وأرجو من الأخ بكرى سحب كلمة مرورى عند نهاية هذا السطر وعند هذه النقطة.
|
|
 
|
|
|
|
Balla Musa
يوسف الولى
Bakhaf
Yasir Elsharif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست