السماوات و الحب ليست هنا , و الهواء المعطّر ليس هنا....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 03:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-27-2006, 10:16 AM

عبدالله شمس الدين مصطفى
<aعبدالله شمس الدين مصطفى
تاريخ التسجيل: 09-14-2006
مجموع المشاركات: 3253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السماوات و الحب ليست هنا , و الهواء المعطّر ليس هنا....

    ليس عن الحب



    لى سماءٌ غريبة
    أتأملها فى الخفاء
    و أهدهدها ساهماً فى المساء
    و أغنى لها أجمل الأغنيات
    بصوتى الأجشّ الذى لا يجيد الغناء
    و أقول لها و أتمتم :
    آه..ملاذى من القيظ و الزمهرير!
    أنت يا مركبات الشروق التى تتحرك
    بين السهول الغربية
    و السهوب الفساح التى لا يراها سوانا
    و التى فرشتها يدانا
    أنت وحدك لا تجهلين
    لماذا نخوض البحار سويا
    و نغشى النجوم البعيدة
    و لماذا نحب الجباه التى لم تطلها قدم
    و الأمانى التى بعد لسنا نراها
    و العيون التى تتمازج فيها
    الجسارة و الحب و الغربة الهائلة
    و نحب البواخر هدّارة فى أعالى البحار
    و نحب نقاط الحدود و أحزمة الطائرات
    ثم نرحل بين الحزون و نهبط فوق النيازك
    فتحاصرنا النار تحت التخوم القديمة
    و نقوم لنمسح أوجهنا فى السنين
    التى سوف تأتى
    و نقاتل هذا الزمان القبيح
    فى حشانا
    فى خطانا
    و نحزّ براثنه القاتلة
    يا سمائى الدخان الدخان
    صار سقفاً لنبضى و نبضك
    حائطاً خامساً فى المكان
    جيفة فى الرياح تفوح
    السماوات و الحب ليست هنا
    و الهواء المعطّر ليس هنا
    انظرى!
    كلما نمنح الأرض من قلبنا
    تصبح الأرض منفى لنا
    و لأشواقنا....




    عبد الرحيم ابوذكرى


    مات أبوذكرى وحيداً فى شتاء العام 1990 فى موسكو إذ ألقى بنفسه من فوق البناية التى يشغل فيها شقة لم يعرف الضياء طريقاً إليها, لا ضياء الأصدقاء و لا ضياء المرح و الحب و السرور و لا ضياء الرفيقة التى كانت قد فارقته زمناً بعيداً, وحتى القصاصات و الأوراق الأخيرة و التى (ربما) كانت تحتوى على صور كتاباته فى عزلته تلك و التى كانت ستكشف حتماً نوع الحياة التى عاشها وحيداً فى سنوات عمره الأخيرة من بعد أن إنفض من حوله الرفاق و الأصدقاء, كان قد أحرقها قبلها بقليل أو فى اليوم السابق تحديداً لوضعه حداً لحياته على حسب إفادة جاره الباحث السورى و كأنه أراد أن يقول للدنيا هآنذا ارحل خفيفاً دون أثر كما جئت و لولا ديوان ( الرحيل فى الليل ) و بعض المواد المتفرقة هنا و هناك لما عرف الكثيرين الشئ اليسير عن قامة و هامة سامقة و رقم عاتى فى صفحة الأدب السودانى.
    لكن لماذا هكذا, و بهذه الطريقة التراجيدية الهادئة دون صخب و لا إعلان, وكأنه أخطأ إتجاه الخروج فقصد النافذة أو الشرفة بدلاً عن الباب و حلّق قليلاً قبل الوصول إلى إسفلت الطريق القاسى مفسحاً و بالموت موطئً لنفسه وسط تيار المارة فى ذلك الصباح البارد. لماذا بهذا الشكل؟؟ هل هو و لفرط إعجابه ب(ماياكوفسكى) قرر أن يسلك نفس الطريق التى سلكها قبله كما ذكر الأستاذ كمال الجزولى فى كتابته عن خدين روحه و رفيق دربه فى أواخر ستينيات هذا القرن, و إن سلّمنا بانه إختار هذا الشكل و هذه الطريقة فى (الخروج) أليس من المعهود أن يترك المنتحرون و لو قصاصة صغيرة تقول للناس آخر كلمات وداع أو لعنة أو يأس !! المهم أى ورقة!!! فقد فعلها قبله الكثيرين إن لم يكن كلهم.
    ثم لماذا المبدعين تحديداً هم الذين يختارون ذهابهم طوعاً؟؟ هيمنجواى , مايكوفسكى, خليل حاوى , اروى صالح و غيرهم ما لم تسعفنى الذاكرة بهم,, هل لأن المبدع يرى أكثر و أبعد من الآخرين, أم لأنه يرى جوهر الحياة دون تزويق و بلا أوهام , أو لأنه يكتشف و قبل الآخرين أكذوبة العالم الكبرى!!! ثم ماهى الكتابة و ما هو الإبداع أصلاً إن لم يكن محاولة دآئمة و مستميتةً لصياغة العالم وفق هندسة جديدة ذات أبعاد خاصة لا تخضع بالضرورة للأبعاد المعروفة و للأشياء المرئية المعهودة, صراع , الذاتى و الموضوعى , دبالكتيك الكون الذى يأبى إلآ أن ( لا يستوى عقلاً و لا شكلاً و لا موضوعاً ) و من ثم الدخول إلى حالة اليأس و الوهن التى تلى كل هذه المعاضلات, حين يكتشف المبدع بأنه قد عجز تماماً فى فهم أو تغيير الكون, و الأهم أنه قد فشل فى (معايشة) الدنيا كما يفعل الآخرون, حينها يقرر الذهاب, بغضب و عنف و صخب, أو بهدوءٍ و يأس و إستسلام, و ربما تحدد الوسيلة و السلاح الذين يختارهما الحالة النفسية للمبدع قبل رحلته الأخيرة و..بلا عودة.
    أرجو أن يحرّض هذا البوست المختصين و الإختصاصيين فى إيضاح و تفسير, لماذا المبدعين و الفنانين تحديداً عرضة للإنتحار أكثر من غيرهم؟؟!! و لماذا هم الأكثر هشاشة إذا سلّمنا فرضاً بأن الإنتحار ما هو إلآ (جبن) و خوف من المنتحر؟؟.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de